مَرْثِيَّةُ الأُمِّ / غيداء الأيوبي

مَرْثِيَّةُ الأُمِّ

أُمَّاهُ عُودِي لِلْحَيَاةِ فَإِنَّنِي نَبَضَتْ عَلَى رُوحِي الْحَيَاةُ تَيَتُّمَا كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَيْكِ رَبِّي دُلَّنِي وَالْمَوْتُ حَقٌّ فِي الدُّنَى قَدْ سَلَّمَا الْعَيْشُ مُرٌّ دُونَ نَبْضِ حَنَانِهَا لِيُقَبِّلَ الصَّدْرَ الْحَزِينَ تَرَحُّمَا قَدْ مَرَّ عُمْرِي وَالشَّبَابُ يَذِلُّنِي وَبِرِحْلَةِ الأَيَّامِ شَيْبِي أَعْلَمَا مَنْ قَدْ تَبَقَّى كَيْ أَرُدَّ بَشَاشَةً بِمَلاَمِحٍ فِيِهَا الشُّحُوبُ تَجَهَّمَا فَبَصِيصُ طِفْلِي مِلْءَ رُوحِي قَابِعٌ لَازَالَ يَبْكِي مِنْ فِرَاقٍ أَظْلَمَا وَالطِّفْلُ لَوْ تَدْرِينَ..أُمِّي..لِلْحَنِيـِ ـنِ يَتُوقُ دَوْماً فِي الظَّلامِ إِذَا اْنْعَمَى وَأَنَا عُمِيِتُ..بُعَيْدَ فَقْدِكِ لَفَّنِي شَبَحُ اللَّيَالِي وَاللِّحَافُ تَحَزَّمَا وَتَجَعَّدَ الْفَرْشُ الْوَثِيِرُ بِنَوْمَتِي مُذْ لَفَّ جِسْمِيَ طَيَّ حُلْمِي كَالدُّمَى لَعِبَتْ بِهِ الآهَاتُ جَهْلاً وَالأَنِيِـ ـنُ مُعَرْبِدٌ..صَوْلاً وَجَوْلاً نَغَّمَا الآهُ يَا أُمِّي تُجَلْجِلُنِي بِهَا وَأَنَا هُدُوئِي فِي انْزِعَاجِي حَطَّمَا وَالْحُزْنُ يَا أُمِّي يُعَانِقُ رِقَّتِي وَأَنَا عِنَاقِي لِلشَّقَاءِ تَصَنَّمَا عُودِي لَعَلِّي فِي الإِيَابِ أَدُلُّنِي إِنَّ الضَّيَاعَ بِرِفْقَتِي قَدْ لَمْلَمَا أُمَّاهُ..دَمْعِي بَعْدَ مَوْتِكِ نَازِفٌ فَلَقَدْ جَرَى فِي الْعَيْنِ حَتَّى وَرَّمَا وَالرِّمْشُ سَيْفٌ فِي الْمَآقِي خَزَّنِي لَمَّا تَغَلْغَلَ فِي الدُّمُوعِ مُعَلْقَمَا الدَّرْبُ يَشْكُو مِنْ مَتَاهَةِ شَارِدٍ أَيْنَ الَّتِي نَقَشَتْ بِدَرْبِي مَعْلَمَا وَالأَيْكُ لَفَّ مُشَبَّكاً بِتَلَوِّنِي وَكَأَنَّنِي الْجُورِيُّ مَحْبُوسُ الدِّمَا وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي بِرَبِيعِهَا كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْتُ لِأَفْهَمَا إِنَّ الْوُرُودَ بِلاَ مِيَاهٍ تَنْثَنِي وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَا لَو قُلِّمَا وَالْجَذْرُ إِذْ يَجْفُو الْغُصُونَ سَنَجْتَنِي مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَا جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ أَغْصَانُهَا مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا وَالطَّيْرُ غَابَتْ فِي الْحَيَاةِ تَيَتُّماً مُذْ هُدَّ بَيْتٌ..وَالْفِرَاقُ تَجَسَّمَا تِلْكَ الْمَوَاسِمُ لَمْ تَعُدْ بِغِيَابِهَا فَالْعُشُّ مَا بَيْنَ الْغُصُونِ تَهَدَّمَا أَيْنَ الَّتِي كَانَتْ تُلَمْلِمُ مِحْضَنِي ؟ أَحَمَامَتِي عُودِي لِحِضْنٍ قُسِّمَا يَا رُبَّ عَوْدٍ بِالْحَنَانِ يَضُمُّنِي وَيَضُمُّ أَشْتَاتَ الْعَوَائِلِ بَلْسَمَا

غيداء الأيوبي

يحزنني أنْ أدعو لها صباحا بمتعة العمر وما دريت انّ القصيدة قديمة وأرثيها مساء
أدعو الله أنْ يظلـّلها بظلال جنته الوارفة وأنْ يرحمها برحمته الواسعة
سيدتي الشاعرة الملهمة الاستاذة غيداء
أنت تنتقلين بين أغراض الشعر المختلفة وفي كلّ غرض تسكبين من قدرتك الشعرية المبدعة الأحاسيس المرهفة النابعة منْ روحك التي هي حديقة للجمال ومعبد للمحبة.
رغم كثافة الحزن النبيل الصادق جاءت أبياتك ترفل بأعذب ما في الفن الشعري منْ روعة وإتقان
سيدتي
مع قصائدك نحلـّق إلى مجرّات خرافية ونعود ونحن نحمل مشاعر الإعجاب والدهشة
دامتْ لك هذه النبضات الشعرية التي تشي بما في قلبك منْ فضاءات للمحبة
وتقبّلي مني أطيب مشاعر الاحترام ونفحات المودة

مرثية موجعة
وما أصعب الوجع حينما يكون على من نحب
تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها الفردوس
ودام لكِ الألق وهذا الوجع الذي يثلج الصدور
ودي وتقديري لكِ أختي الكريمة الشاعرة غيداء الأيوبي

صدق واضح في الرثاء أحسست بنفحاته في العمق لصدقه
رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته.
زادك الله مداداً يا نبع المشاعر الإنسانية الرقيقة
جزاك الله خيراً

الشاعرة الكبيرة ــ غيداء الأيوبي
عزفت على وثر الحزن فأحزنت وأبكيت ..

مرثية حملت من الوجع ما تنوء بحمله القلوب
تغمــد الله أمك أمنا بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته
ورزقك برها حية وميتة حتى ترضى .

كتبت سيدتي للأم التي على قيد الحياة ميمية رائعة
وقد البستها أجمل الحلل حتى انني تمنيت لو ان امي بيننا لأقرأها لها
من فرد اندهشي وحبي لكل ما جاءت به من معان وتصوير
ثم ها انت تكتبين مرثية للأم التي افتقدناها وغرست فيها احاسيسا
في الجمال والتوجع في آن وكنت صادقة الحس ملازمة لكل من فقد امه
جمال لم يتوقف في غرضين مختلفين في المشاعر وابدعت في كليهما
شاعرة مائزة بكل ما تحمل
مودتي الصادقة الطاهرة

أجمل الكلام ما يحمل أصدق المشاعر
قصيدة رائعة صادقة لامست القلوب فأدمتها
ولامست نبضاتك السحب فغزلت لنا قطرات من الجمال
وسلبت العقل بعميق حسك وجميل حرفك وأنيق تعبيرك
رحم الله أمك رحمة واسعة
ودامت حروفك متوهجة بنبض إحساسك.

ميميّة ومرثية ذكّرتنا بميمية أمير الشعراء شوقي رحمه الله ، تقطر ألمًا وحبًّا ووفاءً وبرًا ، ومن سواها يستحق كل هذا العطاء ؟ ، رحمها الله برحمته التي وسعت شيء ، وجعل مغناها في عليين حيث الفراديس العلا ، وجزاك الله خير الجزاء شاعرتنا الميفاء بيانها ، تقديري .

وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي بِرَبِيعِهَـا
كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْـت ُ لِأَفْهَمَـا
إِنَّ الْـوُرُودَ بِـلاَ مِيَـاهٍ تَنْثَنِـي
وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَـا لَـو قُلِّمَـا
وَالْجَذْرُ إِذْ يَجْفُو الْغُصُونَ سَنَجْتَنِي
مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَـا

من أجمل الصور الشاعرية ...

وبارك الله فيك وأنت تنشدين للأم الحنون ... وهو برّ بالأم العظيمة التي أنجبتك .. فلم تمت بل أنت امتداد لها ..

أما هنا :

جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ أَغْصَانُهَـا
مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا

فأنا لا أرى جنات ذوت أغصانها ... بل أزهارا تفتحت وشذت بعبقها من خلال إبداعك الشعري.

رحم الله الأم التي أنجبتك ... ورعتك وأنبتتك نباتا حسنا .. لتقطف من خلالك الترحم عليها ..

نسأل الله أن يكون مثواها الجنة

بارك الله فيك

مرثية محزنة وصادقة المشاعر
لاشيء في هذه الحياة يستطيع أن يحل مكان الأم وحنانها
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
وشكراً على هذه الحروف النابضة