سنابلُ الصّمتِ مدّت للكلامِ يدَا
وكبّلتْهُ، بقوسٍ كَهرَبَ الجسدا
.
وعلّمتْهُ فنونَ الحُزنِ ، مُوقِنةً
بأنّ يومَكَ يَدعو للبكاءِ غدَا ..
..
أأنتَ أنتَ؟ وهذي الوحدةُ اجترحت
وجيعةً بك حتى لم تجدْ أحدا ..
.
كأنّكَ الحُزنُ في يعقوبَ، ينسجُهُ
في الغيبِ حظُّكَ، والأحزانُ بعضُ رَدَى
.
يضيقُ صدرُكَ من أحزانِكَ انفجرَت
لتملأَ البحرَ دمعًا؛ والسّماءَ صَدى
.
لا شِبرَ في الأرض لم يغرقْ بحزنِكَ لم
يُعصَمْ مكانٌ تماهى النّصُّ فيك مَدَى
.
سألتُكَ الآن بالأفراحِ مِلْ شَرِهًا
إلى السّعادةِ أخشى تنتهي كمَدَا
.
وسكتةٌ، نظرةٌ، إبهامُهُ قلَقًا
حطّت على الجفنِ؛ مثلَ الشّيخِ إذ سجدا
.
يقولُ: كيف سروري والعراقُ مُمزّقُ
الضّلوعِ وأهلُ الضّادِ شِبهُ سُدَى
.
يقولُ: والشّامُ أنثى تشتهي هِبةً
من السّرورِ ليَلقَى القلبُ ما فقدا
.
أتُحرَمُ الشّامُ حبًّا طالما وَهَبَت
حبًّا إلى النّاسِ؛ حتى أحيتِ الأبَدا
.
وتعْزُ، بَلقيسُ منها عرشَها نَقلت
حزنًا، على هُدهدٍ ينسى الذي سرَدا
.
حتى سليمانُ والرّيحُ القريبةُ لم
ترجعْ، فضمَّ يدَ التّاريخِ وابتعدَا
.
والقدسُ مصلوبةٌ فيها اليسوعُ أسىً
يَبكي؛ ومريمُ ثَكلىً تندبُ الولدَا ..
.
ومسجدٌ كان معراجا، بَذلْنَ له
أقصى العطاءِ نساءٌ كُنَّ أهلَ فِدَا
.
ونبتةُ الصّبحِ، دمعٌ سوف يُنضِجُها
فأسرِجِ الآن ضَوءًا يغمُرُ الأمدَا ..
.
أنا العُروبِيُّ أفراحي مُؤجّلةٌ
لكنْ، بصدري أخوضُ الصّعبَ كي أجِدَا
.
فاعصِبْ جراحَ سماءٍ أَمطَرت قلقًا
على العروبةِ حزنًا مَا، كمِ احتشدا
.
واصنعْ من الدّمعِ شمعًا كي تُضيءَ بهِ
ما بينَ جُرحَينِ، كُن ضُمّادةً وندَى
.
واستنطِقِ الماءَ إنجيلاً تُرتّلُهُ
في #سورة_الحبِّ حتى تنقذَ البلدا
.
وقل سأعبُرُ قرآنًا كُلوا قمَرًا
ما شِئتُمُ منهُ يا كُلَّ الوَرَى رَغَدَا
.
وقل هوُ الله، والإنسانُ صُورتُهُ
نقيّةٌ، فاجعلوها مِثلَما اعتقدا ..
.
وقل: لنا مولِدُ البُشرَى وفرحتُنا
وعدٌ مِن اللهِ، كلُّ الصّدقِ ما وعَدَا