|
أبَتاهُ.. والأيام لا تتوقّفُ |
والغُربة الرعناءُ لا تتأسَّفُ |
ماذا عساي أقول؟! والأشعارُ لا |
تُغني، وأقوالُ الأنامِ تُحَرَّفُ. |
إن كان شعري في سواك مُزيَّفًا |
فالودُّ والإحساس لا يتزيَّفُ |
إني أحاول وصفَ قدْرِك في دمي |
فإذا بقدرك في دمي لا يوصفُ |
أنت الذي لم تستطعْه قصائدي |
والشعر في غير الحقيقة مسرفُ |
بالشعر كم أنصفتُ قبلَك!! إنّما |
كل الكلام بوصف غيرك منصفُ |
أنت الذي أنبتّنا ورعيتنا |
فمتى ستجني ما زرعتَ وتقطفُ |
أبتاهُ أنت إمامُنا يا ذا الذي |
صلّت عليك وعظّمتك الأحرُفُ |
مهما ابتعدنا عنك يا أبتي فما |
أحدٌ سيعرفُ عنك ما لا نعرفُ |
أبَتاه أنت خريفنا وربيعنا |
وإذا الشتاء أتى، فأنت المِعطَفُ |
أفنَيت عُمْرك في سبيل طموحنا |
وحييتَ تبني عيشنا وتزخرفُ |
يا نهرنا إن أجدبوا.. |
يا بدرنا إن أظلموا.. |
و وفاءَنا إن أخلفوا |
كم مثلنا بين الأنام مشرَّدٌ |
إن يرحمِ الآباءُ أنت رحيمُهم |
أو يعطفِ الآباءُ أنت الأعطفُ |
أشعَرتنا أنّ الحياة بسيطةٌ |
حتى اعتقدنا أن عيشك مُترفُ |
كنا نظنُّ بِأنّ فيك قَساوَةٌ |
ونقول كم مِن والدٍ لا يَرْأَفُ |
كنا صغارًا فاعفُ عنّا يا أبي |
كُنّا بكل حماقةٍ نتصرَّفُ |
واغفر لنا ما قد سمِعتَ، وقُلْ لنا: |
سهلٌ على الأطفال أن يتفلسفوا. |
الآن أعرفُ أنك البحر الذي |
كُنّا طوال الدهر منهُ نغرِفُ |
الشمسُ أنت بِبُعدِها وبِفضلها |
دفئًا.. ونورًا للدياجي يَكشِفُ |
أبتاهُ أنت كريمُنا ورحيمُنا |
ولأنت أطيبُ من عرفتُ وأشرفُ |
أبتاهُ إن الشوق يملؤنا معًا |
إن كنت يعقوبًا فإني يوسفُ |
الغُربة الصمّاءُ تحجبُ بيننا |
وقلوبُنا للمُلتَقى تتلَهَّفُ |
كُلٌ لديـهِ في التصوُّفِ مذهبُ |
وأنا بحُبك يا أبي مُتَصوِّفُ |
فإذا كتبتُ رؤىً، فإنّك مُلهِمٌ |
وإذا طلبتُ هُدىً، فإنّك مصحفُ |
وإذا اشتكيتُ فإن قلبك منصفٌ |
وإذا مرضتُ فإن قلبك مُسعِفُ |