بسم الله الرحمن الرحيم
ثَبِّتْ قصيدَتَهُ
د. ضياء الدين الجماس
شِعْرٌ يطيرُ بذي الوجْهَينِ إعجابا = يبدو لَهُ ألِقاً في الجذْبِ خَلّابا
إنْ فيه مدحٌ جرتْ في العرقِ خمرتُهُ = كم أسكرتْ عاشقاً في سحرها غابا
قال المشير الذي زكّى محارفه = أحببتُ شعر الفتى قصراً وإطنابا
يستاهل الحمد عرفاناً وتكرمةً = نسجٌ جميلٌ بدا في المدح جوّابا
عجبتُ من مدحه يهوى مبالغةً = إني أرى الزيغ في الأشعار جذّابا
والشاعر الفحلُ لا تحلو قصائده = إنْ لم يكنْ في عيونِ الناسِ كذّابا
أمَا العَروضُ فسامحْ في ضرائره = والكسرُ يجبرُه مدحٌ إذا طابا
قد هالني حرفه يجري بموهبة = كالنهر يدفقُ في الوديان منسابا
يشكو الأنينَ لظى في الجمر جذوته = في قلبه مرضٌ يشكوه مرتابا
في عشقه غائبٌ جنٌّ تلبسهُ = بين الهدى والهوى تلقاه قلابا
عاشَ الضياع بلا عقلٍ ولا رشدٍ = أضحى بحرف الهوى كالجنِّ خبّابا
ثبِّتْ قصيدتَهُ شهرين كاملة = فشعره عسلٌ في مهجتي ذابا
كأنَّ تثبيتها إهداءُ تكرمةٍ = لقارض الشعر تلحيناً وإطرابا
عين الحكيم من الأشعار مهملة = فالناسُ تطلبها لهواً وألعابا
كلُّ الحروفِ إذا ما القلبُ أطلقها = صارت مثبَّتتةً تحتاج توّابا
قال الإله رقيبُ المرءِ ناظره = إن يلفظ القول صار الثغر محرابا
سَطْرٌ يُسَجَّلُ لا تمحى محارفُه = لو دامت الأرضُ والأفلاك أحقابا
يوم النشور ستأتى الصّحْفُ طائفة = من حول صاحبها تغشاه أسرابا
"اقرأ كتابك" يشهدْ ما طوى عملاً = "كفى بنفسك" في الإحصاءِ حسّابا
يوماً ستنكرُها والخلقُ شاهدةٌ = ترجو مباعدةً عنها وإضرابا
خَفَّتْ موازينها في الرّيح قد نثرتْ = أضْحَتْ لصاحبها ناراً وأوصابا
فاضبطْ حروفك لا تُفْلتْ مكابحها = لا تجْرَحَنَّ بها قلباً ولو عابا
إن كنت ترجو جمالَ الحرفِ زَخْرفةً = فاجعلْهُ من ذهبٍ واطرقْ به البابا
باب الكريم إذا داومتَ تقرعُهُ = فاصدحْ بصدق الدعا يفتحْ لمن آبا