العاتق على العلماء
************************************************** ************************************************** ****
.................................................. .................................................. ......................

يقول عز وجل : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } .
بعد أن أكمل الله دينه وشريعته .. وأتم الله على عباده فضله ونعمته .. انتقل رسول الله إلى مثواه ..
وورث المسلمون الرسالة .. وحملوا الأمانة ..
حملوا الأمانة لأدائها ( أداء ما شرعه الله فيها من فروض وتعاليم وحدود وأحكام ) ..
وورِثوا الرسالة لبلاغها ( إلى الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ) ..
...
عهِد الله إليهم بأن تتفقه طائفة منهم فى الدين ليقوموا ببلاغ الرسالة كما بلّغها نبىهم ورسولهم الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فقال تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
هذه الطائفة هم العلماء والفقهاء والدعاة ..
إذا ما أقدموا على التفقه فى دين الله فقد حملوا على عاتقهم أن يقوموا بالنذارة وبلاغ الرسالة وأن يبينوا تعاليم الإسلام وأحكامه .. ولهذا :
أورثهم الله ميراث الرسل والأنبياء ..
كلفهم الله أن ينذروا غير المسلمين وفى بلاغهم ونذارتهم ليس عليهم إلا أن يبينوا لهم أن الله أمرهم بالإيمان واتباع دين الإسلام
وهو ما أخبر الله وأمر به نبيه ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
يقول عز وجل : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ }
ويقول تبارك وتعالى : { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ }

فمن أبى واستكبر منهم فهم ليسواْ بوكلاءٍ عنهم ولا أىٍ منهم بحفيظٍ عليهم .. من شاء منهم أن يؤمن فليؤمن ومن شاء منهم أن يكفر فليكفر
يقول جل شأنه : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } ..
ويقول جل ذكره : { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً .. أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }

ولكن وجب عليهم : ألا يغفلوا كمال الرسالة والمنهج الشامل الذى أنزله الله ..
لايغضّوا الطرف عما بيّنه الله فى كتابه من قتال الكفار والمشركين إن أصروا على كفرهم .
وأن لايألفوا الصمت والكتمان فى بيان فرض الجزية على اليهود والنصارى إن لم يؤمنوا بدين الله وقتالهم إن امتنعوا
عن دفعها لإعطائها للمسلمين وهم صاغرين .
فهم خلفاءٌ على الرسالة أمناء على بثها وإظهار نورها لإصلاح شأن العالم بها .

وعليهم ألا يضنّوا بهديها ونورها على من سواهم " الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين " .. فهؤلاء العباد
وإن كان منهم من بلغهم هذا الدين ومن يعلمونه علم اليقين وصدّوا عنه وحاربوه جهلاً أو حسداً أو ظلماً وبغياً فهناك من هم فى
مختلف أقطارهم وشتى بلادهم من هم غافلين وحيارى تائهين يجهلون أنهم مخاطبون بالإيمان وأنهم مكلفون باتباع دين الإسلام ..

وعليهم أن يبينوا حقيقة الإيمان وصحيح تعاليم الدين إلى عامة المسلمين فهناك من مات ويموت منهم وهو جاهلاً بما كان
عليه واجباً من أحكام وفروض الإسلام ..
...
المسلمون الأولون : صانوا الأمانة وأدوها كما أمرهم الله بها .. وأحكموا ما شرعه الله فى كتابه وسنة رسوله ونبيه .
وقاموا ببلاغ الرسالة إلى كافة البلاد والأمصار وتحملوا أعبائها وشَرَواْ أنفسهم وأموالهم مجاهدين فى سبيلها ..
فكانوا جديرين بنصر الله وتأييده .. فتح الله عليهم مشارق الأرض ومغاربها وأراهم الله آيته الكبرى فى نصرهم على قلتهم ودخل الناس
أفواجاً فى ملتهم وتساقطت الدول والحضارات أمام دولتهم ..

وفى عصرنا ووقتنا الحاضر : فرّطوا فى الأمانة ولم يقوموا بأدائها كما أداها نبى الله ورسوله ..
هجروا القرآن ولم يمتثلوا لما فيه من حدود وأحكام وأقبلوا على الدنيا ومتاعها وآثروها على الله ورسوله وجهاد فى سبيله ..
وتخاذلوا فى النذارة وبلاغ الرسالة .. فتنازلوا بذلك عن أسباب عزتهم وسيادتهم ..
وأصبحوا كما وصفهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كثرةٌ كغُثاءِ السيل وضع الله فى قلوبهم الوهن ونزع هيبتهم من قلوب
أعدائهم لما آلت إليه أحوالهم التى لاتنبىء عن قوة وعزة وهيبة الإسلام
...
إنّ الإسلام هو دين الله .. والله مُظهره وناصره بنا أو بغيرنا ..
إنْ نصرناه فالنصر حليفنا والعزة لنا وإن تخاذلنا عن نصرته فالتخاذل علينا والويل لنا من عذاب الله .

.................................................. ...........,,,,,.................................. .......
************************************************** ************************************************** *****
سعيد شويل