الإنسان والقيم والمجتمع

سعد عطية الساعدي


جبل الإنسان على خصال الخير في أصل خلقته ولكنه يميل بدوافع سلوكية أنانية أو نفعية للشر والظلم
وكذلك جبل على القيم والمباديء والمعاني الإنسانية والميل المجتمعي وجودا وتكوينا بدلائل عدم قدرته على الإنعزال والإنفراد وكذلك تمجيده للإيثار والحب وطلب السلم والمودة طلبا فطريا لا يتغير في أصل تلك الخلقة الخاصة لهذا المخلوق المميز بكل بناءه الإنساني المجتمعي ليسد حاجته الضرورية للعيش المجتمعي بدءا من الأسرة وصولا إلى الشعب والوطن

ومنه نستدل عقلا أي إخلال سلوكي بتلك القيم الإنسانية فهونابع من خلل في دوافع ذلك السلوك وما يترتب عليه من إنعكاسات ملحوظة لها إنعكاسات سلبية مؤشرة في الإسرة والمحيط والبيئة الإجتماعية وهذا حاصل ويحصل وأسبابه كثيرة وخطيرة تهدد القيمة الخلقية كوجود له قيمه ومعانيه الإنسانية والتي ينبني عليها المجتمع المتكافل إنسانيا قبل كل المتكفلات الآخر

أن التعين لمطالب البناء الإنساني المجتمعي هي محددة ومؤشرة يعلمها الإنسان بالفطرة والبعض الأخر يحددها أصحاب التخصص والخبرة في العلوم الإنسانية بما فيها علم النفس والمجتمع وهي أهم العلوم التي تعني بهذا الجانب البنائي الإنساني المجتمعي حينما يبدء من الفرد لكي يشمل الكل حيث الإهتمام بالفرد هو بالناتج إهتمام ضمني بالكل المجتمعي ولهذا كان واجب الإهتمام التربوي بالطفل الفرد دون تقاعس أو إهمال ليكون منهجا تربويا سليما شاملا لكل الطفولة من أجل خلق إنسان قيمي مجتمعي يحافظ على المعاني الإنسانية بعد تقوية خصال الخير فية ليكون خيرا في مراحله اللاحقة والتي تنعكس حتما على سلوكه المجتمعي كإنسان قيمي حاز على منهج تربوي سليم يعتمده في مسؤوليته التربوية الأبوية أو المجتمعية على أجيال الطفولة فيما بعد
ومن هنا يشدد التربيون وعلماء النفس والإجتماع على تبني المناهج التربويه السليمة و الإهتمام والعناية الخاصة في السنين الأولى للطفولة ما دام الطفل في هذه المرحلة مهيء لذلك وضياع هذه الفرصة التربوية المهمة والخطيرة هي جريمة بحق الإنسانية والمجتمع عندما تهدم القيم وتضيع المعاني والخصال الخيرة بسبب الإهمال والتقاعس وسوء المنهج والسلوك التربوي الأسري للطفل وبالتالي للمجتمع برمتة طالما الأطفال سيكونون مستقبلا فاعلين في المجتمع لامحال