لا تَسَلنِيْ كَيْفَ إنِّيْ لَمْ أَجِدْ
بَعْض بَعْضِيْ
حَيثُ بَعْضِيْ
بَاعَ بعْضِيْ وَاسْتَبَدْ
كُلّ مَا فِيْ الأَمْرِ إنِّيْ
ضَائعٌ فِيْ كُلِّ أَرْضٍ
والأَمَانِيْ غَارِقَاتٍ
فِيْ شَتَاتِيْ لِلْأبَدْ ،
كَمْ أَطَلْتُ البَحْثَ عَنّيْ
فِي وُجُوهِ النَّاسِ ... لَكِنْ
لَمْ يَزَلْ وَجْهِيْ غَرِيبًا
لَيْسَ فِيْ مِثْلِ تَقَاسِيْمِيْ
مِنَ النَّاسِ أَحَدْ
فَأَنَا البَاحِثُ عَنِّيْ
وَأَنَا المَفْقُودُ مِنِّيْ
كُلَّمَا طَارَدْتُ طَيفًا
عَلَّهُ يُرِجِعُ رُوحِيْ
غَابَ فِيْ ظِلِّ رَجَائِيْ ، وَابْتَعَدْ
كَيْفَ أَلْقَانِيْ وَرُوحِيْ
غَادَرَتْنِيْ
لَمْ تَدْعُ لِيْ
غَيْرَ جُرْحٍ
نَقَشَ الأَحْزَانَ فِيْ الأَضْلَاعِ
وَاحْتَلَّ الجَسَدْ
وَأَبَتْ إِرْجَاعَ مَا قَرَّ بِأَعْمَاقِيْ
وَأَلْقَتْ فَوقَ أَنْفَاسِيْ الزَّبَدْ
وَغَدَا الحَاضِرُ لَا يُغْرِيْ بَقَائِيْ
فَارْتَضَيتُ السَّيْرَ وَحْدِيْ
نَحْوَ أَمْسٍ كُنْتَ فِيهِ
فَاعْطِنِ الأَمْسَ
وَخُذْ ... يَومِيْ وَغَدْ
إِنَّهُ الْمَاضِيْ يُنَادِيْ
مِنْ وَرَائِيْ
لَيْسَ بِالمَاضِيْ ..
وَلَكِنْ ،
هُوَ لِيْ كُلّ الأَمَدْ !!