أَبُثُّ إليكِ
أَبُثُّ إليكِ دونَ النَّاس شَوْقي....وأَطْلبُ أنْ تردِّي لي هنائي
فمنْذُ رحلْتِ عَنِّي صرْتُ أَحْيا......حَليفًا للتَّعاسة و العناء
أَنا أَهْواكِ منْ أَعْماق قَلْبي.....و وَحْدكِ مَنْ أُسَلِّمُها ولائي
غرامُكِ لم أخنْه في حياتي......لأَنِّي ما ابتَعدْتُ عن الوفاء
أحنُّ إليك في الدنيا كثيرًا....كَما حنَّ المريضُ إلى الشفاء
بعادُك هيَّج الآلام عندي.......و عكَّر عيشَتي بَعْد الصفاء
لقدْ هَجمَ السهادُ على مَبيتي....فزاد هُجومُه عبْءَ الشقاء
تعالي فالحياةُ بلا مَذاقٍ..........إذا لم نَسْتطعْ ردْمَ الجفاء
أنا في الحُبِّ صبٌّ مُسْتهامٌ......و ليْس بنافعي غيرُ اللقاء
تعالي لانتشالي منْ ظلامي....فبي شوْقٌ إلى دُنْيا الضياء
ولا تُصْغي إلى أَقْوال وَاشٍ..........فَما أَقْواله غَيرُ اعتداء
تعالي نوقف الأضرارَ عَنَّا......فما فيها سوى شَبَح الفناء
كَفانا ما لقينا مِنْ جُروحٍ...........كَفانا ما بَكِينا منْ بكاء
أَعدْلٌ أنْ نميلَ إلى الشَّقاء...و نَرْفض أَنْ نميلَ إلى الهناء
لقدْ جاءَ الربيعُ بكلِّ حُسْنٍ.......دَعينا نَنْسَ أَجْواءَ الشتاء
فليس بنافعٍ غيرُ التداني.........إذا لمْ نلقَ نفعًا في التنائي