أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تلاوة في كتب العشاق

  1. #1
    الصورة الرمزية يوسف إغزان قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Feb 2016
    المشاركات : 2
    المواضيع : 1
    الردود : 2
    المعدل اليومي : 0.00

    Post تلاوة في كتب العشاق

    لم نؤمر بترك العشق هكذا عبثا، وإنما لأمر من الله -عز وجل- كان مقصودًا.
    فالعشق يُتلف القلب ويشغله عما هو أهم. فالحياة مآرب، ولا يصلح اختزالها في الشعور فقط.
    إذا أصاب العشق مكانا في قلب المرأة، تعذب، وتمر عاطفتها بأيام عصيبة، لكن سرعان ما يصير ذلك نِسيًا منسيا.
    أما إذا وجد في قلب الرجل مكانا؛ فإنه يستولي عليه ويتمكن منه.
    والمعلوم أن العشق لم يحرم، إنما إن لم يكن في وقته فهو مضرة.
    فهو كالوحش الذي يصعب ترويضه، إلا أن يقيده أحد. وحتى يُقيّد، فلا بد من امتلاك قوة عظيمة.
    وأما العشق، فترويضه بتهذيبه. وتهذيبه إنما يكون بالسعي نحو التبوءِ، وفي التبوء استطاعة الزواج.
    إن المرأة خارج إطار الزواج (الخدنية) متقلبة جدا، يعني لو كان الرجل مخلصا، فإنه عرضة للغدر والخيانة. وعتبي عليه إذا اعترضتاه. فلن يسلم من تقلب القلب واضطرابه. ومع ذلك فهو ملامٌ، وإعانته تقتضي شرعية العلاقة.
    -هل الحب كائن؟
    الحب كذلك، وحتى في المنظر الشرعي كائن. فالإسلام حين نقوم بتجريده، نجده يولي احتراما كبيرا وتقديرا بالغا للحب. فمن هذه الأمثال وقفات خلدها صحابة رسول الله -رضي الله عنهم-.
    فمن هذه المواقف:
    قصة حب بريرة ومغيث، ووساطة رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: فعن ابن عباس رضي الله عنهما: إن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس : يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا؟
    فلما رأى مغيث إصرار بريرة على صده، وأنها عازمة على تركه ، استشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فشفع له عندها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو راجعته ، فإنه زوجك وأبو ولدك . قالت : يا رسول الله ، تأمرني ؟ قال : إنما أنا أشفع . قالت : لا حاجة لي فيه.
    الموقف الثاني:
    رُويَ أن عمرَ بنَ الخطّابِ – رضيَ اللهُ عنهُ – قال يومًا : ” لو أدركتُ عروةَ و عفراء لجمعتُ بينهُما." وعروة وعفراء عاشقان في الجاهلية. وفي قصتهما كتب الكثير.
    -ترى كيف يحس العاشق؟
    فلتسأل القيْسَينِ، ولتسأل زهيرا، وجميلا وغير الشعراء العاشقين... إنهم أناس قد وصلوا إلى مرتبة عظيمة في العشق، ذاك الشعور السامي.
    يقول قيس ابن الملوح (مجنون ليلى):

    أحبـك يا ليلى مـحبة عاشـق
    عليه جـميع المصعبات تـهون
    أحبـك حبا لو تـحبين مثلـه
    أصـابك من وجد علي جنـون
    ألا فارحـمي صبا كئيبا معذبـا
    حريق الحشا مضنى الفـؤاد حزين

    هذا لا يعني أن زمان العشق قد ولى، والقلب قد نضبت فيه المشاعر، ولا يعني بالضرورة أن إحساس الحب والعشق اقتصر على وقتهم فقط. لا! بل إن المشاعر شيء، والواقع شيء آخر تماما.
    -"ذئب المشاعر":
    هو ذاك الذي ضحى بجزء من أحاسيسه ليصل إلى منزلة تمكن فيها ممن وهبه قلبا وأخلص له في الحب، فالحب عند هذا الذئب يضاهي المصلحة، أي إن الحب يساوي اضطرادا الشهوةَ.

    -الحكمة من الدعوة إلى تهذيب العشق:
    إذا نظر المرء العلاقة القائمة بين الجنسين بعين رجل حكيم، فسيعلم أنها يوما ما ستستحيل إلى رغبة في الانصهار بين الطرفين، وتتضخم بهذه الرغبة قوة ذلك المارد الجاثم على قلبيهما. بحيث إن مع مرور الوقت ملل وتبَرُّمٌ بالكلام المحبب والغزل.
    ستصير الرغبة والشهوة سيدتا المرء حين يغيب العشق الطاغي القلب.
    فكيف لا يتضح الجواب ونقول إن الهدف من الدعوة إلى تهذيب العشق هو حفظ القلب لا إفساده إطلاقا، إلجامه لئلا يعذب.
    وتبقى نصائح رسول الله من أعظم ما تروي الكتب على لسان من أوتي جوامع الكلم، فإنك إن تتبوأ وتستطع فهم إلى الزواج، وإنك إن لم تستطع فلك قدرة على الصوم... وإنك إن تغض بصرك تنج، فالأمور بخواتيمها.
    فهذه عناية الإسلام بالقلب، فتفكروا!
    كتبه أخوكمْ:
    يوسف إغزان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 38
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    إذا مضى الإنسان نحو العشق غير مبال بالعواقب الوخيمة التي ستقع حتما ، بأن يكون تابعا للحبيب و خاضعا لإملاءاته عليه ؛ و هو مسلوب الإرادة غير قادر على اتخاذ أي قرار سينعكس على حياته بالوبال ..


    جزاك الله خيرا و نفع بك أستاذ يوسف إغزان ...

    تحياتي و احترامي
    كـلُّ الـشموس تـجمّعتْ فـي فُـلْكهِ
    ويَرانِيَ الشمسَ الوَحيدةَ في سَماهْ

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    حرصت الشريعة على سد كل ذريعة إلى فساد القلوب والعقول ،
    والعشق والحب والتعلق بين الجنسين من أعظم الأدواء وأخطر الآفات .
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (10/129) :
    " والعشق مرض نفسانى ، وإذا قوي أثَّر فى البدن ، فصار مرضا فى الجسم : إما من أمراض الدماغ ،
    ولهذا قيل فيه هو مرض وسواسي ، وإما من أمراض البدن كالضعف والنحول ونحو ذلك "
    يقول شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (10/135) :
    " إذا كان القلب محبا لله وحده مخلصا له الدين ، لم يبتل بحب غيره أصلا ، فضلا أن يبتلى بالعشق ،
    وحيث ابتُلي بالعشق ، فلنقص محبته لله وحده ؛ ولهذا لما كان يوسف محبا لله مخلصا له الدين ،
    لم يبتل بذلك ، بل قال تعالى :
    ( كَذَلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَالفَحشَاءَ ، إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ ) ،
    وأما امرأة العزيز فكانت مشركة هي وقومها ، فلهذا ابتليت بالعشق " .
    شكرا أخي الفاضل وجزاكم الله خيرا بما قدمتم
    تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. تلاوة من سورة الأنبياء
    بواسطة حمدى جابر في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-07-2012, 07:35 AM
  2. "أحببت فيك تلاوة القرآن"
    بواسطة ينابيع السبيعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 30-11-2011, 04:56 PM
  3. ( تلاوة على جثة الروح )
    بواسطة نافع سلامة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-08-2011, 08:22 PM
  4. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-01-2010, 03:52 PM
  5. فضل تلاوة القرآن الكريم
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-06-2009, 11:11 AM