3
يا سيد الرشد إنَّا معشر
طـمعـت
فينا الأعادي.. وهذي حكمةُ الباري
غنائما قد غدونا فـي أكـفـهـمُ
وبعضنا بـيـن سـمـسارٍ
و غدَّار
قد جندوا من بني عمي بيـارقـهم
وألبسوا بعضهم شـالي
و أطمـاري
وأحـرقوا بـدنـانـيرٍ ضـمائرهم
وكلـفوهـم قتالي دون إنـــذار
كأنها خشب تـلك الـسيوف غدت
وما لـنا لـجـمٌ فـي كف كـرار
متى تـوضتْ نفوس ُ المصلحين سمتْ
بـطاعـة الله و استـقوتْ بـأذكار
وأورق الـخيـرُ فـي أرجائها وهمى
غيـثٌ لـيـطفـئ نار الحقد والثارِ
فمـا يـزال بـنـا في كل منعطف
أشـاوسٌ حـفظوا أرضي
و أسواري
لله درُهمُ صـاروا للـحـمـتـنا
حصنا منيعا تـحدى كـل أخـطار
أبـدانـهـم جـسر حب مدّ أذرعه
لضـم وحـدتـنا الكبـرى بإصرارج
كادت تـمزقها أهـواء من مكـروا
لكن فتـيـتـنا كـالغـيـث للنار
صانوا بـهـمـتـهم تـلك الربوع
وقـد ثـاروا بـراكـيـن تيار بتيار
تنمـو بـرابـيـة الإيـمان عزتهم
وحول شوك القتاد الـمـر أزهاري
شبـابـنا كأسـود الغـاب لو زأروا
يـخـور كـل عُـتلٍ طامع ضاري
هـذي كـتـائـبنـا تدعو لوحدتنا
تحمي الحمـى وتـذود الغر عن داري
ومن يروم بأزهار الـربـيـع أذىً
يبوء بالـخـزي والـخذلان و العار
ويح الـمـزابل كم أذتْ بـجيفتها
طهارةً وتـمَـطَّتْ بين أطهـــار
تود تـمسح تـاريـخي
و مـعتقدي
وكلما أقـبلت باءت بإدبــــار
تـزيـد فـي همم الأحرار... رغبتهم
عـلى الـتـدافع ... أقدارا بأقدار
تـزيـدُ فـي خافق الثوار.. حرصهمُ
عـلى الـتـلاحـم بين الجار والجار
طـه وقـد بـرئـت مـن كل آبقةٍ
نـفـسي وخـاف إبائي وصْمةَ العار
مـتى سـيكتـمل الـبنيان في بلدي
وتنـهـمي بروابي الـجدب أمطاري؟
متـى سـيأمـن فـلكي في مسيرته
وتَـرْدِمُ الـهـوةَ السوداءَ أحجاري؟
متـى سيـبحر نصري فوق زورقه
في لـجة الـطهر يُـردي كل جرار؟
وينتـهي القتل والتخريب من و طني
ويبتـدي فـجـر أبـطالي وثواري
متـى يـتـم لنا البـنيان.. جيرتنا؟
والهـادمـون بـبخسٍ دون أسعار
متى الحنايا بصدقٍ تستقي حـكـما
ويرضع الكون جناتي
و أنـهـاري؟
متـى زوارق حـرفي تنتشي طربا
وترتــدي حلـل التأثير أشعاري ؟
أين العزيـمة فـي روحي تسافر بي
إلى مرافـي أبـي بـكـرٍ
و عمارِ
أنا يـراعك يـا تـاريخ سر قدما
حتى أجـاريـهـمٌ في كل أدواري
سيوفنا صدئت من طول هجعـتنا
متى تـعـانق كـفي سيفها العاري ؟
يا أرض حـمـير لا ماءٌ و لا كلأٌ
وهل ستدرك يوم النصر أدهـاري؟
معارك نشبت في كل رابيـــة
فلا يُفَرَّقُ بين البائع الشــاري
أطمـاع سيـدهم أرخى غريزته
في كل شبرسأمـحو فيـه أوزاري
وها أنا اليوم أسعـى كـي ألقنه
درسا عظيما... وأردي كل جبـار
هائل سعيد الصرمي