الكتابة - أركانها - شروطها

المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي

مدرس في جامعة دمشق
صاحب موسوعة : (المرصد الأدبي )

أولا ً: تعريف الكتابة :

1-الكتابة بمفهومها العام:

تعني كل ما يسطره القلم من علوم ومعارف وأفكار ولغات وتشريع وقانون وسياسات وتجارات وتخاطب ، وهي تضم كل ما يفرزه الإنسان في حاجاته اليومية ؛ وبمفهومها الخاص نعني الكتابة ( الكتابة الفنية – الأدبية ) التي تحمل بعداً جماليا ً إضافة إلى كونها تحمل بعداً نفعيا ً

2-الكتابة الفنية العربية :

هي ما أفرزه اللسان العربي من ( نظم ونثر فني ) يقوم على أسس الفصاحة والبلاغة والتعبير والتصوير . وينبغي للكاتب الذي يريد أن يكتب ما يرغب في كتابته من ( نثر أو شعر ) فني أن يستخدم أدوات قادرة على حمل أفكاره ومعانيه ومشاعره على رأسها اللغة ( نحواً وصرفاً ومفرداتٍ وعلاقات ) وذلك من خلال نماذج عربية ذات أصالة فنية استحوذت بلاغة العرب وعلى رأسها ( القرآن الكريم – السنة النبوية المطهرة – الشعر الجاهلي – الشعر الإسلامي –روائع الأدب في العصور اللاحقة) .

ثانيا - أركان الكتابة:

وللكتابة أركان لا بد من توافرها في كل نص بليغ من أهمها :

1- الرشاقة في الأسلوب .
2- أن تكون رقاب المعاني بعضها آخذ ببعض .
3- أن تكون الألفاظ غير مخلوقة بكثرة الاستعمال .
4- أن تكون الألفاظ أجساماً للمعاني الشريفة .
ويشترط فيمن أراد أن يكون من البلغاء أن يتصفح في كتب المتقدمين والمعاصرين ويصرف همه إلى حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمختار من الشعر الفصيح والبليغ ويهذب كلامه بترداد النظر فيه بعد عمله شعرا ونثرا ً , وتغيير ما يلزم تغييره وإصلاح ما يجب إصلاحه وتحرير ما يدقّ من معانيه وطرح ما يتجافى عن مضاجع الرقة فقد كان أصحاب (مدرسة عبيد الشعر ) معروفين بالتنقيح والتهذيب ، وكما يقول أبو تمام في الكلام :
خذها ابنة الفكر المهذّب في الدجى والليل أسود رقعة الجلباب
ولا بد من مراعاة الكتابة لحال المخاطب ومنزلته ، فإن ما يحسن عند الذكي لا يحسن عند الغبي ، وما يناسب ذا الجد لا يناسب الهزلي ، وما يصلح للرئيس لا يصلح للمرؤوس ، فخاطب كلا ً على قدر جلاله وفطنته ونباهته وعليك :
1- أن تزن اللفظة بميزات التصريف .
2- أن تعاير الكلمة بمعيارها .
3- أن تختار الكلام العذب الرقيق .
4- أن تركز على الكلام سهل المخارج وسهل الولوج في الأسماع .
5- أن تهتم بالكلام الأشد التصاقا بالقلوب .
وخير الكلام (ما قل ودل) ، فالبلاغة في الإيجاز، ولا قيمة لكلمة إن لم تحمل بين أجنحتها المعنى الشريف والهدف النظيف .