هنا حلب...
عنوان يتكرر داخل هذه اللوحة الراقية الثرية بالمشاعر الصادقة..
هنا حلب..كلماتها تكررت في القصيدة ليس إلا للتأكيد على ثباتها وصمودها..تتكرر لشد انتباه القارئ لما يجري في حلب وعلى مسرح الجريمة الموجعة أمام مرأى من العالم العربي بشعبه وقادته وزعمائه ..والكل يشرب نخب الضحايا البريئة..إلا من رحم ربي..
قصيدة يهتز لها الوجدان وتذرف من عيونها الدماء..على شعب يستجدي السماء ..بلا حيلة ولا سند ..يكافح بأبنائه الشهداء..
يا للوجع المدفون بين حروف هذه القصيدة المتقنة النظم والبناء والتي حرّكت الضمائر وأيقظت القلوب الصامتة..
هذه اللوحة وحلب النازفة ..حملت صور حية جسّدها قلم بارع متقن البناء يسيطر على اللغة والألفاظ سيطرة شديدة..حيث تنقاد له اللفظة لتصبح أداة أداء بحروفها ومعانيها العميقة...استطاع الشاعر هنا أن يربط بين موقع الحدث في حلب لتتلاءم مع الصور الحية والمشاعر الصادقة النبيلة الوفية للوطن وهذه الأمة المكلومة..
اندماج تراكيب اللغة مع تلك المؤثرات الذاتية والبيئية لتمنح الخيال أبعاداً
تتلاءم والحدث والمشاعر المدفونة لتحرك منابت البوح بشكل يغري القلب والعيون بالنزف من مشاعر ودموع تتلاءم مع هذه الأزمة التي قضّت مضجع الشاعر وأثارت لغته الإبداعية الراقية التي جسّدت محراب الوجع مع فكره النيّرضمن الدلالات المختلفة التي تسكن قلب هذه الأمة المجروحة...
أستاذنا الكبير المبدع الشاعر القدير
أ.محمد ذيب سليمان
لقد رسمتم لحلب ثوب الوجع ليحرك صمت القلوب ويحيي ضمائر الكثيرين..
من خلال تحريككم لمفردات لغتكم العذبة المتينة وفق حسكم الثائر الصادق وترابطه مع روح النص ...
بورك هذا البوح الصادق وبوح قلمكم الراقي
قلم نقف أمامه تأملاً وتدبراً بتجاويفه الإبداعية
وفقكم الله ورعاكم لما يحبه ويرضاه

جهاد بدران
فلسطينية