مبادئ علم الأدب
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
صاحب موسوعة ( المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة(خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا


أ*-تعريف علم الأدب :

مجموعة معارف وعلوم يتوصل بها إلى إبداع نص أدبي يفيد ويمتع

ب*-مهمته :

يعد الأدب من المعارف التي يحترز بها من الخطأ

ت*-أنواعه : وهو نوعان :
1- أدب طبيعي: ( ما فطر عليه الإنسان من الأخلاق الحسنة ) .
2- أدب كسبي: ( ما اكتسبه الإنسان بالدرس والحفظ والنظر في الكلام ) .
و( به تعرف أساليب علم الكلام البليغ ويدعى ( علم الأدب ) .
ج- وموضوع علم الأدب: ( الشعر والنثر الفني ) .

د- وغايته: تجويد الكلام والارتقاء به فنيا وتهذيب العقل وتذكية القلب والجنان

ه- وفائدته : عصمة اللسان من الزلل وترويض الأخلاق وتليين الطبائع

والإعانة على المروءة والنهوض بالهمم وطلب المعالي والأمور الشريفة .

و-وأركانه : قوى العقل المتصلة بالغريزة ( الذكاء – الخيال – الحافظة – الحس

– الذوق ) ومعرفة (قوانين الكتابة ).
ز- محاسنه :
وهي :
1- الوضوح : باختيار المفردات الدالة على المقصود .
2- الصراحة : بخلو
الكلام من ضعف التأليف وغرابة التعبير وذلك بانتقاء الألفاظ الفصيحة والمفردات الحرة الكريمة .
3- حذف فضول الكلام وإسقاط مشتركات الألفاظ غير المفيدة .
4- خلو الكلام من التكلف والتصنع .
5- تخلص الكلام من التعسف في السبك .
6- الاتساق وتناسب المعاني .
7- الجزالة في إبراز المعاني الشريفة بألفاظ أنيقة لطيفة .
ح- عيوبه :
1- أن يكون المعنى مستقبحا ً واللفظ سخيفا ً .
2- أن يكون الكلام غليظا ً تمجُّه الأسماع وتنفر منه الطباع .
3- أن يكون الكلام ضعيف التأليف سخيف العبارة .
4- أن يكون الكلام مسهبا إلى حد الزيادة .
5- أن يكون الكلام جافا ً .
6- أن يتبع الكلام سياقا واحدا بالتزام أسلوب واحد في التعبير وطريقة واحدة في التراكيب .
ط- طبقاته :

للأدب طبقات مختلفة هي :

1- العليا :

ما بلغت أعلى الكلام بحيث يسحر الألباب ويأخذ العقول ويتعلق بالمجاز ولطائف الخيال وبدائع التشابيه كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة ) .

2- الوسطى :

وترجع للإنشاء الأنيق المتوسط بين العالي والساذج حيث يأخذ من العالي رونقه ورشاقته ومن الساذج جلاءه وسلاسته .

3- السفلى :

وترجع للإنشاء الساذج الذي هو أشبه بالكلام العادي لسهولة مأخذه وقرب مورده مع عدم تميزه برقة المعاني وجزالة الألفاظ وتأنق التعبير

ونحن في موسوعتنا هذه : لا بد لنا أن نقرأ أدبنا قراءة ما بين السطور كي نكتشف بحق فعالية هذا الأدب في كل عصر من العصور وجمالية هذا الإبداع وكيف أن أدباءنا رسموا معالم الطريق ونشروا خارطته وتمموا بناء قلعة ما زال الناس يعجبون بسموها . ولقد بذل نقادنا على مسيرة الأدب جهودا مضنية في سبيل رسم خارطة طريق لفنون الأدب بشكل عام ولفن الشعر بشكل خاص هذا الفن المدلل الذي ما زال بلبلا ً مغردا ًعلى سوء الأيام وظلام الليالي . نعم لقد أسهم نقادنا في بلورة نظرية خالدة للشعر وأخرى للنثر ومهدوا الطريق للأدباء في سلوك منهج هذه النظرية وما زالوا حتى يومنا هذا يمهدون طريق الأدب على الرغم من كون الكثير من أدبائنا المعاصرين قد استبدلوا الأدنى بالذي هو خير فركبوا موجة الشعر والأدب الغربي دون فرز بين ما هو غث وما هو سمين ولا يعتقد من يقرأ هذه السطور أنني مع القديم دون الحديث فهذا وهم , فأنا مع القديم ما دام يحقق شروط الأدب ويستقل بشخصيته الحرة , وأنا مع الجديد ما دام يسعى للجِدّة ضمن الشروط الأدبية الخالدة ، ويحاول أن يصنع شخصية واعدة ويرسم طريقه دون تقليد أعمى . هناك أدب حقيقي وهناك ظل أدب , ونحن لا نريد لأدبنا أن يعيش في الظل ولو كان هذا الظل أوروبيا ً أو أمريكيا ً أو روسيا ًأو غير ذلك . لقد كان أدبنا على مر العصور مرآة راصدة لكل قضايا الحياة والمجتمع ومعبرة عن كل المشاكل التي عبرت الحياة وبجمالية فنية واعدة حيث إنك تقرأ فناً راقياً وفكرا ً زاهياً وقيماً مثمرةً بعيدا ًعن كل فكر نكوصي إنساني ، فإذا فتحت نافذة إلى الأدب في العصر الجاهلي رأيت قلاعا وحصونا من الشعر ما نزال نبهر بها كما نبهر بأهرامات مصر وبالحدائق المعلقة في العراق وإذا ما ولجت أدب عصر صدر الإسلام والعهد الراشدي وجدت أمة تسعى بآدابها إلى السمو إلى سدرة المنتهى فإذا ما عايشت أدباء بني أمية رأيت عالما ً جديد يرهص لحضارة سامقة وسعت مشرق الأرض ومغربها حيث ظهرت حضارة المسلمين في عهد العباسيين التي لوثها في نهاية حقبتها الأتراك والفرس والمغول والتتار والتي لولا أن القرآن الكريم والحديث الشريف قد استقر في مخ عظامها لجعلت من الأمة رماداً متناثراً ومع ذلك فقد بقي الأدباء يحملون مع غيرهم من علماء الدين مشاعل الخير للنهوض بالأمة من جديد، وإذا كان العثمانيون قد حاولوا في نهاية حقبتهم أن يطمسوا معالم العروبة وآدابها، فإنهم لم ينجحوا في منع أمطار الأدب العربي والإسلامي من السقوط على الأرض العربية والإسلامية لتروي بمداد أدباء أعادوا للأمة العربية والإسلامية حيويتها ونهوضها من جديد ؛ وبالرغم من محاولة الاستعمار الحديث بعثرة الشخصية العربية والإسلامية بأدوات منها الأدب إلا أانه ما زال هناك أدباء يدافعون عن حياض الأمة ويبذلون أقصى جهدهم في سبيل صيانة أرضهم وعرضهم رافعين لواء التوحيد والجهاد ضد أعداء الأمة بأشكالهم كافة .