أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مدخل إلى رؤية الأدب - حسيت علي الهنداوي

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2016
    المشاركات : 710
    المواضيع : 706
    الردود : 710
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي مدخل إلى رؤية الأدب - حسيت علي الهنداوي

    مدخل إلى رؤية الأدب
    المستشار الأدبي
    حسين علي الهنداوي
    شاعر وناقد
    مدرس في جامعة دمشق
    صاحب موسوعة ( المرصد الأدبي )
    حجم الموسوعة (خمس عشرة ألف صفحة )
    سوريا درعا

    لا يخامر الإنسان أدنى شك أن الأدب جزء من الإنسان استفرغ فيه منذ الأزل قضاياه ، وهمومه ، وآلامه ، وآماله. ولكي نطلع على هذه القضايا وتلك الهموم ، ونعرف اتجاهات الأديب في استيعابها ، وافتراض الحلول لها لابدّ لنا من فهم هذا الأدب ، و شرحه وتحليله وتقويمه ، وتقييمه ، وتأطيره ضمن تاريخ أدبي واعد ومشرق ينهض بقيمنا نحو الأفضل. لقد كان الأدب في فترة من الفترات مختلطا بالدين ً، والفلسفة ،والأسطورة ، والخرافة ؛ ولكنه مع مرور الزمن انفصل وكوّن الأدباء لأنفسهم اتجاهات مستقلة ، وأصبح للأديب عقيدته وفكره وفلسفته الخاصة في الكون والإنسان والحياة والفكر والفن والمشاكل الحياتية .إنّ فهمنا للأدب لابدّ أن يسلك طريقا ً نستطيع من خلاله إدراك ماهية هذا الأدب ، وتذوق عناصر الجمال فيه ، والاستفادة مما يطرحه هذا الأدب من آراء وحلول لمشاكل الحياة ، وفي دراستنا للأدب لابدّ من الإفادة من نظرات الدارسين العرب والأجانب الذين تأثر بهم أدباؤنا العرب ، وطرق شرحهم ،وتحليلهم للنصوص ومن ثم إصدار الحكم عليها ؛ ويعتبر ( رينيه ويليك ) و ( أوستن وارين ) في مؤلفهما (نظرية الأدب ) أن للأدب جانبين يمكن لنا من خلالهما دراسته (الاتجاه الداخلي – الاتجاه الخارجي لهذا الأدب ) ، والاستفادة من علائق هذا الأدب. لقد كان الاتجاه السائد سابقا ً وعند كل النقاد يعرض هذا الأدب بشكل بسيط ، ويحكم عليه من خلال مناهج وأسس جمالية تتناسب مع تطور العلوم الإنسانية في العصور التي درس فيها هذا الأدب ؛ وباعتبار أن الآداب، والأفكار ، والعلوم تتطور عبر الزمن ؛ فلابدّ من البحث عن مناهج ، ومقاييس مختلفة تتناسب وهذا التطور الذي فرضته ظروف الحياة . لقد ساهم التطور الكمي ، والكيفي لمناهج العلوم الحديثة في انهيار النظريات الشعرية القديمة وتبدلها واتجاه الأدباء نحو سلوك جديد ، كما وانزلق الاهتمام بالأدب إلى التركيز على الذوق الفردي للقارئ لأن الأدب لا يعتمد على أساس عقلاني ثابت وإن كنا نرى أن الكثير من التغيرات في رصد الجمال الأدبي عند الأدباء أصابها الشذوذ حديثا عبر سلوك نفق ( خالف تعرف ) . إن المناهج القديمة في علم الأدب ، واللغة والبلاغة والعروض يجب أن تراجع ويعاد تقريرها في مصطلحات نقدية حديثة لفهم النصوص القديمة فهما جديدا ؛ فالعرب بلوروا نظريتهم الشعرية كما حددها الجرجاني من خلال ثلاثة عناصر؛ الأولى : تكوينية ، وتشمل : (شرف المعنى، وصحته، وجزالة اللفظ واستقامته ) ؛
    والثانية : جمالية ، وتشمل:( الإصابة في الوصف والمقاربة في التشبيه )؛والثالثة : إنتاجية ، وتشمل ( غزارة البديهة ، والفرادة ) ؛وهي لا تختلف عن عناصر عمود الشعر عند كاسيوس لونجينوس مستشار زنوبيا في مقالته (السمو ) حيث تنصبّ المادة الرئيسية عنده على مناقشة مصادر السموّ البلاغي التالية:

    مصادر السموّ البلاغي :

    1 - القدرة على خلق الأفكار العظيمة
    2- العاطفة المتأججة
    3- حسن استخدام المؤثرات والمجازات الأسلوبية والبلاغية
    4- اختيار الكلمات ودقة الألفاظ وجمال اللغة
    5– المقدرة الإنشائية الرفيعة
    وقد ظهرت حديثا ً نظرات جديدة في دراسة الأدب خاصة بعد تطور فنون القول ، وانتشار الرواية ، والمسرح ، والمقالة، وأصبح ينظر إلى الأدب من خلال مقاييس جديدة تأخذ مناهجها من مختلف الأفكار الإنسانية، وبقي المشهد الأدبي يرصد عقيدة الأديب رصدا واعيا ، لأنه لا قيمة للأدب دون إخلاص الأديب للقضية التي يفرغ فيها نصه . والأوروبيون ظهرت عندهم نظرات جديدة لدراسة الأدب وفهمه ومن هذه النظرات التي ما يزال الأدباء يقعون تحت سيطرتها:
    1- منهج شرح النصوص الفرنسي .
    2- التحليل الشكلي القائم على التوازي مع تاريخ الفنون في ألمانيا.
    3- الحركة الألمعية للشكليين الروس ، وأتباعهم التشيك ، والبولنديين .
    على أنه لا يمكن لنا في دراسة الأدب أن نلغي الآراء النقدية السابقة ، بل يفترض فينا الاستفادة منها ، وتسخيرها في فهم واقع الأدب حديثه ، وقديمه . ويتوخّى من دارس النص الأدبي أن ينظر فيه إلى عقيدة الأديب ، وإلى العناصر الجمالية ، وإلى فلسفة الأثر التي تحدد مفهومات الواقع والفكر والفلسفة الحياتية ، وإلى فلسفة صاحب الأثر، ومكانته بين أقرانه من المبدعين ؛ ويفترض أن تذيب الدراسة الأدبية العقيدة بالفن والأدب؛ لأن النقد عملية إبداعية تكشف آفاقا جديدة غايتها (الشرح ، والتعليل ، والتقويم ، والتقييم ) ، فالشاعر والناثر يمران بمرحلتين هامتين وأساسيتين من الإبداع : ( التطلع إلى الحياة ، وترجمة هذا التطلع ) ، بينما يمر الناقد بثلاث مراحل : ( التطلع إلى الحياة – التطلع إلى نفسية صاحب الأثر_ التطلع إلى العمل الفني ) .

    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 06-05-2016 الساعة 08:21 PM سبب آخر: حذف بريد الكتروني

المواضيع المتشابهه

  1. كتابي الأول..مدخلٌ إلى الاجتهاد المقاصدي
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 02-06-2018, 10:56 AM
  2. مدخل رياضي إلى عروض الشعر
    بواسطة د.عمر خَلّوف في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-10-2016, 04:36 PM
  3. مدخل سيمائي إلى قصة ../رهان الأحرار/..ق ق ج..
    بواسطة معروف محمد آل جلول في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31-03-2009, 09:01 PM
  4. مدخل إلى كتابة الشعر
    بواسطة آمال المصري في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-02-2009, 07:33 PM
  5. حسين علي الهنداوي ///حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-11-2006, 12:43 AM