|
سقامٌ على الأبوابِ غادرهُ النَّدى |
ودمعٌ على الأحبابِ شيَّعهُ المدى |
وأيَّامُ قهرٍ لا يقرُّ قرارُها |
على فمها كأسُ الهناءِ تبدَّدا |
وقارئةُ الأحلام دون وسادةٍ |
غداة مناها بالأنين تعمَّدا |
فيا ليتَ ربَّات القريضِ هجرْنني |
لأحظى بطيفٍ يرسمُ الفجرَ موعدا |
أخا الآهِ : هبْني أمنح الصَّبر فرصةً |
وحول نشيجي موسم العزم ورَّدا |
فأيَّانَ يستوفي الضَّمير نقاءَهُ |
وما زال يرثيه الزَّمانُ معربدا |
وآهٍ رياح الشام غالت صفاءها |
من الظلمِ ريحٌ ، والخؤون توسَّدا |
وقلبي على قلبي هناك ونغمةٍ |
بحَنجرةِ الموموقِ صادرها الصَّدى |
متى شام موجوعٌ من الشام لوعةً |
فخاطـــره لا ريبَ مبتهلاً شدا |
لكِ الحبُّ تِرياقٌ ، لكِ الودُّ والهوى |
لكِ الصَّبرُ ما أغنى وآبَ مُصَعَدا |
لكِ الآه ، والتحنان عينُ نميرها |
وكلُّ حبيبٍ بالصَّباباتِ يفتدى |
لكِ الشَّوقُ يا قلبًا من الشَّرق عطرُه |
وما بعد هذا للمكارم منتدى |
وإنَّكِ أسمى من سموِّ مُتيَّمٍ |
ولولاكِ فكري للمداركِ ما اهتدى |
تناهيتِ إفضالاً ، تساميتِ رقةً |
وعزمًا فريدًا في الجهاد تجسَّدا |
وكم فقت في معنى الفداء حصافةً |
تضاهي الذي ما كان قبلُ مشيَّدا |
فديناكِ ما دامت هناك نفائسٌ |
وأنفس شيءٍ للحبيبة يفتدى |
فديناك روحًا مستفيضٌ بهاؤها |
جميلكِ فيها لا يزالُ منضَّدا |
وحسبك قد خضت العوان تصبَّرًا |
حناينكِ كم تحلو الحياة تجلُّدا |
صحونا فسرنا للمراقي يظلُّنا |
وميض المعاني وهو منكِ قد ابتدا |
فما رفَّ طرفٌ لم تكلَّ أناملٌ |
ولا زال فجر الأمنيات مردِّدا |
يمينًا عروس الشرق قِبلةَ خافقي |
سيبقى عبير الأوفياء مخلَّدا |
وتبقى مغانينا الحسان عصيَّة |
على كلِّ باغٍ أو حقودٍ تهوَّدا |
وتبقى سواري العزِّ تخفق بالقنا |
وهبتِ لها من روح عزِّكِ مولدا |
وتبقى النجوم النيرات تحفُّنا |
وَتروين عنها الأمنياتِ تودّدا |
ومنكِ إلى الأقصى يطيب عبورنا |
ويا طيب مسعانا إلى قِبلة الهدى |
تظلُّ رياحين الثَّباتِ سخية |
وشهد نداها للشواهين مبتدا |
تظل ينابيع الفرات طروبةً |
ومن بردى يحلو عناقكِ مُنشدا |
فقومي رعاك الله ما جنَّ طارقٌ |
ونادي بأحرار الحمى وا محمدا |
وقومي رعاك الله أنتِ منارنا |
ليزهرَّ تأريخ الكبار مُجَدَّدا |
ومن بعدها فالأمرُ لله وحدهُ |
بما شاء يقضي خالقًا متفرِّدا |