ثقافة المجتمع المدني.
يمثل المجتمع المدني مجموعة واسعة من المنظمات والنقابات والجمعيات غير الحكومية وغير الربحية ، التي لها وُجُودٌ لافت في الحياة العامة. ويساهم في التعبير عن اهتمامات وقيم وحاجات المجتمع ، استناداً إلى توجهات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية ، يجسدها النشاط الطوعي الإرادي لأعضائه .
ومن بين مهامه:
• نقل هموم وانشغالات المواطنين إلى الجهات المسؤولة ، من أجل معالجتها للتخفيف من الأزمات التي ، قد تعصف بالمجتمع، والتي قد تتطوّر إلى صراعات عنيفة لا يُحْمَدُ عُقباها.
• الدفاع عن الفئات التي تعاني من الاضطهاد والعوز في المجتمع، مع تقديم العون المادي والمعنوي.
• ترسيخ الثقافة الديموقراطية، والتربية على المواطنة الصالحة.
• توسيع قاعدة المهتمين بالمصلحة العامة، وتقوية الشعور بالانتماء الوطني، وروح التطوع، والعمل الجماعي المنظم، والحد من النزعة الفردية والأنانية، وتحقيق الاندماج والتعاون بين أفراد المجتمع والرغبة المشتركة في خدمته بدون مقابل.
• امتصاص حالات الاحتقان السياسي والاجتماعي، باعتماد النهج السلمي في اتخاذ المواقف المختلفة.
• تكوين النخب وإفراز القيادات الجديدة، من خلال تدريب الأعضاء المنخرطين على الخدمة العامة، والتمرُّس على العمل الجماعي المنظم وامتلاك فن القيادة ، وبذلك يصبح المجتمع المدني مصدراً لإنتاج القيادات المؤهلة لتحمل المسؤولية.
إن العلاقة بين الدولة ممثلة بأجهزتها الوطنية المحلية ، وبين المجتمع المدني علاقة تكامل وتعاون ، خاصة في الأنظمة الديموقراطية القائمة على الحكامة وتكريس دوله القانون والتداول على السلطة. أما في الأنظمة الشمولية الديكتاتورية ، التي تصادر الحقوق والحريات ، فيتحول المجتمع المدني إلى موقع المعارض ، الذي يحق له استخدام كل الأساليب السلمية، للحصول على حقوقه وحقوق الآخرين. ومن هذا المنظور فالدولة بممارستها ، هي التي تحدد طبيعة علاقتها مع المجتمع المدني .
إن المجتمع المدني عندنا ، لم يرق بعد ، إلى الممارسة المطلوبة ، التي تؤهله ليصبح شريكا ً فعالاً مع الإدارة ، لتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، و قد يعود ذلك إلى عدة أسباب منها:
• عدم رسوخ القناعة الكافية ، بالعمل الجمعوي وتحمل أعبائه الطوعية.
• الضغوطات التي تمارسها الإدارة ، بالقمع وبالقوانين المجحفة.
• ضعف التكوين في المجال الجمعوي.
• عدم التمييز بين النضال السياسي الذي يفضي إلى السلطة؛ والعمل الجمعوي الذي لا يُرَغِّبُ فيها.
في المجتمعات الناضجة والمتحضرة ، يتعايش المجتمع المدني مع السلطة النزيهة ، في جو من التعاون من أجل الصالح العام.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي