الأدب والأخلاق والقيم

حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصدالأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com

يحق لنا في دراسة الأدب أن نقول : إن كل ما له علاقة بالإنسان روحاً و نفساً و مجتمعاً وحياة هو من مقتضيات الدراسة الأدبية ؛ والأخلاق جزء هام من نفس الإنسان بشكل عام وجزء من ذات الكاتب ونفسيته بشكل خاص ، وما تزال الخلافات قائمة بين العلاقة بين الأدب والأخلاق ، وهل على الأديب أن يلتزم خدمة الأخلاق أم أنه يستطيع التحرر منها على اعتبار أن الأدب فن جميل خارج عن حدود الأخلاق ؟ وإذا كان على الأدب أن يخدم الأخلاق والقيم ، فكيف يكون ذلك عن طريق المباشرة أو الدعاية لها أو عن طريق علاج النفوس من الشر وتطهيرها منه ؟ مع أن الأدب يستطيع أن يحيل قبيح الواقع إلى جمال لأن الجمال وحده ليس مادة الأدب بل أصبح القبيح ذاته شيئاً يعمل فيه الكاتب قلمه كي يبرز صورة الجمال فيما هو عكسه كما في قصيدة بشارة الخوري (المسلول) التي مطلعها :(عيناه غارقتان في نفق) ، وقد مج الكثير من الناس الدعوة للأدب بالطريقة المباشرة أو طريقة الوعظ المباشر لأن ذلك نتائجه غير مضمونة ، بل لابد من علاج النفس عن طريق قصة أو مسرحية أو مقالة أو خاطرة أو قصيدة إذ قلما يتعلم الإنسان من تجارب غيره والكاتب الجيد هو الذي يستطيع أن يهز المتلقي بما يقص من حوادث تخلق في النفس أثراً لا إرادياً يبقى في نفس المتلقي أكثر من الدعوة الصريحة . وليس مذهب الفن للفن أو الأدب للأدب مضاد لمذهب الأدب الأخلاقي وما يسمونه بالأدب المكشوف فهذا جاء ليؤكد على أن الأخلاق يحميها الأدب كهدف رئيس من أهداف الإنسان وأن الفن للفن مدرسة ظهرت كرد فعل على رومانتيكية الأدب التي اتخذت من الأدب وسيلة للتعبير عن المشاعر الشخصية والتي حولت الأدب إلى حرقات وأنات شعورية ولا يعارض هذا المذهب أن يتقيد الأدب بالأخلاق وهذا ما أوقع الكثير من كتابنا في فخ (الخطأ) حيث هاجم الاشتراكيون مذهب الفن للفن ظانين أنه يحرف الأدب عن رسالته و غايته. وإذا كان معنى الأدب الأخلاقي في وجود أهداف قيمة لهذا الأدب ، فإنه ليس معنى أن الفن للفن أن يخلو الأدب من موضوع فليس التفكير والعاطفة هما موضوعا الأدب وحده فهناك الحواس الأخرى والطبيعية التي يمكن أن تمد الأدب بموضوعات جديدة وهذا الأدب الأخلاقي هو أدب توجيه أكثر من كونه أدب تحليل كما هو في المنهج النفسي ومن المؤكد أن الأدب لا يمكن له أن يتجاهل مواصفات الأخلاق والقيم لأن الأدب الأخلاقي عمل جميل في ذاته يشق حجب الزمن و يمحو طلاءها حتى تنكشف الإنسانية في حقيقتها وليس هناك خلق لدى الأدباء المتشربين من النفاق الاجتماعي والسياسي والفكري ، والأديب بفطرته يحب أن يكون ذا أثر إيجابي في نفوس قرائه والأثر الإيجابي عمل أخلاقي مع أن الموضوعية حكم لا تستطيعه طبيعة الأدباء غالباً وما يميز الأدب عن غيره عنصر الإثارة وتخلص العلاقة بين الأدب والأخلاق بأن الاتجاه العام في الآداب يسير نحو فهم النفس البشرية و تحليلها و صنع الجمال في هذه النفس و تهذيبها . لقد كانت قضية الأدب منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا هي قضية الإنسان ( آماله وآلامه ) ( أفراحه وأتراحه , حاجاته وكمالياته ) ( رؤاه في الأرض والسماء ) . (الكون وما يحويه من تطلعات ومباهج ومخاوف , الفقر والغنى , البؤس والسعادة , الاستغلال , العبودية والظلم , التعاون والمحبة , الحقد ) , وكلها معاني أخلاقية وقيمية فبعضها يرتقي بالإنسان وبعضها ينحط به وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القيم والأخلاق هي لب الأدب ( فخيانة المحبوبة عند الشاعر قيمة سلبية , واستئثار بطل القصة بأنانيته ) قيمة سلبية وكرم حاتم الطائي قيمة إيجابية ونضال عنترة للتخلص من قضية العرقية قيمة إيجابية ودعوة إيليا أبي ماضي للإنسانية في شعره قيمة إيجابية والغزل بالمذكر عند بعض الشعراء العباسيين قيمة منحطة وسلبية والأدب بمجمله إما قيمة سلبية إذا كانت ذات الأديب ناكصة ومنحرفة وحاقدة وإما قيمة إيجابية إذا كانت نفس الأديب سامية ومرتقية تغترف مادتها من نهر المحبة والوجدان والسمو .


السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)