الوعي والفن والأدب

حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصدالأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com

كيف قفز الفن في حياة الإنسان ؟ ، وكيف استطاع الوعي البشري أن يحقق الجانب الأدبي ؟!.
وكيف رسم الإنسان علاقته المعقدة مع الحياة والكون والطبيعة ؟ ، وكيف تحققت العلاقة الأدبية من خلال قيم المادة والفكر والعمل ؟، وكيف ظهر الوعي الأدبي على الرغم من تناقض القناعات حول أسبقية المادة على الفكر ، أو الفكر على المادة أو تواكبهما . وتناقضها حول أهمية أن العلاقة الجدلية بين تطور وسائل الإنتاج ، أم أن الضرورات البشرية هي المفجّر لطاقاته الإبداعية .؟! لقد كانت البرهة الزمنية التي صدر فيها القرار الإلهي بنزول آدم من الجنة هي البداية الأولى لظهور الوعي البشري بالمفهوم الحقيقي وأصبح على الإنسان أن يعي معنى خطيئته، وأن يعي معنى نزوله على الأرض ، وأن يعي معنى تعميره لهذه الأرض وكان لابد أن يعبر الإنسان عن كل هذه المعاني التي كان أولها إن صحّ ذلك بكاء آدم على خطيئته ، وتوبته منها ، ولقاؤه بحواء أم البشر إلى قيام الساعة . إن فجائعية البرهة الأولى جعلت الإنسان يعبّر عن إحساساته ، وعن ذاته ، وعن رؤاه لماضيه ، ومستقبله ، ومن هنا كانت اللحظة الجمالية الأولى في عمل الإنسان . لا نريد أن نشير إلى التخيلات الخارقة التي كان يعيشها الإنسان القديم ، والأساطير والخرافات التي أنشأها ردّاً على ظواهر الكون – كاعتبار أن العلم مولود من بيضة أو نشوء المجرة درب التبانة من الحليب الذي قذفته حلمتا آلهة من آلهة العالم القديم – أو حمل الأرض على قرن ثور – أو وجود آلهة متعددة للجمال ، والخصب ،والمطر ، وغير ذلك مما أصبح مادة خاماً للأدب . بقدر ما نريد أن نؤكد على أن خطيئة الإنسان القدرية ، ونزوله للأرض جعلته يرسم انفعالاته من خلال ما وعت ذاكرته من مشاهد وأحداث . وإذ نؤكد على أن الوعي الأدبي هو جزء من الوعي الديني على اعتبار أن فطرة الإنسان تجعله صاحب عقيدة إلهية سماوية نشير إلى أن كل ما في الكون ينبثق من الفهم الديني للحياة والموت والخلود . إن فجائعية الموت الأول التي أحدثها الأخَوَانِ " هابيل وقابيل " جعلت الأدب يتّجه باتجاه الوعي الحزين للحياة ، ورسمت الحدود الأولى لأول مشروع بشري أدبي يمكن أن يتخذ نموذجاً لطابع المأساة حتى نزول آدم وزوجه من الجنة يعد استعراضاً مسرحياً بمعنى من المعاني تعجز عن رسمه . قصص الخيال اللاواقعي ، وهكذا ، فإن وعي الإنسان جعله أديباً يعيش حياته ويؤطر لها بشكل درامي أو شعري حيث ترسم آفاق الوجود من خلال النص المكتوب ، أو المنطوق . لقد أصبح الأدب جزءاً من الحياة ، وأصبحت الحياة جزءاً من الأدب ذلك أن عمليتي التأثير والتأثُّر قد تداخلتا تداخلاً وشائجياً جعل هذا الإنسان يرسم حياته بفنية مريعة أحياناّ ومروعة أحياناً أخرى ؛ ولكم نعى المعري إنسانية الإنسان وانفلاته من أطر المعقولية إلى دوائر تتلاشى في عالم اللامعقول وما داليته المشهورة إلا الفتيل الصاعق لهذه القضية .
" أبكت تلك الحمامة أم غنّتْ على فرع غصنها الميّاد "
ولقد نعى المتنبي من قبل المعري هذا الوجود من خلال بحثه الشخصاني عن تحقيق ذاتيته والتوكيد ببحثه المضني عن حقيقة وجوده . ألم تكن رحلة المتنبي إلى مصر وحلب هي جزء من هذا البحث ؟ ومن ثم ألم تكن ثورة الشابي وشكواه من النزوع لتحقيق الوجود الجماعي في زمن صعب جزءاً من ذلك ؟
" ومن يتهيّبْ صعودَ الجبال يعشْ أبدَ الدّهرِ بين الحُفَرْ "
ونحن لا نشك أن تطور الوعي بفهم الحياة يعني الوقوف كثيراً قبل إصدار الأحكام ، وخاصة أن إنسانية الإنسان قد طحنتها رحى الحياة والزمن الصعب وقابيلية الجشعين من بني جنسنا ، وأن الأدباء ما زالوا أكثر الناس فهماً لهذه القضية فهذا شاعر صعلوك يتحسس تلك المسألة ويؤكد على ذلك فيقول :
عوى الذئبُ فاستأنسْتُ بالذّئبِ إذْ عوى وصوَّتَ إنسانٌ فكدْتُ أطيرُ
إنه يجد سلواه وإنسانيته مع الذئاب في الغابة فكيف بحياة تتحول الغابة فيها إلى (مشروع إنساني ) وتتحول هي إلى (شريعة غاب ).وهذا مهاجر كوَتْهُ نار الفقر والغربة يؤكد على ذلك فيقول :
يا أخي لا تُشِحْ بوجهِكَ عنّي ما أنا فحمةٌ ولا أنتَ فرقدْ
أو ليست عملية التمييز القهري التي يعيشها المرء في هذا العالم والتي حاربها الإسلام محاربة شديدة هي القابيلية القديمة التي أسس لها قابيل ألم يقل رب العزة والجلالة : ( أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .؟! ألم يقل نبينا -محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم " الناس سواسية كأسنان المشط " ؟ إنها إعادة التوازن لمفهوم الانشطار الإنساني ( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) . إذاً : المسألة في دائرة الوعي الأدبي تعني إدراك حقيقة الحياة والوجود والموت وليست الحياة كما يقال ( ولادة وزواج وموت ) وإلا لما أدركنا طعم الحياة التي تبدو حنظلاً في لحظات وسكّراً وعسلاً في لحظات أخرى وما نيل اللذة والسعادة بالأمر الميسور كما يقول ابن الفارض " ودون اجتناء الشهد ما جنت النحل " ومن يا ترى من الأدباء كمحمد إقبال وغوته أو سيرفانتس أو إليوت أو شكسبير أو دانتي أو المعري أو المتنبي أو إليا أبو ماضي أو عبد الرحمن العشماوي أو حسان ابن ثابت أو طرفة ابن العبد أو لبيد أو زهير ) لم يشعر بفجائعية التناقض الإنساني أو لم يأت الإسلام ردّاً على كل الدعوات الساعية لتوسعة الشر في الدائرة الإنسانية أو ليس الفكر الإسلامي قد حمل في طياته بذور التغيير باتجاه المساواة والعدل والحق والجمال . أية جمهورية مفتعلة يبحث عنها الإنسان في هذا العصر بعد هذا العبث الذي يعبثه المرء ويشكو الأدباء منه خاصة بعد تغيير النظرة للإنسان وظهور الموقف المصلحي الذي فرضته رؤى مادية طينية جعلت من الإنسان آلة حدباء تتكسر مشاعرها على أشواك الحياة .

السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)