لأنك ربي، لن أملَّ من الدعا
سأدعوك دومًا خاشعًا متضرِّعا
وما همّني أن لا تجيب لدعوتي
فحسبيَ أن أدعوك -ربي- وتسمعا
فحقّيَ أن أرجو من الله حاجتي
وحقٌّ لِـربي أن يجود ويمنعا
ولكنّني أدعوك يا ربُّ واثقًا
بأنّك تعطي سائلينك أجمعا
وما كل مَن يعطي كمثلك قادرًا
ولا كل ما يُعطى ابنُ آدمَ مقنعا
أتيتُك يا ربي ضعيفًا ومسلمًا
وحاشاك أن يأتيك عبدٌ ويرجعا..
ومَن غيرُك اللهمَّ يدري بحالتي
إذا زاد همّي أو فؤادي تصدّعا
ومَن غيرُك اللهمَّ يعلم حاجتي
إذا زاد فقري أو سبيلي تقطّعا
دعوتك يا ربي منيبًا ومؤمنًا
وحاشاك أن تجفو الدعاء وتقطعا
فأنت جديرٌ أن تُوسّعَ ضيّقًا
وأجدرُ لو ضيّقت هذا المُوَسَّعا
وأنت قديرٌ لو جمعتَ مفرَّقًا
وأقدرُ لو فرَّقت هذا المُجَمَّعا
وأنت كريمٌ مُستعانٌ بفضلِهِ
على كل ما أدمى وأبكى وأوجعا
أناجيك يا ربي، ونجواك حاجتي
أناجيك كي أحيا وأروى وأشبعا
أناجيك.. لي نجواك دينٌ ومذهبٌ
وحِسٌّ على أجزاء جسمي توزَّعا
أناجيك.. ما همّي بأن لا تجيبني
كفانيَ أن أدعوك -ربي- وتسمعا
أناجيك.. لي نجواك عِزٌّ وفرحةٌ
فما ذَلَّ من يرجو، وما خاب من دعا
ونجواك لي رُوحٌ ورَوحٌ وراحةٌ
وراحٌ وريحانٌ ونورٌ تشعشعا
ونجواك لي أمٌّ ونجواك لي أبٌ
فأنت الذي سوّى وأعطى وأبدعا
فلولاك قلبي ما اهتدى لطريقه
ولولاك قلبي ما تمنّى وما وعا
سأدعوك حتى لا أكون مُغفّلاً
وحتى يخاف الذنبُ منّي ويفزعا
إلهي وخلاّقي وحرزي وموئلي
سألتُك، فاجعل لي دعاءك مَطمَعا
سألتُك أن أرضى بما كنتَ قاضيًا
وأن أستديمَنَّ الدعاءَ وأخشعا
سألتك يا ربي صلاةً على الذي
جعلتَ لنا منه الشفيع المُشَفّعا
#حـلـيـم_