الأدب والرؤيا الحداثية
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصدالأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com



أ-التعريف والفكر والرؤى والاتجاه :

أولا: التعريف

الحداثة مذهب فكري أدبي علماني، بني على أفكار وعقائد غربية خالصة مثل الماركسية والوجودية والفرويدية والداروينية، وأفاد من المذاهب الفلسفية والأدبية التي سبقته مثل السريالية والرمزية وغيرها. وتهدف الحداثة إلى إلغاء مصادر الدين، وما صدر عنها من عقيدة وشريعة وتحطيم كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية بحجة أنها قديمة وموروثة لتبني الحياة على الإباحية والفوضى والغموض، وعدم المنطق، والغرائز الحيوانية، وذلك باسم الحرية، والنفاذ إلى أعماق الحياة. والحداثة خلاصة مذاهب خطيرة ملحدة، ظهرت في أوروبا كالمستقبلية والوجودية والسريالية وهي من هذه الناحية شر لأنها إملاءات اللاوعي في غيبة الوعي والعقل وهي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم، وهي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الأوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس تأثيرهما الكبيرا ورد في (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - الندوة العالمية للشباب الإسلامي)

ثانيا-الجذور التاريخية للحداثة:

إن الحداثة في أصلها ونشأتها مذهب فكري غربي، ولد ونشأ في الغرب، ثم انتقل منه إلى بلاد المسلمين، وحتى يكون القارئ على بينة من الظروف التاريخية التي نشأت الحداثة فيها في الغرب قبل انتقالها إلينا، ولا شك أن الحداثيين العرب حاولوا بشتى الطرق والوسائل أن يجدوا لحداثتهم جذوراً في التاريخ الإسلامي، فما أسعفهم إلا : الحلاج، وابن عربي، وبشار، وأبي نواس، وابن الراوندي، والمعري ، لكن الواقع أن كل ما يقوله الحداثيون هنا، ليس إلا تكراراً لما قاله حداثيو أوربا وأمريكا، ورغم صياحهم وجعجعتهم بالإبداع والتجاوز للسائد والنمطي ـ كما يسمونه ـ إلا أنه لا يطبق إلا على الإسلام وتراثه، أمّا وثنية اليونان وأساطير الرومان وأفكار ملاحدة الغرب، حتى قبل مئات السنين، فهي قمة الحداثة وبذلك فهم مجرد نقلة لفكر أعمدة الحداثة في الغرب مثل: أليوت، وباوند، وريلكة ولوركا، ونيرودا، وبارت، وماركيز، وغيرهم إلى آخر القائمة التي اضطرنا حداثيونا إلى قراءة سير أهلها الفاسدة، وإنتاجها الذي وصلوا إليه . لقد نمت الحداثة في البيئة الغربية، وكانت إحدى مراحل تطور الفكر الغربي، ثم نقلت إلى بلاد العرب صورة طبق الأصل لما حصل في الغرب، ولم يبق منها عربي إلا الحروف العربية، أما الكلمات والتراكيب والنحو فقد فجرها الحداثيون كما يدعون وفرغوها من مضمونها كما جاء في (الحداثة في ميزان الإسلام لعوض القرني ص23، 24)



ثالثا- لمحة موجزة عن تاريخ الحداثة في الغرب:

على الرغم من الاختلاف بين الكثير ممن أرخوا للحداثة الأوربية حول بدايتها الحقيقية وعلى يد من كانت, فإن الغالبية منهم يتفقون على أن تاريخها يبدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي على يدي –بودلير-، وهذا لا يعني أن الحداثة قد ظهرت من فراغ، فإن من الثابت أن الحداثة رغم تمردها وثورتها على كل شيء، حتى في الغرب، فإنها تظل إفرازاً طبيعياً من إفرازات الفكر الغربي، والمدنية الغربية التي قطعت صلتها بالدين على ما كان في تلك الصلة من انحراف، وذلك منذ بداية ما يسمى بعصر النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي، حين انفصلت المجتمعات الأوربية عن الكنيسة، وثارت على سلطتها الروحية التي كانت بالفعل كابوساً مقيتاً محارباً لكل دعوة للعلم الصحيح، والاحترام لعقل الإنسان، وحينها انطلق المجتمع هناك من عقاله دون ضابط أو مرجعية دينية، وبدأ يحاول أن يبني ثقافته من منطلق علماني بحت فظهرت كثير من الفلسفات والنظريات في شتى مناحي الحياة. وطبيعي ما دام لا قاعدة لهم ينطلقون منها لتصور الكون والحياة والإنسان، ولا ثابت لديهم يكون محوراً لتقدمهم المادي، ورقيهم الفكري والحضاري، أن يظهر لديهم كثير من التناقض والتضاد، وأن يهدموا اليوم ما بنوه بالأمس ولا جامع بين هذه الأفكار إلا أنها مادية ملحدة، ترفض أن ترجع لسلطان الكنيسة الذي تحررت من نيره قبل ذلك.

رابعا- موجز تاريخ الحداثة العربية:

بعد أن انتقل وباء الحداثة إلى ديار العرب على أيدي المنهزمين فكريا، ولقيت الرفض من المجتمع الإسلامي في بلاد العرب، أخذوا ينقبون عن أي أصول لها في التاريخ العربي لعلها تكتسب بذلك الشرعية، وتحصل على جواز مرور إلى عقول أبناء المسلمين إذ لا يعقل أن يواجهوا جماهير المثقفين المسلمين في البداية بفكرة غربية ولباسها غربي، فليبحثوا عن ثوب عربي يلبسونه الفكرة الغربية حتى يمكنها أن تتسلل إلى العقول في غيبة يقظة الإيمان والأصالة. و يعتبر أدونيس المنظر الفكري للحداثيين العرب، وكتابه (الثابت والمتحول) هو إنجيل الحداثيين كما يقول محمد المليباري، ومهما حاول الحداثيون أن ينفوا ذلك فإن جميع إنتاجهم يشهد بأنهم أبناؤه الأوفياء لفكره. وهكذا ابتدأ المنظر الفكري للحداثة العربية ينبش كتب التراث, ويستخرج كل شاذ ومنحرف من الشعراء والأدباء والمفكرين، مثل: بشار بن برد، وأبي نواس، لأن في شعرهم الكثير من المروق على الإسلام، والتشكيك في العقائد والسخرية منها، والدعوة للانحلال الجنسي. وحين يتحدث أدونيس عن أبي نواس وعمر بن أبي ربيعة، وعن سبب إعجاب الحداثيين بشعرهما، يقول: "إن الانتهاك ـ أي تدنيس المقدسات ـ هو ما يجذبنا في شعرهما، والعلة في هذا الجذب أننا لا شعوريّاً نحارب كل ما يحول دون تفتح الإنسان، فالإنسان من هذه الزاوية ثوري بالفطرة، الإنسان حيوان ثوري". انظر (الثابت المتحول) (ج1 صفحة 216). بل إنهم يعتبرون رموز الإلحاد والزندقة، أهل الإبداع والتجاوز، وأهل المعاناة في سبيل حرية الفكر والتجاوز للسائد، وألفوا في مدحهم القصائد والمسرحيات والمؤلفات.

خامسا- من أبرز رموز مذهب الحداثة من الغربيين:

1- شارل بودلير 1821 - 1867م وهو أديب فرنسي أيضاً نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية، ووصفها بالسادية أي مذهب التلذذ بتعذيب الآخرين. له ديوان شعر باسم -أزهار الشر- مترجم للعربية من قبل الشاعر إبراهيم ناجي، ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.
2- الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821 - 1880م.
3- مالا راميه 1842 - 1898م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضاً من رموز المذهب الرمزي.
4- الأديب الروسي مايكوفسكي، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل.

سادساً-الحداثيون في العالم العربي قسمان :

الذين يدعون إلى الحداثة ونشرها في العالم العربي كثير فلا يكاد يخلو بلد عربي من عشرات الحداثيين الذين اعتنقوا الفكر الحداثي وأصبحوا دعاة إليه في كثير من الوسائل. والمتأمل في دعاة الحداثة يجدهم قسمين:
القسم الأول: رواد ومفكرون تربوا زمنا طويلا على الفكر الحداثي وتشربته عقولهم واقتنعوا به فأصبح همهم بث الحداثة والتنظير لها.
القسم الثاني: أتباع ورعاع وغوغاء ضعف إيمانهم وأمنوا العاقبة وخلت عقولهم وقلوبهم من الفكر العقدي والروحي القويم فعاشوا في ضنك وضيق ومركبات نقص وعقد نفسية فحاولوا معالجة ما يجدونه في أنفسهم من ضيق وحرج وغربة بالمخالفة للنمطي والسائد والتمرد على المألوف والموروث فهذا أقرب طريق للبروز والشهرة وإكمال النقص وتخفيف الحالات النفسية التي يعيشونها فكانت الحداثة هي المسلك الحاضر والمركب السهل. فاستغل أولئك الرواد حالة هؤلاء الغوغاء فكالوا لهم المديح وعدوهم " شبابا واعدا" و" صفوة مثقفة" و" نخبة برجوازية جديدة" وما إلى ذلك من الأوصاف التي غررت هؤلاء الأتباع الجهلة فأصبحوا ينعقون بكل ما يسمعون من أساتذتهم من مخالفات عقدية وشرعية وسياسية. ونحو ذلك. كما ورد في (الحداثة في العالم العربي دراسة عقدية لمحمد بن عبد العزيز العلي- 2/ 690)

سابعاً- ومن رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية:

1- يوسف الخال - الشاعر السوري الأصل رئيس تحرير مجلة شعر الحداثية. وقد مات منتحراً أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.
2- أدونيس (علي أحمد سعيد) سوري، ويعد المُروِّج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية، وقد هاجم التاريخ الإسلامي، والدين والأخلاق في رسالته الجامعية التي قدمها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة "القديس يوسف" في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول، ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل. وسبب شهرته فساد الإعلام بتسليط الأضواء على كل غريب.
3- د. عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني، وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر يساري.
4- عبد الله العروي - ماركسي مغربي.
5- محمد عابد الجابري مغربي.
6- الشاعر العراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي.
7- الشاعر الفلسطيني محمود درويش - عضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي أثناء إقامته بفلسطين المحتلة.
8- كاتب ياسين ماركسي جزائري.
9- محمد أركون جزائري يعيش في فرنسا.
10- الشاعر المصري صلاح عبد الصبور - مؤلف مسرحية الحلاج.



ثامناً- الأفكار والمعتقدات:

نجمل أفكار ومعتقدات مذهب الحداثة كما هي عند روادها ورموزها وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيما يلي:
1- رفض مصادر الدين، الكتاب والسنة والإجماع، وما صدر عنها من عقيدة إما صراحة أو ضمناً.
2- رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية.
3- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية، والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية.
4- الدعوة إلى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين.
5- الثورة على الأنظمة السياسية الحاكمة لأنها في منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية.
6- تبني أفكار ماركس المادية الملحدة، ونظريات فرويد في النفس الإنسانية وأوهامه، ونظريات دارون في أصل الأنواع وأفكار نيتشة، وهلوسته، والتي سموها فلسفة في الإنسان الأعلى (السوبر مان).
7- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية، وتبني رغبات الإنسان الفوضوية والغريزية.
8- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية الإنسانية، وحتى الاقتصادية والسياسية.
9- رفض كل ما يمت إلى المنطق والعقل.
10- اللغة - في رأيهم - قوة ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي، لذا يجب أن تموت، ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعد أن أضحت اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.
11- الغموض والإبهام والرمز - معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.
12- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدها ولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة، وتزول روابطها، وتنتهي سلطة الأدب وتنتصر إرادة الإنسان وجهده على الطبيعة والكون.
13- ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتها في بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة.
14- إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية، إلى هدم عمود الشعر، إلى إحياء الوثنيات والأساطير.
15- ويتخفى الحداثيون وراء مظاهر تقتصر على الشعر والتفعيلة والتحليل، بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية وما يتصل بها من مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم، وهذا هو السر في الحملة على القديم وعلى التراث وعلى السلفية.

تاسعاً- الحداثة منهج فكري يسعى لتغيير الحياة:

ادعى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط، بغض النظر عما يدعو إليه ذلك الأدب من أفكار، وينادي به من مبادئ وعقائد وأخلاق، فما دام النص الأدبي عندهم جميلاً من الناحية الفنية فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو غير ذلك، وهي وسيلة لحرب الدين والأخلاق، يتستر وراءها من لا خلاق له, ودعوى الحداثيين بعدم اهتمامهم بمضمون الأدب ليست صحيحة؛ بل إنهم أصحاب فكر تغييري، يسعى لتغيير الحياة وفق أسس محددة ومناهج منضبطة، وموقفها من الإسلام محدد سلفا. وما يسمونه الأدب للأدب والفن للفن، فيقول عبد الله الغذامي في كتابه (الخطيئة والتكفير) صفحة 10: "وهذا كله فعالية لغوية، تركز كل التركيز على اللغة وما فيها من طاقة لفظية، ولا شأن للمعنى هنا لأن المعنى هو قطب الدلالة النفعية وهذا شيء انحرفت عنه الرسالة، وعزفت عنه، ولذلك فإنه لا بد من عزل المعنى وإبعاده عن تلقي النص الأدبي، أو مناقشة حركة الإبداع الأدبي". وهكذا بكل بساطة يقرر الغذامي أن المسلم عند مناقشته وتقويمه للنصوص الأدبية من نثر أو شعر، يجب أن يطرح جانباً النظر في المعاني، أي أن ينسلخ من عقيدته ودينه وفكره، ولا يكون لها أي دور فيما يعرض أمامه من أدب، ويقول أيضا في صفحة 56 مؤكداً مذهبه: "ومن هنا جاءت التشريحية لتؤكد على قيمة النص وأهميته، وعلى أنه هو محور النظر، حتى قال (ديريدا): "ولا وجود لشيء خارج النص ولأن لا شيء خارج النص فإن التشريحية تعمل ــ كما يقول (ليتش) ـ من داخل النص لتبحث عن الأثر، وتستخرج من جوف النص بناه السيميولوجية المختفية فيه، والتي تتحرك داخله كالسراب".
ويقول السريحي في عكاظ العدد 7517 الصفحة 5: "من شأن قيام المنهج أن يؤدي إلى سقوط تحكم الأيديولوجيات المختلفة في إجازة دراسة ما أو عدم إجازتها، ذلك أن براءة وحيادية العلم لها من السلطان ما يحمي الدراسة من أن نتعاطف معها، لأنها تخدم توجها نسعى إليه، أو نرفضها لأنها تخالف ذلك التوجه".

تاسعا- تطور مذهب الحداثة في الغرب وفي البلاد العربية:

1- إن حركة الحداثة الأوروبية بدأت قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيها بين الفنانين في الأحياء الفقيرة.
2- ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات، ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية. وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.
3- وقد تبنت الحداثة كثيراً من المعتقدات والمذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:
أ - الدادائية: وهي دعوة ظهرت عام 1916م، غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.
ب - السريالية: واعتمادها على التنويم المغناطيسي، والأحلام الفرويدية، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات، ولهذا ترفض التحليل المنطقي، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.
ج - الرمزية: وما تتضمنه من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام، فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية، واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها.
4- وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في كل أنحاء أوروبا، حتى في باريس مسقط رأسها، من المدافعين عن اللغة والتراث وممن ينيطون بالأدب مهمة التوصيل في إطار العقل والوعي الإنساني.
5- وكثير من أدباء القرن العشرين لم يعترفوا بالحداثة ولا بما جاءت به من تجريد جمالي وثورة وعدم تواصل، وعدَّ كثير من المفكرين الغربيين الحداثة نزوة عابرة في تاريخ الفكر الغربي.
6-والحداثة العربية : هي حداثة غربية في كل جوانبها وأصولها وفروعها إلا أنها تسللت إلى العالم العربي دون غرابة، وذلك لأنها اتخذت صورة العصرية، والاتجاه الجديد في الأدب، وارتباط مفهوم الحداثة في أذهان بعض المثقفين بحركة ما يسمى بالشعر الحر أو شعر التفعيلة.
7- اصطلاح الحداثة بمفهومه الغربي، لم يقتحم الأدبي العربي إلا في فترة السبعينات بينما تسربت مضامينه منذ الثلاثينات من هذا القرن، وذلك في محاولات الخروج على علم العروض العربي، وفي الأربعينات ظهرت بعض ظواهر التمرد والثورة والرفض وتجريب بعض الاتجاهات الأدبية الغربية كالتعبيرية والرمزية والسريالية. ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م وتوقفت عام 1964م للتمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية، لخدمة التغريب، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى .. لغة القرآن الكريم. وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال: بودلير ورامبو ومالاراميه، وبدأ رئيس تحريرها - أي: مجلة شعر - بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الإيقاع الشعري، وقال بأنه ليس للأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلته أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود.وكان لعلي أحمد سعيد (أدونيس) دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس ما دعاه من الثبات والتحول فقال: "لا يمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي الإتباعي". واستخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما أصدر كتابه: (صدمة الحداثة) عام 1978م وفيه لا يعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية، وكل ما من شأنه أن يكون تمرداً على الدين والنظام تجاوزاً للشريعة.
8- لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي، كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال: ثورة الزنج والقرامطة.
9- ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حين يقول في كتابه (الثابت والمتحول): "لا نقدر أن نفصل بين الحداثة العربية والحداثة في العالم".

عاشرا- الغموض في أدب الحداثة والغاية منه:

إن أول ما يصدم القارئ لأدب الحداثة هو تلفعه بعباءة الغموض، وتدثره بشعار التعتيم والضباب، حتى إن القارئ يفقد الرؤية ولا يعلم أين هو متجه، وماذا يقرأ : أهو جد أم هزل ؟ حق أم باطل؟ ، بل يقطع أحياناً بأن ما يقرأه ليس له صلة بلغة العرب : إمّا في الجمل والتراكيب وإن كانت المفردات عربية، أو حتى في المفردات الجديدة التي تدخل الاستعمال لتوها ولأول مرة. وإن من يقرأ أدب الحداثة يقع في حيرة من أمره لمن يكتب هؤلاء، وماذا يريدون؟! إن الغموض طغى حتى على عناوين قصائدهم وكتاباتهم، وها أنا ذا أورد نماذج من إنتاجهم، وأعقب بنقول تؤكد إصرارهم على الغموض، باعتباره علامة مميزة لفكرهم، ثم أبين غايتهم من هذا الغموض.
يقول عبدالله الصيخان في قصيدة حداثية نشرت في مجلة اليمامة عدد 896:
"قفوا نترجل
أوقفوا نتهيأ للموت شاهدة القبر ما بيننا يا غبار ويا فرس
يا سيوف ويا ساح يا دم يا خيانات
خاصرة الحرب يشملها ثوبها
كان متسخا مثل حديث الذي يتدثر بالخوص
كي لا يرى الناس سوأته
كنت أحدثكم
للحديث تفاصيله فاسمعوني
فقد جئت أسألكم عن رمال وبحر وغيم وسلسلة زبرجد"
و يقول زاهر الجيزاني في اليمامة أيضاً في العدد 901 :
"وحدي بهذا القبو
أعثر في حطام الضوء في كسر المرايا
ويداي مطفأتان
ويداي موحشتان
ويداي ترسم بالرماد فراشة
ويداي تأخذني
وأسأل من أكون سبعاً بهذا القبو
أورثناه حكمتنا وأورثنا الجنون"
طلاسم تنتظر من يفك رموزها، وإننا لمنتظرون لأهل الحداثة. وفي عكاظ العدد 7531 الصفحة 8 كتبت هدى الدغفق تحت عنوان (اشتعالات فرح مثقل)
"لأني نفيت من الحلم بالأمس
سامرت قيظا
وجعا منح الوقت وقتاً
واحترى أن يمر به الوسم
لأني عاصرت حالة دفني
تجذرت بالرمل
مارست توق الخروج عن الخارطة
ولأن الخريف طوى قامتي"
وكقول محمد الثبيتي:
"من الشيب حتى هديل الأباريق
تنسكب اللغة الحجرية بيضاء كالقار
نافرة كعروق الزجاجة".
إن هذه الأمثلة غيض من فيض مما تزخر به الملاحق الأدبية في صحفنا ومجلاتنا، وما يلقى في أمسياتنا ونوادينا الأدبية وينشر في مطبوعاتنا. هل يا ترى هذا الغموض يأتي اتفاقاً، أم هو أمر مقصود لازم في أدب الحداثة؟؟ لنرَ ذلك من خلال أقوال الحداثيين أنفسهم. يقول أحمد كمال زكي في كتابه (شعراء السعودية المعاصرون) صفحة 18 "لو أننا وقفنا عند ظاهرة واحدة من ظواهر الشعر الجديد، وهي الغموض، وقد أصله سعيد عقل وأدونيس أحد شيوخ المجددين، لرأينا العجب العجاب". وهكذا ما دام سعيد عقل وأدونيس يرون أن الغموض ضرورة للأدب، فلا بد أن يسلك على نهجهم تلاميذهم لدينا. ويقول عبد الله نور في (ملف نادي الطائف الأدبي) العدد السادس صفحة 55: " الشعر الذي يفهم ليس بشعر"!! ومادام من شروط الشعر عندهم ألا يفهم، فما الغاية منه إذاً؟ هل هو طلاسم سحر، أم أحاجي ألغاز، أم رموز شعوذة؟؟! ..... إذا فمن أهداف الغموض وغاياته كسر الإطار العام للغة العربية، وتحويلها مع مرور الزمن والأيام، ومن خلال استبدال مفرداتها وتراكيبها ومعانيها، إلى لغة جديدة لا صلة لها باللغة العربية الفصحى المعروفة والمأثورة عن العرب - تماما كما حصل للغة اللاتينية - التي تحولت مع مرور الزمن بهذه الطريقة إلى لغات كثيرة.

حادي عشر- أهم خصائص الحداثة:

1- محاربة الدين بالفكر وبالنشاط.
2- الحيرة والشك والقلق والاضطراب.
3- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد.
4- الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور.
5- الثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي
6- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة.
7- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه.
8- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادين الحياة بكل فتنتها، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة.
9- عزل الدين ورجاله واستغلاله في حروب عدوانية.
10- تبني المصادفة والحظ والهوس والخيال لمعالجة الحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع.
11- امتداد الثورة على الطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة.
12- ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي، وإبرازاً لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة، عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية.

ثاني عشر- أساليب الحداثيين في نشر أفكارهم:

السيطرة على الملاحق الأدبية والثقافية في أغلب الصحف وتوجيهها لخدمة فكرهم ومناوأة ومحاربة غيرهم، ويختلف مدى تغلغلهم في الصحف والمجلات من واحدة إلى أخرى، ولم يقف منهم موقف الرفض الواضح ،
2 - التغلغل في الأندية الأدبية من أجل توجيه نشاطها لخدمة الحداثة وأهدافها.
3 - إفراد صفحات لكتابة القراء وخاصة الشباب ومن خلالها يتم اكتشاف أصحاب الميول الحداثية وتسلط عليهم الأضواء، وتدغدغ شهوة حب الظهور والشهرة في نفوسهم, وتقام الندوات والحلقات الدراسية لأدبهم، وبهذه الطريقة ظهر كثير من الأسماء الحداثية.
4 - نشر الإرهاب الفكري ضد مخالفيهم واتهامهم بشتى التهم والنعوت، والتأكيد على أنهم لا يعقلون ولا يعلمون، وأنهم مجرد دمى محنطة يجب أن تبعد من الطريق ولا تستحق أن يكون لها مكان في عالم الفكر والثقافة والأدب، في مقابل الإشادة بفكرهم بصورة مثيرة تجعل الفرد ينقاد لهم، ويقول هم أهل الساحة، ولا مناص من الدخول في ركابهم.
5 - إقامة الندوات والأمسيات الشعرية والقصصية والنقدية والمسرحية في طول البلاد وعرضها، بنشاط وافر ودأب متصل حتى أصبحنا لا يمر أسبوع إلا ونقرأ الأخبار عن نشاط حداثي في إحدى المناطق.
6 - الدفع برموزهم للمشاركة في المهرجانات الدولية.
7 - استكتاب رموزهم الفكرية، واستقدامهم للمشاركة في الأمسيات، وإلقاء المحاضرات وإجراء المقابلات معهم.
8 - لقد انتهج الحداثيون أسلوباً غاية في الخبث للتغرير بالشباب الواقع تحت ضغط الهجوم الضاري من أعداء الأمة في شتى الميادين، فامتصوا نقمة الشباب تلك حين قدحوا في أذهان الشباب أن أدبهم وفكرهم هو المنقذ من تلك المآسي، والآخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان، أمّا أصحاب الفكر التقليدي كما يسمونهم فإنهم ليسوا أكثر في نظرهم من رموز للتخلف وتكريس للواقع الذي يسعى الحداثيون لتغييره بكل ما يملكون من قوة.
9 - المرحلية في الإعلان عن أفكارهم، فهم يبدؤون بما لا يثير الناس عليهم.


ثالث عشر- آثار الحداثة في العالم الإسلامي:

الأثر الأول: إشاعة الفوضى العقدية والثقافية في العالم الإسلامي بين كثير من القارئين لأن الصحف والمجلات والكتب التي تخاطب الشباب كثير منها منطلقاته حداثية ثائرة على العقيدة القويمة وبخاصة أن تلك المقالات الحداثية تدغدغ عواطف الشباب وأدعياء الثقافة والمبتدئين بعباراتها " الأدبية" و" الإبداعية" المبطنة بتمرد على المعتقد الصحيح والقيم النبيلة ..... ,
الأثر الثاني: إيجاد طبقة معزولة عن المجتمع سياسيا وعقديا فالنظام المطبق في أيِّ البلاد لا يعجبها بل ـ كما هو المنهج الحداثي ـ ترى ضرورة رفضه والثورة عليه. والعقيدة الموروثة والشريعة المألوفة لا تخضع لها ولا ترضى بها بل لابد من التمرد عليها وتخطيها. والواقع كله رجعي متخلف في سياسته وعقيدته وأخلاقه وأعرافه يجب تجاوزه بعد تهديمه ...... ,
الأثر الثالث: انخداع بعض المنتسبين للدعوة الإسلامية من العقلانيين وأمثالهم ببعض دعاوى الحداثة المتمردة على النصوص الشرعية والالتزام بها وتقديمها على الأهواء وآراء العقول. ولا شك أن للحداثيين إفادة عظمى من العقلانيين المنتمين للإسلام
الأثر الرابع: القدح في حكام المسلمين وبخاصة من يحكم شيئا من الإسلام.
الأثر الخامس: ومن آثار الحداثة تجرؤ بعض النساء على الأحكام الشرعية بنقدها والخروج عليها وحجتهن في ذلك أقوال الحداثيين وشبههم.
فأصبحنا نقرأ ونسمع من ينادين برفض الحجاب لأنه رمز العهود المظلمة والعصور الوسطى ويطالبن بالحرية والاختلاط لأنهما علامة التقدم والتحضر وأن الفكر الحديث يوجب التمرد على العادات والتقاليد القديمة المورثة عن أصحاب الكتب الصفراء
الأثر السادس: إعلان شأن الفرق الضلبة ، والفلسفات المنحرفة والصوفية الشاطحة، والمعطلة للصفات الإلهية على اختلاف مذاهبها وذلك لأن الحداثيين يبذلون وسعهم في دراسة تاريخ المسلمين وإبراز تلك الفرق والفلسفات المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وإعلان شأنها بوصفها ظواهر " حداثية" تمردت على الموروث والسائد والمألوف، في العقيدة والشريعة ...... ,
الأثر السابع: تغلغل كثير من الحداثيين في وسائل التربية والتعليم والإعلام في العالم الإسلامي وبالتالي يوجهون الناس حسب مناهجهم الحداثية وأفكارهم. ومن ثم يبعدون رأي كل ناقد لهم وبخاصة من العلماء وطلبة العلم من أصحاب الفكر القويم والعقيدة السليمة وإن أحرجوا فتحوا بابا ضيقا لبعض الفتاوى والمقالات القصيرة التي لا تنقدهم وفي أيام محددة أيضا هذا ما قد يوجد في بعض الوسائل وهناك من لا يسمح للصوت الإسلامي أبدا ...... ,
الأثر الثامن: برزت في الصحف والمجلات واللقاءات، الكلمات العامية والأجنبية والألفاظ الموغلة في الرمزية والغموض وكثر الخوض فيها وبالتالي تجرأ الناس على اللغة العربية فأصبحنا نقرأ ونسمع من يطالب بتغيير قواعدها ... إلخ.
الأثر التاسع: ومن آثار انتشار المفاهيم الحداثية في العالم الإسلامي أن الحداثة أصبحت ثوبا يتستر به كل قادح في الدين وبخاصة أصحاب الاتجاهات المشبوهة والمنتمين إلى الأفكر الكافرة ، والعلمانية الملحدة والعبثية والاتجاهات الباطنية ونحو ذلك. وبخاصة في الدول التي لا يستطيعون فيها التصريح بمذاهبه الكافرة أو المخالفة فيلجأون إلى الحداثة شعارا يتسترون خلفه.. حتى أصبح الانتساب إلى الحداثة أسهل طريق لنقد مصادر الدين وما صدر عنها باسم التحديث أو التجديد أحيانا. كما ورد في كما ورد في كتاب ( الحداثة في العالم العربي دراسة عقدية لمحمد بن عبد العزيز العلي- 3/ 1546)

رابع عشر- بعض مواقف الحداثيين من الإسلام وقيمه:

من أمثلة مواقف الحداثيين من الدين وقيمه تتمثل في :
1-الشاعر الحداثي محمد جبر الحربي ، في قصيدته التي ألقيت في مهرجان المربد بالعراق بعنوان (المفردات) , ثم نشرت في اليمامة في العدد 887 صفحة 60ـ61 ثم نشرت في الشرق الأوسط، الصفحة 13 وهذه القصيدة مليئة بالثورة والتبرم من كل شيء، وفيها غمز ولمز في حق النبي صلى الله عليه وسلم وفي القرآن، فمن غموض هذه القصيدة قوله:
"قلت لا ليل في الليل ولا صبح في الصبح
منهمر من سفوح الجحيم
وقعت صريع جحيم الذرى
سألك جسد الوقت معتمر بالنبوءة والمفردات المياه
أيها الغضب المستتب اشتعل
شاغل خطاك البال منحرف للسؤال
أقول كما قال جدي الذي ما انتهى
رأيت المدينة قانية
أحمر كان وقت النبوءة
منسكبا أحمر كأن أشعلتها"
من هو يا ترى جده الذي ما انتهى والذي كان أحمر وقت النبوءة، وما هي المدينة القانية، وما هو الأحمر المنسكب الذي أشعله الحربي أو جده.
أما مواطن الغمز واللمز في هذه القصيدة فمنها قوله:
"أرضنا البيد غارقة
طوف الليل أرجاءها
وكساها بعسجده الهاشمي
فدانت لعاداته معبدا"
لماذا أرضنا بيد قاحلة لا نبات فيه ولا ماء؟ وما الذي أغرقها؟ وفي أي شيء هي غارقة؟ وما هو الليل والظلام الذي عم أرجاءها ولم يترك منها زاوية؟ ومن هو الهاشمي الذي كساها بعسجده فدانت لعادته معبدا وحولها إلى أرض قاحلة غارقة في الظلام. أيقال هذا الكلام في حق محمد صلى الله عليه وسلم الذي شرفت به هذه البلاد بل كرمت به البشرية، وهل كان صلى الله عليه وسلم مبلغاً عن ربه سبحانه وتعالى، أم أنها عاداته ألزم الناس بها حتى تحولت البلاد إلى معبد لعاداته فأصبحت بيداً غارقة؟!
ثم يقول داعياً إلى الثورة والتمرد على كل شيء ومستهزئاً بالقرآن وتعاليمه:
"بعض طفل نبي على شفتي ويدي
بعض طفل من حدود القبيلة
حتى حدود الدخيلة
حتى حدود القتيلة
حتى الفضاء المشاع من رجال الجوازات
حتى رجال الجمارك
حتى النخاع يهجم الخوف أنى ارتحلنا
وأنى حللنا
وأنى رسمنا منازلنا في الهواء البديل
وفي فجوات النزاع باسمنا
باسم رمح الخلافة
باسم الدروع المتاع
اخرجوا فالشوارع غارقة والملوحة في لقمة العيش
في الماء
في شفة الطفل في نظرة المرأة السلعة
الأفق متسع والنساء سواسية منذ تبّت وحتى ظهور القناع
تشترى لتباع وتباع وثانية تشترى لتباع"
وهل النساء كلهن أصبحن سلعاً تشترى وتباع منذ تَبَّت, وهذا لا شك إشارة إلى نزول القرآن، وخاصة سورة المسد التي تحدثت عن امرأة أبي لهب المشركة التي يرى الشاعر الحداثي أن حديث هذه السورة الكريمة عن تلك المرأة، امتهان لكرامة المرأة وتحويل لها إلى سلعة تشترى وتباع. وأما أن الذي حول المرأة في نظرة إلى سلعة فهو ظهور القناع، وهذا إشارة واضحة للحجاب الذي أمر الله به المؤمنات:
"منذ تبت وحتى ظهور القناع
تشترى لتباع وتباع وثانية تشترى لتباع"
2-ومن صور الاستهزاء بهذا الدين ما كتبه محمد العلي في مجلة الشرق عدد 362 الصفحة 38 عن المغني معبد، وعن أزمة الفن كما يقول في بلادنا، والتي أورد فيها فكرته بأسلوب ساخر بطريقة المسلمين في حفظ السنة النبوية الكريمة حين قال:
"حدثنا الشيخ إمام
عن صالح بن عبد الحي
عن سيد ابن درويش"
عن أبيه، عن جده قال:
"يأتي على هذه البلاد زمان
إذا رأيتم فيه أن الفن أصبح جثة هامدة فلا تلوموه
ولا تعذلوا أهله
بل لوموا أنفسكم
قالها وهو ينتحب
فتغمده الله برحمته
وغفر له ذنوبه"
هذا الحديث الذي نسجه خيال العلي، ألم يجد طريقة يتحدث بها عن الغناء والمغنين، إلا أن يقلد سند حديث النبي صلى الله عليه وسلم، بل يقلد الحديث الشريف ذاته في ألفاظه.
3-يقول السريحي في كتابه (الكتابة خارج الأقواس) (ص 37): "من شأن البعد الإنساني الحر الذي تتسم به رؤيا الفنان أن يجعل انفصاله عن الجماعة أمراً قدريا لا مندوحة عنه بحيث يصبح الفنان مصدر حيرة، لا يحلها إلا مثل ذلك الحل الذي يرى أن للفنان شيطاناً يلقي على لسانه ما يقول، وهو حل مع سذاجته إلا أنه واضح الدلالة على حيرة الجماعة وعجزها, حيرة وعجزا يبلغ بهما حد الخروج عن المنطق، كون الفنان يعيش بين الناس ويأكل في الأسواق". إننا نعلم أن الذي استغرب الناس أكله الطعام ومشيه في الأسواق هو النبي صلى الله عليه وسلم، فهل أصبح الأنبياء في نظر السريحي مجرد فنانين أتوا بما يخالفون به السائد ـ كما يقول ـ؟؟!! وهل يريد السريحي أن يقول: إنه ما دام النبي فنانا، فإنه يجوز للفنان الذي يجيء بعده أن ينقض ما أبرمه النبي ويلغي ما بلّغه؟؟!
4-يقول نزار قباني :
"من بعد موت الله مشنوقا
على باب المدينة
لم تبق للصلوات قيمة
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة"
ويقول محمود درويش:
"يوم كان الإله يجلد عبده قلت يا ناس نكفر"
وهذا يوسف الخال يعلن كفره وإلحاده فيقول:
"لا نور لا ظلام لا إله"
ويقول توفيق الصايغ :
"يأتين إن يأتين في ركب إله ولا إله
تقنص خطو إله ولا إله"
5-وهاهو فؤاد زكريا شيخ العلمانيين والحداثيين يعلن أن "العلمانية هي الحل" وذلك في وجه الإسلاميين المنادين بأن "الإسلام هو الحل". إن هذا الفكر الذي يتداول بين بعض من يسمون بالمثقفين جدير بأن ينشر الإلحاد بين الناس, خاصة طائفة الشباب الذين يتلقون من هؤلاء في الجامعات، ويلمِّعهم الإعلام للجماهير، لقد فرَّخ هؤلاء العلمانيون الحداثيون جيلا جديدا من تلامذتهم والمتأثرين بهم، انتشروا في الأوساط الثقافية في وزارت الثقافة والإعلام والجامعات في البلاد العربية والإسلامية بلا استثناء،
6- ذكر الأستاذ جمال سلطان في كتابه (دفاع عن ثقافتنا) حيث ذكر أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليسكو) وهي تابعة إداريا للجامعة العربية، وهي وكالة متخصصة للشئون الثقافية, وتضم من بين أقسامها ما يسمى (الإدارة الثقافية) وفيها لجنة تخطيط العمل الثقافي وتنظيم أجهزته في الوطن العربي سنتي (1974 - 1975م) التي عقدت مؤتمرها الأول حول "الأصالة والتجديد في الثقافة العربية" ومؤتمرها حول "الوحدة والتنوع في الثقافة العربية" والعجيب أن الذين عُزِلوا عن هذه المؤتمرات هم الإسلاميون، وأصبحت هذه المؤتمرات حكرا على دعاة التغريب والحداثة.
7-والعجيب أن (الأليسكو) قامت تحت عباءاتها مشروعات ضخمة منها: العمل الضخم المسمى: (الخطة الشاملة للثقافة العربية) وهي بمثابة (استراتيجيات للثقافة العربية) , وصفت هذه الخطة بـ (جهد تاريخي ظل حلماً غالياً) بوصف د/ محي الدين صابر مدير عام المنظمة، ومحل الشاهد عدة مقولات أساسية وردت في هذه الخطة مؤلفة من البنود التالية :
أ- انتشار الإيمان بالغيب (الفكر الغيبي) أهم أسباب انتكاسة الحضارة العربية.
ب- إذا كان الدين عنصر الوحدة في القرون السابقة، فإن القومية هي عنصرها في العصر الحديث.
ج- من المستحيل أن نقبل تقنيات الغرب وعلومه ونرفض في الوقت نفسه فلسفاته وثقافته.
د- الحضارة الأوربية حضارة مطلقة بمعنى أنها قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، بينما الحضارات السابقة تاريخية نسبية.
ه- الماركسية ليست غزوا فكريا يهدد الأمة.
و- على استراتيجية الثقافة العربية أن تحذر من السقوط في حبائل الفكر الديني.
وهكذا تصبح العقائد الإسلامية هي سبب الانتكاسة العربية ، وتصبح الماركسية، والفلسفات الغربية هي المخرج، وتصبح العودة إلى الدين خطرا عظيما ينبغي التحذير منه، وعلى الأمة أن ترتمي في أحضان الحضارة الغربية وتأخذ منها تقنياتها وفلسفاتها. هذه هي بنود الخطة التي تسير عليها منظمة مهمتها التخطيط لمستقبل الثقافة، إنه الإلحاد يطل برأسه في بلادنا، بل يضع جذوره من خلال مؤسسات رسمية ينفق عليها من أموال المسلمين. ومن العجيب المذهل المحزن أن هؤلاء يتحكمون في زمام ثقافتنا من خلال تلك المؤسسات، وكأن هذه المؤسسات الرسمية ما قامت إلا لإضافة الشرعية على عليهم لغزو العقول المسلمة بهذا الإلحاد كما صنع لمحمد أركون " وهو من هو بفكره الإلحادي المشكك في الوحي والتراث والنبوة ، وحسن حنفي الذي لا يفتأ أن يصرح في المحافل المختلفة أنه ماركسي أكثر من الماركسيين، وهو تلميذ وفيٌّ لفلسفة أستاذه اليهودي الشهير "باروغ اسبينوز". والذي أوكل إليه معالجة "الغزو الثقافي"
8-محمود أمين العالم، أحد مؤسسي الحركة الماركسية في مصر.
9-أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه (فن الشعر) (ص 76) : "إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسليه أو تقدم له مادة استهلاكية، وليست تلك التي تسايره في حياته الجادة، وإنما هي التي تعارض هذه الحياة! أي تصدمه، وتخرجه من سباته، تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه، إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها، الدين ومؤسساته، العائلة ومؤسساتها، التراث ومؤسساته، وبنية المجتمع القائم. كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها، وذلك من أجل تهديمها كلها! أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد، يلزمنا تحطيم الموروث الثابت، فهنا يكمن العدو الأول للثورة والإنسان". ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شيء باسم الحرية. فالحداثة إذن هي منهج أدبي فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والانسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل. وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد مع الكون كما تقول كتابات أهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسئولية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز جميع ما هو قديم وقطع صلتهم به. ونستطيع أن نقرر أن الحداثيين فقدوا الانتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية. ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسه بقوله:
"لا الله اختار
ولا الشيطان كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار"
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

ب-الحداثة الشعرية العربية :

تعد الحداثة الشعرية العربية من وجهة نظر الحداثيين استجابة لمقتضيات التطور والإبداع وتجاوز لكل تقليد أو مألوف شعري للقصيدة العربية وهي محاولة بدأت منذ الحالة الشعرية الأولى في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام ثم العصر الراشدي والأموي والعباسي وكان بشار وأبو نواس وغيرهم في العصر العباسي ممن حاول ذلك وخاصة في رفض الوقوف على الأطلال تبع ذلك محاولات الأندلسيين في تغيير شكل القصيدة ومضمونها ( الموشحات) ثم تبع ذلك فنون جديدة في عصر الانحدار ومحاولات الإبداعيين العرب وشعراء المهجر في تحقيق (وحدة الموضوع ) في القصيدة ثم تحول الشعراء في العصر الحديث إلى حداثة من نوع جديد تحمل موقفاً من الكون كله و إنسانه ، ومن الإله من خلال (رؤيا ) تبحث عن إزالة مفاهيم سابقة حيث تصبح وظيفة الشعر الكشف المستمر عن عالم يحتاج للكشف في كل لحظة من خلال توظيف أدوات التعبير المعاصرة ( الرمز – الأسطورة – الحلم ) و أساس الصورة الفنية في شعر الحداثة يكمن في ( الكشف) لا في ( المحاكاة) على حد زعم الحداثيين ؛ إنها وسيلة كشف و رؤيا وأداة تعبير تمثل المبدع وعصره وقد ادعى أصحاب الحداثة أن نظام البيت لم يعد يتناسب مع الذوق المعاصر ولا يتناسب مع طبيعة الانفعال الشعري وذلك من خلال النزوع إلى الواقع والحنين إلى الاستقلال والهروب من التناظر والنفور من النموذج وإيثار المضمون وتعد المثاقفة مع الغرب الأساس في نشأة الحداثة الشعرية ساعد على ذلك التغيرات التي طرأت على الحياة كمستجدات على الطبيعة النفسية الذوقية وقد تنوعت أشكال القصيدة بين (( قصيدة ممزوجة من الأوزان الشعرية التقليدية – وقصيدة النثر ) . وهكذا فإن الصراع بين القديم والجديد صراع يشمل كل جوانب الحياة ، وهذه سنة كونية بثها الله تعالى في كل الأشياء ، والأدب عنصر من عناصر الحياة شمله هذا القانون وتأثر به ، ففي كل عصر من العصور هناك صراع بين قديم وجديد وفي كل زمن من الأزمان هناك نظريات حديثة تهدم ما جاء في الماضي وقد عرف الأدب في كل وقت هذا الصراع وتفاخر أصحاب الجديد دائما بجدتهم وتمسك أصحاب القديم بأصالتهم وبقيت قضية الصراع قائمة حتى أن البعض تمسك بالأصالة من جهة وتطلع إلى التجديد من جهة دون رفض للقديم رفضا تاما ً ودون ارتماء في أحضان الحديث ارتماء ً كاملا ً . وإذا كان يهمنا أن نكون دائما ً على طريق التجديد دون النظر إلى تسميته ، فإننا ننبه إلى أن بعضهم قد اتخذ ( الحداثة – الحداثية ــ الحداثوية ) غطاء ً أدبيا لنوع من التخريب السياسي والديني الداعي إلى هدم أفكار (الدين) على اعتبار أنها موروثات قديمة متخلفة لا تصلح للحياة والعيش الحاضر ، وقد كشف بعض الأدباء بشكل عام والشعراء بشكل خاص عن نواياهم الفاسدة وتحولوا عن قضايا الدفاع عن أوطانهم ومجتمعاتهم ودينهم إلى سفاسف صغيرة وبهرجات كاذبة ؛ والحداثة وإن كانت شعارا جذابا ً إلا أنها لم تحقق لأصحابها قيد أنملة من التطور الفكري والأدبي وقد رأيت الكثير من هؤلاء الحداثيين يهيمون بأفكارهم في قضايا هامشية . ولقد عايش الأدب خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية سؤالاً ملحاً يتمحور حول (كيف ننشئ مجتمعاً حديثاً في عالم حديث ؟) ، وأخذ الأدباء يبحثون عن جواب لهذا السؤال من خلال فلسفات وأفكار تلبي حاجتهم وتحت ضغط أزمة حضارة مادية يبحث الإنسان من خلالها عن وجوده الإنساني والمادي. وفي خضم البحث عن جواب ذلك السؤال كانت الحداثة فكرة ترد في أدب بعض الأدباء ممن يسعون إلى المزج بين الثقافات وقد تحولت الحداثة من مفهوم عام إلى مذهب أدبي فكري ينتقد نقائض الحضارة ويؤمن بتفوق العقل وقدرته على التغلب على جميع المشكلات من خلال محاربة الجهل والتخلف وتحطيم القيود اللغوية والفنية في الأدب وممارسة أقصى ما يستطاع في التشكيل للتعبير عن الإبداع وغرام الاكتشاف في كل تجربة جديدة من خلال ثقافة معلبة عن طريق وسائل الإعلام وقد كان هناك نجاح تجاري لبعض أنواع الكتابة المسماة ( حداثية ) لأنها تنتهك الحرمات (الدين واللغة والعادات) وتنحدر بالأدب للسوقية وتعتمد الغموض والتمرد على كل شيء وتقديس الحرية الفردية والدخول إلى عالم يريد أن يصنعه أو يغيره. وقد اتفق الكثير من الأدباء على نجاح الحداثة بعد أن اكتمل نضجها في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتفرع منها مدارس جديدة كالسريالية والتعبيرية ، وقد أكد أصحاب الحداثة على أنها تعني التجريب المستمر والتعبير عن همّ فكري ومغامرة في المجهول بعيداً عن صياغة الأفكار المعروفة سابقاً لمجرد الصياغة ومهاجمة الأشكال الأدبية السائدة والمؤسسات القائمة فهي على حد قرار أصحابها ثورة النخبة من الجانب الإيديولوجي، وإن كان باطنها محربة فكرة الدين ؛ وهكذا تعطي الحداثة من منظور أصحابها للأدب قيمته التنبؤية الكثيفة فإذا رسخت قدمها قتلت نفسها لأنها تصبح قواعد متعارفة وتقليداً قديماً.

السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)