الأدب والرؤيا الإنسانية

حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com

أولا- التعريف

النزعة الإنسانية هي اتجاه فكري عام تشترك فيه العديد من المذاهب الفلسفية والأدبية والأخلاقية والعلمية، وقد ظهرت النزعة الإنسانية في عصر النهضة مع أن الجانب الإنساني موجود مع الإنسان منذ فجر التاريخ.

ثانيا: بيان المقصود بالإنسانية أو العالمية أو الأممية

الإنسانية مذهب ظاهره مراعاة الجوانب الإنسانية وباطنه إباحي هدام، ودعوة خادعة من قبل دهاة أعداء الدين، وهو مذهب جديد براق من المذاهب الكثيرة التي أنتجتها العقلية الأوربية في الأساس في خضم الصراع مع الكنيسة، وفي خضم انتشار المذاهب الباطلة في ذلك الوقت، وقيل لها إنسانية نسبة إلى الإنسان، وقيل لها عالمية أو أممية لدخول كثير من المفكرين من مختلف البلدان الأوربية وغيرها فيها، قوي أمرها في نصف القرن الثامن عشر، عصر التحرر في أوربا، ظهرت في إيطاليا، ثم انتشرت إلى البلدان الأخرى، ونادى أهلها بأن يتفق ويتآلف جميع الناس تحت اسم الإنسانية بسبب اشتراك جميع الناس في أصل الخلق مع إغفال كل الفوارق بينهم مهما كانت تلك الفوارق دينية أو غير دينية، قومية أو وطنية، أو غير ذلك من الروابط، فلابد أن يكون التجمع على الإنسانية وحدها بدلا عن الكنيسة وتعاليمها، وأن الدين أمر شخصي بين الله والإنسان كما كانوا يزعمون في بدء أمرهم، فالوطن للجميع، ولا قيمة حقيقية لتجزئة الأرض أو فصل بعضها عن بعض بحجة اختلاف الناس في دينهم وسلوكهم، فإن هذه الأمور تحث على التعالي وتثير جذوة الخلافات والأحقاد بخلاف ما لو اتفقوا على أن تكون الأرض وطنا للجميع وتجمعهم الإنسانية، وعلى أن يوجد دين موحد للكل تحت راية واحدة بعد أن تسقط جميع الأديان وجميع القوميات والوطنيات في يوم ما، حسب تقديراتهم، فتأتي حينئذ الحياة السعيدة القائمة على المحبة الإنسانية وتتوحد العواطف والأفكار ويعيش الناس كلهم على قلب واحد تعمهم الألفة والمحبة والترفع عن كل شيء يعرقل ظهور الحب بين جميع أفراد البشر حسب خداع الماسونية، والإنسانيون ينتظرون اليوم الذي يجتمع فيه الناس كلهم على مبادئ الإنسانية ويعيشون في ألفة ومودة؟!! بعيدين عن أي مؤثر آخر من الوطنية أو القومية أو الدين حين تسمو أفكار المجتمعات البشرية ويتوحدون على أساس هذه الأخوة الإنسانية، وهي آراء جذابة، ولكنها دعوة خداعة وأنى لها أن تتحقق، والواقع يكذبها ليلا ونهارا بهذه الحروب الأهلية والدولية والنزاعات المستمرة مما يشكل صفعة في وجوه دعاة الإنسانية والقومية والوطنية وسائر الدعوات الجاهلية، وأنها خدع وهمية وخيالات فارغة .

ثالثا- سبب انتشار دعوى الإنسانية:

لقد تبين أن أكثر ما يجذب الناس إلى قبول الإنسانية جهلهم بدينهم، ثم جهلهم بما تهدف إليه دعوة الإنسانية، ثم انخداعهم بذلك الشعار الأجوف الذي ينادي به دعاة الإنسانية، وهو الاجتماع على الإنسانية بغض النظر عن أي اعتبار من دين أو لون أو وطن، فالكل تتسع لهم مظلة الحرية والإخاء والمساواة التي يوفرها لهم مذهب الإنسانية. وإن الذين يعتنقونها سيعيشون عيشة راضية، فانخدع الكثير بمثل هذه الدعايات البراقة، وقد عرفت أنها من دعايات الماسونية الماكرة التي تتربص للقضاء على كل الأديان تحت شعارهم " اخلع عقيدتك على الباب كما تخلع نعليك " ، فمن المعلوم أن خلع العقيدة ووضعها على الباب إلى جانب النعال إنما يراد بها عقيدة من يسمونهم بـ"الجوييم" أو "الأمميين"، أما عقيدتهم هم فهي التي يقوم عليها مذهب الإنسانية وهي التي يجب أن تبقى بعد أن ينسلخ الداخلون في الإنسانية عن عقائدهم ويتنازلون عنها لكي يتم دخولهم في مذهب الإنسانية. ومنها أن دعاة الإنسانية يزعمون أنه يجب أن يكون الهدف الذي يصل إليه الإنسان ويضحي بفرديته من أجله هو خدمة الآخرين وإخضاع نزعاته الفردية كلها لخدمة النوع الإنساني أجمع تحت شعار "الحياة لأجل الغير". وقد صاغه "كونيت" وسماه الموجود الأعظم، وأحله محل الإله في التقديس، وجعل لمذهبه كهنة وطقوسا تقدم للرجال الذين أسهموا في خدمة الإنسانية في أعياد، وتخصص لهم تلك الأعياد ليشعرهم بأنهم على شيء. ويجب التنبيه إلى أن بعض الكتاب يفسرون الإنسانية على أنها هي العطف والرحمة ومساعدة المحتاجين، والتمسك بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن، ويذكرون على كل ذلك أدلة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة. ودراستنا هنا لا تتعلق بهذا المفهوم للإنسانية، فهو حق مؤكد، ولكننا بصدد بحث الإنسانية التي تخفي وراءها مخططات خطيرة لتدمير تراث الإنسانية، وبالأخص تراث المسلمين. شعارات خادعة طالما نادى بها اليهود وخدعوا بها الناس سرا وجهرا مثل الحرية والإخاء والمساواة بين الأفراد والشعوب ووحدة الأسرة البشرية ومجتمع الإنسان المتعاون وحق الجميع في الحياة الكريمة إلى آخر تلك الألفاظ البراقة الخادعة التي هي للاستهلاك ولسد فراغ أذهان الفارغين، وقد قال أحد دعاتها وهو الفرلي: "حينما يصبح الجميع أحرارا في تفكيرهم لهم من الشجاعة ما يجعلهم يتقبلون ما هو خير وعدل وجميل عندئذ يكون من المحتمل أن يسود العالم دين واحد وإني سأكون سعيدا باتباع دين عالمي موحد تتبع مصادره من حقائق التاريخ وتشمل مبادئه العدالة الاجتماعية وتقوم بفضله مظاهر الحب والإخاء على أنقاض الكراهية والخصومة" . ومما سبق يتبين بوضوح أن الدعوة إلى الإنسانية هي شرارة انشطرت عن جمرة الماسونية الحاقدة ودعاياتها الخادعة التي تجيد حبكها المؤامرات اليهودية وأن ما يبدو للبعض من الفارق بين كلتا الدعوتين فإنما هو فارق لفظي أو من باب التفنن في التقديم ، فالماسونية ظاهرة قوية في الدعوة إلى الانسلاخ من كل دين أو طاعة إلا دين اليهود وطاعتهم بينما الإنسانية ظاهرها فيه الرحمة والترفع عن التجبر والبغض وأن الدين لا يجب أن يكون حائلا بين محبة البشر بعضهم البعض وخدمة بعضهم بعضا لأن الدين أمر شخصي وحسب مزاج الشخص وتوجهه، إضافة إلى أنه يضيق الدائرة على أتباعه ويمايز بين الناس حينما يلتزمونه وبالتالي فالبديل الأنسب هو الإنسانية التي تعم الجميع دون تمييز أو تفريق بين الجميع. كما ورد في ( المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي 2/ 829)

رابعا- التأسيس وأبرز الشخصيات:

ظهر المذهب الإنساني في إيطاليا في بداية عصر النهضة الأوروبية.
وأبجديات النزعة إنما تترجم الانتفاضة التي عبّرت عنها النهضة الأوروبية باعتبارها تغيراً في الفكر نجم عنه تغير في جميع شؤون الحياة. فالإنسان الأول كان مكبلاً بقيود الكنيسة طوال فترة الإظلام الفكري المسماة بالعصور الوسطى والتي استطالت إلى أكثر من عشرة قرون، إذ كان خلالها مطالباً بالطاعة العمياء لرجال الدين وكان يُساق كما يساق القطيع، ويكفي أنه من طبيعة فاسدة بسبب الخطيئة الأصلية!! أما المرأة، فهي لا ينبغي أن تُحب لأنها سبب الخطيئة، لذا عزف رجال الدين عن الزواج بها. وإذا سمحوا لغيرهم بالارتباط بها بالزواج فذلك فقط باعتبارها وسيلة للإنجاب واستمرار البشرية. أما الرجال فهم وسيلة أيضاً لتحقيق أهداف الكنيسة، وكل من خرج على هذه الأهداف يواجه الموت حرقاً.
ومن أسماء الرواد الأوائل للمذهب الإنساني بوجيو وبروني، والمحامي البارز مونتبلشيانو وكلهم عاشوا خلال القرن الخامس عشر الميلادي.
-أراسمس ولد في روتردام سنة 1466م ويعد من أكبر ممثلي المذهب الإنساني من ناحية معرفته بالأدب اليوناني واللاتيني.
-في فرنسا مثل المذهب ستيفانوس وسكاليجر ودوليه.
-ويعد رينيه ديكارت 1956 – 1650م الفيلسوف الفرنسي من أنصار المذهب الإنساني ولكنه يؤمن بوجود الله تعالى.
-وكذلك سبينوزا 1632 – 1677م الفيلسوف الهولندي وهو يشبه ديكارت في الاعتقاد.
-وكتابات جان جاك روسو 1712 – 1778م تحمل الطابع الإنساني.
-وجون لوك 1632 – 1704م الفيلسوف الإنجليزي كان إنساني المذهب.
-والفيلسوف الألماني كانت 1724 – 1804م في مذهبه الانتقادي كان إنساني المذهب.
-والفيلسوف شيلر المتوفى سنة 1937م الإنجليزي الألماني الأصل.
-والكاتب الفرنسي فرانسيس بوتر، ألف كتاباً بعنوان المذهب الإنساني بوصفه ديانة جديدة.
-والأديب الإنجليزي ت. س. إليوت 1888 – 1965م يعتبر نفسه من أتباع المذهب الإنساني، وهو من أبرز ممثلي الشعر الحر.


خامسا: الأفكار والمعتقدات

أ-تأكيد الفردية الإنسانية:
1-في مجال الدين: الاستجابة لحكم الفرد الخاص ضد سلطة الكنيسة وتأييد فكرة ظهور الدول القومية.
2-في مجال الفلسفة: تأكيد ديكارت للوعي الفردي عند المفكر وشدة الاعتماد على الفعل وتغليب وجهة النظر المادية الدنيوية. وقصر الاهتمام الإنساني على المظاهر المادية للإنسان في الزمان والمكان. وقد أوحى المذهب الإنساني بالأفكار التحررية لقادة الفكر في عصر النهضة الأوروبية ووصل إلى ذروته إبان الثورة الفرنسية. ودعم الثقة بطبيعة الإنسان وقابليته للكمال، وإمكان حدوث التقدم المستمر. وتأكيد أن الشرور والنقائض التي اعترضت طريق الإنسان لم يكن سببها الخطيئة كما تقرر النصرانية، وإنما كان سببها النظام الاجتماعي السيئ. والدفاع عن حرية الفرد. وإمكان مجيء العصر السعيد والفردوس الأرضي، ويكون ذلك بالرخاء الاقتصادي، وتحقيق ذلك يكون بتبديد الخرافات والأوهام ونشر التربية العملية. وقد نقد الفلاسفة والمفكرون المذهب الإنساني ومن أهم ما جاء في نقدهم:
1-إن تقدم العلم الحديث لم يصحبه تقدم في قدرة الإنسان على حسن استعمال العلم.
2-وإن البشر وجهوا اهتماماتهم جميعاً إلى المسائل الدنيوية، ونسوا كل ما يسمو على ذلك وتركزت مطامعهم في الأشياء الزائلة التي يسرها لهم العلم، وحدث من جراء ذلك صدع بين تقدم الإنسان في المعرفة وتقدمه الأخلاقي.
3-إن الإنسانية تؤكد على زيادة خطر الإسراف في الاعتماد على الآلة، فهذا الإسراف قد يقضي على الأصالة والابتكار.
كما أن الأسس الأخلاقية لا تصلح إلا إذا استندت إلى الاعتقاد بوجود نظام أسمى من النظام الدنيوي والإيمان بالمبادئ الخالدة المطلقة، أما إذا اقتصرت الآداب على أن تكون خاضعة للمواءمة بين الإنسان وبيئته، كلما تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال، فإنها بذلك تفقد قيمتها العامة.
وطريق الخلاص هو رفع الأخلاق، ولا يحدث هذا إلا بإيحاء من الإيمان الديني، أما الآداب العلمانية فلا تمنحنا الخلاص. إن المذهب الإنساني قدم للإنسانية وعوداً لم يحققها، كما أنه أفقد الناس الشعور بالحقائق الروحية، وجعل الناس عبيداً للقوى المادية العمياء.
إن وجود الشر ينقض أداء المذهب الإنساني لصلاح الإنسان وقابليته للتقدم. وقد عزى الناقدون إخفاق عصبة الأمم في تسوية المشكلات في العالم وانتشار الفاشية والنازية إلى ظهور المذهب الإنساني. وإن عيوب المدنية الغربية ترجع في الغالب الأعم منها إلى المذهب الإنساني في تياره الإلحادي.

ب-ومن أهم الأفكار التي تبنتها النزعة الإنسانية ما يلي:

1-يجب على الإنسان أن يبحث دائماً عن معنى وجوده وحياته.
2-الحياة في حد ذاتها شيء رائع ويستحق أن يعيشها الإنسان مهما احتوت على صراعات وتناقضات وآلام.
3-على الإنسان أن يواجه الألم ويتسلح بالأمل في الوقت نفسه.
4-على الإنسان أن يهتم بالمادة قبل الروح لأنها الشيء الوحيد الذي يستطيع إدراكه والسيطرة عليه.
5-إن الطريقة الوحيدة كي يحقق الإنسان إنسانيته هي في التمتع بكل الملذات الجسدية والحسية لأنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الإنسان لمسه وإدراكه.
6-لإنسانية ترحب بالقومية والوطنية والمحلية، ولكنها تأبى العنصرية لأنها امتهان صارخ لبقية العوامل المشكلة للنسيج الإنساني الشامل، والأدب العنصري ليس سوى جسماً غريباً في نسيج الأدب الإنساني سرعان ما يلفظه ويأباه.

سادسا- الجذور الفكرية والعقائدية:

إن الحركة الفكرية التي نشأت في عصر النهضة الأوروبية هي الأساس في ظهور الإنسانية. وكان الوقود الذي أشعل هذه الحركة يحتوي على الفكر اليوناني الوثني المعارض للفكر الديني، والآداب اليونانية واللاتينية ومن هنا كان شعار الإنسانية كلمة الفيلسوف اليوناني القديم "إن الإنسان مقياس للأشياء جميعها" فضلاً عن انغماس الإنسان بالمادة في بدايته، وحب اكتناز المال والثروات، والاستمتاع بالحياة الزائلة.

سابعا- أماكن انتشارها:

شاعت ديانة الإنسانية هذه في الغرب وصار لها في كل بلد كاهن أكبر وجعلوا لها معابد وطقوسا وسدنة وقد برزت عند الأمريكان بوضوح حيث جعلوا الإنسانية دينا وقد صيغ المذهب الإنساني في أمريكا في 1333م في بيان الإنسانيين الذي تضمن إنكار وجود الله تعالى وخلقه لهذا الكون وإنكار النبوة والرسالة والتعليل لنشأة الإنسان وثقافته الدينية وما يتعلق بحياة الإنسانية كلها مستندين إلى تعليلات الشيوعية الماركسية.
وفيما يلي بيان الإنسانيين المشهور:
1 - " الكون موجود بذاته وليس مخلوقا" والإلحاد والكفر بالله تعالى ظاهر في هذا وهذا المعتقد كاف في كفر من تمسك به.
2 - "الإنسان جزء من الطبيعة وهو نتيجة عمليات مستمرة فيها"، وهذا إنكار لوجود الله أيضا وإنكار لحقيقة وجود الإنسان وإسناد خلقه إلى الطبيعة حسب تعليلهم .
3 - "ثقافة الإنسان الدينية ليست إلا نتاج التطور التدريجي الناشئ من التفاعل بين الإنسان والبيئة الطبيعية والوراثة الاجتماعية"، وهذا كفر بالأنبياء والمرسلين وزعم باطل وهضم لنعمة التفكير التي خص الله بها الإنسان ورجم بالغيب.
4 - "لقد ولى الزمن الذي كان يعتقد الناس فيه بالدين وبالله"، ونقول لهم بل لا يزال جديدا على مر الدهور وسيبقى إلى يوم القيامة.
5 - "يتركب الدين من الأفعال والتجارب والأهداف التي لها دلالات في نظر الإنسان ومن هنا زال التمييز بين المقدس والمادي"، ويقال لهم إذا كان الدين يتركب من تجارب فكيف لم يدعوا النبوة كلهم وكيف قام على أشخاص معدودين تحوطهم عناية الله وتأييده، وهل يعرف الدين بالتجارب؟
6 - "إن التحقيق التام للشخصية الإنسانية هدف الإنسان "، نعم ولكنه لا يصل إليه إلا بالتبين الصحيح وبتيسير الله وتوفيقه له.
7 - "يعبر عن الانفعالات الدينية بالإحساسات الشخصية والجهود الجماعية التي تحقق الرفاهية الاجتماعية "، وهذا الكلام محض دعوى لا دليل عليه، مع أنهم ينفون أي دليل صحيح للتدين.
8 - "لا توجد انفعالات دينية ومواقف للناس تربطهم بوجود خارق للطبيعة"، ونقول لهم إن الفطرة في الإنسان والواقع كليهما شاهدان بهذا الرباط . وقد أمضى هذا البيان جون ديوي وآخرون من كبار دعاة الإنسانية. وعلى حسب ما تقدم فإن الإنسانية في جوهرها العام هي دعوة للإنسان إلى أن يعيش حياته ابن يومه مهما صادفته من الأمور التي يرضاها والتي لا يرضاها قوي الأمل صامدا في مواجهة الأخطار جاعلا نصب عينيه أن يعيش حياته المادية بكل ما يجده ضاربا بالقوانين التي تحد من ارتكاب الشهوات جانبا وأن لا ينظر إلى الأمور الروحية الغيبية ولا يتأثر بما يقال له من أنه سيحاسب على كل أعماله الدنيوية أمام الله تعالى فليس لك إلا ما تمتعت به قبل موتك فلا بعث ولا حساب ولا جزاء في مفاهيم دعاة الإنسانية وهم حينما يقررون هذا الكلام نقول لهم بكل تأكيد إنهم يغالطون أنفسهم وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم في فراغ وأن الأمر جد ولا يمكن أن تكون الحياة كذلك قال تعالى: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } [النمل:14]. وهم متأكدون أن حياتهم هذه لا تختلف عن حياة سائر البهائم ولولا الظلم وحب العلو لرجعوا إلى الحق ولنظروا إلى ما هم فيه بأنه عبث وفوضى لا تقرها العقول ولا الفطرة السليمة ولكنه العناد والاستهتار والبغي.

ثامنا- هل تقبل الدعوى إلى الإنسانية التعايش مع الإسلام والمسلمين؟

يجب على كل مسلم أن يتذكر في البداية قول الله تعالى: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } [البقرة:120]، ثم ينظر مصداقها في الواقع في حال التعايش بين النصارى واليهود من جانب وبين المسلمين من جانب آخر وكيف أن دعاة الإنسانية شمس العداوة لكل مسلم حتى يلين ويرجع إلى أقوالهم ويسايرهم في سلوكهم ثم كيف بعدها يكيلون له المدائح المختلفة ويحكمون عليه الشبكة بأنواع المساعدات المادية والمعنوية ليبقى أسيرا لهم. لقد أظهر أدعياء الإنسانية بغضهم للدين والمقصود به الدين الإسلامي في المقام الأول وهم دائما يشكون من انتشاره في مجتمعاتهم ويتخوفون من عودة المسلمين إلى سابق مجدهم أيام الفتوحات الإسلامية ولهذا فقد رموه بكل سهم من سهامهم المختلفة ومن ضمنها رميه بسهم الإنسانية كي تكثر السهام العلمانية واحد منها يصيب مقتلا للرمية. أما أن يرمي المسلمون أعداءهم ولو بخرقة الحرير فإنه يعتبر ارهابا وهمجية وعودة إلى فكرة الجهاد التي أقلقهم اسمها وأرق نومهم ذكرها حتى أصبح الكثير من المسلمين مع الأسف الشديد يستحي من ذكر كلمة الجهاد ويعتذر للإسلام عن ورودها فيه حتى يجعله كالمجرم في قفص الاتهام وهي الشبكة التي يريد أعداء الإسلام أن يوقعوا فيها مثل هؤلاء الأغبياء الذين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام ويردون كيد أعدائه عنه فإذا بدفاعهم يجعل الإسلام ظالما همجيا ومائعا في الوقت نفسه ولا شك أنه لا خير في مثل هؤلاء المدافعين ولا خير في مثل جدالهم الذي يفتقد إلى وجود العزة الإسلامية في النفس أولا فمتى يستفيق المسلمون لخدع دعاة الإنسانية وأساليبهم الماكرة ومتى يعرفون أنه لا يمكن أن يتوافق دين رضيه الرحمن وطغيان يدعو إليه الشيطان وأنه لا يمكن أن يسير الحق والباطل في طريق واحد. كما ورد في ( المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب عواجي 2/ 842)

تاسعا- الإنسانية والقومية والوطنية:

من أساليب دعاة الإنسانية أنهم يقولون في تقديمهم لها أنه يجب محو فكرة اختلاف الأوطان لأن الجميع يعيشون في أرض واحدة وأن الإنسان هو الذي اختلق تجزئتها وجعل لها حدودا سياسية مصطنعة في حين أن الذين يعيشون فوقها هم أيضا جنس واحد ومن أصل واحد فلماذا لا نعود إلى الأصل الصحيح وهو أن الأرض وطن الجميع ومن عليها أخوة كلهم في الإنسانية ونضرب صفحا عن كل الاعتبارات الأخرى من الجنس واللون والدين والعادات، والقوميات والوطنيات التي طرأت على الإنسان في شكلها البدائي ثم أخذت تتوسع ويتوسع الانتماء إلى القومية والوطنية قليلا قليلاً إلى أن أصبح في وضع أكبر مما كان في البداية ولهذا فإنهم يحبون توسيع الدعوة القومية إلى أن يصل الأمر بالجميع إلى قومية واحدة وإلى وطن واحد ثم يعيش الجميع تحت ظل الإنسانية التي ستظلل الجميع وتنمحي كل الفوارق الأخرى بعد ذلك ومن هنا فإن دعاة الإنسانية قد يتفاءلون بانتشار القومية حين تكون قومية عالمية تسودها الإنسانية حينما يلبي الجميع واجب الدعوة إلى الإنسانية وحدها فلماذا لا نطوي المسافة ونأخذ مبادئ الإنسانية اليوم قبل غد لتحل السعادة وتنتشر الرحمة ويعم الخير .. إلى آخره إنها أحلام سعيدة ودعوة خلابة براقة حينما يسمعها الشخص لأول وهلة ولكن وكما تقدم هل يمكن تحقيق هذه الأحلام وهل يمكن أن يتنازل الناس بأجمعهم عن قومياتهم وأديانهم وأوطانهم ليدخلوا تحت لواء الإنسانية الذي أقل ما سيواجهه معضلة من سيتولى قيادة هذا النهج الجديد ولمن تكون القيادة والأمر والنهي؟ وما هو الوطن المفضل؟

عاشرا- تناقض دعاة الإنسانية:

ظهر جليا أن الإنسان دائما يتنكر لمن يجهله ولا يأنس به إلا بعد وقت ثم يزول هذا الأنس فورا عندما يحس أن مصالحه مهددة من قبل الآخرين وإلا فأين الإنسانية حينما تحتدم الحرب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس في غياب العقيدة الدينية المشتركة التي تشعر كل شخص بمسؤوليته عن كل تصرفاته أمام الله تعالى التي تجعل الناس كلهم عبيدا لخالقهم على الدوام وتجعل محبتهم قائمة على أسس لها أيضا صفة الدوام إذ لم تقم على المصالح المؤقتة أو تبادل المنافع المادية الناتجة عن المحبة الزائفة العارضة أو الاستئناس بسبب ظروف مختلفة.
وقد اتضح جليا من خلال بيان الإنسانيين السابق أنها دعوة ماكرة يراد من ورائها في الدرجة الأولى سيطرة اليهود ومحاربة أديان الجوييم وتذويب الأوطان في ديانتهم الإنسانية القائمة على أهوائهم ومفاهيمهم اليهودية الحاقدة برعاية الماسونية العالمية. قال أحد الماسون: "إن ما تبغيه الماسونية هو وصول الإنسانية شيئا فشيئا إلى النظام الأمثل الذي تتحقق فيه الحرية بأكمل معانيها وتزول فيه الفوارق بين الأفراد والشعوب ويسود فيه العلم والجمال والفضيلة" . فانظر إلى هذه المغالطة بل الصحيح أن هذا المذهب والدعوة إليه كفيل لو نجح دعاته في إفساد البشرية وقلب الأمور رأسا على عقب حينما تتغلب ديانة الإنسانية وتتم وفق مفاهيم أقطابها لا قدر الله وينتصر اليهود فتلغى كل الأديان وخصوصا الإسلام الذي هو الهدف الأكبر في حملتهم لمحوه ومحو أنه الدين الذي نسخ الله به كل الأديان التي قبله كما تهدف كذلك إلى تمييع مفهوم الأديان حتى تشب الأجيال الجديدة وهي لا تفرق بين الأديان ولا تعرف الصحيح من المزيف والمستقيم من المعوج منها. فيختلط الكفر بالإيمان فلا يعرف بعد ذلك الحق والباطل في خضم هذا التيار الجارف ومن هنا نجد أن هؤلاء الدعاة تتكاتف جهودهم على ذم الأديان وتجهيلها وأنها لم تحقق للإنسان الحرية والعدل والمساواة التي يدعون أنهم يريدون الوصول إليها بحسب آرائهم الخيالية.
أن النزعة الإنسانية هي مذهب فلسفي أدبي مادي لا ديني، يؤكد فردية الإنسان ضد الدين ويغلب وجهة النظر المادية الدنيوية وهو من أسس فلسفة كونت الوضعية وفلسفة بتنام النفعية وكتابات برتراند راسل الإلحادية، وهذا يعني فشل هذا المذهب على الصعيد العقدي، أما فشله على الصعيد العملي الواقعي المؤثر بصورة ملموسة في أسلوب سلوك الفرد، فدليله أنه منَّى الإنسان بأمان كاذبة لم تتحقق على الإطلاق، ونسي أن طريق الخلاص لا يمكن أن يتم إلا من خلال خاتم الأديان. وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له المسلم وهو يتعامل مع نتاج هذا المذهب حيث أن الإسلام قد كرم الإنسان، وتعاليمه كلها إنسانية (ولقد كرمنا بني آدم .. )؛ لكن بعض الناس يختار الكفر فيسلبه الله هذا التكريم (أولئك هم شر البرية).

حادي عشر-الأدب العربي الإنساني:

فهم الأدباء منذ القديم مغازي الحياة وعلاقاتها الإنسانية و الاجتماعية وقيمها الخلقية من خلال الفهم القبلي وما للاستغلال والحرمان وقهر المرأة من أثر في الفكر وقد عبر عن ذلك الشاعر عروة بن الورد حين قال لزوجته وبعد أن شعر بالتمايز الطبقي :
ذريني للغنى أسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير
كما وأن الشاعر عمرو بن معد مكرب قد عبر عن نظرة الناس ذات الكيل بمكيالين حين قال:
إذا قتلنا ولا يبكي لنا أحـــــــــــــد قالت قريش ألا تلك المقادير
نعطى السوية من طعن له نفذ ولا سوية إذ تعطى الدنانير
وفي مسيرة الأدب العربي في العصور اللاحقة شكا شعراء القبائل من ظلم الجباة للأموال ولامية الراعي التي قالها لعبد الملك بن مروان خير دليل على ذلك:
إن السعاة عصوك حين بعثتهم وأتوا دواهي لو علمت وغولا
إن الذين أمرتهم أن يعدلــــــــــــــوا لم يفعلوا مما أمرت فتيـــــلا
كذلك ما رفعه أبو العتاهية من شكوى للخليفة باسم الفقراء بسبب غلاء الأسعار:
من مبلغ عين الإمام نصائح متتالية
أفي أرى الأسعار أسعار الرعية غالية
وتوضحت في الأدب صورة طغيان المادة على القيم بصورة هزلية كما عند أبي الشمقمق وأبي فرعون الساسي في الغوص على خفايا الإنسان في المجتمع كما هو عند ابن الرومي (الحمال الأعمى) والجاحظ (البخلاء) وبديع الزمان الهمذاني في (مقاماته) من خلال تصوير الحمال الأعمى والبخل والجبان والطفيلي وصاحب الكرية والحيلة كما صور الفقر والجوع والتشرد والفساد والرشوة والكذب والاحتيال كما فعل الشاعر الجزار والأديب أحمد بن فارس عبر عن ذلك قائلا:
إذا كنت في حاجة مرسلاً وأنت بها كنت مغرم
فأرسل حكيماً ولا توصه وذاك الحكيم هو الدرهم
وفي العصر الحديث صارت قضايا التحرر الإنساني والاجتماعي والسياسي هماً مباشراً من هموم الكتاب والشعراء ودعوا إلى محاربة التمييز العنصري والفقر والجهل والمرض والطفولة المتشردة . وشغلت قضية الظلم الإنساني الأدباء فدعوا لتحرير المرأة ورعاية الطفولة ورفع الظلم والاستغلال عن العمال والفلاحين كالرصافي والزركلي والفراتي وبدوي الجبل وعلي الجارم والعقاد وغيرهم. ويكاد يكون معظم ما في الأدب إنسانياً لأن الأدب ظاهرة انسانية وممارسة انسانية أداتها اللغة ، واللغة مؤسسة إنسانية اجتماعية والأدب عضو في المجتمع الإنساني يتلقى الأعراف والتقاليد ويخاطب جمهوره من خلالها وللأدب وظيفة إنسانية اجتماعية ومن الطبيعي أن يتأثر الأدب بالإنسان وبالمجتمع والإنسان والمجتمع بالأدب وهذا ما استدعى بحد ذاته نشوء علم اجتماع الأدب.
وقد مجد الشعراء العرب القضية الإنسانية ، وكان قدم السبق للخليفة الراشدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال:
الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
ويعد شعراء المهجر العربي أكثر الشعراء احتفاء بالإنسانية وعلى رأسهم إليا أبو ماضي في قصيدته (الطين):
يا أخي لا تشح بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
ويتحدث الأدب عن الجوانب الإنسانية بمفهومها الواسع والضيق وقد تغنى الأدباء العرب منذ القديم بالفضائل الإنسانية ومجدوا الفضيلة كـــ(الشجاعة والمروءة والكرم ونصرة المظلوم والتعفف والترفع عن الشهوات) . ويعد المعري من الشعراء ذوي النزعة الإنسانية لنقده المجتمع الإنساني ودعوته للإصلاح وحربه على الشرر ومشاركة الإنسانية آلامها وسادة العصر الحديث الدعوة للمحبة بشكلها العام وتحدث الأدباء عنهما الحياة والموت وسمو النفس البشرية يقول نعمة قازان:
ألا ليت لي من تربة الروح قمةً لأشبع جوع الأرض من وفر أغلالي
ولو أن دين الحب في الناس رائج رجحت وربي عبد المال بالمـــــــــالِ
وظهرت دعوات أدبيه إلى الحرية بمعناها الحقيقي والمساواة والعدالة. وإذا كان كل شيء في هذه الحياة والطبيعة ثمين وجميل وشريف , فإن الإنسان هو أشرف ما في هذا الكون وهذه العبارة هي تفسير لقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات لعلهم يشكرون ) . من هنا كان الإنسان هو أحد اتجاهات الأدب منذ القديم وحتى يومنا هذا وما يزال الأدباء يسعون إلى الدفاع عن الإنسان ورفع مكانته على هذه الكرة الأرضية من خلال عاطفة صادقة ومشاعر دفاقة تبحث عن آفاق الحب والخير والجمال وتستمد عناصرها من إنسانية الرسالات السماوية السمحة وعلى رأسها الإسلام والتي جاءت لرفع سوية الإنسان وعدم وضعه في المرتبة الدنيا وقد ترددت أصداء الآية القرآنية الكريمة ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) . في ساحات الأدب ، وكتب الإمام علي رضي الله تعالى عنه :
الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
وفلسف المعري هذا التساوي الإنساني بقوله :
رب لحد قد صار لحدا مرارا ضاحك من تزاحم الأضداد
و كتب نسيب عريضة :
ادن مني مسلما نتقارب قبل أن يعلن العيان زواله
ولنسر صاحبين في مهمه العيش فنطوي وهاده وتـــــلاله
وسيأتيك أين كنت صدى حبي.....فتدري جماله وجلاله
وكتب أبو ماضي :
يا أخي لا تشح بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
وفي إنسانيات جبران وغيره من الأدباء الأمثلة الكثيرة ولقد عبر عن هذا الجانب الإنساني الأدباء بشكل كبير حيث صوروا مناحي الحياة الإنسانية وتعقيداتها وتشابكاتها وعبروا عن مواقفهم تجاهها . ويتحدث الأدب العربي عن الجوانب الإنسانية بمفهومها الواسع والضيق ، وظهرت دعوات أدبيه إلى الحرية بمعناها الحقيقي والمساواة والعدالة.

السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)