الأدب ورؤيا
استشراف المستقبل
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com

ما زال دأب الإنسان منذ وجد على هذه الأرض وهو يحاول اكتشاف ما حوله واستشرافه من خلال وسائل عدة ( السحر – الشعوذة – ادعاء علم الغيب ) و (التوقعات والتنبؤات ) البشرية وليس النبوية ، وإن بقيت التوقعات البشرية واستشراف المستقبل غير قاطعة إلا أن الأدب اتخذ من قضية الاستشراف محوراً له وأصبح مطلباً أساسياً ويعد العلم هو البوابة المشرعة أمام الاستشراف ومفتاح العلم الخيال العلمي والأدبي ففي قصص ألف ليلة وليلة برزت شخصية ( المارد الجني ) المحبوس في قمقم ذي الطاقة الجبارة إذا ما أفلتت من سجنها كما تحدث أدباؤنا عن المدن المثالية الطوباوية التي لا مكان للظلم بها وكتبوا في هذه القضية وقصيدة ( اليتوبيا الضائعة) لنازك الملائكة . وكذلك تنبأ الجواهري ( 1929) م في قصيدة ( فلسطين) بأن المستعمرين لن يتركوا بغداد بعد فلسطين ولا البيت ولا الحرام :
لو استطعت نشرت الحزن والألما
على فلسطين مسوداً كما علما
سيلحقون فلسطين بأندلس
ويعطفون عليها البيت والحرما
ويسلبونك بغداداً وجلقة
ويتركونك لا لحماً ولا وضما
وكذلك استشرف الشاعر أمل ونقل في قصيدته ( لا تصالح ) الصلح بين مصر وإسرائيل قبل ثلاثين عاما وطالب بعدم المافقة على الصلح من خلال قصيدتة . ( لا تصالح)
(1 )

لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
وقد كان التفكيرُ في المستقبل أحدَ أهمّ الهواجس التي شغلت فِكْر الإنسان منذ بداية ظهوره على سطح الأرض حتى الآن، فظلّ تفكيرْه يرصُد دائماً الحوادث التي تدور حوله، ويعمل على استشراف التغيّرات المستقبليّة المتوقعة في معظم الأحيان من أنشطتِه هو نفسه في مختلَف مجالات الحياة مستعيناً بالمستجدّات التي تلازم ظهورَ هذه التغيّرات في إحداث تغيّراتٍ ومستجدّاتٍ أخرى. ويعرّف العلماء استشرافَ المستقبل بأنّه التبصّرُ بالشؤون المستقبليّة لمجتمع معيّن من حيثُ موقعُه في المجتمع الدوليّ، وما يَؤُول إليه حالُ البشر في ذلك المجتمع. والاهتمام باستشراف المستقبل ليس مقصوراً على المجتمعات الغربيّة أو على العصر الحديث، فقد كانت المجتمعاتُ كافّة شديدة الولع دائماً بتعرِّف مستقبلِها ، وما يخبّئه القدَرُ لأعضائها . ولم يذهب أحدٌ من هؤلاء الكتّاب المفكّرين، أو من المتخصّصين في علم المستقبل إلى ادّعاء أنّ ما يصدُر عنهم من آراءٍ أو توقّعاتٍ هي (نبوءاتٌ) وأحكامٌ أخيرةٌ قاطعةٌ ، ويرى الكثيرون أنَّ استشرافَ المستقبل أصبح مطلباً أساسيّاً وضروريّاً لتحقيق التواؤم في كلّ الاصعدة. وإذا كان العلمُ هو البوّابةَ التي تفضي إلى استشرافِ المستقبلِ فالخيالُ العلميِّ هو مفتاحُها الذهبيُّ الذي يُشرِعُ لنا آفاق صورٍ متخيَّلةٍ لواقعٍ منشودٍ وفِكَرٍ متفرّدة ومخترعات مفيدة. وقد اهتمَّ الأدبُ بتصويرِ آفاق المستقبل الإنسانيِّ وصَورِه، ففي حكايات ألف ليلةٍ وليلة صوَّرَ أجدادُنا القدماءُ (المارد)و(الجنيَّ) المحبوسَ في قُمْقُم، الذي إذا تحرّر من قمقمه تصبحُ له طاقةٌ جبّارةٌ يحطِّم بها الحصونَ ويدمِّر المدن، ويطيرُ فوق بساطُ الريح والمرآةُ السحريّة ما كانت إلَّا نتيجةً لإعمال الفِكْر والخيال في سبيل البحث عن عالمٍ جديد تتحّقّق لهم فيه وسائلُ السعادة. كما تصوّروا المدنَ الطوباويّةَ التي ينتفي فيها الظلم، ويسود العدلُ، وتتوافر فيها كلّ مُعطياتِ السعادة والفردوس المفقود ، ومايزال هذا الباب من الأدب يفتح رويداً روبدل


السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)