سلام لا خصام
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
يا صاحبي
كُنَّا كعصفورَينِ
نمرحُ في طفولتِنا
نغنِّي للجَمالِ
وللمحبَّةِ
والسلامْ ..
كُنَّا كما شاءَ الإلهُ لنا
نعيشُ لأجلِهِ
بالحُبِّ
نطوي العُمرَ
في دَربِ الوصولِ إلى رضاهُ،
إلى السلامِ،
إلى النَّعيمِ،
بلا خصامْ ..
وجرى الزمانُ ..
وفي القلوبِ جداولٌ
بالحُبِّ تروينا
وتثمرُ
بالوئامْ ..
أوَّاهُ مِن يومٍ غزتنا فيهِ
أوهامُ الخلودْ ..
فنما الهوى
واعشوشبتْ بقلوبِنا الأطماعُ
وابتدأ الخصامْ ..
فعلامَ نَقتَرِفُ الخصامْ؟!
حاجاتُنا
في الفوزِ بالأُخرى
لأجلِ الخُلدِ
في دارِ
السلامْ ..
يا صاحِ
ليسَ لِعاقلٍ في الأرضِ مصلحةٌ
وما لِمسافرٍ فيها
مُقامْ ..
فعلامَ نَقتَرِفُ الخصامْ؟!
يا صاحبي
يكفي المسافرُ
- مثلُ طيرٍ -
ما يُبَلِّغُهُ
المرامْ ..
فاحرصْ
على نبذِ العداوةِ
وارتشفْ
كأسَ
السلامْ ..
يوماً سنتركُ
كُلَّ ما حزناهُ في الدنيا
على أرضِ المطارْ ..
وسَتُسلِمُ الأرواحُ
- قبلَ صعودِها -
الجَسَدَ التُّرابَ
إلى التُّرابْ ..
سَتُغادِرُ الدنيا
إلى الأخرى
ويبتدئُ
الحسابْ ..
وستبرزُ الأعضاءُ شاهدةً
وينقطعُ الكلامْ ..
وسَيُدرِكُ الإنسانُ
أنْ لا شيءَ يمنحُهُ السعادةَ
كالمحبَّةِ
والتسامحِ
والسلامْ ..
ياسين عبدالعزيز