أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حدود النقد الأدبي -المستشار الأدبي : جسين علي الهنداوي

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2016
    المشاركات : 710
    المواضيع : 706
    الردود : 710
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي حدود النقد الأدبي -المستشار الأدبي : جسين علي الهنداوي

    حدود النقد الأدبي
    يقول / رينيه ويليك /و/أوستن وارين /في كتابيهما نظرية الأدب (0000ضمن الإطار المناسب لدراستنا يغدو من أهم الأمور أن نميز بين نظرية الأدب و النقد والتاريخ ثم هناك تمييز أبعد بين دراسة المبادئ والمعايير الأدبية وإن كانت مستقلة فهي مرتبطة بفنون أخرى كالأدب و الفكر والتاريخ وعلم النفس والجمال وعلم الاجتماع والفنون الجميلة. ويمكن أن نشير إلى علائق للنقد من خلال :
    1 -النقد والأدب :
    لا شك أن جدلية العلاقة قائمة بين النقد والأدب لأن كليهما مؤثر في الآخر ومتأثر به فلولا الأدب لما كان النقد ولولا النقد لما تطور الأدب . لقد نشأ النقد وتطور في رحاب الأدب ولكنه استقل عنه وأصبح فعالية متميزة بفضل تطور العلوم والأدب ولذلك كان من الطبيعي كما يقول مندور في كتابة في الأدب والنقد (أن يكون خالق الأدب ناقداً ومن المعلوم أن شعراء العرب الجاهلية كان معظمهم نقاداً وقد ضربت للنابغة الذبياني خيمة يحكم فيها بين الشعراء في سوق عكاظ ، كما كان أول نقاد اليونان أرستيوفان شاعراً روائياً وقد خصص رواية بأكملها لنقد شعراء التراجيديا الثلاثة (أشيل ـ سوفوكل ـ يوربيدس) وهي رواية الضفادع. ويضيف الدكتور حسام الخطيب في كتابه تطور الأدب الأوربي (وكل إنتاج أدبي حتى لو كان ارتجالياً أو على السليقة لا بدّ أن يستند إلى جملة من البادئ النقدية ظاهرة كانت أم ضامرة ؟ وإن التطور الذي أصاب إنتاج الأدباء العظام قبل ظهور النقد الأدبي إنما يرجع إلى الملكة النقدية التي يفترض المرء وجودها عند الأدباء ولا سيما الأدباء المنقحين ومما لاشك فيه أن النقد العربي لم يعتمد في أسسه على خلفية فكرية أو خلفية فلسفية في القديم بل بقيت نظرات تنطلق من الحديث عن الأسس الجمالية للعمل الأدبي ولم تخرج عن نظريتي عمود الشعر ومنهج القصيدة العربية ونستطيع الجزم أنّ بعض نقدنا متأثر بتقسيمات أرسطو الشكلية وليس كتابا نقد الشعر ونقد النثر لقدامة بن جعفر إلا دليلاً على ذلك بينما نجد أن النقد الأدبي تطور ونما عند الأوربيين على يد الفلاسفة والأدباء (أرسطو وكانت وهربت وسبنسر وما المدارس الأدبية إلا جملة من المقاييس النقدية للأدب في أحد وجوهها. لقد كتب الأدباء العرب المحدثون كتباً في النقد وحاولوا إسناده إلى أسس فكرية حديثة وأسهم (نعيمة والعقاد والمازني ومحمد مندور ومارون عبود ونازك الملائكة )في تطور فعالية النقد الأدبي ووضع مناهج ومذاهب نقدية عكست صورة العصر وكان الدكتور محمد مندور أكثر هؤلاء فعالية وتأثيراً وإن بقي منهجه في النقد يعتمد على الذوق أكثر من غيره بينما أسهم (إليوت وكولردج وماثييو آرنولد )في تطور الاتجاهات النقدية الأوربية. إن كون النقد الوليد الشرعي المميز للأدب لا بدّ أن تكون مقاييسه نابعة من فهم هذا الأدب ووضع الصيغ المناسبة للذوق الأدبي في كل عصر من العصور وإذا كان للأدب من فضيلة فإنما هي كونه أفرز النقد كفن وعلم وجعله منهجاً مستقلاً.
    2 - النقد والتاريخ الأدبي:
    يستلهم تاريخ الأدب خطوطه العامة من منهج التاريخ العام القائم على الموضوعية ونبذ الذاتية بينما يتصل النقد الأدبي بذوق الناقد وثقافته وتجربته وذاتيته ويعتبر النقد الأدبي أسبق في الظهور من التاريخ الأدبي لأن الأخير لا يكون إلا بعد أن يتكون لدى الأمة رصيد من التمييز الأدبي والنقد ؛ ولا يمكن للناقد الأدبي إلا أن يكون ملماً بتاريخ الأدب (والناقد الجاهل بالتاريخ الأدبي يعرض نفسه لمنزلق خطير ) كما يقول د. حسام الخطيب في تطور الأدب الأوربي ( والمؤرخ الأدبي يفترض فيه أن يكون ملماً بأحكام النقد حتى يستطيع أن يميز بين شاعر وشاعر وإلا كان سلبياً في اختياره لقد أثبت كل من أرّخ لحركة الشعر العربي أن لديه قدرة على النقد وأن للنقد صلة وثيقية بالتاريخ الأدبي وما كتب الأغاني للأصبهاني والشعر والشعراء لابن قتيبة والعقد الفريد لا بن عبد ربه والذخيرة في محاسن الجزيرة لا بن بسام إلا دلالة على الذوق الأدبي النقدي الذي يمتلكه أصحاب هذه المؤلفات وليست كتب (طبقات الشعراء لابن سلام ، والموازنة بين الطائيين للآمدي) إلا دلالة على إلمام هؤلاء النقاد بتاريخ الأدب العربي ناهيك عما تفرزه المطابع من كتب حديثة تتحدث عن هذين المجالين. إن المحاولات الحديثة الداعية إلى عزل التاريخ الأدبي عن النقد محاولات ذات أثر سيئ على التاريخ الأدبي والنقد إذ أن المزاوجة بينهما ضرورة حتمية ملحة لأن كلاً منهما بحاجة للآخر. صحيح أن كتباً مثل( تاريخ الأدب العربي لحنا الفاخوري وبروكلمان وبلاشير وشوقي ضيف وجرجي زيدان ) وغيرهم لم تعد تهتم بأسس نقدية كاهتمامها بتاريخ حياة الشاعر وبعض نبذ عن فنه وشخصيته إلا أنه لايمكن لنا أن نغفل أن لهؤلاء المؤلفين ملكة نقدية ما في اختيارهم لهؤلاء الشعراء . لقد أثبت النقد أنه مهما استقل فإنه يرتبط بالتاريخ الأدبي والعكس صحيح.
    3 -النقد والفكر :
    نشأ الفن أولاً والأدب بشكل خاص والشعر بشكل متميز عنه تعبيراً عن نوازع ومشاعر وعواطف الإنسان ولم يكن الأدب إلا انعكاساً لنفس وروح الإنسان الداخلية ولكن بتطور الإنسان عقلياً كيفية الهموم التي تنتاب الإنسان وأصبح على الأديب في حديثه عن مشاعره وعواطفه يتكئ على أفكاره ويدعم شعوره بالحب والكره تجاه قضية ما بحجج عقلية فكرية لقد اهتم نقاد العرب القدامى بالجانب الجمالي للأدب ولم يناقشوا مسائل فكرية بشكل أو بآخر باستثناء بعض الفلتات التي ظهرت على يد المعري وإن كان هناك من مناقشات لقضايا فكرية أو كونية فإنما نابع ذلك من الفطرة والتجارب الشخصية لا من خلال الخلفية الفكرية النظرية. وحتى المتنبي في أحسن الحالات كانت حكمه مزيجاً من التجارب وبعض القراءات الفلسفية لأفكار اليونان ولم تكن أفكاره لتشكل نظرية فلسفية تميز هذا الشاعر عن غيره ولم يستطيع العرب في العصر العباسي تشكيل نظرية نقدية قائمة على خلفية فكرية رغم اطلاعهم على الفكر النقدي اليوناني وفي العصر الحديث حاول النقاد العرب الخروج بالنقد إلى آفاق الفكر وإخضاع المعايير النقدية إلى أسس فكرية فكان العقاد ونعيمة ومارون عبود والمازني ومحمد مندور وبرزت اتجاهات نقدية حديثة تلتقط أحكامها من خلال المدارس الأدبية الأروبية وتأثيراتها على الأدب العربي أما عند الأوربيين فقد ارتبط النقد الأروبي بالفلسفة ارتباطً كبيراً وكان أرسطو أول من أرسى قواعد النقد الأدبي وقد ازداد ارتباط النقد الأدبي بالفلسفة حديثاً بعد أن تطورت وتعمقت نظرات الإنسان إلى الحياة والكون وأصبح هذا النقد نشاطاً فكرياً في أحد جوانبه تستمد قيمه وآراؤه من النظرية الفلسفية. إن الحديث عن الوجودية والسريانية كمذاهب أدبية لا بد أن يسوقنا للحديث عن الأسس الفلسفية لهذه النظريات التي وجدت بسبب ظروف اجتماعية وفكرية سيطرت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية ومعظم أدباء أوربا لهم نظراتهم الخاصة إلى الإنسان والمجتمع وقد ظهر اتجاهان نقديان متناقصان حول علاقة الفكر بالنقد : اتجاه ينكر تطابق الأدب والفلسفة حيث يرى إليوت أنه لا شكسبير ولا دانتي قاما بتفكير منطقي واتجاه آخر يرى ضرورة معالجة علاقة الإنسان بالكون والحياة من خلال الأدب بالإضافة إلى المناهج الفلسفية ويعتبر الوجوديون أول من عرضوا فلسفتهم من خلال الأدب ويمكن القول ان الدراسات الحديثة تعتمد بشكل كبير على الرموز والمصطلحات الفنية والعلمية والفلسفية والتاريخية والجمالية فقد شاعت مصطلحات نقدية مأخوذة من الفكر (كالجنس الأدبي والمحاكاة) والجزء والكل والوحدة العضوية والنمو الهارموني والشكلية والخلفية) . إن مساهمات الأدباء في تطور الاتجاهات النقدية يسوقنا إلى ملاحظة هامة تتعلق بالتفاوت العظيم بين الأدباء في مقدرتهم على استخدام الأفكار ودمجها من خلال النسيج الأدبي وتحويلها من مادة أولية إلى قضية أدبية. إن الناقد المهيأ تهيئة معرفية بمختلف العلوم يستطيع أن يدخل إلى صميم الأدب ويبرز القيمة الأدبية والفلسفية والجمالية لقد حاول العقاد أن يكون شاعراً مفكراً ولكنه فشل في إخضاع شعره للفكر بينما نجح أبو القاسم الشابي في إلباس شعره ثوباً فلسفياً فكرياً. إن فجائية الموت والحياة في شعر السياب (المومس العمياء ـ السندباد ـ حفار القبور) يقودنا إلى فلسفة فكرية كونية تجريبية استقاها السياب من خلال دراسته للأدب الأوربي الحديث ومن خلال تجاربه الخاصة . إن الأدب لا يمكن له الاستغناء عن الفكر ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يلبسه لبوساً تاماً وكل أدب يخلو من الفكر أدب ساذج لا قيمة له في حياة الآخرين.
    4 -النقد وعلم النفس :
    تعد العلاقة بين النقد وعلم النفس علاقة وثيقة الصلة لأن علم النفس هو أقرب العلوم إلى الأدب موضوعه الإنسان فقد سبر الأدباء أعماق النفس الإنسانية قبل علماء النفس مع أن علم النفس يمكن له أن يقدم الكثير للناقد الأدبي من خلال مهمته النقدية (توجيه الأدب والأدباء) إن علم النفس يدرس الظواهر العامة للنفس الإنسانية ويهتم بدراسة القوانين العامة المتحكمة بأعماق الإنسانية الداخلية وكما يقول د. حسام الخطيب في كتابه تطور الادب الأوربي (وفي حالة الأدباء الذين سيطرت عليهم نزعات فكرية غريبة يساعدنا علم النفس كثيراً في وضع إنتاجهم في الموضع الذي يستحقه ). ويضيف الدكتور حسام الخطيب في المصدر السابق (و بالإضافة إلى ما يمكن أن تقدمه الدراسة النفسية للكاتب من مساندته على فهم طبيعة أدبه تساعدنا الدراسة النفسية لعملية الإبداع ذاتها في تفسير كثير من النقاط الفنية الغامضة وتعليل بعض الظواهر المحورية في إنتاج الأدباء ، وربما تساعدنا في فهم التفاوت الفني بين عمل وآخر لكاتب واحد ) . إن الشخصيات /أوديب _هاملت / في مسرحيات شكسبير تشكل شرائح مهمة لدارس الأدب من الوجهة النفسية .إن لوثة كشخصية دونكيشوت تبعث في النفس الحيرة و الإعجاب و السخرية و إن لوثة كلوثة أبي حية النميري مؤشر على ما يعانيه الشاعر كانسان فكرياً و اجتماعياً. إن كون الأدب يكتبه إنسان للآخرين لابد أن يشير إلى مختلف الظواهر النفسية و الصحية والمرضية عند المنتج و المتلقي وبالتالي لابد للناقل أن يلم بمعطيات و مصطلحات علم النفس ليكون أكثر قدرة على فهم نفسية الشخصيات في النص المدروس أو شخصية الكاتب إن تطير ابن الرومي وقلق كافكا وحيرة المتنبي وزهد أبي العتاهية و مجون أبي نواس ظواهر تستحق الدراسة وإن علاقة فلسفة وعلم النفس بالأدب تشير إلى ظهور تيارين متناقضين الأول يدعو إلى ضرورة معالجة وجود الإنسان وعلاقته بالكون و بالإله عن طريق الخلق الأدبي على اعتبار أن الأدب شكل من أشكال الفلسفة. والثاني يرفض أي تطابق بين الأدب والفلسفة ويعتبر أن الأفكار في الشعر غالباً ما تكون زائفة . لقد أصبح الإقبال على علم النفس نوعاً من الهوس لدى ناقدي الأدب حتى إنه يمكن القول : إن الناقد الذي لا خبرة له في علم النفس ناقد قاصر في فهم الإبداع و المبدعين .
    5-النقد وعلم الجمال :
    ذهب أفلاطون الى أن كل جمال حسي أو عقلي أو خلقي يرد إلى المثال الأزلي الخالد أي إلى الجمال المطلق بينما ذهب أرسطو إلى أن الجمال يكون في تناسق التكوين و اعتبره أسمى من الحقيقة رغم أن فلاسفة العصر الحديث يفرقون بين الجمال من جهة والحق والخير من جهة أخرى فالحق نتوصل إليه عن طريق الأدلة العقلية أما الجمال فلا غرض له وإنما هو ضرب من الإحساس أطلق عليه (بومجارين) الاستطيقا وقد تساءل كل من /كانت وهيجل وشوبنهور وجويو كروتشه / عن الجمال ؟! وعن الشعور الذي يتولد إزاءه؟! وتوصل كانت الى أن الجمال يرجع الى الصورة وليس للمضمون دون ارتباط بالغاية الخلقية والاجتماعية بينما أشار هيجل إلى أن الفن إنما هو إدراك الروح الحسي للمثل الأعلى للجمال في صوره المختلفة ويتمثل في المضمون والمادة واعتبر شوبنهور أن الحياة إرادة وفكرة وأن الفن يخلصنا من الإرادة إذ يسمو بالعقل إلى مرتبة التأمل في الحقيقة تأملاً غير إرادي ومدار شعورنا بصور الحياة الثلاث (العاطفة ـ العقل ـ الإرادة ) بينما ذهب كروتشه إلى أن الجمال يأتي من الصورة الحدسية (البصرية) للمعرفة التي عمادها الخيال وهذا يعني أن الجمال بكينونته صفة عزيزة يلمسها الفرد من خلال الكون والطبيعة والحياة وهو مرتبط بوجد الإنسان والعقل وأن كنا نجده في غريزة الحيوان والطير والنبات .إن الشعور بالجمال شعور واحد عند جميع الناس وإن كان بعضهم لا يستطيع فلسفة ذلك الشعور فهو لا يقترن بذواتنا وإنما يرجع إلى صفات في الشيء الجميل نفسه ولطالما اختلف الفلاسفة في تحديد مفهوم الجمال واعتبره بعض آخر مطلقاً وهو يختلف من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل واعتبره بعض الفلاسفة ذاتياً يتعلق بالذات واعتبره قسم آخر موضوعياً ولسنا ممن يشك بأن الجمال مطلق ونسبي وذاتي وموضوعي حسب المتذوق وحسب المنظور إليه وبحسب الحالة المزاجية والسن والعمر وحسب البيئة والحضارة والتذوق والثقافة . فقد يلتقي الجميل مع ما هو عقلي وقد يلتقي مع ما هو حسي وقد يتوجه إلى المثل والقيم وقد يكون الجمال مستقلاً بذاته وهو مرتبط عند كثير من الناس بالمتعة والمنفعة ولقد كان من الشذوذ بمكان عند نيرون أن يرى الجمال هو يشتعل بروما بينما كان يراه هولاكو في اصطباغ ماء دجلة باللون الأزرق : إن أول عنصر جمالي في هذه الطبيعة هو الإنسان الذي يعد المثل الأعلى للجمال وسحر الجمال الآتي من الإنسان يرتبط بالمنفعة والوظيفة فكل جزء من أجزاء الإنسان له وظيفة جمالية ووظيفة حياتية (ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين ) لقد حدد الرسول العربي محمد (صلى الله عليه وسلم) مفهوم الجمال عندما سأله بعضهم عن الكبر إن أحدنا يحب أن يرى ثوبه نظيفاً ونعله نظيفاً فأجابه صلى الله عليه وسلم (إن الله جميل يحب الجمال ) وكان يشير إلى أن النظافة جزء من الجمال وأن الجمال مطلق . صحيح أن عناصر الجمال متغيرة في الفنون والأدب إلا أن الجمال ذاته ثابت ثبات العقل لأنه ميزان العدل والحق والخير والمتعة والمنفعة والتشوق والخيال . إن شعورنا بجمال الأشياء يتناسب طرداً مع منفعة هذه الأشياء لنا وحتى في صورة المرأة العنصر الأكثر جمالاً في الطبيعة تقترن عناصر الجمال عندها بالمنفعة والمتعة وإلا لما تميزت الذكورة عن الأنوثة. إن ما يراه الرجل في المرأة من عناصر جمالية مخالف لما تراه المرأة في الرجل من عناصر جمالية فالخشونة عند الرجل محببة بالمرأة كعنصر جمالي بينما النعومة العنصر الأكثر جمالاً عند المرأة من وجهة نظر الرجل إن عناصر الجمال عند الأطفال تختلف عنها عند الشباب والشيوخ وهي تختلف عند الذكور عما هي عليه عند الأنوثة وتكون في بيئة ما مختلفة عن بيئة أخرى . ولعل فرويد ويونغ نتيجة تأثرهم بالمواصفات الاجتماعية والنفسية قد فسروا الجمال على أنه إشباع لرغبات مكبوتة عند الفرد من خلال لا شعوره الفردي والجمعي وهذا ما حدا بالأدباء والنقاد المختصين أن يروا الفن مرتبطاً بالجمال والغاية أحياناً والجمال المحض أحياناً أخرى . ولم تكن نظرية الفن للفن إلا تعبيراً عن ذلك لقد ارتبط الجمال بالنقد على مر العصور ارتباطاً كبيراً حتى لكأن النقد هو الجمال ذاته. وليست عملية النقد إلا رصداً لعناصر الجمال في العمل الأدبي شكلاً ومضموناً ليست محاولات النقاد في وضع قواعد للأدب إلا نوع من رصد عناصر الجمال في هذه النصوص الأدبية وفي تقديري إن الوصول إلى الجمال المطلق هو الغاية التي يبحث عنها الفرد في مسيرة حياته القصيرة ـ الطويلة على المستويين الفردي و الجماعي : لقد قضى النقاد العرب ردحا طويلاً من الزمن في وضع العناصر الجمالية التي تبرز العمل الأدبي في أجمل صورة وليست نظرية عمود الشعر ونهج القصيدة العربية الموروثة إلا تعبيراً عن ذلك البحث ولم تكن علوم البلاغة العربية (البيان البديع ) إلا بحثاً عن عناصر الجمال . إنّ لكل لغة خاصية مستقلة في فلسفة الجمال اللغوية .إن فلسفة الجمال عند نقاد العرب بحاجة إلى دراسة مستفيضة ، وإن الشعور الجمالي يقودنا إلى نظرية ربط الجمال بعناصر الجمال من خلال القيم والمفاهيم والعادات والتقاليد والمعايير والمواصفات الاجتماعية وليس للجمال وجود مستقل معزول عن وظائف الحياة وكل ما نراه جميلاً لذاته وهو ليس كذلك وإنما لعجزنا عن أدراك غايته الحياتية و الجمالية. إن سعي موسى نبي الله لرؤية الحضرة الإلهية وهو بحث عن مطلق الجمال بمجمل أبعاده (ربي أرني أنظر إليك) مع ذلك فغايته الوصول إلى شاطئ الأمان والتخلص من براثن الخوف. أن تجارب الأدباء تشير إلى أنهم يبحثون في الحياة عن الجمال لأن مفهوم الجمال والقبح في النقد الأدبي تابع لوجهات نظر مختلفة ذلك أن هذين المفهومين ذوا طبيعة مرنة وإن الحكم بالجمال والقبح في ميدان النقد ينصب على شعور الفنان والعمل الفني . إنّ نظرة أفلاطون للجمال على أنّه مطلق في المجال الخارجي ونسبي في الأشياء لا يعني أن ما ليس جميلاً يكون قبيحاً بالضرورة لأن هناك مرحلة يخلو فيها الشيء من كلا الوصفين وقد اتضح ذلك في مجال النقد (في المقاربة و التشبيه) التي أشار أليها الجرجاني في العناصر الجمالية للشعر تعني وجود تناسب موضوعي جمالي بين المشبه والمشبه به وهذا يعني أن للعناصر الجمالية شروطاً في نجاح التشبيه يفترض أن تتوافر فيه وعلى الرغم من أن أفلاطون قد ربط الجمال بالخير إلا أن ذلك لا يعني أن ما ليس خيراً هو قبيح . إن السؤال الكبير الذي يطرحه النقد بشك ملحّ وفي كل عصر من العصور كيف نستطيع أن نفهم الجمال من خلال العمل الأدبي ؟ وقبل أن نجيب عن هذا السؤال يجدر بنا أن نشير إلى أن التوافق بين جمال العمل الفني وروح المتلقي هو العنصر الأهم في فهم الجمال فالجمال كما يقول أفلاطون (يتركب من النظام في الأشياء الكثيرة ) ، كما أنه يكون في العناصر الميتافيزيقية التي يشملها النظام يتساءل أوغسطين : (هل هذا جميل لأنه مرض أم أنه مرض لأن جميل؟؟) ، وهذا يقودنا إلى المقولة التالية : (إن هذا يرضي لأنه جميل وهو جميل لأن أجزاءه تتشابه وينظمها انسجام واحد) وعلى أية حال فإن قضية هل هذا جميل لأنه مرض أم أنه مرض لأنه جميل؟ قضية سفسطائية كقضية اللغة عند الطفل هل هي قبل المعرفة أم المعرفة قبلها وهي كقضية أيهما أسبق الدجاجة أم البيضة ؟ . إن إدراك الجمال بالفعل أو بالحس يقودنا إلى فكرة الجمال الحر والجمال بالتبعية فالأول لا يتضمن أي مفهوم لما ينبغي أن يكون عليه الشيء أما الثاني فيتضمن ذلك ويضمن مطابقة الشيء له إن الكلمة كما يقول مخائيل نعيمة في الغربال هي معجزة الإنسان الكبرى التي تؤلف عوالم تعج بالحياة والحركة وتموج بشتى الأحاسيس والأفكار والألوان .. وهي عدة الأديب يخلق منها قصة أو قصيدة أو مقالة.. وعندما يحدثنا ناقد عن أثر أدبي إنما يبين لنا مدى التجاوب بينه وبين الكاتب فنقده إما انشراح وإما امتعاض وما أكثر ما يمتعض ناقد حيث ينشرح الآخر وبالعكس ولا عجب في ذلك فالكلمة هي عدة الكاتب مثلما هي (عدة الناقد) إن الجمال عنصر مهم من عناصر النقد الأدبي فالأدب لا يكون أدباً إلا إذا حقق شروط الجمال ومهمة النقد هي تقصّي عناصر القبح والجمال في هذا النص الأدبي. إنّ أي اختلال في تحقيق النص الأدبي لعناصر الجمال يعني عدم وجود نص أدبي حق . وبالتالي عدم وجود نقد أدبي لأن النقد الأدبي مرتبط بوجود الجمال في النص المفقود.



    حسين علي الهنداوي
    شاعر وناقد
    مدرس في جامعة دمشق
    دراسات جامعية-في الأدب العربي
    صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
    حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
    سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
    السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
    أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
    ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
    ج-نشر في العديد من الصحف العربية
    د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
    ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
    و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
    ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
    ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
    ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
    ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
    ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
    1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
    2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
    3- عضو تجمع القصة السورية
    4- عضو النادي الأدبي بتبوك
    مؤلفاته :
    أ*- الشعر :
    1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
    2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
    3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
    4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
    5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
    6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
    ب*- القصة القصيرة :
    شجرة التوت /1995
    ج – المسرح :
    1- محاكمة طيار /1996
    2- درس في اللغة العربية /1997
    3- عودة المتنبي / مخطوط
    4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
    د – النقد الأدبي :
    1- محاور الدراسة الأدبية 1993
    2- النقد و الأدب /1994
    3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
    4- أسلمة النقد الأدب
    هـ - الدراسات الدينية :
    1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
    2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
    3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
    4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
    5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
    و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
    1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
    2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
    3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
    4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
    5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
    6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
    7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
    8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
    9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
    10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
    11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    إن الناقد المهيأ تهيئة معرفية بمختلف العلوم يستطيع أن يدخل إلى صميم الأدب ويبرز القيمة الأدبية والفلسفية والجمالية
    لابد للناقل أن يلم بمعطيات و مصطلحات علم النفس ليكون أكثر قدرة على فهم نفسية الشخصيات في النص المدروس
    إن الناقد الذي لا خبرة له في علم النفس ناقد قاصر في فهم الإبداع و المبدعين .
    أن عناصر الجمال متغيرة في الفنون والأدب إلا أن الجمال ذاته ثابت ثبات العقل لأنه ميزان العدل والحق والخير والمتعة والمنفعة والتشوق والخيال .
    وليست عملية النقد إلا رصداً لعناصر الجمال في العمل الأدبي شكلاً ومضموناً
    ومهمة النقد هي تقصّي عناصر القبح والجمال في هذا النص الأدبي.
    بارك الله فيك على مجهوداتك وعلمك
    ولك كل التحية والتقدير.

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.93

    افتراضي

    موضوع قيم ومفيد ، سررت بقراءته .
    تحياتي
    نَحْنُ اليَمَانُونَ ،مَنْ يَجْرُؤْ يُسَاوِمُنَا*****على الأصَـالَةِ نَسْتَأصِلْهُ كَالـوَرَم

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    العمل الأدبي يظهر بمظهر الكعكة جميلة الشكل حسنة المظهر فإن اكتمل وصف هذه الصورة الشكلية بطعم لذيذ المذاق فقد اكتمل جماله ، وإن كان سيء المذاق أو حدث خلل في أحد مكوناته فإنه يصبح بنصف جماله
    العمل الأدبي وإن كان جميل المظهر فروعة مضمونه يعتمد بشكل كبير على مهارة الكاتب وسرّ امتزاج روحه بالمفردات والجمل لتتشكل كمجسم يراه الناظر كصورة أخرى خفية تنسجم مع شكله الظاهر وتختبئ خلفه على استحياء مما يجذب القارئ لاكتسافها وإظهارها فيخرج بمتعة ومنفعة ، أو يخرج وهو خال الوفاض قد امتلأ بتهاويم وغموض ليس لها معنى سوى أن شكله كان جميلا فقط !

    مقال من الوزن الثقيل وقراءته ماتعة
    شكرا لك

المواضيع المتشابهه

  1. أنواع النقد الأدبي الجزء الثاني المستشار الأدبي حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2016, 02:52 PM
  2. أنواع النقد الأدبي- المستشار الأدبي:حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2016, 02:34 PM
  3. وظائف النقد الأدبي وأهدافه -المستشار الأدبي : حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2016, 12:16 PM
  4. ماهية النقد الأدبي-الجزء الثاني المستشار الأدبي حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-05-2016, 07:25 PM