تقنيات النقد الأدبي الحديث

النقد الحديث هو : استعمال منظّم للتقنيات غير الأدبية ولضروب المعرفة _ غير الأدبية أيضا – في سبيل الحصول على بصيرة نافذة للأدب " ويقصد بالتقنيات غير الأدبية تلك العلوم التي تمّ تطويرها في القرن العشرين مما جعلها مرجعا للنقد الحديث وسندا للوصول إلى آفاق نقدية مستحدثة .
1-العلوم الاجتماعية: طرحت نظريات اجتماعية واقتصادية كان لها أثر كبير على المفكرين ، أهمها النظرية المادية الجدلية التي أثرت على فكر جيل من الأدباء والنقاد وتأسست مدرسة فكرية تحمل اسم " مدرسة النقد الاجتماعي الماركسي " .
2-التحليل النفسي : توصّلَ " فرويد " إلى مناهج علمية تحليلية تدرس الفكر البشري عن طريق تحليل الأحلام إلى رموز بصرية . وقد تأثر نقاد الفن والأدب بمنهجه ، واتضح ذلك في أعمالهم النقدية . ولكن الأكثر شيوعا واستعمالا هو طروحات " يونغ " (تلميذ فرويد) المختصة باللاشعور الجمعي وأصوله التاريخية . وتأسست مدرسة نقدية اسمها " مدرسة التحليل النفسي والنقد النفسي " .
3-العلوم اللغوية : الدراسات الحديثة استحدثت مفهوما جديدا هو أن " اللغة طريقة لإدراك العالم المحيط بنا ودور اللغة هنا لا يؤثر على تفكيرنا بحد ذاته ، أي على جوهره بل على آليته " وهذه الأنظمة أوجدها لغويون مثل العالم الفرنسي " سوسير " و " بياجيه " التي تجاوزت مفعولها على اللغة والإنتاج الأدبي لتطبقه على جميع مجالات الثقافة من العلوم والفنون , وقد نشأت المدرسة الشكلية على هذا الأساس وتسمى " مدرسة النقد الشكلي البنيوي " , و" مدرسة النقد الظاهراتي "
4-العلوم الطبيعية والإحيائية: طرحت نظريات أثبتت أهميتها في مسار الفكر الحديث مثل " نظرية التطور الدارونية " على الرغم من نقد الكثير من العلماء لهذه النظرية و " النظرية النسبية " لأينشتاين ( التي ناقضت المفاهيم المطلقة) ونظريات فيزيائية أخرى مثل " المجال " والمقصود به مجالات الطاقة التي غيرت فهم المادة من مبدأ كونها مجموعة أجزاء صغيرة ( مفهوم تحليلي ) ،إلى مبدأ : " ساحات طاقة تنعقد وتنفصم فيها في نقاط خاصة كأمواج البحر فبتكوينها وانفراطها ، وهي فكرة البنيوية كما يطرحها روجيه جارودي في كتابه " ماركسية القرن العشرين
5-الفلسفة :من الواضح أن تطور العلوم قد ساعد أو أثر في ظهور دراسات فلسفية حديثة قد تعتمد في منابعها الأولى على مناهج الفلسفة القديمة التي سبقت الميلاد وبعده ولكن بتوجهات فكرية حديثة ورؤى تساعد على قراءة النتاج الأدبي بمفهوم حديث .إذا كانت كلمة النقد تعني في مفهومها الدقيق ( الحُـكم ) ، وكان "النقد الأدبي " هو إصدار حكم على الآثار الأدبية ، فإن الأدب الإنشائي يخالف الأدب النقدي الذي هو من الأدب الوصفي ، فالإنشائي هو تفسير للحياة في صور مختلفة من الفن الأدبي ,والأدب النقدي هو تفسير لهذا ولصور الفن التي يوضع فيها ، وكما يأخذ الأدب من الطبيعة والحياة فإن النقد كذلك يأخذ منهما عن طريق غير مباشر ، ولذلك يقول الناقد " وليم واطسون " عن الشعراء وقد اعتبرت هؤلاء كجزء من عظمة الطبيعة " .وإذا كان في الإمكان الرجوع إلى المصدرالأول وهو الطبيعة دون الرجوع إلى تفسير لها أي إلى النقد ، فإن النقد يوحي ويشجع وينير السبيل ، ويلهم الأدباء أنفسهم اتجاهات جديدة ، وللنقد قيمته الذاتية في أنه تعبير عن الناقد نفسه ، عن شخصيته وفكره ومذهبه ومنهجه . إن وظيفة النقد الأدبي هي في تقويم العمل الأدبي من الناحية الفنية .وبيان قيمته الموضوعية ، وقيمته التعبيرية والشعورية ، وتوضيح منزلته وآثاره في الأدب . ويرى " سانت بيف " أن وظيفة الأدب هي النفاذ إلى ذات المؤلف لتستشف روحه من وراء عباراته بحيث يفهمه قـُرَّاءه ؛ وفي ذلك يضع الناقد نفسه موضع الكاتب ، فالنقد على حد تعبيره يعلم الآخرين كيف يقرؤون ، ولذلك كان على النقد أن يتجاوز القيم الجمالية العامة إلى بيان العمل الأدبي للقارئ لمساعدته على فهمه وتذوقه ، وذلك عن طريق فحص طبيعته وعرض ما فيه من قيم . ويُعرِّف " سانت بيف " الشعر بأنه التعبير الجميل عن شعور صادق . ويحمل " وردزورث " على النقد ويعدّه عبثا ، لأن المقدرة على النقد أحط من المقدرة على الإنشاء . ومن قبل حمل " أفلاطون " على الشعر وعابه بأنه تقليد للتقليد . ولا شك أن ذلك أمر لا يوافقه عليه ناقد آخر ، فإن النقد يوجه ويثري الأدب ويعلي من منزلته في الحياة ، ولا غنى للحياة ولا للأدب ولا الأدباء عنه هو الذي يخلق المناهج والمذاهب الأدبية ، ويقوّم أعمال الأدباء ، ويوصي باختيار النماذج الجيدة من الأدب ومحاكاتها ، ويغرس حب الجيد منه في نفوس الدارسين والناشئين ويُعـَوِّدهم على مثل هذا الجيد منه . والنقد عند " كولردج " ليس هو اكتشاف مدى التزام العمل الأدبي بقواعد شكلية معينة ، بل في كشف مدى انسجام العمل مع ذات الناقد . ومهمة الأديب هو تجسيد تجربته في رموز ، وعلى الناقد أن يتحقق فيما إذا كان الشاعر قد اقتصر على ترجمة أفكاره إلى لغة الشعر أم أنه قد نجح في تجسيد هذه الأفكار في رموز تعادلها تماما بحيث يتعذر انفصال إحداها عن الأخرى . ويروي " باوند " الأمريكي أن الشعر خَلـْق لا تعبير ، وعملية الخلق هي عملية واعية في الدرجة الأولى ، فهي عملية تحكم ، وليست عملية إلهام . ويقول : إن أعظم أمراض النقد هو الاندفاع بحثا عن شخص الفنان في العمل الفني ، ويناظره في الفشل النظر إلى العمل في ذاته .. ومن الموهبة واستيعاب التراث يصبح الإنسان شاعرا ، فلا بد لذلك منهما ، وفي هذا يتفق "باوند " مع " إليوت . ووظيفة النقد عند " باوند " هي فحص العمل الفني من الداخل ، من حيث علاقته بذاته ، دون أي شيء خارج عليه , سواء كان ذلك مُمـَثلا في حياة الأدب أو المجتمع أو العصر.

حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)