يا ليْتَ أَنِّي طَائرٌ
حُرٌّ أُحَلِّقُ في الْفَضاءْ
وأَطِيرُ فَوْقَ سَحابَةٍ
وهُناكَ أصْدَحُ بالثَّنَاءْ
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لَهُ الْعُلاَ والكِبْرِياءْ
فَيُجِيبُني أَحْرارُ طَيرٍ
كُلُّهم مَلَكُوا الهَواءْ
لا عَبْدَ فيهمْ لا أَسِيرَ
ولا احْتِقارَ ولا ازْدِراءْ
لا قَهْرَ يَكْسِرُ أَنْفَهُمْ
لا ظُلْمَ بَعْدُ ولا افْتِراءْ
لَمْ يُمْنَعُوا مِنْ أَرْضِهِمْ
كَيْ يَمْلِكُوا كُلَّ الْعَراءْ
لَمْ يُحْرَمُوا مِنُ رِزْقِهِمْ
أَوْ يَشْتَكُوا شُحَّ الدَّواءْ
وَلِمَنْ سَيَخْطبُ زَوْجَةً
كانَ الصَّداقُ هُوَ الْغِناءْ
فالأَرْضُ مِلْكٌ للْجَمِيعِ
بِخَيْرِهَا مِثْل السَّماءْ
وَجَمِيعُهُمْ للهِ عَبْدٌ
يُؤْمِنُونَ بِلاَ رِياءْ
ويُسَبِّحُونَ اللهَ طَوْعاً
في الصَّباحِ وفي المسَاءْ
وإذا سَعَوْا يَتَوَكَّلُونَ
عَلَى الكَرِيمِ بِلاَ انْتِهاءْ
لَوْ تَعْقِلُونَ حَدِيثَهُمْ
لَعَرَفْتُمُوا كَيْفَ الدُّعَاءْ
لاَ يَفْتُرُونَ عَنِ التَّضَرُّعِ
والتَّذَلُّلِ والرَّجَاءْ
يَرْجُوْنَ قَصْراً ؟ لاَ ورَبِّكَ
بَلْ قَلِيلاً مِنْ غِذَاءْ
أَوَلَيْسَ فِيهِمْ عِبْرةٌ
لِلسَّاكِنِي دَارَ الْفَنَاءْ ؟
سُبْحَانَ رَبِّي كُلُّناَ
يَفْنَى وَإِنَّ لَهُ الْبَقَاءْ