رؤيا الحياة والكون والإنسان والفلسفة

أخذ الفكر البشري يتضح ، وينتظم ، وينضج ، ويسعى إلى التعقل منذ أن هبط آدم عليه السلام على الأرض حيث وجد نفسه في عالم جديد يحتاج إلى فهم ، وقدرة على التعامل معه ؛ فقد أسكنه الله تعالى الجنة ، وأراحه من عناء الكدح ، والكبد ؛ ولكنه أبى ذلك ، وعصى آدم ربه ، فكانت النتيجة هذه المسيرة الإنسانية على وجه الأرض يتعنى أبناؤها كبد الحياة ، وقساوتها قال تعالى في سورة (البلد) : (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ، وأخذ بنو آدم يحاولون الحكمة على هذه الارض ، فكان مقتل أحدهما صاحب الحكمة بعد رعونة الآخر ، ورفضه القبول بما قسمه الله له. قال تعالى في سورة( المائدة ) :( واتلو عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل اله من المتقين ) المائدة/27/ ؛ وأخذت مسيرة الإنسان الشاقة تنمو نحو الحكمة أحيانا ، والفلسفة أحيانا أخرى بمعنى فهم (الكون ، والألوهية ، والإنسان ، والطبيعة) ؛ وهكذا أخذ الناس يسعون نحو المعرفة ، والحكمة ( سبيل للسعادة ، والفرح ، والفضيلة ، والهناء ) ؛ وتطورت مفاهيم الحكمة ، والفلسفة ، وشكَّلت رصيداً كبيراً ، وما يزال الناس يسعون إلى تدوين البعض الآخر من خلال أفكار منسقة تتناول (الإنسان ، والكون ، والطبيعة ، والمجتمع) ؛ ولتشكل الحكمة ، والفلسفة تاريخاً يهتم بالأفكار، والآراء ، والمفاهيم ، والمذاهب ، وما وقع بينها من صلات ....وهكذا؛ كما تشكل للتاريخ ، والأدب ، وغيرهما من العلوم والمناهج التي تشكل للحكمة منهجاً متميزاً .
لقد اتَّخذ الإنسان الحكمة وسيلة للسعادة ، والفضيلة من خلال تجلي هذه الحكمة بأفكار تتناول(الله تعالى ، والكون ، والإنسان ، والمجتمع ، والطبيعة) ؛ فالحكمة مجموعة من الحقائق ، والمعارف ، والوقائع ، والحقائق الحكيمة .....إنها طريقة للحصول على المعرفة، والحقائق أيضا ،والبحث ، والكشف ، وهي وظيفة تعبر عن الحقائق ، وقد تعبر عن الأوهام ، والأهواء الذاتية ؛ والحكيم قد يكون شاعراً ، أو أديباً ، أو ناثراً ، وقد يكون فناناً ، أو عالماً ، فالحكمة طريقة من طرق النظر إلى المعرفة تتضمن تفسير ، وتوضيح ، ونقد ما هو موجود بالفعل في ميدان المعرفة ، والخبرة ؛ ومادة الحكمة : ما تتضمنه العلوم ، والفنون المختلفة ، والدين ، والأدب ، والمعارف ؛ وموضوع الحكمة يشمل الخبرة الإنسانية ، أذ أن كل مظهر من مظاهر الكائنات الحية ، أو غير الحية في الكون ، أو فوق سطح الارض طبيعي ، أو غير طبيعي هو من موضوعات الحكمة ، والفلسفة مضمونا ، وطريقة ؛ والحكيم هو صاحب النظرة الشاملة للحياة يرى كلتيَّها ، ويقصد المغزى الحقيقي للأشياء ، ويبصر حقيقة الأشياء ، ويكشف عن نظرته للعالم ، وللحياة من خلال التأمل .....يبحث عن المفاهيم ، والمبادئ التي توضح ، وتفسر الخبرة الإنسانية في معناها ، ومداها الكلي من خلال نظرة تأملية عالية لا تقل أهمية عن النظرة التأملية للوجود ، وخلق الله تعالى له ، واهتمام الحكمة بكل ما يتعلق بالكون بما فيه نابع من أسلوبها في النظر إلى المعرفة ، والخبرة التي يمتلكها الناس ، وفي مضمونها المعرفي معا ؛ ويرى بعض الدارسين أن الفلسفة والحكمة هي مجموعة من المعارف والحقائق والوقائع لا نستطيع فهمها إلا من خلال البحث في : ما هي الحكمة والفلسفة ؟ كما هي الحقائق العلمية لا تظهر إلا من خلال القوانين ؛ ويرى البعض الآخر أنها ليست مجموعة من المعارف ، ولا حزمة من الحقائق ، لأن الفرد لا يستطيع اكتساب معارفه عن الحكمة ، والفلسفة ، والتفلسف دون أن يعمل في ساحة الفلسفة ؛ ويرى قسم ثالث : أن الفلسفة ، والحكمة وظيفة خيالية قد يجسدها الفرد واقعا ، وقد تبقى أوهاما ، وخيالا ، وأهواء ذاتية مع أن القرآن الكريم قد أكد على أهمية الحكمة ، ومكانتها في إضفاء السعادة على الإنسان في هذه الارض قال تعالى في سورة ( ) : (ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) ؛ ويرى قسم رابع أن الحكمة ، والفلسفة طريق من طرق النظر إلى المعرفي تتضمن تنظيم ، وتفسير، وتوضيح ، ونقد ما هوى موجود في ساحة المعرفة ، ومادتها ؛ ووسائلها العلوم ، والفنون ، والآداب ، والدين ؛ ومن خلال ذلك ، فإن موضوع دراسة
الحكمة ، والفلسفة يشمل : دراسة الخبرة الإنسانية ، وليس هناك ظواهر كونية ، وحياتية لا تدخل ضمن نطاق الفلسفة ؛ ومن هنا كان معنى: الحكمة ( حب الحق ، والخير ، والجمال ) ؛ والحكيم هو: ( محب للحكمة ) ؛ وبالتالي : فهو ( محي للحق ، والخير ، والجمال ) .

حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين
7- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
8- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الانحدار)
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(العصر الحديث )
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(العهد المعاصر )