-القضية الخامسة : الفلسفة والسفسطة
بظهور الآراء والعقائد الفلسفية المختلفة والمتضادة ، والمحيّرة ورواج فن الخطابة ولا سيما الخطابة القضائية بشكل منقطع النظير ظهر فئة من العلماء الذين عاشوا قبل سقراط يطلق عليهم اسم السوفسطائيين وكانت قد ظهرت مذاهب فلسفية مختلفة وقام كل واحد منها بتقديم نظرية معينة حول العالم وبأبطال عقائد الآخرين، وقد وقعت منازعات كثيرة عرضت لسكان تلك المنطقة إبان نشوء الفلسفة السوفسطائية ، ثم انتقل الموضوع إلى المحكمة، وأخذ بعض العلماء على عاتقهم مهمة المحاماة في المحاكم العامة وتحت نظر وسمع جموع غفيرة من الناس وقاموا بالدفاع عن حقوق موكليهم بخطابات مؤثرة. وتألق في هذا الأفق نجم الخطابة فافتتح الأساتذة صفوفاً لتعليم هذا الفن وبدؤوا يدرسون أصولها وذلك في مقابل أجر يتقاضونه من الطلاب، فاجتمعت للأساتذة بهذا أموال طائلة. وسعت هذه الفئة لكي تقدم دليلاً وتقيم برهاناً على ما تدعيه حقاً كان أم باطلاً، وأحياناً كان الطرفان كلاهما يقدمان الدليل، وشيئاً فشيئاً انتهى الأمر بهم إلى الاعتقاد بأنه ليس هناك في الواقع حق ولا باطل، ولا صدق ولا كذب بحيث ينطبق عليه رأي الإنسان أحياناً ويخالفه أحياناً أخرى، وإنما الحق هو ذلك الشيء الذي يعتبره الإنسان حقاً، والباطل هو ذلك الشيء الذي يظنه الإنسان باطلاً، وسرت هذه العقيدة تدريجياً إلى سائر أمور العالم فقالوا : إن الحقيقة تتبع بصورة عامة الشعور والإدراك الإنساني، وكل ما يدركه أيّ إنسان من أمور العالم فهو صحيح، وإذا اختلف شخصان في الإدراك فكلاهما يتصفان بالصحة. وكانت هذه الفئة ماهرة في كل علوم وفنون عصرها، ومن هنا جاء إطلاق كلمة " السوفيست" عليهم، ومعناها العالم، وقد ترجمت الكلمة إلى العربية فقيل "السوفسطائي"، وصارت هذه الكلمة بعد ذلك تطلق على كل الذين يستخدمون هذا الأسلوب، أي أنهم لا يلزمون أنفسهم بأي أصل علمي ثابت، ويسمى هذا المسلك بالسوفسطائية. ويعدّ بروتوكوراس واحداً من السوفسطائيين وهو يقول: " إن الإنسان هو مقياس كل الأشياء". كل إنسان إذا حكم بشيء حسب ما فهمه على حق، لأن الحقيقة ليست شيئاً سوى ما يفهمه الإنسان، ولما كان الناس يدركون الأشياء بشكل مختلف، فالشيء الواحد مثلاً قد يظنه إنسان صدقاً ويتخيله آخر كذباً ويشك ثالث في صدقه وكذبه، إذن أصبح الشيء الواحد صادقاً وكاذباً في الوقت تفسه وصواباً وخطاً في وقت واحد. وكوركياس أحد هؤلاء أيضاً. وتنقل عن هذا الرجل براهين على أنه من المستحيل أن يوجد أي شيء وإذا فرضنا -محالاً- أنه قد وجد فهو لا يمكن إدراكه وإذا فرضنا -محالاً- أنه قد عرف فهو لا يمكن تعريفه ولا وصفه للآخرين. وهو يذكر لمزاعمه الثلاثة أدلة مبسوطة في كتب التاريخ التي تتعرض له. وقام في وجه هؤلاء سقراط وأفلاطون وأرسطو وكشفوا للناس مغالطات السوفسطائيين وأثبتوا أن للأشياء واقعاً معيّناً وكيفية خاصة بغض النظر عن إدراكنا. والحكمة هي عبارة عن العلم بأحوال الأعيان الموجودة كما هي موجودة .وإذا استطاع الإنسان أن يفكر بصورة صحيحة فإنه يستطيع أن يلمّ بالحقائق، ولهذا الغرض قام أرسطو بجمع وتدوين قواعد المنطق لكي يفكر الإنسان بشكل صحيح ويميز الصواب من الخطأ. ولكن فئة أخرى ظهرت على مسرح الأحداث من زمن أرسطو فما بعد وتسمى "بالمشككين" ويسمى مذهبهم بمذهب الشك ، ويعتقد هؤلاء بأنهم اختاروا السبيل الوسطى، فلا هم يقتفون أثر السوفسطائيين في زعمهم لا يوجد واقع خارج ذهن الإنسان، ولا هم يتبنون عقيدة السقراطيين القائلين بإمكان معرفة حقائق الأشياء، وإنما هم يزعمون أن الإنسان يفتقر إلى وسيلة يمكن أن يطمئن بها لكي توصله إلى حقائق الأشياء، والحس والعقل كلاهما يخطئان، ولا تكفي في هذا المضمار الطرق المنطقية التي وضعها أرسطو لكي تصون الفكر عن الخطأ، فيبقى الطريق الصحيح الوحيد للإنسان في جميع المسائل هو التوقف وعد الإدلاء بأي رأي قطعي. وحتى المسائل الرياضية من قبيل الحساب والهندسة فنحن نوافق عليها بالترديد وعلى أساس أنها لا ترتفع عن مستوى الاحتمال. وكان لهذا المذهب كثير من الأتباع في اليونان ثم في الإسكندرية واستمر حتى بعد قرون من ميلاد المسيح. وظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي مسالك فلسفية تشبه هذا المذهب في قليل أو كثير، ولا بد هنا من ذكر


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)