المنهج الاعتقادي
في دراسة الأدب

الاعتقاد في المفهوم الحياتي للإنسان هو المعتقد الذي يدين به الإنسان و يمارس حياته من خلاله و النصوص الأدبية التي يفرزها المبدعون تعبرعن اعتقاد أصحابها بقضية من القضايا سواء أكانت دينية أو وطنية أو عنصرية أو قومية أو إنسانية أو إلحادية أو إباحية أو غير ذلك ؟ والنقد الموجه لهذه النصوص تسيطر عليه آراء هذه المعتقدات التي استقرت هي أيضاً عند الناقدين وهذا النوع من مناهج النقد أشد تعرضاً لجرح أصحابه لاعتقاد الناس أن صاحب عقيدة ما من النقاد سيقف إلى جانب العقيدة التي يتبناها صاحب النص المدروس على اعتبار أن تجرد الإنسان من الأهواء صعب جداً و أنه في الوقت نفسه أن التجرد من الأهواء شرط أول وأخير للنقد وهو أساس النقد المنصف والناجح . فإذا أردنا أن نحلل و ننقد أثراً أدبياً ما لابد لنا أن نبدي وجهة نظر بهذا الأثر و ما يحمله من هوى خاص به وهذا يستدعي إيقاظ الأهواء المماثلة أو المضادة عند الناقد والأديب كما نعرف من عناصره الأساسية الإثارة ولو كان هذا الأدب موضوعياً أو تصويراً أو غيرياً ومن هنا فليس بمستطاع ناقد الأدب عند الحكم على عمل أدبي أن يفصل بين مادة النص وطريقته الفنية وعلى الناقد و أنا أقول الناقد لأن عمله جزء من التاريخ الأدبي أن يستخدم معطيات النقد فيما يقوله ليبين لنا فيه أماكن تحول المشاعر والعاطفة وأماكن إسراف المبدع أو موضوعيته اتجاه القضية المطروحة في النص، فالهوى كما هو معروف ضعف بشري لا ينجو منه أحد إلا ما ندر فهو ملازم للطبيعة البشرية وقد احتار النقاد بشخصيات كثيرة كالمعري في إيمانه وشكه والخيام في عربدته أو صوفيته وعليه فيمكن للناقد أن يدرس في نصوص الخيام (خمرة الروح و المادة) ويؤكد على أيهما غلب على فنه ويمكن للناقد أن يضيف لذلك التحليل النفسي لهذه الشخصية دامجاً بين معتقد الأديب ونفسيته والهام ألا تفسد اعتقادات الناقد الخاصة وأحكامه على ما ينتقده والأمثلة كثيرة في تاريخنا الأدبي ومقارنة بسيطة بين شعر الشعراء الكفار من جهة وشعر الشعراء الإسلاميين من جهة أخرى يمكن للناقد أن يستثمره في إبراز صورة نجاح فكرة الإيمان أوالكفر وأسباب هذا النجاح و ذاك الفشل وأي معتقد هو الصحيح دون أن تدخل أهواء الناقد في حساب طرف من الأطراف في المنهج الاعتقادي . إن المعتقد بصورته الصحيحة والواقعية هو أحد المحكَّات الأساسية لدفاع الأديب عما يؤمن به فقد كان حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك شعراء المعتقد الإسلامي الذي يدعو إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام حتى لقد تحول المعتقد عند بعض الشعراء كالنابغة الجعدي إلى أبوّة حقيقية بل نجد الشاعر قد نبذ أبوّة القبلية واتخذ الدين أبوّة جديدة ينتسب إليها
أبي الإسلام لا أبَ لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
نعم لقد كان المعتقد وما يزال نبراس الأديب الذي يضيء طريقه إلى سبل الحق والخير والعدل والمساواة ولو رحنا نبحث في معظم العصور عن معتقدات الأدباء والشعراء لوجدنا معظمهم قد تحول ولاؤه بعد الإسلام من ( القبلية إلى الدين ) وأكثر من ذلك فقد غدا الجهاد في سبيل الله دعوة حقيقية يتمثلها الأدباء لنشر هذا الدين وسحق الظلم الذي وقع على عاتق المظلومين وقد مثلت قصائد الجهاد والانتصارات عمق هذا المنهج الذي لا يمكن التغاضي عنه عند دراسة نص من نصوص هؤلاء الشعراء من أمثال الشاعر عبد الرحيم محمود الذي سخّر قلبه وسيفه دفاعا ً عن القدس :
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسرّ الصديق وأما ممات يغيظ العدى
ولقد ظهرت في العصر الحديث اتجاهات مختلفة في عقائد الأدباء فاعتنق بعضهم عقائد وصفية من صنع الفلاسفة وإن كانت هذه العقائد ملحدة بوجود الله تعالى (كالماركسية والوجودية والحداثية بمفهومها المعادي للأديان والألوهية ( التوحيد ) فيما لا تكشفه من رؤيتها لله تعالى ، واعتنق آخرون عقيدة التوحيد ( الإيمان بإله واحد ) كما هو عند الكثير من الأدباء والشعراء المسلمين على الرغم من محاولة بعض الأدباء في العصر الحديث القدح بالذات الإلهية والغمز من قناتها كما حصل مع نزار قباني في ( خبز وحشيش وقمر ) وسلمان رشدي في رواية ( آيات شيطانية) وحيدر حيدر في روايته ( وليمة لأعشاب البحر ) ونجيب محفوظ في رواية ( أولاد حارتنا ) وما يكتبه بعض الأدباء المغاربة أو المصريين أو السوريين واللبنانيين ممن يحاول تقمص ثوب الشهرة .



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)