رؤى وأبعاد في الفنون الأدبية النثرية
يبدو أن كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع تجسد علاقتها الجمالية بالعالم في أنواع أدبية عينها تلائم قدرة البشر على عالمهم الطبيعي في هذه المرحلة وطبيعة نظامهم الاجتماعي فيها وبذلك تكون حركة الحياة العملية والفكرية والشعورية المحفز لوجود مسارب يعبر بها المبدع عن موقفه وشعوره اتجاه القضايا المختلفة وبذلك يكون الذي يحدد الفنون والأنواع المنتشرة في مرحلة من المراحل الحاجات النفسية والشعورية والروحية والعملية والمثل الجمالية والفكرية والعلاقات الاجتماعية ، فالأنواع الأدبية محكومة نشأة وتطورا بوضع تاريخي اجتماعي محدد ومحكومة في طبيعتها وطاقاتها ووظيفتها بالوفاء بحاجات اجتماعية معينة يحددها الوضع التاريخي الاجتماعي الذي أنتج هذه الأنواع الأدبية وقد أثر في نظرية الأنواع الأدبية فلسفات وعلوم وقوانين التطور في عالم الأحياء والنبات والتي لها ما يماثلها في عالم الأدب ، و النوع الأدبي ينشأ ويتطور وينقرض كما هو الحال في النوع البيولوجي وإن كان بعضهم يعتقد أن الأدب والأنواع الأدبية ظاهرة مسيرة بقوانينها الذاتية وهي قوانين لغوية لأن الأدب فن لغوي يمثل نشاطاً إنسانياً يعكس حركة واقع تاريخي اجتماعي محدد عكساً خاصاً ويؤسس النقاد المواقف الفنية الثلاثة ( الموقف الغنائي –الموقف الملحمي – الموقف الدرامي ) على ثلاث وظائف يرونها للغة (التعبير – التمثيل- النداء) ويعلقون كل وظيفة بضمير ينوب عن ذات ( التعبير يتعلق بضمير المتكلم – التمثيل يتعلق بضمير الغائب – النداء يتعلق بضمير المخاطب) ، ثم يجعلون من وظيفة التعبير مفسراً للموقف الغنائي ومن وظيفة التمثيل مفسراً للموقف الملحمي ومن وظيفة النداء مفسراً للموقف الدرامي وتوفر هذه الأبعاد للغة (البعد التعبيري – البعد التمثيلي –البعد الندائي والادعائي ) في الصياغة الأدبية وقد كان الشعر يكتب رجزاً ثم تحول إلى قصيد وكانت الملحمة تكتب شعراً ثم أخذت تجمع بين الشعر والنثر وتطور مضمونها بحيث تخلصت من الأساطير الوثنية القديمة وإن ظلت أصولها محتفظة بطابع القصص البطولي الخارج عن المألوف في بطولات البشر ثم تحولت إلى قصة نثرية واقعية ، وقيل إن بعض الفنون الأدبية كانت عند نشأتها الأولى موحدة ثم تشعبت حسب حاجات البشر النفسية والجمالية والتعبيرية كذلك تغيرت أسماء بعض الفنون الأدبية بعد تغير مضمونها وقالبها الفني . ولا شك أن الادباء العرب قد كتبوا أفكارهم ورسموا مشاعرهم وحكوا قصصهم واستفاضوا بعواطفهم من خلال أشكال وقوالب أدبية متعددة اقتضتها الظروف الشخصية والنفسية والاجتماعية والقبلية والدينية المعاصرة لهؤلاء الأدباء و هذه القوالب أو (الأجناس و الاأنواع) الأدبية تمثلت في .
( سجه الكهان – المفاخرات – المنافرات-المناظرات – المحاورات- الروايات – الخطابة – التوقيعات – الحكم – الامثال – الوصايا- الرسائل- المواعظ- الوصف- العهود- الأجوبة –الأحاديث الشعبية- القصة – المقامات المسرحية – المقالة –الخاطرة – المحاضر – التقارير – الحوار –( السناريو ) النشرات – المقابلات الشفوية والكتابية ) إلى ( الرجز – الشعر ) كما و أن القرآن الكريم و باعتراف كل الأدباء و النقاد و المفكرين جاء بأسلوب أدبي بارع فأضيف هذا الكتاب المقدس إلى الأنواع الأدبية العربية و كذلك حديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وأدعيته و أصبح عدد فنون الأدب التي رسم بها الأدباء مشاعرهم تتجاوز الثلاثين فنا و قالبا و استخدم الأدباء في كل عصر و عهد مجموعة من هذه الفنون كما قلنا تتناسب مع معطيات العصر فقد استخدم الأدباء العرب في العصر الجاهلي الفنون التالية : ( الرجز – الشعر – سجع الكهان – المفاخرات – المنافرات – المناظرات- الأمثال- الحكم- القصص- الحكايات- الوصايا- المواعظ- الرسائل – الوصف -) و استخدم الأدباء العرب في عصر صدر الاسلام بعد نزول القرآن الكريم و بعد ما سمعناه من الحديث النبوي الشريف فنونا جديدة بلاضافة إلى الفنون القديمة فاستخدموا ( المفاخرات الشعرية بمفهومها الإسلامي- المناظرات- الاأمثال- الحكم – القصص- الحكايات- الوصايا- المواعظ التقوية- الرسائل- الوصف – الروايات – الأدعية – المحاورات- الأحاديث الشعبية – الخطابة – الرجز- الشعر -) بالإضافة إلى الفنون الأدبية التي عبر القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف عن غاياته من خلالها ( القصة – الرواية – المثل – الدعاء – الرسالة – الوصف- ) و كذلك استخدم ادباء العهد الراشدي فنونا قديمة و جديدة تمثلت في ( المناظرات – الامثال- الحكم – القصص- الوصايا- المواعظ – الرسائل – الوصف – الروايات – الأدعية – المحاورات- العهود – الأجوبة – التوقيعات- السيرة الدينية – الأحاديث الشعبية ) و في العصر الاندلسي استخدم الأدباء قوالبا مختلفة لأدبهم ( المناظرات – الأمثال- الحكم – القصص- الحكايات – الوصايا – المواعظ – الرسائل – الوصف – الأدعية – المحاورات – العهود – الأجوبة – التوقيعات – السيرة – الأحاديث الشعبية – القصة – ( ابن طفيل ) الرجز – الشعر – الموشحات ) و في العصر العباسي ازداد الاهتمام بالأنواع و الأجناس الأدبية و استخدم أدباء هذا العصر كل ما في وسعهم من طاقة قوالب أدبية من مثل ( المناظرات – الأمثال- الحكم – القصص- ( كليلة و دمنة ) و الحكايات ( ألف ليلة و ليلة ) الوصايا – المواعظ التقوية – الرسائل – الوصف النثري – و الشعري – الروايات – الأدعية – المقامات – كفن جديد – المحاورات – العهود – الأجوبة – التوقيعات – السيرة الدينية و الشخصية للخلفاء و العلماء – الأحاديث الشعبية – الرجز – الشعر ) و في عصر الدول المتابعة ( عصر الانحدار ) رسم الأدباء أفكارهم و انفعالاتهم من خلال ( المناظرات – الأمثال – الحكم – القصص – الحكايات – السير – الوصايا –المواعظ التقوية – الرسائل – الوصف – الروايات – الأدعية و الابتهالات – المقامات – المحاورات – الأجوبة – العهود – التوقيعات – الأحاديث الشعبية –القصة الشعبية و بوادر المسرحية – الخطابة – الرجز – الشعر – الموشحات ) و في العصر العثماني و على الرغم من عدم اهتمام الخلفاء بالأدب و اللغة العربية فقد صور الأدباء انفعالاتهم الأدبية من خلال فنون قديمة قبلهم و أخرى جديدة من مثل ( المناظرات – الأمثال – الحكم – القصص- الحكايات – الخطابة – الوصايا – المواعظ – الرسائل – الوصف – الروايات – الأدعية و الابتهالات -المقامات –المحاورات – التوقيعات – السيرة – الأحاديث الشعبية ) و في نهاية العصر العثماني و من خلال النهضة العربية استخدم الأدباء قوالب جديدة جاءت عن طريق الترجمة من أوروبا ( القصة – المقالة – الخاطرة ) إضافة الى الشعر و الموشحات و في العصر الحديث حيث انفتح الأدباء على الحركة الأدبية العالمية انتشرت فنون قديمة وأخرى جديدة من مثل ( المناظرات – الحكم – الأمثال – القصص- الحكايات- الوصايا – المواعظ- الرسائل –الوصف – الروايات – الأدعية – المقامات – المحاورات – التوقيعات – السيرة الدينية و الأدبية و الشخصية – و الأحاديث الشعبية و القصة القصيرة و الاقصوصة – و الرواية – و المسرح – المقالة – و الخاطرة – و المحاضر – و التقارير – و النشرات – و المقابلات الشفوية و الكتابية – و السناريو و الحوار –و الخطابة و الشعر ) و في العهد المعاصر ازداد الاهتمام بالفنون الأدبية و تعمق الادباء بأسسها فكتبوا من خلال قوالب قديمة و جديدة تمثلت في ( المناظرات – الحكم – الأمثال- القصص- الحكايات – الوصايا – المواعظ – الرسائل – الوصف – الأدعية – المقامات – المحاورات – السيرة – الأحاديث الشعبية – القصة بأنواعها – المسرحيات بأنواعها – المقالة بأنواعها – الخواطر الشعرية و النثرية – المحاضر – التقارير – النشرات – المقابلات الشفوية و الكتابية – السيناريو و الحوار – و الشعر بقوالبه الجديدة ) . وما يزال كتابنا يبتكرون و سائل جديدة يفرغون فيها أفكارهم و عواطفهم و مشاعرهم و سنعرض لكل هذه الانواع و الاجناس و الفنون الادبية في جميع العصور الأدبية ما انتشر منها و ما ضمر الاهتمام به .



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)