القصة والأقصوصة والرواية
1-القصة سحر الواقع والخيال
لقد أصبح الإنسان منذ خلقه الله تعالى ، وأسكنه في جنته ، ثم أنزله إلى الأرض مع زوجته حواء قصة الكون التي أبرزت صراعه مع تحديات الحياة، والطبيعة ؛ كما، وأن قصة صراع الإنسان مع أخيه الإنسان استهو أرواح ، وأفكار الآخرين ، فبرزت القصة كفنٍّ يحكي به الآباء للأبناء ما مر بحياتهم من تبدلات ، وتعقيدات ، وصراعات ؛ وأظهرت القصة القديمة فناً ساذجاً بسيطاً عادياً مثّل وعياً قاصراً عن استجابات الحضارة ، وبرزت مغامرات رجال لهم أحلام خارقة ، وأسطورية انبثقت من الواقع ، وطارت على أجنحة الخيارات تعوّض الرغبات المحبطة ؛ ولكن العصر الحديث بتطوراته العلمية حوَّل الحديث عن الأحلام الأسطورية إلى سبر الواقع ، وتبدلاته الاجتماعية ونشأ وعي جديد ينظر إلى الواقع بعين موضوعية اقتضى شكلاً جمالياً جديداً يصور الواقع بأسلوب فني جديد يبرز الاختيارات ، وينسق بين الأحداث، ويربط بعضها بعضاً ربطاً منطقياً ، حيث يرسم الإنسان قصصاً فنياً من خلال علاقته بالواقع ، ويقيم لعناصر القصة بناءً فنياً حديثاً يعتمد على قواعد وأصول. فمادة "قص" في اللغة تعني: التتبع والاقتفاء. يقال: قصصت الشيء إذا تتبعت أثره شيئًا بعد شيء ، منه قوله تعالى حكاية عن أم موسى حين استجابت لأمر ربها ، وألقت بابنها في اليم: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي: تتبعي أثره حتى تكوني على علم بما يحدث له. ولا يستطيع إنسان أن يتصور وجودًا بشريًّا يخلو من القصة، مهما كان لونها وأسلوبها، فالقصة بهذا المفهوم ملازمة للوجود البشري فوق سطح هذه الأرض، إذا لا يتصور وجود بشري خالٍ من الحركة الدائبة، والسعي الدائم، والعمل المستمر من أجل الحفاظ على الحياة، ولا يتصور وجود هذه الحركة، والسعي ، والعمل خاليًا من الصراع ، والاحتكاك ؛ فلابد من وجود أحداث تذكر، ومواقف تعاد ، وتحكى، ومشاهد تنقل ، وتروى لمن لم يشاهدها ؛ فالاقتضاء والتتبع ملازمان للوجود البشري على الأرض لا تختص بهذا جماعة دون جماعة .
2- تعريف القصة :
القصة : حكاية لتجربة إنسانية يجسد فيها الكاتب فكرة تضيء سلوك الإنسان ، وعلاقته بالمجتمع ، والواقع ، والكون ، والحياة يقوم فيها القاص بتأدية ذلك من خلال سرد الحوادث، وأحاديث الأشخاص الذين يتميزون بطبائع متباينة في ظروف معينة ، فهي حادثة ، أو مجموعة أحداث قليلة يؤديها شخص ، أو أكثر تتداخل فيها الشخصية الرئيسة بأشخاص ثانويين قلائل يضيء فيها الكاتب جانباً محدوداً من شخصية البطل ؛ وهي متوسطة في طول العمل القصصي ، وتشعبه ؛ ولا يشترط فيها أن تكون نثرية ، إنها تعرض صورةً من الحياة الواقعية -ولا سيما -خلجات النفس الإنسانية ، وعواطفها ؛ ولها في حياتنا نصيب كبير، وذلك من خلال قالب تعبيري، "يعتمد فيه الكاتب على سرد أحداث معينة تجري بين شخصية، وأخرى ، أو شخصيات متعددة ، يستند في قصها ، وسردها على الوصف مع عنصر التشويق حتى يصل بالقارئ ، أو السامع إلى نقطة معينة تتأزم فيها الأحداث ، وتسمى : "العقدة"، ويتطلع المرء معها إلى الحل حتى يأتي في النهاية ؛ ويرى بعض النقاد أن العقدة ، والحل غير لازمين لفن القصة" ؛ ومن فن القصة
-الحكاية: وتحكي واقعة من "الوقائع الحقيقية أو الخيالية -الأسطورية أو الخرافية- دون التزام بقواعد الفن القصصي". ويمكن أن تمثل لها بالنوادر والحكايات التي ترويها كتب الأدب مثل "الأغاني"، و"البيان والتبيين"، و"زهر الآداب" ... وغيرها، وفي أدبنا العربي كتب كاملة تحوي هذا الفن مثل "كلية ودمنة" لابن المقفع، و"البخلاء" للجاحظ، و"ألف ليلة وليلة".. وغيرها ، -والأقصوصة: وهي قصة قصيرة تصور جانبًا من الحياة، يحلل فيها الكاتب جانبًا من جوانب الفن القصصي، كالحدث أو الشخصية، "وقد لا يُعنى فيها بالتفاصيل،
-والقصة: "وهي وسط بين الأقصوصة ، والرواية، إذ تُعالج فيها جوانب أوسع ، وأحداث أرحب من أحداث سابقتها، ويشترط فيها من الناحية الفنية: أن تحتوي على التمهيد للأحداث ، والعقدة التي تتشابك عندها ، وتشوق القارئ للحل، ثم الحل الذي يأتي في النهاية، فيستريح معه القارئ"،-والرواية: "وهي أوسع من القصة في أحداثها، وشخصياتها، عدا أنها تشغل حيزًا أكبر، وزمنًا أطول، وتتعدد مضامينها كما هي في القصة، فيكون منها الروايات العاطفية والفلسفية والنفسية والاجتماعية والتاريخي
3-هل عرف العرب القصص كجنس أدبي؟ :
ازدهرً الفن القصصي في الأدب العربي على مدار تاريخه الطويل؛ وأبدعوا قصصًا كثيرًا متنوعًا ورائعًا. ولسنا ندري السبب الذي لم يجعل النقاد العرب لا يؤطرون لهذا الفن ؛ وقد عرف الإنسان العربي الجاهلي القصة ومارسها من خلال ( قصص الأمثال: التي يشير كل مثل منها إلى قصة ضخمة فإذا قيل: "أشأم من البسوس" فيعنون قصة الحرب الدامية بين بكر وتغلب. وإذا قيل: "أوفى من السموءل" أرادوا قصة وفاء السموءل الذي رفض تسليم دروع لغير صاحبها فكانت حياة ابنه ثمنًا لهذا الوفاء. وإذا قيل: "رجع بخفي حنين" أشاروا إلى قصة الإسكاف الحيري الذي ضحك على الأعرابي، وسرق منه بعيره بعد أن ألقى بخفين في طريقه، أحدهما يبعد عن الآخر". وهذه القصص -لا تزال إلى اليوم- تشهد "على ما أنتج خيالهم، وصاغت قريحتهم من قصص "والقصص الشعري: الذي نراه في المعلقات وغيرها من قصائد الشعراء الجاهليين من نحو مقطوعات الأعشى في الملوك والقرون الخالية، وعينية لقيط بين يعمر الإيادي، ومعلقة عمرو بن كلثوم، وشعر امرئ القيس وغيره. وقول حاتم الطائي في وصف كرم له مع طارق ليلي فضلًا عن أنهم قد ترجموا بعد الإسلام كثيرًا من القصص الأجنبي من الفرس والهند مثلًا، إلى جانب ما أبدعته براعتهم إبداعا، ليس ذلك فقط، فقد رأيناهم يعجبون بالمقامات وغيرها من ألوان هذا الفن . ولعل هذا الصمت النقدي عن التقعيد للقصة هو الذي دعا بعض الكتاب منا، ومن المستشرقين إلى الادعاء بأن العرب لم يعرفوا قبل العصر الحديث الفن القصصي ، وأنهم نقلوه عن الغرب إثر اتصالهم به في نهضتهم الحديثة، مع أنه في التراث الأدبي الذي خلفه لنا أسلافنا قصص كثير منه الديني، ومنه السياسي، ومنه الاجتماعي، ومنه الفلسفي ومنه الوعظي ومنه الأدبي، ومنه ما وضع للتسلية ليس إلا، ومنه الواقعي، ومنه الرمزي، ومنه المسجوع المجنس، ومنه المترسل، ومنه المحتفى بلغته، والبسيط المنساب، ومنه الطويل مثل: "رسالة النمر والثعلب" لسهل بن هارون و"رسالة التوابع والزوابع" لابن شهيد و"رسالة الغفران" و"رسالة الصاهل والشاحج" للمعري و"رسالة حي بن يقظان" لكل من ابن سينا وابن الطفيل والسهروردي، وقصص ألف ليلة وليلة وسيرة عنترة، وسيرة سيف بن ذي يزن. ومنه القصص القصير كالحكايات التي تغص بها كتب الأدب التاريخ المختلفة، وجمع طائفة كبيرة منها محمد أبو الفضل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي، ومحمد أحمد جاد المولى في أربعة مجلدات كبار بعنوان: (قصص العرب) ، و (البخلاء) للجاحظ، و (الفرج بعد الشدة) و (نشوار المحاضرة) للقاضي التنوخي، والمقامات، و (عرائس المجالس) للثعالبي، و (مسار العشاق) للسراج القاري، و (سلوان المطاع في عدوان الأتباع) لابن ظفر الصقلي، و (المكافأة) لابن الداية، و (غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة) للوطواط، و (المستطرف من كل فن مستظرف) للأبشيهي، و (عجائب المقدور في أخبار تيمور) و (فاكهة الخلفاء ، ومفاكهة الظرفاء) لابن عرب شاه، وما ما ذكره ابن النديم في (الفهرست) من كُتب الأسمار الخرافية التي تُرجمت عن الفارسية والهندية واليونانية، أو رُويت عن ملوك بابل، أو ألفت بالعربية؛ فكانت حوالي 140 كتابًا، المؤلف منها بلسان العرب فقط نحو 80 كتابًا، كلها في أخبار العشاق في الجاهلية والإسلام ، ومنه النثري ، والشعري كشعر الشنفرى عن لقائه بالغول، وقصيدة الحطيئة و"طاوي ثلاث عاصب البطن مرمل"، وكثير من قصائد عمر بن أبي ربيعة، وأبيات الفرزدق عن الذئب، ورائية بشار، ومغامرات أبي نواس ، وقصيدة المتنبي عن مصارعة بدر بن عمار للأسد ؛ على أن ليس معنى ذكر الكتب ، والمؤلفات في هذا السياق أن الفن القصصي لم يعرف عند العرب إلا في عصر التدوين، بعد أن انتشر نور الإسلام، وتخلص العرب من الأمية، وأصبحوا أمة كاتبة قارئة، مثقفة كأحسن ما تكون الأمم ثقافة وتحضرًا، بل كان هذا الفن معروفًا قبل ذلك في الجاهلية ، ففحب القصص نزعة فطرية لا يمكن أن يخلو منها إنسان ،وأنَّ لدينا قصصًا كثيرًا تدور وقائعه في الجاهلية، وينتسب أبطاله إليها، وقد اقْتَصَر دَورُ الكُتّاب الأمويين والعباسيين على تسجيل ذلك القصَص كما وصلهم، وربما تدخلوا بأسلوبهم في صياغته، وهذا أبعد ما يمكن أن تكون أقلامهم قد وصلت إليه، ومن الواضح أن هذا القصص يصور المجتمع العربي قبل الإسلام تصويرًا لا يستطيعه إلا أصحابه ، وأنَّ الموضوعات التي تناولتها القصة العربية القديمة كثيرة ومتنوعة ، يمكن تصنيفها بـ(- قصص تستبين بها مظاهر حياتهم، وأسباب مدنيتهم، بذكر أسواقهم وأجلاب تجارتهم، والمساكن التي كانت تأويهم، وسائر ما كان على عهدهم من دلائل الحضارة، ووسائل العيش ، وتتضمن معتقداتهم ، وأخبار كهانهم ، وكواهنهم، وتبسط ما كانوا يعرفون من حقائق التوحيد ، والبعث ، والدار الآخرة ، وما كانوا يتوسلون به من إقامة الأوثان، وتعهدها بألوان الزلفى ، والقربان ، وتجلو علومهم ، ومعارفهم ، وتتوضح منها ثقافتهم، وما كان متداولًا بينهم من مسائل العقل ، والنقل التي هدتهم إليها فطرهم ، أو أنهتها إليهم تجاربهم يُرَى مِنها ما كانوا يتغنون به من المكارم ، والمفاخر، وما كانوا يتذممون به من المناقص ، والمعرات، سواء أكان ذلك يتصل بكل منهم في نفسه ، أم فيما يتصل بالأقربين من ذويه، أم فيما يضم أهل قبيلته، أم فيما يشمل الناس جميعًا ؛ وقصص تعدد غرائزهم وخصالهم، فتكشف ما طبع عليهم من وفرة العقل ، وحدة الذكاء، وصدق الفراسة، وقوة النفس، وما أهلتهم له طبيعة بلادهم، وأسلوب حياتهم من شريف السجايا، وممدوح الخصال. وتشرح ما أثر عنهم من عادات وشمائل في الأسباب الدائرة بينهم، وتبين ما انتهجوه في مواسمهم، وأعيادهم، وأفراحهم، وأعراسهم، مما يمثل حياتهم الاجتماعية أصدق تمثيل. وتمثل أحوال المرأة العربية، وما تجري عليه في تربية أطفالها، ومعاشرتها زوجها، ومعاونتها له في الحياتين الاجتماعية ، والمدنية بالسعي في سبيل الرزق، والاشتراك في خوض معامع الحروب، والأخذ بقسط من الثقافة الأدبية السائدة في ذلك العهد ؛ وقصص تمثل ذلاقة لسانهم، وحكمة منطقهم، وما ينضاف إلى ذلك من فصاحة اللفظ وبلاغة المعنى، وجمال الأسلوب، وحسن التصرف في الإبانة والتعبير؛ وقصص تسرد بارع ملاحهم، ورائع طرفهم في جواباتهم المسكتة ، وتصرفاتهم الحكيمة ، وتخلصاتهم اللبقة مما يدل على حضور الذهن، وسرعة البديهة ، وشدة العارضة ؛ وقصص تُعرب عما يقع بين العامة ، والملوك، والقواد، والرؤساء ، والقضاة ، ومن إليهم من كل ذي صلة بالحكم والحكام، مما يتناول حيلهم في المنازعات ، والخصومات، ويوضح طرائقهم في رفع الظلمات، ورجع الحقوق وما يجري هذا المجرى وتصور احتفاظهم بأنسابهم، واعتزازهم بقبائلهم، وتمجيدهم للأسلاف، وتعديدهم ما تركوا من مآثر، وما أدى إليه ذلك من مفاخر ، ومنافرات، وتنقل ما كانوا يتفكهون به من أسمار ، ومطايبات، ومناقضات ، وأفاكيه مما نال به المحدثون ، والندماء ثني الجوائز والخلع من الخلفاء ، والوزراء، وما ارتفعت به مكانتهم عند السادة ، والوجوه في المجتمعات ، والمنتديات ، وتؤرخ مذكور أيامهم، وتفصل مشهور وقائعهم، ومقتل كبائرهم، وتصف الحروب، والمنازعات التي كانت تدور بين قبائلهم، أخذًا بالثأر، وحماية للذمار؛ وقصص تحكي ما كان للجند من أحداث، وأحاديث في الغارات ، والغزوات، والفتوح مصورة نفسيتهم ، وأحمالهم، وواصفة تطوراتهم العقلية ، والخلقية بنشأة الدولة العربية، وانفساح رقعتها، مفصلة عددهم وآلاتهم، وأسلحتهم في حياتهم الجديدة )
4-هل كتب العرب في العصر الحديث القصة ؟ :
أدخلت النهضة الأدبية الحديثة على القصص العربي أشياء جديدة لم يكن لها وجود فيما خلفه لنا العرب القدماء ، ومن تلك الأشياء
أ-رواية القصة على لسان عدة أشخاص من أبطالها كلٌّ يراها من زاويته، ويفسر ما يراه تفسيرًا يختلف كثيرًا ، أو قليلًا عن تفسير الرواة الآخرين، وهذا الشكل الفني أساسه فكرة النسبية التي أفرزها العصر الذي نعيش فيه
ب-ومن ذلك أيضًا "تيار الوعي" وهو أحد مظاهر التأثر بالدراسات النفسية
ج-ومن ذلك المزج بين القصة والمسرحية، هذا المزج الذي تمثل في "بنك القلق" لتوفيق الحكيم وسماه صاحبه "مسرواية" وإن لم ينتشر كما كان يرجى له.
د-النّقد القصصي، والتأريخ للروايات والقصة القصيرة والترجمة لأعلامهما، وهو أمر لم يعرفه الأدب العربي القديم ، وحتى العصر الحديث كانت تكتب إبداعات الفن القصصي العربي كلها بالفصحى كما الحال في الشعر بوجه عام، إلا أن الحال قد تبدل في العصر الحديث كما شرحنا آنفًا، فوجدنا من يكتبون الحوار في القصص والمسرحيات باللهجات العامية.وكما كان البعد عن الغموض والاستغلاق ديدن الشعراء، فكذلك كان الأمر مع القصاصين حتى لو كان قصصهم رمزيًّا، مثلما هو الشأن في رسالة "حي بن يقظان" لابن الطفيل وابن سينا والسهروردي على سبيل التمثيل، إلا أن هذه السمات شرعت تتخلخل في العصر الحديث وبخاصة في الفترة الأخيرة،
5-مراحل التأليف القصصي حديثاً :
مرَّ التأليف القصصي الحديث بعدة مراحل هي :
أ- مرحلة الترجمة:
1- بدأت بترجمة القصص الأجنبية مع الاحتفاظ بمعالمها وشخصياتها وأحداثها، ومن المترجمين رفاعة الطهطاوي في "مغامرات تليماك" عن الفرنسية، ثم محمد عثمان جلال في قصة "بول وفرجيني".
2- وعندما هاجر إلى مصر عدد من السوريين "في أواخر القرن التاسع عشر" أسهموا في ترجمة العديد من القصص، وكان لهم أثر في تنشيط حركة الترجمة، ومنهم نقولا رزق الله الذي ترجم "سقوط نابيلون الثالث". وانتهى القرن التاسع عشر، ولا تزال الترجمة هي المسيطرة على القصة، ولكنها كانت ترجمة ضعيفة الأسلوب، هابطة المستوى، غير جيدة الموضوع والهدف.
ب- مرحلة التعريب:
وفي أوائل القرن العشرين ظهرت إلى جانب حركة الترجمة حركة التعريب ، وذلك بإعطاء شخصيات القصص وأماكنها أسماء عربية، والتصرف في بعض أحداثها لتلائم الجو العربي، ومن ذلك "البؤساء" لفيكتور هوجو التي ترجمها حافظ إبراهيم عن الفرنسية، مع أنه لم يكن متمكنًا في هذه اللغة. والمنفلوطي في رواياته "الفضيلة، ماجدولين، الشاعر، في سبيل التاج"، وقد ترجمت له، ثم تولى تعريبها بأسلوبه السلس العذب. ولما انتهت الحرب العالمية الأولى نشطت ترجمة القصص واتجهت في طريقين:
أحدهما: يحاول الإثارة، وتزجية الفراغ، بالقصة الغرامية والبوليسية التي كانت تترجم بسرعة، في أسلوب ركيك ضعيف، وفي اتجاه يسيء إلى عقلية الشباب ونفوسهم.
والثاني: اهتم فيه المترجمون بالموضوع والأسلوب معًا، مثل ترجمة الزيات لقصة "آلام فرتر"، ومحمد عوض محمد في ترجمته لقصة "فاوست" وأحمد زكي في ترجمته لقصة "جان دارك".
جـ- مرحلة التأليف:
1- بدأ تأليف القصة على شكل مقامة تنقد المجتمع مثل "حديث عيسى بن هشام" للمويلحي، "وليالي سطيح" لحافظ إبراهيم.
2- ثم ظهرت القصة التاريخية على يدي البستاني في قصة "زنوبيا"، وجرجي زيدان في قصصه الإسلامية مثل "أبو مسلم الخرساني", "فتاة غسان"، و"غادة كربلاء"، و"عبد الرحمن الناصر" ... وغيرها، ومحمد فريد أبو حديد في "الملك الضليل"، و"عنترة"، وعلي الجارم في "غادة رشيد"، و"فارس بين حمدان"، و"هاتف من الأندلس". وفي هذا اللون من القصص كان التاريخ هو الذي يحدد الشخصيات والأحداث مما يقيد المؤلف.
3- أما القصة الاجتماعية فقد ظهرت عام 1904 على يد الدكتور محمد حسين هيكل في "زينب" التي صور فيها الريف المصري بعاداته وتقاليده. ولكن يؤخذ على هذه القصة الاستطراد في السرد، والميل إلى المبالغة، ومع هذا يعد الدكتور هيكل أول من ألف رواية اجتماعية عربية خالصة، فتح بها الباب أمام معاصريه . فظهرت القصص المتنوعة، التي تعنى بالمشكلات الوطنية والقومية مثل "عودة الروح" لتوفيق الحكيم، و"الثلاثية" لنجيب محفوظ، و"الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي. والقصص التي تعنى بالتحليل النفسي مثل "سارة" للعقاد. أو نقد العيوب الاجتماعية مثل قصص محمود تيمور، وإبراهيم المصري، ويحيى حقي، وإبراهيم الورداني، وإحسان عبد القدوس. والتي تصور الطبقات الشعبية الكادحة مثل قصص نجيب محفوظ، ويوسف إدريس.
6-الفرق بين الخبر والقصة
من المعروف -كما يقول د. رشاد رشدي في كتابه "فن القصة القصيرة"-: "أن القصة تروي خبراً، ولكن لا يمكن أن نعد كل خبر أو مجموعة من الأخبار قصة. فلأجل أن يصبح الخبر قصة يجب أن تتوافر فيه خصائص معينة، أولها أن يكون له أثر كلي". وهذا يعني أن مجموعة الأخبار التي تروى ينبغي أن يتصل بعضها مع البعض الآخر ليحدث أثرا كليا. وهذه الأخبار -التي تحدث أثرًا كليا- تكون حول موضوع واحد، له بداية، ووسط، ونهاية. إن هذه الأخبار -بصورة أخرى- تصور حدثًا في ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: البداية "الموقف"،
والمرحلة الثانية: الوسط "الذروة"، العقدة"،
والمرحلة الثالثة: النهاية "لحظة التنوير".

7-أشكال السرد القصصي: للسرد القصصي أشكال متنوعة هي :
أ- المقال القصصي:
ونجده عن المنفلوطي في "النظرات" وأحمد حسن الزيات في بعض مقالات "وحي الرسالة" مثل "ضحية من هذا؟ "، و"غني فقير"، و"غراب وطفل" ..وغيرها.
ب-المذكرات اليومية:
يمتد الكاتب على تسجيل المذكرات اليومية مؤرخة يومًا بعد يوم، ثم يربط بينها لتؤدي مضمونًا قصصيًّا يحمل قضايا يريد توصيلها للقارئ، ومن أمثلة ذلك "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، و"مذكرات الأرقش" لميخائيل نعيمة، و"من أوراق أبي الطيب المتنبي" لمحمد جبريل.
ج- المقامة:
قد يفرغ بعض الكتاب المعاصرين قصصهم في شكل المقامة، مثل المويلحي في "حديث عيسي بن هشام"، وعباس الأسواني في "المقامات الأسوانية".
د- الرسالة:
قد تكتب القصة في قالب رسالة كما في "ماجدولين" التي عربها المنفلوطي.
ه- القصة الشعرية:
قد تكون في قالب شعري، ومنها قصص شوقي الشعرية للأطفال، وقصص إيليا أبي ماضي الشعرية الرمزية ومنها "الحجر الصغير" و"التينة الحمقاء" وقصص خليل مطران الشعرية.. وغيرها.
8-عناصر الفن القصصي:
يواجه الكاتب القصصي مواقف كثيرة في الحياة بما فيها من أشخاص، وأحداث، وأماكن، وأزمان، وأجناس من مختلف الأعمار، ويتأمل ما يحدث له أو للآخرين، ويكتسب من خلال ذلك كله خبرة خاصة تكون مادة لعمله القصصي. كما يحصل عن طريق القراءة على خبرات الآخرين وهي أوسع من الخبرات الذاتية المحدودة بالزمان الذي يعيش فيه، وبالمكان الذي يتحرك في دائرته، فيتخذ من ذلك أيضًا مادة لعمله القصصي. وخلاصة ذلك أن مادة العمل القصصي ترجع إلى مصدرين هما:
1- الخبرات الذاتية التي يحصلها الكاتب من خلال تجاربه الخاصة.
2- الخبرات التي يحصلها من خلال تجارب الآخرين عن طريق القراءة.
ويرى النقاد أن الخبرة الذاتية تستوفي عنصر الصدق، أما الخبرة الحاصلة من تجارب الآخرين فينقصها هذا العنصر، وذلك يقلل من قيمتها. فمن يكتب عن الريف وهو يعيش في المدينة، مكتفيًا بما يسمع أو يقرأ عنه، لا يجيد كمن يعيش في الريف، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يكتفي بتجاربه الذاتية، فلا بد له أن يفيد من خبرات الآخرين، بشرط أن يهضمها ويتمثلها تمثلًا جيدًا، حتى تصبح كأنها خبراته الخاصة ويكون صادقًا مع نفسه في كل ما يكتب، وبهذا يستمد عمله القصصي من خبراته وخبرات الآخرين.وحين يعود كاتب القصة إلى نفسه ليستمد من خبراته المخزونة مادة قصته لا يتقيد بعرضها علينا في عمله الفني مرتبة، كما وقعت في الحياة، بل يختار من المواقف والأحداث والأشخاص ما يراه لازمًا لتكوين شكل خاص، له هدفه المحدد، ومغزاه الذي يريده. وقد تكون الحادثة تاريخية، فيجد نفسه يضيف إليها من خبراته الخاصة ما يجعل لها مغزى جديدًا. وأهمية المادة لا تأتي من أهمية الحادث، أو أهمية التاريخ، وإنما من تعميق الكاتب لها، ونظرته الفاحصة إليها من كل جوانبها، وإكسابها قيمة إنسانية.
وعناصر الفن القصصي هي:
أ- الأحداث:
وهو جملة الأحداث التي تقدمها القصة في سياقها الفني والتي ترتب ترتيباً فنياً ينتهي إلى نتيجة معينة وتدور هذه الأحداث حول موضوع عام من تجارب الإنسان في صراعه مع الحياة "وهي الموضوع الذي تدور حوله القصة"، وهي مجموعة من الوقائع الجزئية المترابطة، وهذا الترابط هو الذي يميز العمل القصصي عن أي حكاية يروى فيها شخص لصديقه ما وقع له من أحداث. فأحداث القصة الفنية لها إطار عام، يدفعها في تسلسل، إلى غاية محدودة. وهذا النوع من القصص الذي يعنى بسرد الأحداث -سواء أكانت تاريخية أم شبه تاريخية ؟ كما في قصة "عنترة" لمحمد فريد أبي حديد، أو "هاتف من الأندلس"، أو "فارس بني حمدان" لعلي الجارم أم كانت مما يحدث في حياتنا الواقعية- يسمى قصة الحادثة" أو "القصة السردية".
وللأحداث في القصة أثر كبير في نجاحها، ولا سيما إذا استطاع الكاتب أن يحتفظ في كل مرحلة من مراحل عرضها بعنصر التشويق الذي يعد من أهم وسائل إدارة الأحداث إن لم يكن أهمها جميعًا، فهو الذي يثير اهتمام القارئ، ويشده من أول القصة إلى آخرها.
ب- الشخوص:
الشخصية القصصية هي إنسان يصنعه خيال الكاتب الفني ويركب ملامحه النفسية والجسمية والاجتماعية من عناصر يستمدها من أشخاص واقعيين وقد يختار جانباً من حياته ويقدمه لتركيب هذه الشخصية التي يصنعها كما ولابد للكاتب أن يستوعب أبعاد الشخصية التي يريد عرضها وأن يكون قادراً على تصوير الأعمال التي يمكن أن تقوم بها في الظروف المختلفة فيترك الحرية الفنية للشخصية كي يتحرك بمنطق طبيعتها وظروفها وطبيعة العمل القصصي ، فإذا أثقل القاص أبطاله وشخصياته بآراء وأفكار غير ملائمة أصبح عمله ممجوجاً والقاص الناجح يعنى برسم شخصياته من خلال إضاءة عالمها الداخلي وتحليل تفاعلها مع الظروف وكشف الدوافع الاجتماعية والطبيعية المتحكمة بسلوك هذه الشخصيات وهناك طريقتان لرسم الشخصيات
1-الطريقة التحليلية : حيث يستخدم القاص وسائل مباشرة لإضاءة نفس البطل من خلال شرح ردود أفعاله النفسية وأفكاره وانفعالاته تجاه أحداث الحياة
2-لطريقة التمثيلية : حيث يستخدم القاص وسائل غير مباشرة إذ يكشف البطل حقيقته النفسية من خلال اعترافاته وتصرفاته وأحاديثه وقد تتحدث الشخصيات الأخرى في القصة عن شخصية البطل فيتعرف عليها القارئ وقد يستخدم الكاتب الطريقين في عرض تجربته القصصية كما في قصة (من أجل ولدي) لعبد الحليم عبدالله وشخصيات العمل القصصي منها البسيط المسطح الذي يمثل صفة واحدة أو لوناً واحداً أو عاطفة واحدة من أول القصة إلى نهايتها مثل شخصية السيد رضوان والشيخ درويش في رواية زقاق المدق ومنها المقعد النامي المتفاعل مع الأحداث التي تظهر أغلب جوانب طباعها مثل شخصية عباس الحلو في زقاق المدق وأحمد عاكف في خان الخليلي وعددهم يقل أو يكثر تبعًا لنوع القصة، فالقصة التاريخية أو الاجتماعية تكثر فيها الأشخاص. أما القصة التحليلية أو العلمية فيقل أشخاصها، وتقاس براعة الكاتب بمدى نجاحه في رسم كل شخصية، وتمييزها بسمات خاصة تجعلها حية كأنها ترى بالعين، ورسم الشخصية يقتضي من الكاتب الالتفات إلى ثلاثة أمور:
أ - التكوين الجسمي والملامح البارزة في الشخصية" وهذا هو البعد الظاهري".
ب - التكوين الاجتماعي، وهو ثقافتها، والبيئة التي تتحرك فيها.
جـ- التكوين النفسي والطابع المميز للشخصية "وهذا هو البعد الباطني".
وينقسم الشخوص من حيث التكوين النفسي إلى نوعين:
أ- نوع يسمى بالشخصية المسطحة:
وهي الشخصية الثابتة التي لها طابع واحد في سلوكها وفي انفعالها في جميع المواقف" ويعاب هذا النوع من الشخوص، ولا سيما حين يكون من الشخصيات الرئيسية في العمل القصصي".
ب- ونوع يسمى بالشخصية النامية أو المتطورة:
وهي التي تتكشف لنا جوانبها وأبعادها مع تطور القصة، فلا تكتمل لنا صورتها إلا بانتهاء القصة نفسها" وهذا هو النوع الأجود في الفن القصصي".
والشخوص في العمل القصصي من حيث دورها نوعان:
أ- شخوص أساسيون:
وهم الأبطال الذين تدور حولهم الأحداث أو معظمها، فليس المقصود بالبطولة في القصة شجاعة البطل، بل المقصود تعلق أحداث القصة وغايتها النهائية بشخصه، فبطل القصة هو الشخصية المحورية فيها.
ب- شخوص ثانويون:
وهم الذين يقومون بأدوار ثانوية لها أهميتها في إكمال الإطار القصصي
وتساعد في ربط الأحداث أو إلقاء مزيد من الضوء على ما يجري من أحداث، أو مساعدة البطل في المواقف المختلفة، ولذلك يظهرون ويختفون تبعًا للمواقف.
ج-البناء:
ويتضمن: (العقدة والحل)
- طرق بناء الحبكة
للحبكة طرق بناء متنوعة تختلف باختلاف أجزائها وهذه الطرق :
1-الطريقة التقليدية : حيث يسير بها العمل القصصي سببياً أو زمنياً من البداية إلى الوسط إلى النهاية يمثلها رواية توفيق الحكيم (عودة الروح)
2-الطريقة الحديثة : التي تنطلق من الوسط (أزمة تطبق على البطل وتمزق روحه فينفصل عن الواقع وينفجر لاوعيه بالتداعيات والذكريات والأحلام التي تأتي عبرها البداية فتفسر الأزمة وتدفعها إلى النهاية يمثلها أقصوصة (ثلج آخر الليل ) لزكريا تامر
3-طريقة الخطف خلفاُ : تنطلق من النهاية من موقف مثير إلى البداية تعرض الأحداث والظروف التي أدت إلى هذا الموقف وتمثلها رواية يوسف السباعي (نحن لا نزرع الشوك )
4-طريقة رواية الحدث من خلال مجموعة من الشخصيات : كما في رواية (ميرامار) لنجيب محفوظ،
- أشكال عرض الأحداث في الحبكة
ولعرض الأحداث في الحبكة أشكال
1-شكل السرد المباشر يرصد الكاتب سلوك أشخاصه ويتحدث عنهم بضمير الغائب كما يصنع المؤرخ يمثلها رواية (زينب) لمحمد حسين هيكل
2-شكل الترجمة الذاتية حيث يتقمص الكاتب شخصية البطل ويتكلم بلسانه (ضمير المتكلم ) ويمثلها رواية (من أجل ولدي) لعبد الحليم عبد الله
3-شكل الرسائل والمذكرات : حيث يعرض الكاتب الأحداث عبر الرسائل و المذكرات التي يكتبها البطل ويؤلف مجموعها جملة العمل القصصي يمثلها رواية (يوميات نائب في الأرياف ) لتوفيق الحكيم شكل تصوير البطل من داخله ومن خلال تصوراته وأحلامه وذكرياته حيث يغوص الكاتب في وجدان البطل ويرصد ما اختزن فيه من أحداث نفسية ثم يفتح القاص نافذة فنية في لاوعي البطل يجري منها تياراً من التداعيات عبر الأحلام والحوار الداخلي وفي هذا النوع يتلاشى الزمان وتغيب ملامح المكان ويجري العمل القصصي بلا منطق عقلي حيث يحكم الأحداث منطق اللاشعور الذي يعقد هذه الأحداث فتغرق في الذاتية والغموض ويمثلها رواية(ثرثرة فوق النيل) لنجيب محفوظ
- و للحبكة نوعان :
1-حبكة محكمة :
تقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تسير على خط واحد متدرج متشابكة شيئاً فشيئاً حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر إلى الحل وقد تتغير الخيوط مع تعدد الشخصيات ولكنها تعود لتلتقي في نقطة واحدة كما في رواية (السراب) لنجيب محفوظ
2 -وحبكة مفككة : يورد القاص من خلالها أحداثاً متعددة غير مترابطة برابط السببية ، فهي حوادث ومواقف وشخصيات متفرقة لاتجمع بينها إلا أنها تجري في مكان واحد أو زمان واحد كرواية( زقاق المدق) لنجيب محفوظ
يتكون إطار العمل القصصي من مجموع الأحداث والوقائع التي يؤلف بينها الكاتب علي نحو بعينه، فالأحداث والوقائع إذن هي المادة التي يبني منها الكاتب عمله القصصي، وتختلف طريق بناء العمل القصصي باختلاف نوع القصة طولًا وقصرًا، كما تختلف وفقًا لتصور الكاتب لإطار عمله ومادته وطريقة كتابتها من حيث عدد الفصول، والبدء والختام، والمهم هو ترابط الأحداث بحيث يؤدي بعضها إلي بعض، وتتجه شيئًا فشيئًا إلى تكوين العقدة، وتنتهي بحلها. ويقاس نجاح كاتب القصة بمدى تشويقه للقارئ حتى يستمر في متابعة أحداثها إلى النهاية، والرأي الغالب عند النقاد أن كل عقدة في القصة لها حل، ويرى بعضهم ترك الحل لذكاء القارئ، وقد تكون نهاية المشكلة بداية مشكلة أخرى، فلا مبرر لوضع نهاية للقصة.
د- الزمان والمكان:( البيئة) : وهي الوسط الاجتماعي أو الطبيعي الذي يعيش فيه أشخاص القصة تتجاذبهم أحداث الحياة وتضطرب بهم بحيث يقومون بأعمال تتأثر بظروف هذا الوسط وهذه البيئة نوعان
الأول : طبيعي وجغرافي وما فيه من مؤثرات تكيف حياة الإنسان وطبعه وتحدد سبل معاشه وترسم خطوط شخصياته ، فللبيئة البحرية مؤثراتها الخاصة في مصير الأشخاص المتعلقة حياتهم بالبحر كما في رواية (الشراع والعاصفة) لحياة المدينة وللبيئة البدوية تأثيرها في الشخصيات كما في شخصيات قصص عبد السلام العجيلي
والنوع الثاني : اجتماعي يتناول المسكن والأسرة والحرفة والطبقة الاجتماعية والتربية التي تتلقاها الشخصيات والعلاقات الإنسانية مع الآخرين بحيث يمكن الاستدلال على الشخصية من المسكن ويمثل ذلك رواية (بين القصرين) لنجيب محفوظ ومن هنا على القاص معرفة بيئة عمله القصصي حتى يحسن تصويرها وتحريك أبطاله في محيطها معرفة البيئة الزمانية والمكانية ضرورية لفهم الواقع والأحداث وسلوك الأشخاص، وتقدير القيم التي يمثلونها؛ فالعصر الجاهلي في مبادئه غير العصور الإسلامية في قيمها الروحية ونظمها السياسية والاجتماعية، كما أن بيئة الريف غير بيئة المدينة، والحياة في الشرق غيرها في الغرب. والكاتب الناجح هو الذي يلتزم في عرض الأشخاص والأحداث بالمقومات العامة للبيئة الزمانية والمكانية، فلا يخرج عنها، ولا يقحم فيها ما لا يوافقها.
ه- السرد والحوار والوصف:
-السرد: هو نقل الأحداث والمواقف من صورتها الواقعية إلى صورة لغوية تجعل القارئ يتخيلها وكأنه يراها بالعين، وهناك ثلاثة طرق لسرد أحداث القصة وهي:
أ- الطريقة المباشرة:
وهي أكثر الطرق شيوعًا، وفيها يروي المؤلف ما يحدث للآخرين فيقول مثلًا: "هجم عنترة على المقاتلين من فرسان طيئ.." إلخ.
ب- طريق السرد الذاتي:
وفيها تروى الأحداث على لسان المتكلم، وهو غالبًا بطل القصة، ويبدو المؤلف كأنه هو البطل مثل: "إني أقف حائرًا في مفترق الطرق بين عقلي وعاطفتي ... إلخ".
جـ- طريقة الوثائق:
وفيها يعتمد المؤلف على الخطابات والمذكرات واليوميات، ويتخذ منها أدوت لبناء قصة مترابطة الأجزاء مثلما فعل محمد جبريل في رواية "من أوراق أبي الطيب المتنبي".
-والحوار: هو حديث بين الأشخاص، وفائدته جعل القارئ أكثر قربًا من المواقف، وبعث الحيوية في المشهد، والاعتماد يكون أساسًا على السرد، أما الحوار فتكملة، ويشترط ألا يزيد عن ثلث القصة حتى لا تتحول إلى مسرحية..
-أما الوصف : فأسلوب يتخلل العمل القصصي كله، ويمهد له الكاتب
بعبارات المتحاورين مثل: "وكان عنترة يمتطي جواده فنزل عنه وهو يقول: سمعًا وطاعة يا سيدي"، وقد يستخدم الوصف غير مرتبط بالحوار مثل: كان الربيع يغطي جوانب الوادي بكساء من الحشائش الخضراء، والأزهار الناضرة". وفائدة الوصف نقل الجو الذي تجري فيه الأحداث، وتهيئة نفس القارئ لها. ومقياس نجاحه قوة التأثير في نفس القارئ بما يلائم الموقف.
ويرى بعض الواقعيين في القصة أن تكتب القصة أو ما فيها من حوار باللغة العامية لأن ذلك يحقق الواقعية، وهذا غير مقبول؛ لأن الواقعية تأتي من الأحداث لا من اللغة، كما أن تطبيق واقعية اللغة غير ممكن إذا تعددت الجنسيات في القصة، وفضلًا عن ذلك إن فن القصة اختيار، وليس نقلا للواقع.
و- الفكرة:
أ- الفكرة (الموضوع) وتمثل معنى التجربة الإنسانية التي يعيشها الكاتب أو أحد شخصياته من خلال رؤية خاصة وتنشأ الفكرة لدى القاص بومضة من موقف أو حدث إنساني هام من وجهة نظر القاص يختزنه في لا وعيه ثم يعود إلى اجتراره من جديد ليتحول في معمله الداخلي إلى كلمات ينزلها على الورق مجسدة في أشخاص وأحداث ومواقف على شكل عمل فني ، فالفكرة القصصية تصير في القصة حياة محسوسة ومعاشة يؤدي الكاتب معناها بسلوك الأشخاص ومواقفهم ومجرى الأحداث دون تقرير ومباشرة وهي المغزى الذي يرمي إليه الكاتب من تأليف القصة، والهدف الذي يهدف إلى تقريره، وهي غالبًا الكشف عن حقيقة من حقائق الحياة، أو السلوك الإنساني، وذلك يثير إعجابنا بالقصة. وليست الفكرة وحدها مصدر إعجابنا في العمل القصصي، وإنما يلعب الشكل الفني دوره أيضًا، فقد تكون القصة ناجحة من حيث الإطار الفني، ولكنها تنطوي على فكرة لا تعجبنا . ومن هنا لا بد من الملائمة بين الفكرة والإطار الفني الذي تخرج لنا فيه.
ب-مصدر موضوع القصة :
-أشخاص يواجهون مشكلات من واقع التجربة ويقومون بأحداث تجري على منطق الحياة
-أماكن يعيش الناس فيها
-الخيال الذي يبدع أحوالاً على شاكلة ما في الحياة.
-وتتوجه الحبكة التي تمثل ما يقوم به الكاتب من اختيار للأحداث وتنسيقها ووضعها في نسيج فني يهيء مقدمة تبتدئ منها القصة ومن ثم تتحرك الأحداث وتتطور وتشتبك ، وتتأزم ثم تقود للانفراج والحل وتتألف كل حبكة من (بداية - وسط - نهاية ) (مقدمة ـ عقدة - حل )
ز - التعبير الفني :( طرق4 التعبير الفني )
لكل قصة طريقة تعبيرية تؤدى من خلالها وأهم هذه الطرق
-طريقة السرد :
وهي طريقة يعتمدها الكاتب في إجراء الأحداث التي تقوم بها الشخصيات بلغة سهلة خفيفة واضحة ملائمة للمعاني وتلاوينها ، فإذا ماحمل القاص شخصياته لغة غير لغة القصة كلغة المقالة الأدبية فشلت قصصهم كما حدث عند طه حسين ومحمود تيمور أما توفيق الحكيم ويوسف إدريس فقد كانت لغتهم سهلة وفي السرد طريقتان طريقة مباشرة تسرد الحوادث من الخارج بضمير الغائب وطريقة السرد الذاتي بضمير المتكلم
-طريقة الوصف:
وهي طريقة تعتمد على رسم مشاهد للمواقف وجوانب البيئة التي تجري فيها ووصف الحالات النفسية التي تعتري الشخصيات وتصوير هيآتهم وهم يعملون ويصطرعون ويجب أن يأتي الوصف في قصد وفي مجاله المناسب ويفترض فيه أن يكون مركزاً معبراً يهيء لجو لحركة الأحداث ويوضح أبعادها النفسية ويجب أن يكون الوصف من خلال حواس الشخصيات حيث يرى الكاتب الأشياء بأعين شخصياته ويسمع الأصوات بآذانهم ويلمسها بأيديهم فيمتزج الوصف بالعمل القصصي ويصبح عنصراً محركاً للأحداث
ج- طريقة الحوار:
وهي طريقة تعتمد على ما يدور من كلام على ألسنة الشخصيات فيما تفرضه المواقف والأحداث وذلك لإضاءة جوانب من سير الأحداث وتوضيح الدوافع لها أو ردود الأفعال الناجمة عنها ويفترض في الحوار أن يرتبط بالشخصيات ارتباطاً عفوياً دون أن يفرض عليها فرضاً فيفصل القاص بين لغته ولغة أبطاله ولا يدخل بينهما كما ويجب ألا يجعل الكتاب أبطالهم ينطقون كلاماً أكبر من عقولهم أو لغة عامية لا تفهم إلا في البيئة المحلية
9-الاتجاهات العامة للقصة ( أنواعها من حيث البعد ):
-تعرف القصة باتجاهات عامة منها:
أ- القصة الرومانسية : وتعتمد على الخيال الحزين، والحوار الذاتي ورفض الواقع، والاتجاه إلى الطبيعة ومظاهر جمالها، ومن نماذجها: "إني راحلة" و"بين الأطلال" ليوسف السباعي، و"الجنة العذراء" لمحمد عبد الحليم عبد الله، و"الحب شيء آخر" لعنتر مخيمر.
ب- القصة الواقعية : وتنتزع أحداثها من الحياة العملية، ومن نماذجها: "الحرام" ليوسف إدريس، و" كل عام وأنتم بخير" لمحمود تيمور، و"عسل الشمس" لفؤاد قنديل، و"وجوه وأحلام" لأحمد زلط.
جـ- القصة التاريخية : وتستمد أحداثها من التاريخ، ومن نماذجها: "دماء" لفطير صهيون"، و"قاتل حمزة"، و"عمر يظهر في القدس" لنجيب الكيلاني، و"قلعة الجبل" لمحمد جبريل.
د- القصة الاجتماعية : وفيها تصوير ، أو نقد للعادات والبيئات، ومن نماذجها معظم قصص نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، ويوسف جوهر، وإبراهيم الورداني، ونجيب الكيلاني، وعنتر مخيمر، وعلوي طه الصافي، وعبد العزيز البشري.
هـ- القصة التحليلية النفسية : وفيها تركيز على شخصية خصبة ، أو نادرة بالتحليل والتفسير، ومن نماذجها: رواية "السراب" لنجيب محفوظ، ومعظم قصص إبراهيم المصري القصيرة.
و- القصة البوليسية : وتعتمد على الجرائم، ووسائل كشفها ومقاومتها، ويهتم فيها بتصوير المغامرات والمفاجآت، ومن نماذجها: "قاضي البهار ينزل البحر" لمحمد جبريل.
ز- القصة العلمية : وتدور حول الاكتشافات والمخترعات العلمية ، ومن نماذجها بعض روايات مصطفي محمود، ونهاد شريف.
ح-القصة ذات الاتجاهين : قد تحمل القصة وصفين معًا كأن تكون واقعية اجتماعية، أو تحليلية علمية، وتخضع هذه التسمية لطبيعة الموضوع وطريقة الكاتب.
10-أنواع القصة : ( من حيث الهدف )
أ- القصة المثل : وهو قصة صغيرة مختلفة تروى على لسان الحيوان ، أو الجماد وترمى إلى هدف خلقي من مثل: ما روى ابن المقفع في كليلة، ودمنة ؛ أو ابن الهاربة في الصادح ،و الباغم ؛ أو ابن عرب شاه (901)هجري في كتابه (فاكهة الخلفاء) ، وقد يجيء المثل نثراً ، أو شعراً ، وقد نظم الشاعر شوقي بعض هذا الأمثال للتعليم.
ب- قصة الخرافة : وتختلف عن المثل في أنها تحكي عن مخلوقات صغيرة لطيفة تساعد الناس الطيبين ، أو الأولاد المساكين؛ وقد تروي أعمال الجن ،والسحرة ؛ ولكنها تختص بالأعمال الجميلة التي تسدى لبنى الإنسان من هذا القوى الخارقة مثل : حكاية (ساندريلا) ، و(عقلة الصباغ) ؛ وكثير من القصص الموجودة في ألف ليلة وليلة ؛ وليس الغرض من هذه الخرافات الموعظة ، ولكن مداعبة الخيال، والتسلية ، وهي محببة للأطفال.
ج- الحكاية : وهي حادثة ، أو حوادث حقيقية ، أو متخيلة لا تلتزم فيها القواعد الفنية للقصة ، بل يقصها الإنسان كما يخطر له ؛ وهذا النوع كثير الانتشار يتداوله الناس في حياتهم المعتادة ، فيروون حكايات كثيرة عما رأَوا ، وما سمعوا ؛ وقد يتخيل بعضهم الحكاية أو يختلقها لغرض يريده ، وتعتبر الحكاية العمود الفقري لكل قصة فنية ، أو رواية .
د-الأقصوصة أو القصة القصيرة: هي قصة قصيرة تصور حادثة خاصة ، أو موقفاً معيناً ، أو حالة شعورية ، وهي نوعان:
1-أقصوصة حدث : تحمل معنى إنسانيا ، أو فعلا غريباً ، يصدر عن أحد الأشخاص ، يعرضه الكاتب ،ويكشف فيه مفارقات طبائع الإنسان ، وتناقضات الحياة والمجتمع .
2-أقصوصة صور: حيث يقل شأن الحدث ، وحركته فيها ؛ حيث يركز الكاتب على التصوير القصصي الذي يكشف جو البيئة ، أو الحياة ، وما يثير في روح البطل من مشاعر ؛ وهي قصة تصور جانباً من الحياة يركز فيها الكاتب فكرة ، فلا يستطرد ، ولا يزيد عن المقصود ؛ ويشمل موضوعها كل نواحي الحياة الإنسانية.
-اختلاف القصة عن الروابة :
تختلف القصة عن الرواية في هيكلها العام ، وأوجه الاختلاف بينهما هي :
1 -لا توجد في القصة شخصيات لا تقتضيها الضرورة الملحة .
2- العمل في القصة القصيرة يتم في أقصر وقت ممكن ، دون أن يضحي بالتأثير العالي للقصة
3-هناك فكرة واحدة أو عاطفة واحدة تقدمها القصة القصيرة وتضغط عليها وتسلط كل أشعتها نحوها .
4 -لا توجد كلمة غير ضرورية في القصة بحيث إذا حذفت منها كلمة اختل المعنى.
5-هنالك تجربة واحدة اختيرت للمعالجة في القصة ، بدلا من التجارب الكثيرة التي تمر على المرء في الحياة
6- ليس هيكل القصة معقداً ، ولا العقدة متداخلة في عقد غيرها.
7 -تقرأ القصة عادة في زمن وجيز حتى يحصل التأثير المطلوب.
8 - تنتهي القصة حينما تنتهي الغاية منها.
9- نهاية القصة منسجمة مع أولها لا تبسط أو تنشر في الابتداء
10- تتبع القصة القصيرة عادة الوحدات الضرورية في المأساة الكلاسيكية الوقت ، والمكان، والعمل ؛ وعلى هذا فالضغط شديد في وقت واحد ومكان واحد وعمل واحد.
9 -لا يمكن الإضافة للقصة القصيرة المتقنة من غير إخلال بها ، ولا يمكن حذف أي جزء منها .
10- تقص القصة بسرعة دون أن نضحي بالاهتمام ، والغاية في سبيل الإيجاز.
11- القصة القصيرة تشترط ثلاثة عناصر : (البيئة والعمل والأشخاص

المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)