المسرحية
أولا- تعريف المسرحية:
نص أدبي يصب في حوار ويقسم على مشاهد يحكي به الكاتب قصة جادة أو هازلة يلقيه الممثلون على جمهور من الناس في زمن معلوم في ضوء أو حركة وأنغام مجالها العمق الإنساني متجنبة الخوارق ، والعمل المسرحي يجري على خشبة المسرح من قيام وقعود وحركة وسكون وكلام وصمت من خلال العراك الناشب بين الوسائل والحوائل التي تتنازع حادثا من الحوادث فالوسائل تعمل لوقوع العمل والحوائل تعمل لمنعه
ثانيا - صفات العمل المسرحي :
يتصف العمل المسرحي بالصفات التالية
1- أن يكون مربيا يحول ذهن المشاهد من ضد إلى ضد تبعا لتصرف الأفراد وتقلب الظروف وتفقد المسرحية جاذبيتها إذا أوحى العمل المسرحي بحل وحيد يدل عليه المنطق ويتنبأ به المشاهد
2- الوحدة في الأجزاء التي يتركب منها العمل الروائي بحادث واحد يوجده بطل العمل أو يمنعه حيث يجعل بطل العمل في خطر واحد لا يختلف من البداية إلى النهاية وقد أضاف بعضهم لوحدة العمل وحدة الزمان والمكان إذ تعني وحدة المكان وقوع العمل في مكان واحد لا يتعداه ( مدينة – غرفة ) وتعني وحدة الزمان عدم استغراق العمل المسرحي أكثر من أربع وعشرين ساعة أو ست وثلاثين ساعة والكتاب المحدثون قد تركوا وحدة الزمان والمكان
3- السرعة : إذ لا تتحمل المسرحية التطويل والتفصيل والاستطراد
4- التوجه بالعمل إلى الذهن لا إلى الحواس حتى لا تتحول المسرحية إلى حركات جسدية
ثالثا - أجزاء العمل المسرحي:
1- العرض : وهي فكرة عامة عن العمل المسرحي يقدمها الكاتب لتهيئة الأذهان إلى الحدث وتشويق النفوس إلى المتأخر وتعريف الظروف والأمكنة والأشخاص ويقدم ذلك الممثلون لمشاهد بشكل طبيعي بين الغموض والوضوح
2- التعقيد : حيث تتشابك فيه الظروف والوقائع والمنافع والمنازع و الأخلاق التي تعترض طريق البطل وينشأ عن اشتباكها الشك والتطلع و فروغ الصبر لتقوى جاذبيتها وهو جسم المسرحية وروح العمل لأنه صدى لأصوات الحياة
3- الحل : وهو نهاية المسرحية حيث تنحل العقدة بزوال الخطر أو تحقيق الهدف أو حلول مصيبة
4- الشخصية المسرحية : وهي مصدر كل شيء في المسرح وأخطر عناصرها وتحمل ثلاثة مقومات
أ - المقوم الجسدي القائم على الجنس الذي تنتسب إليه الشخصية والسن والطول والوزن ولون الشعر والعينين والكيان والبشرة والمظهر والصحة والمرض ...
ب - المقوم الاجتماعي ويعني الطبقة الاجتماعية التي تنتسب إليها الشخصية ونوع عملها وتعليمها وحياتها ونشاطها و هوايتها وعاداتها
ج - المقوم النفسي وهو ثمرة الكيان الجسدي والاجتماعي بحيث يكون مزاج الشخصية المسرحية ، وهذه الشخصية نوعان :
1- أساسية : تلتقي عندها خيوط العمل المسرحي ( البطل ) يجب أن تكون شخصية لا تعرف المساومة أو أنصاف الحلول
2- ثانوية : أو معارضة تكبح جماح الشخصية المحورية وتكون ندا لها رابعا: الصراع المسرحي :
وهو مصدر الجاذبية والتشويق في المسرحية ويكون بين البطل وقرينه أو بين البطل ونفسه
وأصنافه:
1-الصراع الساكن
2-الواثب
3-الصاعد المتدرج في بطء
4-المرهق الدال على ما ينتظر حدوثه
والصراع الناجح ما كان مزيجا بين (الصاعد و المرهق) ، والحوار المسرحي أداة المسرح التي تبرهن على الفكرة الأساسية وتكشف عن الشخصية ويمضي بها الصراع ولكي يكون الحوار ناجحا لابد أن يكون الكاتب مطلعا على شخوصه اطلاعا عميقاً وعلى الكاتب أن يلتزم حدود شخوصه المرسومة فلا يجعلها تتكلم بما لا يتلاءم معها إضافة إلى أنه يجب أن يكون مركزا موجزا مطابقا الشخصية سهل الفهم حيادي يرتفع عن مستوى الأحداث العادية
خامسا- أنواع المسرحية :
1 - المأساة : تمثيل أمر جلل جدي يبعث في النفس الرعب والإعجاب والرحمة بشخصيات نبيلة وهوى رفيع وينتهي بالفاجعة غرضه إصلاح النفوس وإثارة الرهبة والإعجاب بالصنيع الجميل
2- الملهاة : تمثيل حادث من الحياة العامة يثير الضحك واللهو موضوعه الجهة الوضيعة من حياة الناس وعاداتهم ووقائعهم من خلال خطأ حقيقي أو دعائي لا ضرر منه ومنذ القديم انقسم المسرح إلى جاد وهازل، وفي المذهب الاتباعي ملهاة وفي المذهب الإبداعي ملهاة وقد سمح الاتِباعيون بأن يكون أبطال الملهاة ناسا من العامة، ولكنهم أصروا على أن يكون الحوار شعراً ، وتحرك الإبداعيون كعاداتهم تحركاً أكثر، و جاؤوا بما سموه (الكوميديا الدامعة ) وهي مسرحية فيها الضحك والبكاء معاً
3 - المسرحية الواقعية : انتهت أمور المسرحية الإبداعية في القرن التاسع عشر إلى المسرحية الواقعية. وهي مسرحية تعرض قصةً من الحياة والمجتمع تجري حقاً وصدقا في الحياة والمجتمع، من غير خيال ٍ واسع، وعواطف سارحة، وألفاظٍ مزدانة، وجمل مرتلة، ومواقف مثالية رائعة
4 - المسرحية الرمزية:
نشأ المذهب الرمزي في الشعر ثم انتقل إلى المسرح والمسرحية الرمزية ثائرة على كل نظام سابق ،ومن ميزاتها :
أ-الغموض : فالرمزيون مولعون بالضباب، والإلهام، و لظلال .
ب-الحوار: فيها أجل من القصة وهي هنا تقترب من جو المأساة اليونانية .
ج-لا مكان ولا زمان واضحين في المسرحية الرمزية.
5- مسرحية اللا معقول أو مسرحية العبث : هي مسرحية نشأت مع نشوء مذهب (اللامعقول ) في الأدب بعد الحرب العالمية الثانية، وهي لا فصول لها ولا زمان ولا مكان، وشخوصها يتكلمون عن أشياء قد يحققها المشاهدون وقد لا يحققونها، والرمز البعيد فيها ملموس ويراد به التعبير عن (لا معقولية ) العصر بأدب لامعقول أيضاً. ومن أشهر مسرحيات هذا النوع مسرحية ( الكراسي ) ليونسكو ، ومسرحية (في انتظار غودو) لبيكيت.
6 - المسرحية الواقعية الجديدة : مع انتشار المذهب الاشتراكي وبروز معطياته في الفكر والنضال ضد المستغلين نشأ المذهب الأخير في الأدب، مذهب الواقعية الجديدة، ومس المسرح منه ، ونجم مسرحيون صبوا كل ما يحسون ويعتقدون في قوالب هذا المذهب الذي تمرد على القوالب كلها، واتخذ من العلم أن الإنسان قادر على تغيير ظروف سبيله إلى الصواب. من أساطين المسرحيين على هذا المذهب الشاعر الألماني المعروف (برتولد بريخت )
7- الدراما : هي مسرحية تخلط بين المأساة والملهاة وتظهر الموضوع الجدي في معرض الفكاهة ويساوي بين الملوك والسوقة وتمتزج فيه البسمات بالعبرات
8 - المسرحية الغنائية : مسرحية شعرية تؤدى عن طريق الغناء والإنشاد وتأتي بالحوار الكلامي وتقبل الخوارق والأشباح توقع على أنغام الموسيقى وتعنى بالزينة قوامها الموسيقى والغناء والمناظر
9- المأساة اليونانية ومن صفاتها :
أ- وحدة الموضوع
ب- وحدة الزمان والمكان
ح- فصل الأنواع
وأما وحدة الموضوع فالمقصود بها أن تجري المسرحية على فكرة واحدة كيلا تتشتت وتتمزق، وأن يمضي كل الوقت المخصص للمسرحية في إظهار تلك الفكرة ومعالجتها ودرسها حتى تتوضح وتنضج في أذهان المشاهدين ؛ وأما وحدة الزمان والمكان فالمقصود بهما أن تجري أحداث المسرحية في زمن غير متطاول لا يتجاوز أربعا وعشرين ساعة، ومكان واحد لا يتعدد ؛ وأما فصل الأنواع فيقصد به ألا يتخلل المأساة شيء من الملهاة، كما لا يتخلل الملهاة شيء من المأساة، فتكون المسرحية مأساة كلها، أو ملهاة كلها
10-المأساة الرومانية : وبعد اكتمال المأساة اليونانية وظهور الرومان نشأت المسرحية الرومانية، وهي دون المأساة اليونانية في الروعة والجمال والإتقان امتلأت بالمناظر الوحشية والفظائع
11- المسرحية الاتباعية الفرنسية : توقفت المسرحية وجمدت قليلا بعد ولادتها، ومرت أعصر قبل أن تعود إلى الحياة وذلك حين هيأ الفرنسيون أنفسهم للتلمذة على الرومان ثم اليونان ونهض الناقد الفرنسي (بوالو) يؤلف كتاب ( فن الشعر ) على غرار كتاب (فن الشعر ) لأرسطو، وبذلك تأسس المذهب الاتباعي (الكلاسيكي ) ومن يومئذ والمسرح الفرنسي منتعش منتشر ويمتاز المسرح الاتباعي الفرنسي بهذه الخصائص :
أ-العناية باللغة والتعبير الأدبي عناية بالغة
ب- الاقتصار على الشعر وحده في كتابة المسرحيات
ج - المحافظة الصارمة على قانون الوحدات الثلاث : الموضوع والزمان و المكان
د -قلة عدد شخوص المسرحية
هـ - قلة العناية باللباس والمناظر و الموسيقى
12- المسرحية الإبداعية : قامت المسرحية الإبداعية بعد الإتباعية وبعد أن اجتاح المذهب الإبداعي في الأدب والفن سلفه الاتباعي اجتياحا عنيفا .
الفروق بين المسرحيتين الاتباعية والإبداعية
أ - المسرحية الاتباعية مستمدة – إلا ما ندرـ من تاريخ الإغريق ،واللاتين ، و المسرحية الإبداعية تستمد من التاريخ المعاصر بلا حرج
ب - لا تخلط المسرحية الاتباعية بين الجد والهزل، والمسرحية الإبداعية سمحت بذلك
ج - حافظت المسرحية الاتباعية على وحدتي الزمان والمكان ولم تفعل ذلك المسرحية الإبداعية
د- طابع المسرحية الاتباعية إنساني عام وطابع المسرحية الإبداعية قومي محلي .
هـ - أبطال المسرحية الاتباعية ملوك وأمراء وقادة عظام ، وأبطال المسرحية الإبداعية شخوص من الناس كافة .
و- حوار المسرحية الاتباعية منظوم شعراً وهو في الإبداعية شعر أو نثر .
سادسا : مصادر المادة المسرحية
استقى كتاب المسرح مضامين مسرحياتهم من مصادر متنوعة هي :
1-الحياة المعاصرة للكتاب والزاخرة بالكثير من القصص ذات الطابع المأساوي أو الملهاة
2-القصص الشعبي وخاصة (ألف ليلة وليلة )
3-التاريخ العام الجاهلي أو الإسلامي أو الإنساني
4-الأساطير الشعبية المفعمة بالخيارات والغرابة
5-الترجمات العربية للكثير من القصص في الحضارات الأخرى
سابعا- لغة المسرح :
اختلف الكتاب والنقاد والجمهور حول اللغة التي يجب أن تكتب فيها المسرحية بين العربية الفصحى والعامية المحلية واللغة الثالثة الوسط بين الفصحى والعامية وقد جنح بعض الكتاب إلى ضرورة ترك الكاتب يكتب مسرحيته باللغة التي يراها مناسبة لنصه .
ثامنأً- دور المسرحية، كجنس أدبي
تلعب المسرحية دوراً كبيراً في حالة الصراع بين شخص وآخر، أو بين دولة وأخرى، وقد يكون داخليًّا، وهو ما يحدث عندما يكون الصراع في داخل الشخص نفسه بين عقله وعاطفته مثلًا.
كذلك يمكن النظر إلى الصراع من زاوية أخرى؛ فثم صراع اجتماعي، وصراع سياسي، وصراع ديني، وصراع عسكري، وصراع نفسي، وصراع فكري, ومن ناحية رابعة قد يكون هذا الصراع مستمدًّا من التاريخ، وقد يكون مستمدًّا من الأساطير، وقد يكون مستمدًّا من واقع العصر الذي كتبت فيه المسرحية وهكذا. وهذا الصِّراع يتم دائمًا من خلال الحوار، إذ المسرحية هي الفن الوحيد الذي يكتب كله حوارًا؛ فلا سرد ولا وصف، ولا تحليل، بل حوار وحوار فقط، مع بعض التعليمات التي يُسَجّلها المؤلف في أول بعض المشاهد، كي يراعي المخرج عند تحويل المسرحية من كتاب يقرأ إلى تمثيل يشاهد. ولا يُمكن حصر الغاية من التأليف المسرحي في شيء واحد، بل هنالك أهداف متعددة منها: التسلية والمتعة، ومنها الإثارة وإبعاد الملل، ومنها تمجيد بعض القيم الوطنية أو الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو الأخلاقية , ومنها كذلك إفشاء المعرفة. فكاتب المسرحية أراد أم لم يرد يطلع قراءه ومشاهديه على تجارب مطالعات وأفكار وتحليلات، كثيرًا ما لا يدرون عنها شيئًا أو لا يدرون عنها شيئًا ذا بال، أو يدرون لكنه يعرضه عليهم من زاوية جديدة لا عهد لهم بها، أو على نحو أعمق، أو بطريقة أبهر أو أكثر تأثيرًا، وهذا كله علاوة على ترقية الذوق الأدبي والفني بطبيعة الحال. وفي المسرحية شخصيات، وثم مواصفات ينبغي أن تحقق في رسم هذه الشخصيات المسرحية، إذ لا بد من أن تكون كل شخصية من التمايز بحيث تبقى في الذهن بعد انتهاء القارئ أو المشاهد من المسرحية، وهو ما يتحقق برسم معالمها الخارجية من ملامح وملابس، وطريقة مشي ونطق, وكذلك عناصرها الداخلية من تفكير ومشاعر وانفعالات وأخلاق، وخلفيتها الاجتماعية، مثل كونها أبًا أو أمًّا أو ابنًا أو بنتًا أو عاملًا أو مديرًا أو مدرسًا أو شحاذًا ... إلخ. ولا بد في كل ذلك من الإقناع أي: أن تسير الشخصية طبيعية لا تصنع في رسمها، ولا إكراه لها على التصرف بطريقة لا تتسق معها، وأن تكون حية متطورة لا ساكنة جامدة، لا يعتريها التغير مهما مر عليها من أحداث، واشتبكت فيه من صراعات. ثم عِندنا الحوار، وما أدراك ما الحوار في المسرحية؛ فهو كما وضحنا كل شيء تقريبًا في فن المسرح، فعن طريقه نلم بكل ما يريد المؤلف تعريفنا به، إذ نحن لا نعرف أي شيء عن أي شخص، أو عن أي أمر إلا من خلال الحوار, أي: أن الحوار المسرحي يقوم بوظيفة السرد والوصف والحوار في القصة، فإذا أراد المؤلف أن يتحدث عن شخص ما فليس أمامه إلا أن يسوق لنا ما ينبغي لنا أن نعرفه عنه، على ألسنة المتحاورين. وفي الشيء نفسه إذا كان هناك حادث وقع وأراد أن يُطلعنا عليه إذ لا سبيل له إلا أن يُنطق بالحديث عنه إحدى الشخصيات، على أن يتم الأمر بتلقائية، أي: بطريقة تستلزمها الأحداث والصراعات التي في المسرحية لا أن يؤتى به مجتلبًا دون أن يكون هناك ما يدعو إليه. ومن خلال الحوار تتضح شخصية المتكلم أول ما تتضح, كذلك ينبغي أن يكون الحوار محكمًا لا ثرثرة فيه، بل ينبغي أن يكون لكل كلمة وكل جملة دور في دفع حركة المسرحية إلى الأمام؛ حتى تبلغ تمامها، أما الفضول فلا مكان له هنا. وعلاوة على هذا لا بد من إتاحة فرصة عادلة لكل الشخصيات للحوار، وإلا أصيب الحوار بالترهل أو الشلل. وهنا نصل للهجة الحوار في المسرح؛ فهل يا تُرى يَنبغي أن يتحدث المحاورون في المسرحية بالفصحى أو العامية؟ فأمّا المسرحيات التاريخية والفكرية المترجمة والمنظومة شعرًا؛ فهي عادة ما تكون فصحية الحِوار, لكن المشكلة والخلاف في المسرحيات العصرية، ففريق يجري في حواره على الأسلوب الفصيح كمسرحية أحمد شوقي "الست هدى" ومسرحيات "باكثير" ومسرحيات "ونوس" ومعظم مسرحيات الحكيم. وكانت المسرحيات في بُداءة أمرها تنظم شعرًا، ثم تحولت مع مرور الزمن فصارت تكتب نثرًا في العصور الحديثة، إلى جانب كتابتها شعرًا، وإن كان الغالب عليها الآن النثر لا الشعر. وتتكون المسرحية من فصول ومشاهد، وكانت قديمًا تشتمل على خمسة فصول لا تزيد ولا تنقص، كما كانت تلتزم بما يسمى بالوحدات الثلاث, أي: أن يكون لها موضوع واحد، وأن تقع في يوم وليلة لا تزيد عليهما، وأن تدور أحداثها كذلك في مكان واحد؛ فلا تزيد دائرة المكان الذي تجري فيه الوقائع، عن المساحة التي يمكن أن يتحرك فيها الشخص خلال يوم كامل. إلا أن ذلك كله قد تغير مع القرون، فلم يعد هناك حد أعلى لشيء من هذا، على ما هو معروف في المسرحيات الحديثة؛ إذ لم يعد هناك داع للاستمساك بها، بعد أن تطورت وسائل المواصلات، بحيثُ يستطيع الإنسان أن يتنقل خلال الأربع والعشرين ساعة في مساحة من الأرض، لم تكن تخطر على بال الأقدمين الذين وضعوا هذا القيد على المؤلفين المسرحيين. ولا بد كذلك أن يكون للمسرحية نهاية؛ فلا تبتر بترًا، بل ينبغي أن يشعر القارئ والمشاهد أن الأمور قد وصلت إلى نهايتها الطبيعية، بغض النظر عن أن تكون تلك النهاية مريحة أو مزعجة, سعيدة أو شقية, تتفق مع ما يريده المستقبل للعمل أو لا، وإلا أحس أنه أخذ على غرة، وبقي فضوله قلقًا ومقلقًا له، وهذا أمر جد مزعج. إن المسرحية تقوم على عنصر التشويق، وهو العنصر الذي يدفع مستقبل العمل إلى متابعته، بغية الوصول إلى نهاية شافية مريحة؛ فإذا بتر المؤلف المسرحية بترًا كان هذا بمثابة حرمان الظامئ من كوب الماء الذي أعطيته إياه ليشرب، ثم لم تتركه يطفئ غوار عطشه، بل انتزعته منه قبل أن يفعل. وفي القرن الثالث الهجري أيام "المعتضد بالله العباسي" كان هناك شخص اسمه "المغازلي" يستطيع تقليد الشخصيات المختلفة "كالإعرابي" و"الزنجي" مع تقديم بعض المشاهد الصادقة من حياتهم وتصرفاتهم, ولدينا أيضًا "خيال ظل" الذي برع فيه "ابن دانيال" في القرن السابع الهجري، وهو لون من الفن التمثيلي، وإن لم يكن الممثلون بشرًا بل أشكال على هيئة الرجال والنساء، مصنوعة من الجلد أو من الورق المقوى، ووراءها نورٌ يُظهر ظِلالها على ستارة تنصب بينها وبين المشاهدين، في الوقت الذي يُحرك تلك العرائس الورقية أو الجلدية رجل ماهر على النحو الذي يتطلبه الدور. وكان هُناك في مصر قبل ابتلائها بالحملة الفرنسية ممثلون مسرحيون فكاهيون، هم الحكاواتيون يؤدون أدوارهم في الأماكن العامة، أو في بيوت الكبراء, والصراع متنوع لا تنتهي, فهناك صراع بين الزوج والزوجة، وصراع بين الحماة وكنتها، وصراع بين الطلبة وأستاذهم، وصراع بين حزب سياسي وآخر، وصراع بين دولتين وصراع بين طبقتين، وصراع بين طائفتين، وصراع بين حاكم وشعب، وصراع بين اثنين من مهنة واحدة، وصراع بين الجيران، وصراع بين مذهبين أو فكرتين أو ذوقين ... إلى آخره. بل يمكن أن تقوم مسرحية من دون صراع, فقد يؤلف أحدهما مسرحية تدور على التوتر الذي يصطلي ناره شخص ما في موقف من المواقف.





المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)