فن المناظرة
يقول ابن خلدون: وأما الجدل -وهو معرفة آداب المناظرة التي تجري بين أهل المذاهب الفقهية وغيرهم- فإنه لما كان باب المناظرة في الرد والقبول متسعًا وَكَلَ واحدًا من المتناظرين في الاستدلال والجواب يرسل عنانه في الاحتجاج، ومنه ما يكون صوابا ومنه ما يكون خطأ فاحتاج الأئمة إلى أن يضعوا آدابًا وأحكاما يقف المتناظران عند حدودها في الرد والقبول1 وسميت هذه الآداب فيما بعد "أدب البحث والمناظرة"، والخلاف والجدل في عرف العلماء الآن يخالفان البحث والمناظرة من حيث إن الغرض منها الإلزام، والغرض من المناظرة إظهار الصواب2 فهي تعنى بخدمة الحقيقة والصواب؛ لا يعنيها الناس كما يعنيها إثبات الحق وبيان وجه الصواب، وعلى أية حال فنحن هنا أمام ضرب من الكلام يشترك فيه اثنان على الأقل يحاول كل منهما إثبات رأيه وإبطال رأي خصمه بالحجة والبرهان ويتناول المسائل العلمية والسياسية والاجتماعية والفلسفية وغيرها. وقد كان فيما مضى وسيلة الفرق الإسلامية، وأصحاب المقالات الفلسفية والأدبية في الحوار وتقرير الآراء، بدأ شفويًّا كالحديث والخطابة، ثم صار كتابيًّا يسجل في كتب ورسائل حتى الآن. وقد زادته المطبعة انتشارًا وقوة حتى ملأ الصحف والمجلات، والكتب العلمية والأدبية، وهو فن نافع في كشف الحق وإزهاق الباطل بالحجة الصحيحة، والمنطق والصواب. والنوع الأدبي منه الحقيقي كهذه المناظرة التي حدثت في نيسابور بين الهمذاني والخوارزمي1، ومنه الخيالي الذي يكتبه الأديب لبيان رأيين مختلفين في مسألة بهذا الأسلوب الجدلي كمناظرة صاحب الديك وصاحب الكلب التي كتبها الجاحظ في الحيوان، والمناظرة التي كتبها الآمدي في الموازنة بين أبي تمام والبحتري والمناظرة بين السيف والقلم لابن الوردي وغيرها كثير.
والناظر في هذا الفن يجد له أصولًا خاصة به دونها العلماء تتناول المتن والسند والمقدمة والدليل والتقسيم وغيرها من مسائله الموضوعية والمعنوية2، والذي يعنينا هنا العبارة أو الأسلوب اللفظي الذي يؤدي هذه المعاني وهو لا يمتاز في الواقع بشيء جديد غير ما نجده في المقالة والخطابة إذا كانت كلها فنونا إقناعية، ولكنه مع ذلك ذو مظاهر ثانوية أشد اتصالا به.
1- منها أن المناظر مرتبط بخصمه، مقيد بأفكاره إلى حد ما، فهو يستمع إليها، أو يقرؤها ثم يناقشها، ولذلك يردد في عبارته كثيرًا من ألفاظ نظيره وعباراته إذا كانت موضوع الحوار.
2- ومنها أن موضوع المناظرة والجدل يكون مقسما إلى فصول ونقط يدور عليها الحوار واحدًا بعد الآخر، حتى يستحيل الأسلوب الشفوي أحيانًا إلى سؤال فجواب، وإذا عرضت نقط الجدل كلها أولًا، أعيدت ثانيًا لتأييدها أو رفضها، فالترديد واستعمال الأقيسة المنطقية من عناصر المناظرة.
3- ولا بد من الحرص على الألفاظ الاصطلاحية الخاصة بموضوع المناظرة تسهيلا للتفاهم، وتحديدًا للأفكار. كذلك يجب أن تكون العبارة دقيقة واحدة ليس فيها إسهاب مخل ولا تكرار غير مفيد.
4- إذا اضطر المتناظر إلى استخدام الأسلوب الخطابي للتأثير فليحذر الغلو فيه أو الصنعة؛ لأن المناظرة موضوع عقلي إقناعي قبل كل شيء. وكل من الغلو والصنعة داعية إلى السخرية والسقوط.
5- وأما القوة والجمال الأسلوبي فسيأتي القول فيهما.

أ - تعريف المناظرة :
المناظرة : حوار ومحاججة بين شخصين خصمين بشيئين متباينين في صفاتهما ، بحيث تظهر خواص كل شخص ، أو شيء على حدة من خلال نصرته لنفسه وتفنيد مزاعم نفيره بأدلة من شأنها أن ترفع من قدره، وتحط من مكانة ومقام خصمه بحيث يميل السامع عنه إليه مصوغة ضمن معاني ومراجعات ترتب على سياق محكم ليزيد ذلك بنشاط السامع وتنمي فيه الرغبة في حل المشكل
ب -شروط المناظرة :
للمناظرة شروط متعددة منها .
1- أن تكون بين خصمين متضادين ومتباينين في الصفة
2- إظهار خواص كل خصم
3- استخدام الحجج والبراهيين من قبل كل خصم
4- رفع قدر كل خصم أمام مناظره
5- محاولة جذب ميل السامع للمناظرة
6- صياغة المناظرة بمعاني حسنة
7- حل المشكلة التي دفع التدافع والتناظر عليها .
والمناظرات في الأدب العربي منذ ما قبل الإسلام إلى اليوم كثرة ، ومتنوعة
ج-أنواع المناظرات : للمناظرات أنواع عدَّة منها :
1-المناظرات الأدبية
2- المناظرات الدينية
3-المناظرات الفكرية
4- المناظرات المذهبية


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)