ج-الشعر الموشح أو التوشيح :
أصل هذه اللفظة أنها منقولة عن قولهم: ثوب موشح، وذلك لوشي يكون فيه، فكأن هذه الأسماط والأغصان التي يزينونه بها هي من الكلام في سبيل الوشي من الثوب، ثم صارت اللفظة بعد ذلك علماً، إلا أن يكون الأندلسيون قد أخذوا هذه التسمية عن المشارقة، فتكون منقولة عن (التوشيح ) الذي هو من أنواع ائتلاف القافية مع ما يدل عليه سائر البيت، وجرى عليه أهل البديع، فيكون اشتقاقها من معنى الوشاح كما نصوا عليه، لأنهم عرفوا هذا النوع بأن يكون معنى أول البيت دالاً على قافيته، فينزل فيه هذا المعنى منزلة الوشاح، وينزل أول الكلام وآخره منزلة محل الوشاح من العاتق والكشح اللذين يجول عليهما. وقد استحدث الأندلسيون هذا الفن ينظمونه أسماطاً وأغصاناً .. واستظرفه الناس جملة، الخاصة والكافة، لسهولة تناوله وقرب طريقه، وكان المخترع لها بجزيرة الأندلس مقدم ابن معافر القبري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني، وأخذ ذلك عنه أبو عبد الله أحمد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد، ولم يظهر لهما مع المتأخرين ذكر وكسدت موشحاتهما، فكان أول من برع في هذا الشأن عبادة القزاز شاعر المعتصم بن صمادح صاحب المرية. .وذكر ابن بسام، أنه نشأ بين مخترع الموشح وبين عبادة، يوسف بن هارون الرمادي، هو الشاعر الأندلسي في القرن الرابع (توفي سنة 403 ه) ، وقيل: أنّ ابن عبد ربه صاحب العقد أول من سبق إلى هذا النوع من الموشحات، ثم نشأ يوسف بن هارون الرمادي، ثم نشأ عبادة هذا فأحدث التصفير، وذلك أنه اعتمد على مواضع الوقف في المراكز (ص199:فوات الوفيات). سبب اختراعه الغناء لا غيره، وهم لا يختارون للغناء من الشعر إلا ما احتمل في حركاته حسن التجزئة وصحة التقسيم وإجادة المقاطع والمبادئ. والذي يدل على أن الغناء هو الأصل في التوشيح، أنّ الأندلس فُتِحت في أواخر القرن الأول، ولم يخترع التوشيح إلا في الربع الأخير من القرن الثالث، فكانت الفترة قريبة من مائتي سنة، والسبب الطبيعي في ذلك أن أمر الأندلس كان في مبدئه دينياً محضاً، كما ستراه في موضعه، وبقي الشعر عندهم متعلقاً بنوابغ مميزين بالضعف والقلة إلى زمن الأمير عبد الرحمن بن الحكم في أوائل القرن الثالث، حتى نبغ يحيى الغزال شاعر الأندلس وفيلسوفها، ثم قدم زرياف المغني من العراق على هذا الأمير سنة( 206ه)، وكان الأمير مفتوناً بالغناء، فلم يمض على ذلك زمن حتى شاع الغناء وانحرف إليه الأندلسيون، وكان ذلك أول تاريخه عندهم ، فلجؤوا إلى التفنن في تلك الأوزان، فاستقل بذلك عبادة الذي أومأنا إليه، وليس هذا فيه بعجيب إذا عرفت أن ابن الحداد وهو معاصر عبادة، وكلاهما من شعراء المعتصم بن صمادح، قد وضع كتاباً في العروض مزج فيه بين الموسيقى وبين آراء الخليل، وهذا هو السبب في اختلاف أوزانه وأوضاعه، لأن الغرض منه تطبيق ألفاظه على مؤلفات من الأصوات بمقتضى صناعة الموسيقى، ولأهل اليمن نظم يسمونه الموشح، غير موشح أهل المغرب، والفرق بينهما أن موشح أهل المغرب يراعى فيه الإعراب بخلاف موشح أهل اليمن فإنه لا يراعى فيه شيء من الإعراب، بل اللحن فيه أعذب، وحكمه في ذلك حكم الزجل .
ما لقلبي لم يزل عشقو فنونْ في هو حالُ التثني والمجون
زي الغصون قد فنى صبري وقل الاحتيال
قد قسم قلبي بأسيافِ الجفون وقسم لي الهوى تلك العيون
ريب المنون ما حياتي بعد ذا إلا محال
وإن شعراء اليمن هم فرسان هذا الميدان، وحاملو لواء هذا الشأن، وعلى هذه الطريقة نظم بعض علماء المتأخرين على نمط الشعر، هذه الصناعة (صناعة الموشح) لا ضابط لأوزانها إلا الألحان كما سلف، فهي موطأة للاختراع بمقدار ما تجرؤ عليه القرائح، ولذلك تعددت فيها الأوزان واختلفت طرق الصنعة، فلا سبيل إلى حصرها إلا بالتلقي واتصال السند عن أهلها، ولا ندري إن كانوا قد وضعوا لكل وزن اسماً يعرف به أم كان اسم التوشيح عاماً لجميعها فلا تخصص الوزان إلا بأسماء ألحانها فقط كما هو الشأن في أدوار الغناء، وكما خلطوا بين أوزان الشعر وبين أوزان التوشيح، خلطوا بين وزن الدوبيت والزجل وبينه، وكل ذلك لأن التوشيح لا ضابط لوزنه إلا المناسبة كيفما اتفقت. ومن نوابغ الوشاحين عبادة، وشاح المعتصم الذي أومأنا إليه من قبل، ثم جاء بعده ابن أرفع رأسه شاعر المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة، وبعدهما الحلبة التي كانت في دولة الملثمين إلى القرن السادس، وسابق فرسانها القطيلي الأعمى ثم يحي بن بقي، ومحمد بن أحمد النصاري المعروف بالأبيض، والحكيم أبو بكر بن باحة صاحب التلاحين المعروفة ، ثم اشتهر بعد هؤلاء في صدر دولة الموحدين محمد بن أبي الفضل بن شرف، وأبو إسحاق الرويني، ثم كان حسنة هذه المائة السادسة الفيلسوف أبا بكر بن زهر المتوفى سنة 595، والوشاحون عيال على إحسانه فيما اتفق له من بدائع الموشحات ، واشتهر بعده ابن حيون، والمهر بن الفرس، ثم نبغ ابن جرمون بمرسية، وأبو الحسن سهل بن مالك بغرناطة، وأبو بكر بن الصابوني، واشتهر بين أهل العدوة ابن خلف الجزائري، وابن البجائي، ولكن الذي انفرد بشهرة هذه المائة إبراهيم بن سهل الإسرائيلي وشاح إشبيلية وشاعرها، وقد طبعت له قطع صغيرة في مصر على أنها ديوانه، ولكن الذي يقول في نفح الطيب أن ديوانه كبير مشهور بالمغرب حاز به قصب السبق في النظم والتواشيح، ومات ابن سهل غريقاً سنة( 649ه)، وظهر بعده الشاعر أحمد المقريتي المعروف بالكساء، وهو شاعر وشاح زجال ، ثم كان نابغة المائة الثامنة في الأندلس لسان العربية ابن الخطيب، وله في التوشيح بدائع كثيرة، وكان من أبرع تلامذته في ذلك ابن زمرك وزير الغني بالله، ثم اشتهر بعده العربي العقيلي الوشاح، ثم ظهر في المائة التاسعة في النصف الأول أبو يحيى بن عاصم الذي يقول عنه الأندلسيون إنه ابن الخطيب الثاني، ثم استعجمت الأندلس وظهر في المغرب في أواخر القرن العاشر عبد العزيز بن محمد الفشتالي وزير أبي العباس أحمد الشريف الحسيني ، أما المشارقة فقد تكلفوا التوشيح وبقي للأندلسيين فضل الطبع لم ينازعهم فيه إلا ابن سناء الملك، المصري المتوفي سنة 608 فقد طارت موشحاته خصوصاً موشحته التي اشتهرت شرقاً وغرباً وأولها:
يا حبيبي ارفعْ حجابَ النورِ عنِ العذارِ
ننظرِ المسكَ على الكافورِ في جلّنارِ
كللي، يا سحب تيجان الربى،
بالحلي واجعلي، أسوارها منعطف الجدول )
والتأليف في كتب التوشيح واسع ، فقد وضع صفي الدين الحلي ديواناً سماه (العاطل الحالي والمرخص الغالي) (وذكر في كشف الظنون العاطل الحادي خطأ) وقد أوضح فيه قاعدة الفنون الشعرية جميعها، وهي الموشح، والدوبيت، والزجل، والمواليا، والكان وكان، والقوما، وأورد أمثلة ذلك من نظمه، وذكر ابن خلّكان في ترجمة ابن سناء الملك أنه جمع موشحاته التي نظمها في ديوان سماه (دار الطراز) وفي نفح الطيب أن لسان الدين ابن الخطيب ألف في هذا الفن كتابه المسمى بجيش التوشيح وأتى فيه بالغرائب، قال: وذيل عليه صاحبنا وزير القلم بالمغرب عبد العزيز بن محمد القشتالي بكتاب سماه: "مدد الجيش.."وأتى فيه بكثير من موشحات أهل عصرنا من المغاربة، وضمنه من كلام أمير المؤمنين المنصور أبي العباس أحمد الشريف الحسني ما زاده زيناً، وذكر فيه لأهل العصر في أمير المؤمنين المذكور أزيد من 300 موشح ، وقد طبع بعض الأدباء مجموعة صغيرة قال : إنه انتخبها من كتاب وجده في بعض مكاتب رومة اسمه "العذارى المائسات في الأزجال والموشحات" هذا غير ما تجده في كتاب نفح الطيب وسفينة الشهاب وبعض الدواوين.

د-شعرالدوبيت
وهذا الاسم من كلمتين، إحداهما فارسية وهي (دو) بمعنى اثنين، والأخرى (بيت) العربية، وسموه كذلك لأنه لا يكون أكثر من بيتين، وقد أخذه أدباء العرب عن الفرس، ويعرف عندهم بالرباعي، واختص بالإجادة فيه بعض شعرائهم، كعمر الخيام، ورباعياته مشهورة مترجمة إلى اللغات الأجنبية، وهي( 500 بيت) ، ولا نعرف أول من استعمل هذا النوع في العربية، ولكن نشأته كانت في بغداد، وهو كالموشح والشعر: لا تكون ثلاثتها إلا معربة، فإذا دخلها اللحن خرجت عن هذه الأسماء إلى أسماء أخرى، كالشعر( الحميني في الموشح ) عند أهل اليمن، (وعروض البلد) فيه نفسه عند أهل الأمصار بالمغرب. وأول من وضعه أبو سعيد بن الخير المتوفى سنة 465، وبعضهم يقول إنه كان موجوداً قبل ذلك ولا يرجح اختراعه إلى تاريخ معين، غير أن ممن عرفوا بنظمه أبا جعفر رودكي الشاعر المتوفى سنة (302 ه ) حتى افتن فيه الخيَّام وأجاده فاشتهر بما نظمه فيه شهرة بعيدة، لأنه ضمنه أفكاراً وانتقادات مرة، ثم أقبل الأدباء عليه من بعده، وقد عارضها في العربية سديد الدين الأنباري ولم يقع لنا شيء من رباعياته. وللدوبيت وزن واحد، وهو فعلن (بسكون العين) متفاعلن (وتارة يغير إلى مفاعيلن)، (فعولن ) (بتحريك العين وسكونها)، وأمثلته كثيرة، وقد يضمنونه أنواعاً من البديع، ومن أكثر الشعراء ولوعاً بذلك، الصفي الحلي ، وللدوبيت باعتبار القوافي أنواع:
1-الرباعي المعرج : ويشترط في قوافيه أن يكون بين الثلاثة منها أو أربعتها الجناس التام، كقول بعضهم:
يا منْ بسنانِ رمحهِ قد طعنا والصَّارمُ منْ لحظهِ قطعنا
أرحمْ دنفاً في سنّهِ قد طعنا في حبكَ لا يصيبهُ قطُّ عنا
2-الرباعي الخاص: ويشترط فيه أن تكون كل قافيتين متقابلتين بينهما جناس تام، و مثاله: أهوى رشاً بلحظهِ كلَّمنا رمزاً وبسيفِ لحظه كلَّمنا
لو كان من الغرامِ قد سلَّمنا ما كانَ لهُ بيدهِ سلَّمنا
3-الرباعي الممنطق ومثاله:
قد قدَّ لمهجتي غرامٌ ونشرْ والقلبُ ملكْ
من كانَ يراكَ قالَ ما أنتَ بشرْ بلْ أنتَ ملكْ
4-الرباعي المرفل كقوله:
بدرٌ إذا رأتهُ شمسُ الأفق كسفتْ ورقى في يوم أحدْ
عوذتُ جمالهُ بربٌ الفلقِ وبما خلقا من كلَّ أحدْ
وهذان النوعان لا يشترط في قوافيهما الجناس:
5-الرباعي المردوف: ويحسن فيه التزام الجناس، ومثاله:
يا مرسلاً للأنامِ جاهاً وحمى ها أنتَ لنا عزَّا وهدى
في أيّ مددْ
يا أفضلَ من مشى بأرض وسما يا شافعنا في الحشر غدا
غوثاً ومددْ
هـ-الشعر العامي :
كان ظهور هذا النوع في أواخر القرن الأول للهجرة، بعد ظهور الغناء وانتشاره، لأن طبقات كثيرة من العامة، ومن حكمهم ممن لا أدب لهم، لا يطربون للغناء في الشعر الفصيح، وخاصة عامة أهل الشام، ولعله أصل الشعر العامي في العربية لأن الفصيح استبحر في بلادهم، وهم مع ذلك أسقم الناس ألسنة، فكان لابد لعامتهم من هذا الشعر، وقد وقفنا على شيء من شعرهم الذي يطربون له،
و-شعر المواليا:
ظهر هذا النوع بعد أن أمر الرشيد بعد نكبة البرامكة أن لا يرثيهم أحد بشعر، وتنكر لمن يفعل ذلك، فرثت إحدى جواريهم جعفراً بهذا النوع الذي يدخله اللحن ولا يجري على أوزان الشعر، لتتقي بذلك نقمة الرشيد، وجعلت تقول بعد كل شطر: يا مواليا?! فعرف هذا النوع به وتناقله الناس، والذي قالته في ذلك هو:
يا دارُ، أين ملوك الأرض؟
أينَ الفرسُ أينَ الذينَ حموها بالقنا والتُّرس
قالتْ: نراهمْ رمم تحتَ الأراضي الدَّرسْ
سكوتَ بعدَ الفصاحةِ ألسنتهمْ خرسْ!
وتكون بعض ألفاظ البيت فيه معربة وبعضها ملحونة، وللمواليا وزن واحد وأربع قواف، منها واحدة اخترعها صفي الدين الحلي (المستطرف) وقد حمله المتأخرون محاسن البديع كما فعلوا بالدوبيت، وحرف المصريون هذه الكلمة بكلمة "موال" وأهل الصعيد منهم أشهر بهذه المواويل، ويقسمون الموال إلى نوعين:
1-أحمر: وهو الذي ينظم في الحماسة والحرب والحكمة،
2-أخضر : وهو ما دخل في الغزل والنسيب وما إليهما من الأنواع الرقيقة، وقد يجعلونه مخمساً ومسبعاً، ويسمى النعماني، وذلك كله مأثور بينهم مستفيض في مناقرتهم وقريب منه نوع آخر يسمونه "فن الواو" ووزنه كوزن بحر المجتث في الشعر: مستفعلن فاعلاتن، ويكون في أربع شطرات، كل شطرة تسمى في اصطلاحهم فردة، ومنه أحمر وأخضر كما مر في الموال، ولكنهم يسمون المحتوى منه على الجباسات مغلوقاً، والأمثلة في ذلك كله كثيرة ولها رسائل متداولة معروفة.
ز-شعر الزجل:
استحدث الشعراء فنا سموه بالزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم فجاؤوا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجبة، وأول من أبدع في هذه الطريقة الزجلية، أبو بكر بن قزمان، وهو إمام الزجّالين على الإطلاق ، وابن قزمان هذا أول من تكلم بالزجل، وكان وحده أدباً وظرفاً ولوذعية.. وكان أديباً بارعاً حلو الكلام مليح النثر مبرزاً في نظم الزجل، قال: وهذه الطريقة الزجلاية بديعة تتحكم فيها ألقاب البديع وتنفسح لكثير مما يضيق على الشاعر سلوكه، وبلغ فيها أبو بكر رحمه الله مبلغاً حجره الله عمن سواه، فهو آيتها المعجزة، وحجتها البالغة، وفارسها المعلم ، وقد شاعت أزجال ابن قزمان وأولع بها الناس واشتهر مع ابن قزمان من معاصريه بهذه الطريقة عيسى البليدي، وأبو عمرو بن الزاهر الأشبيلي، وأبو الحسن المقري [الداني] وأبو بكر بن [مدين]، وابن قزمان في الزجالين بمنزلة المتنبي في الشعراء، وللمصريين تاريخ في الزجل، لأن هذه الطريقة توافق في طباعهم من اللين ومشايعة الكلام بشيء من التهكم تبعث عله صفة [الفتور] الطبيعية فيهم، وهي التي يقال فيها إنها ذوق حلاوة النيل، وقد اخترع المصريون في الزجل نوعين سموهما (البليقة والقرقية)، وأشهر نوابغ المصريين في الأزجال من المتقديمن، الغباري الذي نبغ في عهد السلطان حسن، فغنّى له أزجالاً بعيدة الشهرة بما فيها من دقة الصنعة وإبداع المعاني وكثرة التفنن ، ولم يزل فن الزجل مشهوراً بمصر إلى عهدنا، ولأهله فيه إحسان كثير وهم يرتجلونه ، كذلك انتشر الزجل في سوريا ولبنان ؛ والزجل اليوم أحد أنواع الشعر العامي الباقية لعهدنا، وقد اختص به المصريون فيقال: الزجل المصري، كما يقال: المعنى السوري، والزهيري البغدادي.
ح-شعر عروض البلد:
وكان أول من استحدثه فيهم رجل من أهل الأندلس نزل بفاس يعرف بابن عمير، فنظم قطعة على طريقة الموشح ولم يخرج فيها عن مذاهب الإعراب، مطلعها:
أبكاني بشاطي النهر نوح الحمام
على الغصن في البستان قريب الصباح
فاستحسنه أهل فارس وأولعوا به ونظموا على طريقته وتركوا الإعراب الذي ليس من شأنهم وكثر سماعه بينهم واستفحل فيه كثير منهم وفرعوه أصنافاً إلى المزدوج والكاري والملعبة والعزل، واختلفت أسماؤها باختلاف ازدواجها وملاحظاتهم فيها.. ونقل قطعة كبيرة من هذه الملعبة تشبه الشعر التاريخي المعروف بالقصصي، حتى ذهب بعض المتأخرين إلى أن أمثال هذه الملاعب تعتبر نوعاً من الشعر القصصي وإن كانت عامية.
ط-شعر كان وكان :
وهما كما قال أصحاب الفنون فرعان من الزجل، وإنما أفردوهما نوعين لتغيرات فيها لا تكون في الزجل، أما الأول فلا نعرف من تاريخه شيئاً، وله وزن واحد وقافية واحدة، ويستعملون كثيراً في الوعظ ونحوه من المعاني التي تدخل فيها الحرفة والحدة ونحو ذلك، كقول بعضهم:
ما ذقت عمري جرعة أمر من طعم الهوى
الله يصبر قلبي على الذي يهواه
ي-شعر القوما: وهو فن من اختراع البغداديين، قيل كانوا ينشدونه عند السحور في رمضان كما يفعل المسحرون بالقصص والأدعية لعهدنا، وسمي بذلك من قول المغنيين (قوما نسحر قوما) وجعلوه على وزن هذه الكلمات الثلاث، ثم فرعوا فروعاً دعوها الزهري والخمري وغيرهما على حسب المعاني التي ينظمون فيها، ومن هذا النوع ما نظمه الصفي الحلي يسحر بعض الخلفاء:
لا زال سعدك جديد دائم وجدك سعيد
ك–شعرالحماق:
وهو نوع يدخلونه في الزجل، ولكن أكثرهم على أنه منفرد، وهم ينظمونه قطعاً، كل بيتين من القطعة في قافية

ل-العامي الغريب : وهو نوع من النظم اخترعه اللغويون من أدباء العامة يخترعون ألفاظاً غريبة لا تجري على وزن ولا تدخل في لغة، ثم ينظمونها معاياةً بها في الحفظ، أو إعراباً في التفكهة، أو مبالغة في التشدق والتقعير، كالقصيدة التي أوردها صاحب كتاب أعلام الناس ونسبها للأصعمي، وأول من ابتدأ هذه الطريقة من الفصحاء بشار بن برد كان يجيء بالكلمات اليسيرة التي لا حقيقة لها فيحشو بها شعره ليتنادر بذلك، ومنه ما حكاه قال: مات حماري فرأيته في النوم فقلت له: لم مت؟ ألم أكن أحسن إليك؟ فقال:
سيدي خذْ بي أتاناً عند باب الأصبهاني
تيمتني ببنان وبدلٍّ قد شجاني
ولها خدٌ أسيلٌ مثل خدِّ الشيفران
فقال له بعضهم: ما الشيفران؟ قال: ما يدريني؟ هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله ثم استطرف الناس منه ذلك فمروا فيه حتى بلغ مبلغه في المتأخرين .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)