-أنواع الشعر من حيث الغرض والفن :
يعد أبو تمام أول من رتب أبواب الشعر؛ في كتاب الحماسة في عشرة أبواب: هي الحماسة، والمراثي، والأدب، والتشبيب، والهجاء، والإضافات، والصفات، والسير، والملح، ومعرفة النساء، ثم جاء عبد العزيز بن أبي الأصبغ فجعلها بعد التتبع والاستقصاء ثمانية عشر: وهي الغزل، والوصف، والفخر، والمدح، والهجاء، والعتاب، والاعتذار، والأدب، والخمريات، والأهديات، والمراثي، والبشارة، والتهاني، والوعيد، والتحذير، والتحريض، والملح، وباب مفرد للسؤال والجواب. وقد ذكر الثعالبي في ترجمة ابن حجاج الشاعر الهذلي الكبير وكان في القرن الرابع، أن البديع الأسطرلابي رتب ديوانه على مائة وأربعين بابًا وواحد؛ ثم قفى كل باب وجعله في فن من فنون شعر الزجل، ولكن هذه الفنون غير متباينة في تنوعها، بل ربما كان منها مائة نوع من الهجاء والسباب وحده، والباقي في المديح وغيره. فأنت ترى أن تلك الفنون جميعها متداخل بعضها في بعض من حيث الوصف الشعري، وإنما هي أسماء نوعية تتباين مسمياتها بالحالة إلا بالذات، فإن الشعر في الأعم الأغلب واحد في جميع تلك المتناقضات والمتشابهات من حيث روحه وأسلوبه والمبدأ الذي يأخذ منه والغرض الذي ينتهي إليه، ولكن أحواله متعددة بحسب اختلاف تلك الأنواع، فإن حالة الرثاء وصفة الفجيعة مثلًا غير حالة الشعر في الطرب والانشراح. ولكن تنوع الشعر في الحقيقة إنما يكون ذاتيا، أي: في الروح والأسلوب والمبدأ والغرض، فروح الشعر هو نوع التأثير الذي يخلقه الشاعر فيه، والأسلوب هو الطريقة التي يخصص بها نوع هذا التأثير، والمبدأ هو المعنى النفسي الخاص الذي يكيف به الشعر المؤثر، والغرض هو المعنى العام النفسي الذي يقصده من التأثير
أ-الشعر الوصفي
الوصف أحد أغراض الشعر العربي منذ نشأته وحتى يومنا هذا ، فهو لب الإبداع الشعري ودليل الناقد في الحكم على الشاعر ، لأنه السائغ القادر على حمل أحاسشس الشاعر وانفعالاته تجاه الحياة والكون والطبيعة ؛ ولما كان الوصف الشعري هو أرقى ما يكون في اللغة ، كان لا يقع إلا على الأشياء المركبة من ضروب المعاني، وكان أجوده لذلك ما استجمع أكثر المعاني التي يتركب منها الشيء الموصوف وأظهرها فيه وأولاها بتمثيل حقيقته، وهي الطريقة التي اتبعها العرب في أوصافهم بدلالة الفطرة القوية والطبيعية الراقية، وقد كان هذا سبباً في تطبيقهم وصف الحيوان والنبات وغيرهما على علومهم ومعارفهم التي خلدوها بذلك في أشعارهم ؛ ولما كان الوصف عند العرب أشبه بالحقيقة العلمية ، كان الشاعر منهم لا يتعاطى إلا ما يحسن من ذلك ضرورة، وقد يشارك في أوصاف كثيرة ولكنه ينفرد بالشهرة في بعضها، وإن أحسن ما يكون الوصف الصادق إذا خرج عن علم، وصرفته روعة العجب، فإذا وصفوا حرباً جزؤوها أجزاء واعتبروها هيئة، فربما وصفوا منها الخيل وفرسانها وأدوات القتال وذكروا الصفة العامة للحرب، من النقع والدماء والطير التي تتبع القتلى ونحو ذلك مما ترد جملته إلى أجزاء مفردة بأعيانها، وقد ذكر الشعراء واقعة الفيل وسيل العرم وغيرهما ، أما مشاهير الوصافين في تاريخ الأدب جاهلية وإسلاماً فقد اشتهر من نعَّات الخيل امرؤ القيس وأبو دؤاد وطفيل الغنوي والنابغة الجعدي، ومن نُعّات الإبل طرفة وأوس بن حجر وكعب بن زهير والشماخ ؛ وكان عبيد بن حصين الراعي النميري أوصف الناس لها، ولذلك سمي راعياً؛ وأما الحمر الوحشية والقسي والنبل فأوصف الناس لها الشماخ، ولقد أنشد الوليد بن عبد الملك شيئاً من شعره في الحمر فقال: ما أوصفه لها? إني لأحسب أن أحد أبويه كان حماراً.. واشتهر أبو نواس وابن المعتز أيضاً بصفة الصيد والطرد، ولا يذكر مع امرئ القيس في منزلته من اخترع التشبيه إلا ابن المعتز، وكان ذو الرمة أوصف الناس لرمل وهاجرة وفلاة وماء وقراد وحية، وهو رئيس المشبهين الإسلاميين، وكان يقول: إذا قلت كأن.. ولم أجد مخلصاً منها فقطع الله لساني! وقد اشتهر بوصف الطبيعة الوحشية أيضاً عبيد بن أيوب العنبري، وكان نافراً من الإنس جوالاً في مجهول الأرض، فاستغرق ذلك شعره ، قال الجاحظ: قل معنى سمعناه في باب معرفة الحيوان من الفلاسفة وقرأناه في كتب الأطباء والمتكلمين إلا ونحن قد وجدنا قريبًا منه في أشعار العرب والأعراب ("ص83 ج3: الحيوان".) كالذي يذكرونه في وصف الناقة بأن هرا قد ثبت في دفها، كقول عنترة:
وكأنما ينأى بجانب دفها الـ ... ـوحشي من هزج العشي مؤوم
هر جنيب كلما عطفت له ... غضبى اتقاها باليدين وبالفم
وقول أوس بن حجر؛ وقد جاء بأكثر من ذلك، يريد أنها لا تستقر:
كأن هرا جنيبًا تحت غرضتها ... والتف ديك بحقويها وخنزير
وقول الشماخ:
كأن ابن آوى موثق تحت غرضها ... إذا هو لم يكلم بنابيه ظفرا
"("ص74 ج2: الكامل""). وهذه الأوصاف عامة في الشعر الجاهلي والطبقة التي تليهم من الإسلاميين، ومن أعجبها قول الراعي حين أراد أن يصف لون الذئب:
متوقع الأقران فيه شهبة ... هش اليدين تخاله مشكولا
كدخان مرتجل بأعلى تلعة ... غرثان ضرم عرفجا مبلولا
( "ص24 ج5: الحيوان"). ومن تفاوتهم في الأساليب قول الشماخ في صفة الحر:
كأن قتودي فوق جاب مطرد ... من الحقب لاحته الجداد الغوارز
"(الأبيات ... ص28 ج5: الحيوان") . قال الجاحظ: ولهذه الأبيات كان الحطيئة والفرزدق يقدمان الشماخ بغاية التقديم. وسجد الفرزدق مرة إذ سمع رجلًا ينشد بيتًا للبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زبر تجد متونها أقلامها
فقيل له: ما هذا؟ قال: موضع سجدة في الشعر أعرفه كما تعرفون مواضع السجود في القرآن! ("ص275: سرح العيون").والوصف عند الشعراء العرب يتناول كل أجزاء طبيعتهم، حتى الحشرات، وحتى ما لا يستحسن مثله عادة من الوصف، كما فعل مخارق بن شهاب المازني، وهو على سيادته وكرمه، وعلى أنه من رؤساء العرب، تراه يصف تيس غنمه، ولولا روعة العجب لترك ذلك لأخلاق الرعاة ومن في طبقتهم "( ص143 ج5: الحيوان"). وحسبك أن تقرأ قصيدة التغلبي في وصف القطاة، وقد رواها الجاحظ وقال: إنها أجود قصيدة قيلت في القطاة "(ص169 ج5: الحيوان" ) وإنما كانت كذلك لاستغراقها كل أجزاء الصفة بحيث تصورها تصويرًا حيا، وكقول الشماخ يصف أرضًا تسير النبالة فيها:
تقعقع في الآباط منها وفاضها ... خلت غير آثار الأراجيل ترتمي
قال قدامة: فقد أتى هذا البيت بذكر الرجالة وبين أفعالها بقوله: "ترتمي"، ومن الحال في مقدار سيرها بوصفه تقعقع الوفاض، إذ كان في ذلك دليل على الهرولة أو نحوها من ضروب السير، ودل أيضًا على الموضع الذي حملت فيه الرجالة الوفاض، وهي أوعية السهام، حيث قال "في الآباط" فاستوعب أكثر "هيئات" النبالة وأتى من صفاتها بأولادها وأظهرها عليها، وحكاها حتى كأن سامع قوله يراها ("ص41: نقد الشعر" ) ،
ب-شعر الحكمة :


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)