هـ -الثناء النبوي وشعر الملاحم:
إن من يقرأ المدائح النبوية يشعر بشيء من النّفس الملحمي فيها، وخاصة في القصائد الطويلة التي سردت سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكرت معجزاته، ووقفت عند كل صغيرة وكبيرة في حياته صلّى الله عليه وسلّم، وصورت جهاده وغزواته ومواقفه، فإننا نحس بشيء لم نألفه تمام الإلفة في الشعر العربي، لا هو مغاير تماما للشعر القديم، ولا هو متطابق معه، وربما كان تطويرا لما كان سابقا، فالشعر الذي يسرد أحداثا قصصية، يكاد يقترب بشيء من المعالجة والجمع والتوفيق، من الشكل الملحمي. وقد ألمح النقاد إلى وجود تشابه بين السير الشعبية الكبيرة التي عرفت في الأدب العربي، وبين الملاحم المعروفة في آداب الأمم الآخرى، إلا أن الملاحم نظمت شعرا، في حين أن السير الشعبية في الأدب العربي اختلط فيها الشعر والنثر، ولكننا لو جمعنا الشعر الذي ورد في السيرة الشعبية، وربطنا بعضه مع بعضه ربطا شعريا، وملأنا ثغراته، لأكمل عندنا ملحمة شعرية طويلة، تقترب كثيرا من الملاحم القديمة في الآداب الآخرى. والسير الشعبية في الأدب العربي لا يعرف لها مؤلف، أو هي من قبيل التأليف الجمعي، يزيدها الشعب كلّما امتد بها الزمن إلى أن استقرت على الشكل الذي نعرفها به اليوم، هذه السير تعبّر عن رغبة الإنسان العربي في تجسيد البطولة القومية المطلقة، لذا تلمّس أبطاله في أعماق التاريخ، وخلع عليهم من الأوصاف ما يرتاح إليه، وألبسهم من الفضائل ما يعتز به ويتطلع إليه، فكان عنترة بن شداد، وكان الزير سالم، وأبو زيد الهلالي، وغيرهم من أبطال العرب الأسطوريين. وقد تحققت في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم البطولة المطلقة والفضيلة الكاملة، ورغبة العرب في المجد والقوة، فهو مثلهم الأعلى في كل مناحي الحياة وقيمها، وهو الذي صنع لهم المجد والسؤدد والسيادة، فلماذا لم تحل شخصيته الفريدة محل الأبطال الأسطوريين في الأدب العربي، مثلما حلّت في نفوس العرب. لقد ارتاح دارسو الأدب العربي إلى الرأي القائل بخلوه من الملاحم، وأن العرب لم يعرفوا في تاريخهم الطويل بعض الفنون الشعرية التي عرفتها الأمم الآخرى، مثل الشعر الملحمي والشعر المسرحي، وأن شعرهم اقتصر على الشعر الوجداني أو الغنائي، أو الفردي في تسمية أخرى، وأن هذه الفنون لا تتلاءم مع عقلية العرب. ولكن ألم يظهر عند العرب ما يقرب من هذه الفنون الأدبية أو يشبهها؟ فالشعر الملحمي عند الأمم الآخرى، هو «شعر قصصي بطولي متشعّب، طويل السرد، فيه العظمة والخوارق والأهداف الكبيرة، والآمال الواسعة، والنزعة الإنسانية، والاتجاه القومي، والمجال الرحيب. وهو أقدم الفنون، هدفه الجماعات والأفراد، وتمجيد الأمة، لا نقد المجتمع» . و«البطل الملحمي هو المثل الأعلى المحتذى، والقائد إلى الظفر الذي تعقد عليه الآمال» . نلاحظ من التعاريف المختلفة لفن الشعر الملحمي أنه شعر، وأنه يروي حادثة أو مجموعة حوادث، وأنه يدور حول الحرب والبطولة وتشكّل الأمة، وصراعها مع غيرها، وإثبات وجودها، وأنه يجسد المثل الأعلى للأمة. ألا يوجد في شعرنا العربي ما يشابه ذلك. إن في شعر المدح النبوي عناصر كثيرة تلتقي مع عناصر الملحمة، وإن كان في الملحمة (يمتزج الواقع بالأسطورة، وتختلط الملائكة بالجن، والآلهة بالبشر، والعقائد بالخرافات، والواقع بالخوارق). وعند ما نظمت الشعوب الآخرى ملاحمها، لم تكن تفرق بين الجن والآلهة، ولم تكن تفصلهم عن البشر، ولم تكن تعتقد أن هذا واقع وهذا خارق للواقع، وأن هذه عقيدة صحيحة، وهذه خرافة، بل كل ما أتت به في الملاحم كانت تعتقد به اعتقادا جازما، ولذلك إذا انطلقنا من وجهة نظر الأمم حين نظمت ملاحمها، فإننا نلتقي معها- من حيث المبدأ- في بعض صور المدح النبوي. والمتمعن في شعر المدح النبوي يجد بعض شعرائه قد ذهبوا في حديثهم عن الغيبيات كل مذهب، حتى ليحار المسلم أمام ما يوردونه من روايات غيبية، ومن عقائد غريبة، استمدوها من الأديان الآخرى والفلسفات الأجنبية. وفي الملاحم المعروفة يكون «استخدام غير المعقول في الملحمة في الأحداث العرضية، أما الموضوع الأساسي، فلا يسمح فيه» وقيل عن الطور الذي تنشأ فيه الملاحم: «كثير من الأمم في هذا الطور كان يعتقد أن الملك يستمد سلطانه من الله، لا من الأمة.. ويصبح هذا الحاكم المتصل بالآلهة والأبطال الماضين رمزا تنسج حوله أقاصيص التقديس والتبجيل.. ومن هنا ينشأ شعر القصص أو شعر الملاحم» .يكاد الباحثون يجمعون على أن الأدب العربي خال من هذا الفن، فذهبوا إلى أن «ممّا يؤسف له أننا لا نستطيع هنا أن نتحدث عن الملحمة في الشعر العربي، لأن المحقق- حتى الآن- أن هذا النوع الأدبي لم يوجد، ولم توجد فكرته عند شاعر عربي معروف» . فهذا الرأي لا يقطع بخلو الأدب العربي من الملاحم فقط، بل ومن فكرته أيضا، في حين نجد باحثين آخرين يرون في الأدب العربي ما يشبه فن الملاحم، أو ما يعد بذرة له، فمنهم من يرى أن العرب «عرفوا الشعر الملحمي، ولكنهم لم يعرفوا الملحمة كبناء» .
أي أن في الشعر العربي ما يحمل مواصفات الشعر الملحمي، لكنه لم ينظم في ملحمة متكاملة كتلك التي توجد في الآداب الآخرى، لأنهم «اعتنقوا الوصف في هذا الشعر وأهملوا القصة- نواة الملحمة- فاثروا الإيجاز على الإطالة، واكتفوا بالجزئيات دون الماهيات» . غير أننا نجد في العصر المملوكي ذكرا للملحمة، فقد أحضر أحدهم بين يدي السلطان، «فأمر بقطع يده ولسانه، وسبب ذلك أنه كتب ملحمة، وعتّق ورقها، وأهداها إلى شيخ، وذكر فيها أنه سيلي السلطنة» «4» . فكأن الملحمة في مفهومهم هي تنبؤ بالمستقبل، ولا ندري من سياق الخبر فيما إذا كانت هذه الملحمة شعرا أو نثرا. وأشار بعض الباحثين إلى وجود تشابه بين قصائد ومنظومات في الشعر العربي وبين نوع من الملاحم في الآداب الآخرى، ورجّحوا وجود حس ملحمي في قصائد أخرى مثل قصة عاد الأوسط في إخبار عبيد بن شرية الجرهمي ، الذي أورد شعرا ليعرب وشعرا لعاد وشعرا لثمود وطسم، وهذه الأخبار تضم شعرا وقصصا في منتهى الغرابة، تتحدث عن العرب في الأزمان الغابرة. ومن أمثلة الشعر الذي تورده، شعر لواحد من عاد، يتحدث فيه عن قحط ألمّ بقومه، ويقول فيه:
ألا نزلت بنا حجج ثلاث ... على عاد فما تحتال عاد
فدمعهم يبلّ التّرب منها ... وما يدرون ما بهم يراد
وقد علمت بنو عاد بن عوص ... بأنّ مشورتي لهم رشاد
بأن يتخيّروا وفدا يسيروا ... إلى البيت العتيق لهم سداد
فيستسقوا المليك البرّ غيثا ... به تحيا البريّة والعباد
وأورد عبيد قصة عاد الأسطورية التي يتناوب في سردها النثر والشعر، وهذا الشعر يحاك على لسان أبطال الحوادث حينا، وعلى لسان الرواية حينا آخر، ولو جمع الشعر إلى بعضه بعضا، لأدّى نوعا من الملحمة.
وهذه الأخبار قريبة من السيرة الشعبية التي عرفت في أدبنا العربي، وخاصة سيرة سيف بن ذي يزن، إلّا أن شعرها فصيح، وروايتها فصيحة، فهي حديث عبيد لمعاوية.
ولكن لا يوجد في هذه الأشعار وهذه الروايات بطل واحد سوى راويها، ومن ذكرتهم من أبطالها كعاد وتبع ولقمان، يقتربون من أبطال الملاحم.
ومثل ذلك أرجوزة علي بن الجهم «1» (المحبرة) ، التي نظم فيها قصة خلق العالم وقصص الأنبياء، وسير الصحابة والخلفاء إلى عهده، بدأها بقوله:
الحمد لله المعيد المبدي ... حمدا كثيرا وهو أهل الحمد
ثمّ الصّلاة أولا وآخرا ... على النّبيّ باطنا وظاهرا
يا سائلي عن ابتداء الخلق ... مسألة القاصد قصد الحقّ
أخبرني قوم من الثّقات ... أولو علوم وأولو هيئات
أنّ الذي يفعل ما يشاء ... ومن له العزّة والبقاء
أنشأ خلق آدم إنشاء ... وقدّ منه زوجه حوّاء
وبعد أن نظم قصة خلق العالم وخلق آدم ونزوله من الجنة، وسرد قصص الأنبياء وصل إلى الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال:
ثمّ أزال الظّلمة الضّياء ... وعاودت جدّتّها الأشياء
ودانت الشّعوب والأحياء ... وجاء ما ليس به خفاء
أتاهم المنتجب الأوّاه ... محمّد صلّى عليه الله
أكرم خلق الله طرّا نفسا ... ومولدا ومحتدا وجنسا
أقام في مكّة سنينا ... حتّى إذا استكمل أربعينا
أرسله الله إلى العباد ... أشرف به من منذر وهاد
فهذه الأرجوزة وإن حوت بعض المقاطع القصصية، لا تعدو سردا للأخبار وتأريخا لحياة شخصيات، وجاءها الحس الملحمي من اختياره لهذه الشخصيات، وهي شخصيات الأنبياء، فظهر فيها شيء من مسألة الاتصال بين الأرض والسماء، والصراع بين الخير والشر. ومن ذلك قصيدة للسان الدين بن الخطيب، اسمها (رقم الحلل في نظم الدول) ، قال عنها: رجز «يشتمل على الدول الإسلامية كلها، من غير حشو ولا كلفة، إلى زماننا هذا، ورفعته إلى السلطان» فهي تأريخ للدول الإسلامية، ويظهر أنها على مثال أرجوزة علي بن الجهم. فالأدب العربي حوى قصائد طويلة تؤرخ للدولة العربية الإسلامية، أو تذكر أسماء الخلفاء، أو تتحدث عن دولة بعينها، وربما ابتدأ صاحبها منذ بداية الخلق كما فعل علي بن الجهم مجاراة لكثير من المؤرخين الذين حاولوا أن يشملوا في كتبهم الزمن الممتد منذ بداية الخليقة وحتى عصرهم. وهذه القصائد، وإن بدت فيها ملامح باهتة من الملاحم، إلا أنها ظلت أقرب إلى التأريخ، وإلى الشعر التعليمي. وحين لاحظ الباحثون وجود ما يشبه الملاحم في شعر المدح النبوي، اختلفوا حوله، فأقر قسم منهم بتشابه بعض قصائد المدح النبوي مع الملاحم على وجه من الوجوه، ونفى قسم منهم هذا التشابه، معتمدا على مضمون الملاحم التي تمتزج بالتهاويل والأساطير وذكر العبادات القديمة، ولا تلائم الفحوى الإسلامي، الذي شيدت عليه القصائد الكبيرة في المدح النبوي. وقد ذهب (عبد الله كنون) إلى أن قصائد المدح النبوي «أحق بأن تصنف في شعر الملاحم من المعلقات والقصص المذكورة، لأنها أطول نفسا، وأكثر حوادث، وأغنى بصور البطولة والكفاح من أجل إثبات الوجود العربي، وإعلان رسالة الإسلام المقدسة، التي أحلّت العرب محل الصدارة بين الأمم» . وضرب لذلك مثلا بردة البوصيري، فقال: «هل تقاس معلقة عمرو بن كلثوم مثلا بقصيدة البردة، وما اشتملت عليه من فنون القول، كالنسيب الذي يرقق الطباع، والحكمة المزكيّة للنفس، والإعلان عن مولد صاحب الدعوة الإسلامية، وما صاحبه من الآيات والعجائب، ما صح منها، وما يروى عن طريق الرؤى والتجليات، لأن المقام للخيال الشعري أكثر مما هو للتحقيق العلمي» . وإن كنّا نوافق الأستاذ كنون في جلّ ما تحدث به، إلا أننا لا نقره بأنه يمكن أن يكون الحديث عن المعجزات من باب الخيال الشعري أكثر مما هو للتحقيق العلمي، فهذا الأمر يصح في غير الدين، وإن كان شعراء المدح النبوي قد فعلوا ذلك، فهم الملومون، ولا يا بنى على تجاوزهم أية حقيقة أدبية. إن تحلي بعض قصائد المدح النبوي بعناصر الملحمة شيء موجود يحسه كل من يطالع هذه القصائد، ففيها يمتزج العالم الواقعي بالعالم الروحي، وفيها تصوير لمعارك وحروب بطولية خارقة، وفيها قيم إنسانية نبيلة، وفيها سرد لأحداث الدعوة الإسلامية ولحياة الرسول الكريم، وفي بعضها يمتد الصراع إلى الأمم الآخرى، وفيها تصوير لمراحل نشوء الأمة العربية الإسلامية وانتصارها على أعدائها، وإيضاح لرسالتها السامية الخالدة التي حملتها إلى البشرية، وفيها فوق هذا وذاك تجسيد للإنسان الكامل، رسول الله صلّى الله عليه وسلّم البطل الإنساني المطلق، والمثل الأعلى للإنسانية في جوانب حياتها كافة. وماذا يبقى لتصبح هذه القصائد ملاحم؟ الأسطورة؟. إن الأسطورة كانت عند أصحابها حقيقة، وليس لنا أن نقيس الأمور بمقاييس عصرنا، بل بمقاييس العصر الذي كتبت فيه الملاحم. فإن كانت قصائد المدح النبوي تخلو من أساطير الملاحم الآخرى، فالخيال الشعري في التعبير يعوّض ذلك، وليس المهم أن يحلّق الشاعر بخياله عن طريق الأسطورة، ولكن المهم أن يحلق بخياله بأية طريقة، ولا يوجد أفضل من أن تنطلق به المدائح النبوية إلى عالم الروح، عالم الغيب والشهادة، ليتصور ذلك العالم الحق الذي وصفه الدين الإسلامي، وغدا الإيمان به أحد أركانه التي لا يتم إيمان المسلم إلا به، فالحديث عن السموات في الإسراء والمعراج، والحديث عن اليوم الآخر، والحديث عن الملائكة، أحاديث شيّقة، تهفو إليها نفوس المؤمنين، وتحلّق إلى عوالمها أرواحهم. وليس مهما أن يكون لدينا ملاحم تتطابق مع فن الملاحم عند الأمم الآخرى، ولكن المهم أن العبقرية العربية لم تكن قاصرة عن إبداع مثل هذا الفن، وألا يعد غياب القصة والمسرحية والملحمة على شكلها المعروف عند الشعوب الآخرى، عن الأدب العربي تخلفا وقصورا في التفكير، وجفانا في القريحة، وضيقا في الأفق، فبذور هذه الفنون كانت موجودة في أدبنا العربي، ولو كانت الظروف ملائمة لتطورت وضارعت ما هو موجود في الآداب الآخرى، أو لو كانت الحاجة ماسة إلى التعبير عن طريق هذه الفنون لوجدناها سوية ناضجة في أدبنا. وهذا لا يعني أنه من الضروري أن يكون في أدبنا العربي ملاحم ومسرحيات، فلكل أدب خصائصه وميزاته، وهذا لا يعيبه، أو كما قال كنون: «لا أرى لازما أن يقلد الأدب العربي الأدب الأجنبي في كل خصائصه ومميزاته، وأسمائه واصطلاحاته، فأفضل أن نطلق على هذا اللون من الشعر اسم شعر السير، ونجعله في مقابل شعر الملاحم» ( كنون، عبد الله: أدب الفقهاء ص 208.) ، وقد قاربت بعض قصائد المدح النبوي نظم السيرة شعرا، إضافة إلى المنظومات التعليمية، التي حاول أصحابها أن يذكروا كل شيء من السيرة، وهم يريدون أن يسهّلوا حفظها على الناس، ومن ذلك نظم السيرة للعراقي، ومنها قوله:
وهو الذي آمن بعد ثانيا ... وكان برّا صادقا مواتيا
وقول أحدهم في الألفية، وهذا يعني أنها منظومة للسيرة في ألف بيت:
فالستّة الباقون فالبدريّة ... فأحد فالبيعة المرضيّة
إن قصائد المدح النبوي تعبّر عن روح التغيير في الشعر العربي، التي كانت موجودة عند الشعراء، لكن التعبير عن هذه الروح استسلم للحدود المرسومة للشعر العربي، وهي الشكل الخارجي للقصيدة العربية من الوزن والقافية، ومن هنا لم تكن ملامح الملحمة على وضوحها عند غير العرب. فإرادة التجديد في المضمون وطريقة الأداء لم تتجسد في شكل جديد، وإنما قسرت على التجسّد بالشكل التقليدي، ولو لم يلتفت شعراء المدح النبوي إلى الشكلية، والإغراق في فنونها، لكان لقصائدهم شأن آخر، ولو قيّد لهذا الفن بعد البوصيري والصرصري شعراء عظام، لكان لأثره في الأدب العربي موقع آخر. ولو أردنا إيراد شيء من أمثلة قصائد المدح النبوي الطويلة التي ضارعت الملاحم، لوجدنا قصائد كثيرة، تجاوزت في طولها مئات الأبيات، بعضها لم يخرج عن السرد والتعداد، وكان أقرب إلى المنظومات التعليمية وبعضها حمل الحس الملحمي، مثل قصائد البوصيري، البردة المشهورة، وإن لم تصل إلى طول غيرها، والهمزية التي تجاوزت الأربع مئة بيت، وهي أقرب قصائد المدح النبوي إلى فن الملاحم، فهو يستهلها بموازنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالأنبياء، ويفضله عليهم في خضم الجدل الديني الذي بدأه الغزاة الصليبيون حين فضلوا دينهم ونبيهم على الإسلام ونبيه، وانتقصوهما، فيقول:
كيف ترقى رقيّك الأنبياء ... يا سماء ما طاولتها سماء
لم يساووك في علاك وقد حا ... ل سنا منك دونهم وسناء
ويأخذ في مدحه صلّى الله عليه وسلّم بإثني عشر بيتا، إلى أن يبدأ عرض سيرته المباركة من ليلة المولد، فيقول:
ليلة المولد الذي كان للدّين ... سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد ... ولد المصطفى وحقّ الهناء
وبعد أن يذكر ما ظهر عند مولده من معجزات، ويتحدث عن أهميته في خمسة عشر بيتا، يقصّ علينا ما جرى في رضاعه ونشأته، فيقول:
وبدت في رضاعه معجزات ... ليس فيها عن العيون خفاء
إذ أبته ليتمه مرضعات ... قلن ما في اليتيم عنّا عناء
وينتخب البوصيري عدة حوادث معبرة من نشأة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما ظهرت له فيها من معجزات، مثل شق صدره الشريف، وحلول البركة على بيت حليمة السعدية، وغير ذلك من دلائل النبوة التي بدت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو فتى، لينتهي من ذلك كله إلى الحديث عن البعثة، فيقول:
بعث الله عند مبعثه الشّه ... ب حراسا وضاق عنها الفضاء
تطرد الجنّ عن مقاعد للسّم ... ع كما تطرد الذّئاب الرّعاء.
فيقص علينا خبر بعثته، وما جرى له في غار حراء، وزواجه من خديجة رضي الله عنها ليصل إلى عرضه لما حصل له عند ما بدأ بإعلان دعوته، فيقول:
ثم قام النّبيّ يدعو إلى الل ... له وفي الكفر نجدة وإباء
أمما أشربت قلوبهم الكف ... ر فداء الضّلال فيهم عياء
وعند ما ينهي حديثه عن الدعوة في مكة المكرمة، وما جرى لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مقاومة الكفار وأذاهم، وما ظهر أثناء ذلك من معجزات، يتحدث عن الهجرة، فيقول:
ونحا المصطفى المدينة واشتا ... قت إليه من مكّة الأنحاء
وتغنّت بمدحه الجنّ حتّى ... أطرب الإنس منه ذاك الغناء
واقتفى أثره سراقة فاسته ... وته في الأرض صافن جرداء
ولا يلبث البوصيري أن يتحدث عن معجزة الإسراء والمعراج، فيقول:
فطوى الأرض سائرا والسّموا ... ت العلا فوقها له إسراء
فصف الليلة التي كان للمخ ... تار فيها على البراق استواء
فإذا ما انتهى من حديث الإسراء والمعراج، أخذ يسرد ما جرى لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين باشر دعوته في المدينة، فقال:
ويدلّ الورى على الله بالتّو ... حيد وهو المحجّة البيضاء
واستجابت له بنصر وفتح ... بعد ذاك الخضراء والغبراء
وأطاعت لأمره العرب العر ... باء والجاهليّة الجّلاء
وتوالت للمصطفى الآية الكب ... رى عليهم والغارة الشّعواء
وأخذ البوصيري ينتخب الأحداث البارزة في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقارن بينها وبين حوادث جرت قبل الهجرة، يتخلل ذلك عرض لبعض المعجزات، وتعقيبات له عليها، ثم بدأ في الإشادة بصفات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وشمائله الكريمة، فقال:
فتنزّه في ذاته ومعاني ... هـ استماعا إن عزّ منها اجتلاء
واملأ السّمع من محاسن يملي ... ها عليك الإنشاد والإنشاء
كلّ وصف له ابتدأت به استو ... عب أخبار الفضل منه ابتداء
وخصص جزآ من قصيدته لذكر معجزات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإبراز عظمته وفضائله، قال فيه:
ورمى بالحصى فأقصد جيشا ... ما العصا عنده وما الإلقاء
ودعا للأنام إذ دهمتهم ... سنة من محولها شهباء
فاستهلّت بالغيث سبعة أيا ... م عليهم سحابة وطفاء
جعلت مسجدا له الأرض فاهتز ... ز به للصّلاة فيها حراء
وأطال الحديث عن معجزة القرآن، فقال:
أولم يكفهم من الله ذكر ... فيه للنّاس رحمة وشفاء
أعجز الإنس آية منه والجن ... ن، فهلا يأتي بها البلغاء
كلّ يوم تهدي إلى سامعيه ... معجزات من لفظه القرّاء
ولم ينس البوصيري أن يجادل أهل الكتاب في مذاهبهم، ويرد انتقاصهم للإسلام ونبيه، فقال:
لو جحدنا جحودكم لاستوينا ... أو للحق بالضّلال استواء
ما لكم إخوة الكتاب أناسا ... ليس يرعى للحقّ منكم إخاء
يحسد الأوّل الأخير وما زا ... ل كذا المحدثون والقدماء
وبعد أن يفرغ من مجادلة أهل الكتاب ينهاهم عن التعرض لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالسوء، ويذكّرهم بما حلّ بالمشركين الذين أساؤوا إلى النبي الكريم، فخذلهم الله تعالى ونصر رسوله عليهم، ويجعل من ذلك مناسبة لذكر بعض معارك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الظافرة مع المشركين، وما أبداه فيها من بطولة وشهامة ومروءة، لينتقل بعد هذا إلى إظهار رغبته في زيارة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيصف رحلته إلى الحجاز، ويذكر منازل الطريق إليه، ومشاعر الحجيج، فيقول:
وعدتني ازدياره العام وجنا ... ء ومنّت بوعدها الوجناء
أنكرت مصر فهي تنفر مالا ... ح بناء لعينها أو خلاء
فكأنّي بها أرحّل من مك ... كة شمسا سماؤها البيداء
حيث فرض الطّواف والسعي والحل ... ق ورمي الجمار والإهداء
فقضينا بها مناسك لا يح ... مد إلا في فعلهن القضاء
ورمينا بها الفجاج إلى طي ... بة والسّير بالمطايا رماء
وأطال في وصف الركب وشوقهم لزيارة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومدح النبي بفضائله وشمائله، حتى وصل إلى ذكر آل بيته وصحابته، فقال:
آل بيت النّبيّ طبتم فطاب ال ... مدح لي فيكم فإنّني الخنساء
سدتم النّاس بالتّقى وسواكم ... سوّدته البيضاء والصّفراء
وبأصحابك الذين هم بع ... دك فينا الهداة والأوصياء
أحسنوا بعدك الخلافة في الد ... دين وكلّ لما تولّى إزاء
ثم طلب شفاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائلا:
الأمان الأمان إنّ فوادي ... من ذنوب أتيتهنّ هواء
وأنهى قصيدته بالحديث عنها، وبالصلاة على النبي، فقال:
حاك من صنعة القريض برودا ... لك لم تحك وشيها صنعاء
فسلام عليك تترى من الل ... له وتبقى به لك الباواء
وصلاة كالمسك تحمله منّي ... شمال إليك أو نكباء «1»
فهذه القصيدة التي زادت على أربع مئة وخمسين بيتا، جمع فيها البوصيري بشاعرية فياضة بين سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعجزاته، وبين مجادلة أهل الكتاب وذكر مشاعر الحج وطريقه، وبين مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصف مشاعر المؤمنين الذي يسعون لزيارته، وبين مدح آل بيته وصحابته والوعظ والحكمة. يتحدث عن المعارك والبطولة، وعن الخوارق والمعجزات، ويذكر الناس والملائكة، وينتقل ما بين عالم المادة وعالم الروح في كلّ متكامل، وصراع حاسم بين الخير والشر. إنها ملحمة الهداية وملحمة الإنسانية، وملحمة صراع العرب مع أعدائهم، ومن أجل تشكّل أمتهم. فالحس الملحمي واضح فيها ظاهر، لأنها تؤرّخ للدعوة الإسلامية، وتؤرّخ لحياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتربط الماضي بالحاضر، وتجسّد البطولة المطلقة والمثل الأعلى، والقيم المثلى للأمة، فماذا يبقى من المميزات الأساسية للملحمة؟ وإلى جانب هذه القصيدة، يوجد في المدح النبوي قصائد كثيرة مشابهة، تحمل حسّا ملحميا، أو ملامح ملحمية، فإن لم تكن هذه القصائد ملاحم تشابه الملاحم الموجودة في آداب الأمم الآخرى، فلتكن ملاحم عربية، ولتكن الملاحم العربية تختلف عن غيرها، فليس من الضرورة أن تتطابق مع سواها، ولتكن لها شخصيتها المستقلة مثلما للأمة شخصيتها المستقلة، ولتكن هذه القصائد الفن الشعري الذي يقابل الملاحم عند الأمم الآخرى، ولتكن له أية تسمية أخرى، فإن التسمية لا تقرر ماهية هذا الفن، ولا تعطيه مشروعية الوجود، فالتسمية لاحقة وليست سابقة، إذ لا نستطيع أن نتجاهل مثل هذه القصائد التي قد تبلغ حجما لم يعهد من قبل، وقد تحمل من الخصائص ما لم يتوفر في قصائد سابقة، مثل قصيدة الصرصري التي بلغت ثماني مئة وخمسين بيتا، والتي قال في مقدمتها:
أصبحت أنظم مدح أكرم مرسل ... لهجا به في رائق الأوزان
حبّرت فيه قصيدة أودعتها ... من مسند الأخبار حسن معان
في وصفه من بدء تشريفاته ... حتّى الختام بحسن نظم معان
فهو يصرح في مقدمته أنه نظم هذه القصيدة في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنه أودعها الأخبار المسندة منذ بدء تشريفاته، أي منذ وجوده وحتى الختام أي حتى وفاته، ولذلك بدأ قصيدته، أو سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الشعرية بالحديث عن بداية الخلق، لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم موجود منذ بدء الخلق حسب نظرية الحقيقة المحمدية، فقال:
لما بنى الله السّماوات العلا ... سبعا تعالى الله أكرم باني
وأتمّ خلق العرش خلقا باهرا ... فغدا من الإجلال ذا رجفان
كتب الإله عليه اسم محمّد ... فوق القوائم منه والأركان
إن الصرصري لم يبدأ سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل غيره منذ الولادة أو إرهاصاتها، بل بدأ منذ بداية الخلق، فذهب بنا إلى العالم الغيبي، ليثبت قدم اتصال الأرض بالسماء، والذي تأكد في نزول الوحي، والإسراء والمعراج، هذا الاتصال الذي يعطي السيرة الحس الملحمي، وخاصة حين يظهر الشاعر المعجز في كل مراحل حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
ومضى الصرصري في سرد رواياته الغيبية، فأوضح كيف أن النور المحمد الذي بدئ به الخلق، ثم استمر بالانتقال من صلب طاهر إلى صلب طاهر، ومن رحم طاهرة إلى رحم طاهرة، وخاصة أصلاب الأنبياء، وكيف وردت البشارات به في الكتب السماوية، إلى أن وصل إلى الولادة، وما رافقها من معجزات، ثم عرض نشأته بطريقة السرد القصصي، فقال:
ولأربع من عمره لمّا غدا ... مع صبية أترابه الرّعيان
شرح الملائك صدره واستخرجوا ... من كلّ ما غلّ بشرح ثان
ومضت لستّ أمّه وتكفّل الجد ... د الشّفيق له بحسن حضان
وتكفّل العمّ الشفيق بأمره ... لمّا غدا متكمّلا لثمان
ومضى به نحو الشام مسافرا ... وهو ابن عشر بعدها ثنتان
وأعدّ في خمس وعشرين السّرى ... نحو الشّام بمتجر لرزان
وكذا خديجة أبصرت فتزوّجت ... رغبا به عن خبرة وعيان
وبعد أن ذكر بعض الحوادث التي جرت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تحدث عن البعثة وإرهاصاتها، فقال:
وهو ابن خمس مع ثلاثين احتوى ... حزم الكهول وفورة الشّبّان
كان التّعبّد دأبه لله من ... قبل النّبوّة وليس عنه بوان
وأتت عليه أربعون فأشرقت ... شمس النّبوّة منه في رمضان
ثم سرد مراحل الدعوة، وما تحمّله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سبيلها، إلى أن أذن له بالهجرة إلى المدينة المنورة، وأثناء ذلك كان الإسراء والمعراج، فقال:
أسرى من البيت الحرام به إلى ... أقصى المساجد ليس بالوسنان
فعلا البراق وكان أشرف مركب ... يطوي القفار بسرعة الطّيران
حتى أتى البيت المقدّس وارتقى ... نحو السّماء فجاز كلّ عنان
ما من سماء جاءها مستفتحا ... إلّا لقوه بتحفة وتهان
وما أن أنهى حديثه عن الهجرة وغزوات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى مضى يصف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصفا خارجيا، فقال:
متبلّج بادي الوضاءة باهر ... في الحسن دان لنوره القمران
في عينه دعج وفي أهدابه ... وطف يليق بنرجس الأجفان
أقنى يلوح النّور من عرنينه ... حلو المباسم أشنب الأسنان
بل وصف ملابسه بتفصيل شديد، وبعد أن أنهى وصفه المطول لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحدث عن شجاعته في الحرب فقال:
كانوا إذا حمي الوطيس وأشرعت ... نحو الصّدور عوامل المرّان
لجؤوا إليه واتّقوا بصياله ... فحمى وذبّ بمرهف وسنان
يغشى عجاجة كلّ حرب بسلة ... حمراء كاشرة النّيوب عوان
فيكفّ شرّتها ويجلو نقعها ... بمهنّد ماضي الغرار يمان
وحين استنفذ الصرصري مالديه عن سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من كل صغيرة وكبيرة يعرفها، صوّر وفاته في قوله:
واشتدّ ما يلقاه من إعيائه ... حتى لقد حملوه في الأحضان
وأتاه عزرائيل يطلب إذنه ... ولغيره ما كان ذا استئذان
فاختار قرب الله جلّ ثناؤه ... فمضى حميدا سالما من دان
ثم استعرض مشاهد يوم القيامة، واختتم القصيدة بالحديث عن المدح النبوي وطلب الشفاعة. إن هذه القصيدة الطويلة، التي جمع فيها الصرصري كل ما يعرفه عن سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتي حفلت بمظاهر الاتصال بين عالم الواقع وعالم الغيب والشهادة، وبمظاهر الصراع بين الحق والباطل، وجسّدت البطولة الإنسانية المطلقة، لا تغيب عمّن قرأها ملامح الملحمة، وإن لم تتطابق معها، فالمطابقة ليست ضرورية هنا، والمهم أن في قصائد المدح النبوي أبرز الأشكال الشعرية التي تقرب من فن الملاحم، أو فيها الشكل العربي للملحمة. وإذا خلا الأدب العربي من الملاحم بشكلها المعروف عند الأمم الآخرى، فإن ذلك لا يعيبه ولا ينقص من قدره، ففي الأدب العربي ما لا يوجد في آداب الأمم الآخرى. (منقول يتصرف وإيجاز )

المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)