صعوبات دراسة الأدب الجاهلي
إن دراسة أي أدب من الآداب يحتاج إلى نصوص مدونة يرجع إليها الدارس والأدب الجاهلي برمته جاءنا شفاهاً ولذلك تواجه الباحث في دراسة الأدب الجاهلي، والشعر بصورة خاصة، صعوبات جمة منها:
1- أن النهضة الثقافية، بل البنية الثقافية لذلك العصر لم تدرس حتى الآن دراسة كافية، لقلة المصادر بل لندرتها، وقد لعبت عوامل كثيرة في طمس معالمها، فالشعوبية مثلًا قد استغلت العامل الديني فأحدثت هي والعرب تفريغًا هائلًا في المعارف الدائرة حول الحياة في العصر الجاهلي، وذلك بعد أن هزت العقيدة الجديدة القديمة، ومن هذه المعارف ما عمد المؤرخون إلى إماتته اختيارًا وتطوعًا، ومنهم من فعل ذلك تفرغًا وخلوصًا بالنفس كلها للنهوض بالرسالة الجديدة.
2- أن أولية الشعر الجاهلي، بل أولية الأدب ليست معروفة، ولم يقطع برأي فيها حتى الآن، ويترتب على ذلك أمور كثيرة, أهمها: تطور صياغته.
3- لأننا نتطلع إلى الشعر القديم على أنه الأنموذج الأمثل، لذا نغض الطرف عمَّا فيه من هنَّات وعيوب.
4- لأننا لا نفرق بين تراثنا الأدبي وأحكام المؤرخين وآراء الناقدين له.
5- لأن هناك أناسًا يعيبون عليه دون الإفصاح عمَّا يريدون، وهم لم يقرؤوه قراءة حسنة.
6- جناية تسمية العصر بالعصر الجاهلي على الأدب نفسه.
7- تحرّج الرواة من رواية ما يتعارض مع الإسلام.
8- بأن أكبر القضايا التي يثيرها أمر الشعر الجاهلي ثلاث هي:
أولًا- عمر الشعر الجاهلي الذي وقع إلينا، وهي قضية متفرعة عن أولية الشعر نفسه.
ثانيًا- شعراء الجاهلية المعروفون, وما انتهى إلينا من أشعارهم ومقدار هذا الشعر.
ثالثًا- وضع الشعر ونحله شعراء الجاهلية, أهي صحيحة أم باطلة؟ وإن صحَّت, فأين هذا المنحول فيما وصلنا من العلماء الرواة من أشعارهم؟ ، وهذه القضايا كما نرى متصلة بالتدوين وتأخُّرِه عن عصر الإنشاد؛ فالشعر الجاهلي وروايته مرَّ بالمراحل التالية: ( مرحلة الإنشاد، فمرحلة التجميع، فمرحلة التدوين، فمرحلة التحقيق، وأخيرًا مرحلة الدراسة والتحليل ) .
9- أن بلادهم كانت وقفًا عليهم, فلم يتمكن طامع أو دخيل من اقتحام بلادهم، وخطورة هذا الأمر أنه لا يسعف الباحث مصدر خارجي.
10- تطبيق المذاهب النقدية والمصطلحات الحديثة عليه، فقد ذهب الباحثون المحدثون مذاهب شتَّى في ذلك، وتباينت آراؤهم، فمن رافضٍ إلى راض إلى أن نطبقها بحذر. وأدب الجاهلية ابن تلك البيئة متأثِّر بها مؤثر فيها, وقد تأثَّر بعوامل كثيرة طبعته بطوابع عُرِفَ بها، ومن أبرز تلك العوامل الصحاري الشاسعة التي غلبت على الجزيرة حتى قيل : ( إن أرض العرب معظمها صحاري ) ، وقد لعبت الصحراء دورًا بارزًا في تشكيل الحياة السياسية والاجتماعية، كما أثرت في تحديد قيم العربي وأخلاقه، وكانت تخيفه وتحميه في الوقت نفسه، وقد تركت بصامتها على كل شيء في تلك الفترة، وتأثيرها على أدب تلك الفترة لم يبحث بشكل جدي بعد . والبنية الاجتماعية، فالقبيلة التي شكلت الوحدة السياسية آنذاك، وكانت بمثابة الدولة في أيامنا هذه، وقانون العصبية وما تبعه من ( ثأر وجوار، وذوبان شخصية الفرد في الجماعة، وطغيان روح الجماعة على النزعة الفردية ) ، كل هذه أثَّرت في أدب الجاهلية وصبغته بصبغة متميزة، فلم يعرف الأدب العربي التزامًا في عصوره المختلفة كما عرف العصر الجاهلي، وفي الوقت نفسه لم تبرز حركة متمردة على التقاليد، كتلك التي برزت, وأعني: حركة الصعاليك نتيجة للقوانين القبلية الصارمة. والبيئة الثقافية، وهي ذات أثر فعال في نتاج تلك الفترة، ولا يقلل من شأنها عدم معرفتنا لكثير من جوانبها بسبب الطمس والضياع، ولكن مؤشرات كثيرة توحي بأنها كانت غنية متنوعة، رفدت الشعر الجاهلي وأغنت مضامينه، وقد رفدت عوامل تاريخية وعوامل أخرى ومن ذلك أيضاً وفادة تلك البيئة بكثير من ألوان الثقافة، فمن الأمم السابقة، ومن الأمم المجاورة للجزيرة من مراكز النصرانية واليهودية في الجزيرة نفسها كانت ترفدهم بإضافات ثقافية مهمة. واشتغال قطاعٍ لا بأس به منهم بالتجارة داخل الجزيرة وخارجها، وقد تحدّث القرآن الكريم عن ذلك، وبيّن أهميتها بالنسبة لهم في مواطن كثيرة, ولولا أهميتها لما كررت، ونجد كذلك في لغتهم وأشعارهم وأمثالهم أدلة واضحة على ذلك، وتطالعنا في أخبارهم المبثوثة في بطون الكتب ( لطائم النعمان ) التي كانت سببًا في أيام مشهورة بسبب الاعتداء عليها، وتطالعنا أسواق العرب المنتشرة في بقاع الجزيرة المختلفة، تلك الأسواق التي كانت سببًا رئيسًا في توحيد اللغة واصطفاء لغة من لغات متعددة وانتشارها بين القبائل, حتى غدت لغة العرب لغة واحدة قبيل الإسلام. وتلك الحروب التي بلغت عدتها المئات، وألّف فيها أبو عبيدة كتابًا, بلغت عدة الأيام فيه ألفًا وأربعمائة يوم, فقد ألفت فيها قديمًا وحديثًا مؤلفات ودرست جوانبها. وهذه الأيام قُصِدَ بها قديمًا الحروب، ولكنها لم تكن حروبًا وحسب، بل إنها تتضمّن قيمًا اجتماعية وفكرية تأصَّلت ونمت ورسخت في ظلالها لدرجة أن هذه القيم تتضاءل أمامها وقائع المعارك نفسها, والأيام في الجاهلية تضمَّنت أيضًا خلاصة الثقافة العربية في مهدها, ممتزجة بالأساطير والقصص الخرافي، ولكنها لم تصل إلينا كاملة؛ لأن الرواة والمدونين دأبوا منذ عصور مبكرة على طمسها, لما فيه من إيقاظٍ للشعور الجاهلي الذي يقوم على العصبية. وأيام الجاهلية زاخرة بإشارات ورموز حول آثار الشخوص الأسطورية والبلدان التي اندثرت من أمثال يوم اليمامة والعماليق الذين ذكروا فيه، و ( حرب البسوس ومعمرية) ، و ( يوم المشقر) وذلك الحصن. واختلطت أخبار تلك الأيام أيضًا بالخرافات والبطولات الخارقة، ولم يكن الشعر الجاهلي إلّا صدًى وتعبيرًا عن تلك الأيام، وامتدَّ أثرها إلى العصر الأموي في النقائض, وإن نظرة سريعة إلى المعلقات ترينا أن معظم هذه المعلقات كان صدى ليوم عظيم أو أكثر من تلك الأيام. وكذلك منهج القدماء في دراسته، فقد كانت دراستهم قائمة على استخراج معاني الألفاظ، والاستعانة بعد ذلك بالدراسة التحليلية، وقد ظلَّ تأثير هذا المنهج قائمًا حتى يومنا هذا عند بعض الدراسين، ولذلك أثره في توجيه دراسة الشعر, وعدم الالتفات لقضايا أخرى خطيرة فيه لو تنبهوا إليها لتغيَّرَ مجرى الشعر الجاهلي. وأخيرًا فقد كان للتقاليد الفنية التي زعمها بعض نقاد القرنين الثالث والرابع وألزموا بها الآخرين, تأثير على سير ومنهج دراسة الأدب الجاهلي، وهي تقاليد صارمة كانت تخرج من يخرج عليها عن دائرة الشاعر والشعر, وقد أثبتت الدراسات المعاصرة أنها لم تكن عامة وملزمة حتى في العصر الجاهلي نفسه. ومثال ذلك: ما ذكره ابن قتيبة وغيره من ( بناء القصيدة, وضرورة البدء بالوقوف على الأطلال, ثم النسيب, فالرحلة فالغرض ) , وأثبتت الإحصائيات المعاصرة بأن الشعراء الذين التزموا بذلك من مجموع الشعر الذي وصل إلينا لا يصل إلى النصف، فإذا افترضنا أنهم كانوا يحكمون بهذا في عصر التدوين, فمعنى هذا أنهم منعوا شعرًا كثيرًا لم يلتزم بتلك التقاليد من أن يصل إلينا وإلى الذين سبقونا. وقد أثَّرت عوامل على الأدب الجاهلي بعامَّة والشعر بخاصة تأثيرًا سلبيًّا يصل إلى درجة الجناية عليه، شوَّه تصورته، وحرمت الدراسين من الوقوف على حقيقته، وما زال تأثير بعضها قائمًا إلى يومنا هذا، ولعل من المفيد إيجاز بعض القضايا المتعلقة بهذا العصر :
1- اسم العصر نفسه، مما أوقع الناس والباحثين في وهمٍ بأنه كان عصرًا بدائيًّا لا قيم فيه، ولا تأصيل لأي فن، فهو عصر عمَّ فيه الجهل والاضطراب، وبالتالي فإن أدبه كذلك.
2- الشراح لهذا الأدب : فلم يكن يعنيهم إلّا ألفاظه ومعانيها، وقد وقعوا تحت تأثير عقيدتهم؛ بحيث عدّوا نتاج هذه الفترة لا يرقى فكريًّا بحيث يتساوى مع نتاج العصور التالية له، ولولا حاجتهم للغته لما رووه أو دونوه، يضاف إلى ذلك تحرجهم من تدوين أيّ شيء من هذا الشعر أو ما يتصل به من أخبارٍ إذا كان يتعارض مع العقيدة الإسلامية ، فضاع أكثر الشعر المتصل بالعصبية أو بالميثولوجيا والخرافات.
3- المبالغة في وصف البداوة العربية الجاهلية ونعتها بالغلظة وغير ذلك.
4- الفهم العقلي للشعر.
5- غياب التصور الدقيق عن تفاصيل التجربة الشعرية الجاهلية, وما أحاد بها من مؤثرات.
6- تواري الشعر بين ركام الأخبار وتراجم الشعراء.
7- الدراسات النقدية الحديثة لم تؤسَّس على فهمٍ دقيق للشعر الجاهلي, فتراوحت بين قطبين متنافرين. ومن المفيد أن نشير إلى مجموعة نقاط مهمة:
1- إن الشعر الجاهلي لم يكن انعكاسًا مباشرًا لفكرة البداوة.
2- إننا نجد أنفسنا أمام مجتمع تشغله أسئلة أساسية شاقّة تتصل بمبدأ الإنسان ومنتهاه ومصيره وشقائه وعلاقته بالكون.
3- إن الشعر الجاهلي إذا أعدنا قراءته بتأنٍّ وعمق, وبلا أفكار وأحكام مسبَّقة ذو حظ وافر من العمق والثراء.
4- إن الشاعر الجاهلي، كما أسلفنا، لم يكن يتصوّر الشعر عملًا فرديًّا يعبر عن ذاته، بل يتصوره نوعًا من النبوغ في التعبير عن أحلام المجتمع ومخاوفه وآماله.
5- إن فهم طبيعة ذلك العصر ومشكلاته وآماله وطموحاته وهمومه يفرض علينا
العودة إلى شعره ونثره, ففيهما كل الأجوبة الشافية، وفيهما حلّ لكل الألغاز التي ما زلنا حائرين في الاهتداء إلى حقائق ثابتة بصددها. ولم ينقطع اهتمام العلماء بدراسة الأدب الجاهلي والشعر بوجه خاصٍّ منه منذ انتهاء العصر الجاهلي، ففي صدر الإسلام اقتصر الأمر على إنشاده وروايته وحفظه من الضياع، وقد شهدنا كيف كان الخلفاء الراشدون وولاة الأمر يستمعون إلى شعر زهير وحاتم وكل شعر فيه قيمة أو فضيلة أو مَكْرُمة، وفي عصر الخلافة الأموية تطورت الأمور؛ بحيث أصبح بعض الخلفاء كالوليد بن يزيد يقتنون مكتبات خاصَّة لهم, يودعون فيها مختلف أنواع المدونات، وبأن معاوية بن أبي سفيان طلب من وهب بن منبه أن يحدثه ويؤلف له في أخبار ملوك حمير واليمن، ونستطيع أن نستنتج من هذين الخبرين وغيرهما بأن التدوين الجزئي قد بدأ في عصر بني أمية, وواكب التدوين بدايات حركة نقدية نشأت في مجالس الخلفاء والخاصة والأسواق، وهذان العاملان التدوين الجزئي والحركة النقدية, بالإضافة إلى استمرار الرواية، هذا كله كان عاملًا في حفظ الشعر الجاهلي وإيصاله إلى عصر التدوين العام . وفي العصر العباسي فُتِحَ باب التدوين على مصراعيه، وكان لذلك دوافع أهمها:
1- رغبة العلماء في تدوين الأدب الجاهلي بعد جمعه ليغدو مادة علمية لغوية يدرسها الناس.
2- ربط العلماء بين هذا الأدب والمادة اللغوية لتقعيد اللغة.
3- ظهور حركة مناوئة للعرب، أعني: الشعوبية، فانبرى العلماء الغيورون على اللغة للتصدي لتلك الهجمة الشرسة.
4- أحسَّ العلماء بحاجة ملحة إلى تدوين هذا الأدب للاستعانة به في كثير من العلوم المتصلة بالدين كالتفسير والسيرة وغيرهما.
5- بعض المؤلفات كانت لغرض تعليمي طُلِبَ منهم جمعها للتأديب.



المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)