ثالثاً-الجاهلية معنى ومدلول:
" الجاهلية " : مصطلح قرآني جاء على - صيغة " الفاعلية " -و لم يرد في استعمال العرب قبل نزول القرآن الكريم. فقد استخدموا الفعل " جَهِلَ "، وتصريفاته المختلفة، واستخدموا المصدر " الجهل " و " الجهالة "، ولكنهم لم يستخدموا صيغة " الفاعلية " (جاهلية)، ولا هم وصفوا أنفسهم ولا غيرهم بأنهم " جاهليون ". إنما جاء وصفهم بهذه الصفة في القرآن الكريم، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . و" الجاهلية " - كسائر المصطلحات القرآنية - لها معناها المحدّد، الذي يدخل بطبيعة الحال في إطار المعنى اللغوي العام ، ولكنه يتّخذ دلالته المحدّدة من استخدام القرآن له، وتحديده لمعناه.إذْ إن الجاهلية هي الحال التي كانت العرب عليها قبل الإسلام من الجهل بالله ورسله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك نسبة إلى الجهل الذي هو النزق والطيش وعدم العلم ، فالناس قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانوا في جاهلية وفي ذلك يقول الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فهو يستخدم الجهل بمعنى : الطيش والتغافل عن الحق وعكسه الحِلْم. وفي ذلك يقول الشاعر الصمة القشيري مودعا نجدا:
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها.........عن الجهل بعد الحِلم أسبلتا معاً
فهو كذلك يستخدم الجهل بمعنى السلوك غير المنضبط بالضوابط اللائقة بمثله، من صبر وكتمان، وعدم إظهار للوعة والأسى وفرط الحزن.
أما في القرآن الكريم فاللفظ يرد في معنى خاص، أوفي الحقيقة في معنيين محدّدين: إما الجهل بحقيقة الألوهية وخصائصها، وإما السلوك غير المنضبط بالضوابط الربانية، أي بعبارة أخرى: عدم اتباع ما أنزل الله تعالى في كتبه على لسان رسله.وحين يقول سبحانه وتعالى: (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) [سورة آل عمران، الآية: 154] . فالذي يعنيه الله على هذه الطائفة هو تصور معين أن هناك من يمكن أن يُشارك الله سبحانه وتعالى في تدبير الأمر: { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } [سورة الفتح، الآية 26]. فالمقصود سلوك غير منضبط بالضوابط الربانية، التي تلزم الإنسان ألا يُقاتل إلا في سبيل الله، و وتطلب منه ألا يُقاتل حَمِيَّةً، ولا عَصبيّة، ولا لأمر يُغضب الله سبحانه وتعالى ، وحين يقول سبحانه وتعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [سورة المائدة، الآية 50] . فالأمر متعلق مباشرة باتباع غير ما أنزل الله من التشريع، الذي قال الله فيه: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [سورة المائدة، الآية44] ذلك هو المعنى " الاصطلاحي " للجاهلية، الذي جاء في كتاب الله الكريم، والذي خلاصته الجهل بحقيقة الألوهية، والجهل بما يجب لله سبحانه وتعالى من إخلاص العبادة له وحده دون شريك.
رابعاً-مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي :
قـد يـتـبـادر إلى الـذهـن أن الـعـصـر الجاهلي يشمل كل ما سبق الإسلام من حقب ، ولكن البحوث العلمية والتاريخية تظهر أن العصر الجاهلي الذي يتعلق بالأدب الجاهلي يعود إلى أكثر من قرن ونصف قبل البعثة النبوية الشريفة ، والشعر العربي ربما يكون حـديـث الـمـيـلاد صغير السن . وإن كنا نرجح أن عمره مديد. وعلى العموم فإن الفترة الجاهلية التي تعنينا هي فترة ما قبل بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ، وهي لا تمتد أكثر من 500 عام ، لأن ما وراء ذلك من الزمن يشوبه الغموض ولم يصل إلينا من الشعر الجاهلي قبل تلك الفترة شيء نطمئن إليه.. وفترة ما قبل الإسلام مباشرة هي الفترة التي ورثـنـا عـنـهـا الشعر الجاهلي... وهذا العصر هو الذي بزغت فيه شمس الإسلام ، والذي يظهر لنا أن الجاهلية كانت تعني الجهل لمعنى تجاوز الحق وعدم معرفته ، وتعنـــــي أيضاً الحمية حمية الجاهلية بما فيها من ثأر وطيش وحمق وسفه وكبر.وأصبحت تطلق على العصر السابق للإسلام مباشرة ، وكل ما فيه من وثنية وأخلاق قوامها الحمية واقتراف ما حرم الدين الحنيف من موبقات وهـي بـنـاء علـى ذلك تـعـنـي مفهوم الضلالات، والسفه ، والطيش ، وتحكيم العادات والتقاليد ، بعيداً عن منهج الله
خامساً-أقسام الجاهلية:
قسم المؤرخون الجاهلية إلى قسمين:
1- الجــــاهليـــة الأولى : وهى الجاهلية القديمة الضاربة في أعماق التاريخ والتي عرف من أصحابها العرب البائدة ، أو العرب الهالكة ، من عاد وثمود وطسم وجديس ، والعمالقة ، ومدين وعبد ضخم ، وأميم ، وجرهم الأولى والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم دون تحديد زمني والتي لانعرف عن شعرائها شيئا
2- الجاهلية الثانية : وهي الجاهلية القريبة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي سبقت ظهور الإسلام مباشرة ، فامتدت إلى ما يقرب من أربعة أو خمسة قرون ، والتي ينسب إليها وإلى ما قبلها بقليل العرب المستعربة سواء كانوا من القحطانيين سكان اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية كمعين وسبأ ، أم كانوا من عرب العدنانية أو عرب الشمال بتهامة والحجاز ونجد ، وما كان على مشارف بلاد فارس والعراق والشام ، هؤلاء العرب الذين عنهم أخذنا اللغة العربية شعراً ونثراً ، والذين فيهم تنزل القرآن الكريم ، ومن بين ظهرانيهم خرج الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)