كينونة الشعر الجاهلي
بٌعَدُّ الأدبُ أهمُ ما خلَّف أجدادُنا العربُ في العصر الذي سبق الإسلام، لأن ظروف الحياة العربيّة قبل الإسلام لم تتح لعرب الجزيرة – ما خلا اليمن حيث ازدهرت حضارة رائعة – أن يخلفوا لنا فنوناً أخرى تضاهي ما أعطت الأمم القديمة. والأدب الجاهلي الذي وصل إلينا شعرا ونثرا هو الذي صور الحياة هناك ، والشعر أقدم القسمين وأفضلهما. ذلك أن آداب الأمم جميعها إنما تبدأ بالشعر لأنه لغة العاطفة والوجدان، ولأنه يسهل حفظه ونقله بطريق الرواية الشفهية. أما النثر فهو لغة العقل والمنطق ، ولذلك يتطلب مستوىً من الحضارة كما رأينا. إن ما وصل إلينا من الشعر الجاهلي قليل، ولكنّ هذا القليل يحتلّ مرتبة عالية في نضجه الفني، ويقدّم إلينا صورة صادقة عن الحياة العربية في ذلك العصر. لذلك كان قولهم: ((الشعر ديوانُ العرب، وخزانةُ حكمتها، ومستنبط آدابها، ومستودع علومها))، صحيحٌ كلَّ الصحة، دقيقٌ كلَّ الدقة، لأنه الوثيقة الهامة النادرة التي نتعرّف فيها حياة أجدادنا وآلامهم وآمالهم ومكارمهم وحكمهم وأمثالهم. يضافُ إلى هذا أن هذا الشعر يمثلُ مرحلة متطوّرة من الناحية الفنية، وإذا بحثنا عن مصادر الشعر الجاهلي فإننا نجدُها متعدّدة ومتنوعةً، فمنها دواوينُ الشّعراء التي وصلت إلينا بعد أن قامت طائفة من العلماء الرّواة من أمثال أبي عمرو بن العلاء، وحماد الراوية ثم المفضل وخلف الأحمر، وهم الطبقة الأولى من العلماء الذين عرفتهم العربية في تاريخها الحافل. فتلقّوا تُراث الجاهلية، شعرها وأخبارَها وأنسابها، وصل إليهم بعضه مدوناً في دواوين كاملة، ضمّت تراث القبيلة كلّه، أو شعرَ شاعرٍ فردٍ من شعرائها، ووصل إليهم بعضهُ مكتوباً في صحف متفرّقة، ثم وصل إليهم بعضه عن طريق الرواية الشفهية التي كان يتناقلها الخلف عن السلف. فحملوا الأمانة، ومضوا يجمعون ما تفرّق من هذا التراث مدقّقين ممحصين، حتى استقام لكلَّ منهم ما يتيقّن من صحته، فمضى يذيعه على تلامذته في حلقات دروسه، ثم جاءت الطبقة الثالثة من العلماء الرواة، وهكذا وصلت إلينا دواوين الشعراء بعد أن بذل في جمعها وتصنيفها جهود علمية كثيرة. ومن مصادر الشعر الجاهلي أيضاً المختارات، ولعلَّ أقدمَ ما وصلَ إلينا منها المفضليات للمفضل بن محمد الضبّي، وتحتوي على مئة وست وعشرين قصيدةً، لسبعة وستين شاعراً، منهم سبعة وأربعون شاعراً جاهلياً. وتأتي الأصمعيات لعبد الملك بن قُريب الأصمعي، وتحتوي على اثنتين وتسعين قصيدة لواحدٍ وسبعين شاعراً منهم أربعة وأربعون جاهليّون . وهناك نوع آخر من المختارات يختلف عن المفضليات والأصمعيات ، وهذا النوع مجموعتان: حماسةُ أبي تمام وجمهرةً أشعار العرب وفيهما من الشعر الجاهلي وغيره. أما الحماسة فقد أخذها أبو تمام من الكتب، وانتقاها من الدواوين والمجاميع وبنى اختيار ما فيها من الشعر على أبواب أولها شعر الحماسة. وأما الجمهرة لمحمد بن أبي الخطاب فقد قسمها مؤلفها إلى سبعة أقسام، تضَّمنَ كلَّ قسم سبعة شعراء سمّاهم بأسمائهم في كل قسم، وقدّم للكتاب بمقدّمة مستفيضةٍ تناولت بعضَ الأخبار والأحكام. وحرص أن يقدّم المعلقاتِ كلَّها في أوّل أبواب الشعر. والمعلّقات من أجود ما وصل إلينا من الشعر الجاهلي، وتسمى حيناً بالمسمطات والمقلدات والمذهبات. وللعلماء في تفسير كلمة (مُعلقات) آراء مختلفة: منها أنها سُميت كذلك لأن العرب أعجبوا بها ((فكتبوها بماء الذهب على القباطي وعلقوها على أستار الكعبة)). وينكر بعض العلماء القدماء والمحدثين هذا الرأي، ولا يقبلون به، ويرون أنها إنّما سمّيت بالمعلّقات لنفاستها أخذاً من كلمة (العلق) بمعنى النّفيس. ويظنّ أنّ أول من رواها مجموعةً في ديوان خاص حمّاد الراوية ، وهي عنده سبع، وأصحابها: امرؤُ القيس، وزُهير، وطرفة، ولبيد، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلّزة، وعنترةُ. أما المفضّل فالمعلقات عنده سبع أيضاً إلا أنه روى اثنتين للأعشى والنابغة، وأسقط قصيدتي الحارث وعنترة. وعدها التبريزي (المتوفى في أوائل القرن السادس) عشراً لأنه جمع بين روايتي حماد والمفضَل وأضاف قصيدة لعبيد الأبرص. ونظراً لأهمية هذه القصائد من النواحي اللغوية والنحوية والفنية، عني بها العلماء والنقاد، فجمعت وشرحت مراراً، وأشهرها في العصر الحديث (شرح المعلقات السَّبع للزوزني المتوفى سنة 486هـ ) وشرح القصائد العشر للتبريزي المتوفي سنة( 502هـ).




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)