مصادر الشعر الجاهلي
تعد مصادر الأدب الجاهلي الركيزة الأهم في معرفة خبايا هذا الأدب وأسراره ومعاني ؛ فهي تلك الذخائر الأدبية الباقية لنا من آثار العلماء والأدباء والرواة والباحثين الذين ومن أتى بعدهم من المؤلفين، مشتملة على تراث الجاهليين الأدبي من الشعر والنثر. ولم يحظ النثر الجاهلي حتى الآن بجمعه في مصدر واحد، أو كتاب خاص، فما جاء إلينا منه مبعثر هنا وهناك في كتب الأدب والقصص والتاريخ، مثل _العقد الفريد لابن عبد ربه، والكامل للمبرد، والحيوان، والبيان والتبيين للجاحظ، والأغاني للأصبهانى، والأمالي لأبي علي القالي وكتب الأمثال، وعيون الأخبار لابن قتيبة، وديوان المعاني للعسكري، والمزهر للسيوطي، والمخصص لابن سيده وشروح دواوين الشعراء، وشرح النقائض لأبي عبيدة، وكتب السيرة النبوية، وتاريخ الطبري، وابن الأثير، والمسعودي، وكتب المعاجم) . ويأتي النص النثري في كل من هذه الكتب عندما تأتي المناسبة التي تستدعيه ؛ أما الشعر فقد نال عناية عظيمة، فجمع في كتب خاصة، وحظي كثير منها بالجمع والبحث والدراسة والتحقيق والتعليق، هذا بالإضافة إلى وجود كثير من الأشعار الجاهلية في كتب الدراسات الأدبية، والدينية، واللغة والنحو والبلاغة والنقد والتاريخ والسير، ومن هذه الكتب الخاصة والعامة تتكون مصادر الشعر الجاهلي, ومصادره الخاصة وردت إلينا إما في صورة مجموعات ومختارات، وإما في صورة دواوين لقبائل أو الأفراد حيث جمع لكل شاعر ديوان خاص به ، وأهم المجموعات والمختارات ما يأتي:
1- المعلقات:
أ-اختلاف الرواة في عددها وأصحابها:
اختلف الباحثون في عددها قصائدها، وفي أصحابها؛ وأكثر الروايات على أنها سبع ( لامرئ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد العبسي، والحارث بن حلزة) ، ولكن المفضل الضبي يضع مكان الأخيرين ( النابغة الذبياني، والأعشى) ، وقد سار على رأي المفضل هذا صاحب جمهرة أشعار العرب. والرأي الأول صاحبه في الأصل حماد الراوية، ويرى نولدكه أن السبب الذي حمل حمادًا على ضم الحارث بن حلزة إلى مجموعته أن حمادًا كان مولى لقبيلة بكر بن وائل، وكانت هذه القبيلة في عداء دائم مع قبيلة تغلب زمن الجاهلية، ولما كانت قصيدة عمرو بن كلثوم قد لقيت شهرة واسعة لتمجيدها قبيلة تغلب، ولانتشار هذه القبيلة في البلاد لم يسع حمادًا أن يعدل عن اختيارها، ولكن اضطر إلى التفكير في وضع قصيدة أخرى إلى جانبها تشيد بمجد سادته، وهم قبيلة بكر بن وائل، وهكذا اختار قصيدة سليل هذه القبيلة، وهو الحارث بن حلزة. وهناك بعض الروايات تجمع بين الرأيين فتعد المعلقات تسعة: بإضافة القصيدتين اللتين اختارهما المفضل إلى اختيارات حماد. وأما التبريزي فقد جعل المعلقات عشرًا بإضافة قصيدة لعبيد بن الأبرص.
ب-اختلاف الرواة في تسميتها :
وكما اختلف في عددها وأصحابها، اختلف في اسمها، فوردت لها أسماء كثيرة هي: المعلقات السبع، والسبع الطوال، والقصائد السبع الطوال الجاهليات، والسبعيات، والمعلقات العشر، والسموط، والمشهورات، والمشهورة، والمذهبات. ولكن الاسم المشهور لها هو: المعلقات. ويرجع اختيارها في الأصل إلى حماد الراوية، فسماها السموط جمع سمط وهو العقد، وأراد حماد من هذه التسمية الدلالة على نفاسة ما اختاره. والافتخار بخالص اختياره، وقد اختلف في سبب تسميتها بالمعلقات. فقيل سميت بذلك الاسم لأن العرب اختارتها من بين أشعارها، لما رأوا من عظيم شأنها، ورفعة قدرها، فأكبروها، وعظموها، حتى بلغ من شدة تعظيمهم لها أنهم كتبوها بالذهب على الحرير، ثم علقوها على أركان الكعبة، وقيل بأستارها، يقول ابن عبد ربه: "لقد بلغ من كلف العرب بالشعر وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال: مذهبة امرئ القيس، ومذهبة زهير، والمذهبات السبع، وقد يقال لها المعلقات". ويقول ابن رشيق("390-463" في كتابه العمدة) : "وكانت المعلقات تسمى المذهبات؛ وذلك لأنها اختيرت من سائر الشعر، فكتبت في القباطي بماء الذهب، وعلقت على الكعبة؛ فلذلك يقال: مذهبة فلان إذا كانت أجود شعره، ذكر ذلك غير واحد من العلماء". وابن خلدون المتوفى سنة 808 يقول في( مقدمته7 ") حتى انتهوا إلى المناغاة في تعليق أشعارهم بأركان البيت الحرام موضع حجهم وبيت إبراهيم، كمل فعل امرؤ القيس بن حجر، والنابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد، وطرفة بن العبد، وعلقمة بن عبدة، والأعشى. من أصحاب المعلقات السبع وغيرهم، فإنه إنما كان يتوصل إلى تعليق الشعر بها من كان له قدرة على ذلك. بقومه. وعصبيته. ومكانه في مضر، على ما قيل في سبب تسميتها بالمعلقات". وقال البغدادي ("1039-1093" ) : "ومعنى المعلقة أن العرب كانت في الجاهلية يقول الرجل الشعر منهم في أقصى الأرض فلا يعبأ به ولا ينشده أحد، حتى يأتي مكة المكرمة في موسم الحج ، فيعرضه على أندية قريش، فإن استحسنوه روي، وكان فخرًا لقائله، وعلق على ركن من أركان الكعبة، حتى ينظر إليه، وإن لم يستحسنوه طرح ولم يعبأ به، وأول من علق شعره في الكعبة، امرؤ القيس، وبعده الشعراء". ثم قال: "وروي أن بعض أمراء بني أمية أمر من اختار له سبعة أشعار، فسماها المعلقات". وظاهر من هذه الآراء أنهم يعللون سبب تسميتها بالمعلقات بأن ذلك من تعليقها بالكعبة، وهم يؤيدون تفسيرهم ذلك بأن تعليق الأشياء الهامة على الكعبة كان من دأب العرب، جاهلية وإسلامًا فقد علقت قريش بها الصحيفة التي تآمرت فيها على قطيعة بني هاشم، وعلق بها الرشيد عهده بالخلافة للأمين والمأمون، ولما كانت هذه القصائد موضع الاستحسان والإعجاب من العرب، فقد نالت الاهتمام والإكبار منهم، فعلقوها على الكعبة. وهناك آراء تنكر خبر تعليقها وتعتقد عدم صحته، وقالوا: إنما سميت معلقات لعلوقها بأذهان صغارهم وكبارهم ومرؤوسيهم ورؤسائهم؛ وذلك لشدة عنايتهم بها، فقد كانت مشهورة وتجرى بكثرة على أفواه الرواة وأسماع الناس. وقيل: إنما سميت بالمعلقات لا لتعليقها بالكعبة؛ وإنما لأن الملك كان إذا استجيدت قصيدة الشاعر يقول: "علقوا لنا هذه" لتكون في خزانته. وأقدم من أنكر خبر التعليق على الكعبة أبو جعفر النحاس المتوفى سنة (338هـ ) ، فقد قال في شرحه للمعلقات: "وقيل إن العرب كان أكثرهم يجتمعون بعكاظ ويتناشدون الأشعار، فإذا استحسن الملك قصيدة قال: "علقوها وأثبتوها في خزانتي". ويقول أبو جعفر النحاس أيضًا: "إن حمادًا هو الذي جمع السبع الطوال، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة المشرفة ". ويعتمد من يرون إنكار خبر التعليق بالكعبة، على أن من يوثق بروايتهم وعلمهم لم يشيروا إلى هذا التعليق، ولا سموا تلك القصائد بهذا الاسم، كالجاحظ والمبرد وصاحب الأغاني والزوزني والتبريزي. ويقولون إن الأسماء التي وردت بها تلك القصائد فيما لدينا من كتب الأدب واللغة إلى آخر للقرن الثالث هي: السموط والسبع الطوال، والسبعيات. أما التسمية الأولى فهي تسمية حماد، وأما الثانية فمن المفضل، وأما الثالثة فهي للباقلاني في إعجاز القرآن. وأصحاب هذا الرأي يؤيدون إنكار تعليق هذه القصائد على الكعبة المشرفة بأن الكعبة حرسها الله تعالى حين تهدمت وجددت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد ذكر ولا أثر لتعليق هذه القصائد في الكعبة . لكن من يرون أنها علقت على الكعبة يردون عليهم بأن تعليقها كان لفترة غير طويلة لا تعدو الموسم الذي قيلت فيه. ومن الذين ينكرون خبر تعليقها على الكعبة من يقول : إن تسميتها بالمعلقات لم يكن لتعليقها على الكعبة، وإنما لأن العرب في الجاهلية كانت إذا كتبت شيئًا في الرقاع المستطيلة من الحرير أو الجلد أو نحوهما، فخافت عليه قرض فأرة أو تآكل عثة، طوته على عود أو خشبة، وعلقته في جدار البيت، أو الخيمة، بعيدًا عن الأرض، لحرصهم عليه. فمن ينكر خبر تعليقها بالكعبة يرى أن سبب تسميتها بذلك يرجع إلى علوقها بالأذهان لأهميتها، أو لأمر الملك بتعليقها أي إثباتها في خزانته، أو إلى تعليقها على جدار المنزل، خوفًا عليها. ومنهم من يرى أنها سميت بذلك لنفاستها، أخذا من العِلق، بمعنى النفيس الثمين من الأشياء والحلى والثياب. وقد ورد التعلق بمعنى الكلف والعشق، كما في قول عنترة في معلقته:
عُلِّقْتُها عَرَضًا، وأَقتل قومَها ... زعمًا لعَمْرُ أبيك ليس بمَزعمِ
فعلقتها هنا من العلق والعلاقة وهما العشق والهوى، يقال علق فلان بفلانة إذا كلف بها. فلعل هذه القصائد سميت بالمعلقات لكلف الناس بها وحبهم لها فكأنهم عشقوها، وتعلقوا بها. وعلى كل، فهذا الخلاف ليس إلا في التسمية، والجميع يتفقون على أصالتها والثقة بها، وعلو درجتها الفنية، ولذلك كانت موضع اهتمام الأدباء في جميع العصور، فحظيت بالدرس والبحث والشرح، لا بين العرب وحدهم بل اهتم بها الأدباء غير العرب كذلك، وقد أورد بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي سجلًا لهذه الدراسات والشروح العربية والأجنبية، من بينها: شروح: أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، المتوفى سنة 327 ه/939م ، وأحمد بن محمد النحاس المتوفى سنة 338ه/950م ، والحسين بن أحمد الزوزني المتوفى سنة 486ه/1093م ؛ ويحيى بن علي التبريزي المتوفى سنة 502 ه/1109م ، ودراسات ونشر كل من: أرنولد، ليبزج 1850، وليدي بلنت، ومستر بلنت، ونولدكه، وجايجر
2-الأصمعيات
نسبة إلى الأصمعي راويها، وقد بلغ عدد قصائدها ومقطوعاتها اثنتين وتسعين، وهي موزعة على 71 شاعرًا منهم نحو 40 جاهليًّا على رأسهم امرؤ القيس والحارث بن عباد ودريد بن الصِّمَّة وأبو دؤاد الإيادي وذو الإصبع العُدواني وسلامة بن جندل وطرفة وعروة بن الورد وقيس بن الحطيم، وبينهم يهوديان هما سعية بن الغريض والسموأل. وهذه المجموعة كسابقتها في الثقة بها وعلو درجتها، المفضليات فلم يتعلق بها الشراح وقيل :وهذه المجموعات تسمى كذلك باسم الذي اختارها وجمعها، وهو الأصمعي الأديب الراوية المشهور، وتشتمل على اثنتين وتسعين قصيدة وقطعة، لواحد وسبعين شاعرًا، منهم ستة إسلاميون، وأربعة عشر مخضرمون، وأربعة وأربعون جاهليون، وسبعة مجهولون. وأغلب ما تحتويه قطع قصيرة، قد تكون الواحدة منها بيتين فقط، والأصمعيات تلتقي مع المفضليات في تسع عشر قصيدة. وكان ذلك من الأسباب التي دعت بعض الباحثين إلى أن يقولوا إن مجموعة المفضليات ليست كلها من اختيار المفضل الضبي، وإنما اشترك معه في اختيارها الأصمعي بأن زاد في مجموعة المفضل بعده بعض قصائد لم يخترها المفضل الضبي، والحقيقة أن هذه القصائد المشتركة بينهما هي في المفضليات والأصمعيات اللهم إلا في النادر اليسير، فقد تزيد قصيدة بيتًا أو تختلف لفظة في المفضليات عنها في الأصمعيات مما يثير شبهة في أصل الاختيار، أيكون ذلك مرجعه إلى أن المفضل قد اختار بعض القصائد في المفضليات، ثم جاء الأصمعي فزاد في المفضليات؟ أم كانت في الأصمعيات أصلًا ثم أدخلت في المفضليات؟ أم أنهما كانا في كتاب واحد ثم دخل بعضهما في بعض، حتى لم يتبين أيهما هذا وأيهما ذاك؟ اختلفت آراء الباحثين في ذلك، وهذا كما أشرت إليه سابقًا، ليس إلا خلافًا لفظيًّا يرجع إلى صاحب الاختيار، ولا يمس جوهر الموضوع -وهو المختار نفسه- بشيء، فقيمة القصائد والقطع المختارة في كلتا المجموعتين، في الدرجة العليا من الأصالة والصحة، ومن ينسب إليهما اختيارها كانا من الرواة الممتازين وموثوق بصدقهما وأمانتهما العلمية. والظاهرة الغالبة في الأصمعيات قصر القطع المختارة على وجه العموم. وربما كان الأصمعي يبغي من وراء اختياره "وجهة لغوية"، ففي الأصمعيات يتجلى مزاج الأصمعي الذي يرجح في نظره الناحية اللغوية والنحوية في كل أثر شعري، على كل الناحية الأدبية0 ولعل هذا هو السبب فيما يقال عن الأصمعيات من أنها لم تلق ما لقيته المفضليات من الانتشار والقبول. والحق أن الأصمعيات والمفضليات جمع كل منهما ثروة أدبية لغوية ممتازة ولكن المفضليات تفوق زميلتها في كلتا الناحيتين الأدبية واللغوية، ولعل ذلك راجع إلى اختيارها في الأصل كان يقصد منه تثقيف ولي العهد تثقيفًا أدبيًّا لغويًّا يقوي فيه الذوق الأدبي الممتاز الذي يرضي الخليفة وولي العهد. وعلى كل فكلتا المجموعتين من أهم مصادر الشعر الجاهلي، ولها قيمة عالية في عالم الأدب. وقد نشرها بالقاهرة الأستاذان عبد السلام هارون وأحمد محمد شاكر، نشرة علمية مضبوطة مع شرح موجز
3-المفضليات :
هي مجموعة من القصائد سميت باسم من اشتهر بجمعها، وهو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي المتوفى سنة 164/780هـ. وقيل سنة 168ه: وقيل سنة 170هـ ، والشائع المعروف أن المفضل جمعها لتلميذه المهدي حينما جعله والده الخليفة العباسي المنصور مؤدبًا له. وكان المفضل سماها في الأصل كتاب الاختيارات، ولكنها بعد ذلك سميت باسمه. وهذه كسابقتها اختلف في عددها ومن جمعها. فقيل إنها مائة وست وعشرون قصيدة، أضيفت إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ، ويقول ابن النديم: "وهي مائة وثمانية وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص، وتتقدم القصائد وتتأخر، بحسب الرواية عن المفضل، والصحيحة التي رواها ابن الأعرابي تلميذ المفضل وربيبه". وروى صاحب الأغاني أبو الفرج الأصبهاني في كتابه "مقاتل الطالبيين" عن ابن الأعرابي وعن أبي عثمان البقطري وعن علي بن أبي الحسن، ثلاثتهم عن المفضل، قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن متواريًا عندي، فكنت أخرج وأتركه! فقال لي: إنك إذا خرجت ضاق صدري، فأخرج إليّ شيئًا من كتبك أتفرج به: فأخرجت إليه كتبًا من الشعر، فاختار منها السبعين قصيدة التي صدرت بها اختيار الشعراء، ثم أتممت عليها باقي الكتاب. وأما أبو علي القالي، فقد روى في كتابه الأمالي عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش عن أبي جعفر محمد بن الليث الأصفهاني، قال: "أملى علينا أبو عكرمة الضبي المفضليات من أولها إلى آخرها، وذكر أن المفضل أخرج منها ثمانين قصيدة للمهدي، وقرئت بعد على الأصمعي، فصارت مائة وعشرين، قال أبو الحسن -يعني الأخفش- أخبرنا ثعلب أن أبا العالية الأنطاكي والسدري وعافية بن شبيب، وهؤلاء كلهم بصريون من أصحاب الأصمعي، أخبروه أنهم قرءوا عليه المفضليات، ثم استقرؤوا الشعر، فأخذوا من كل شاعر خيار شعره وضموه إلى المفضليات، وسألوه عما فيه مما أشكل عليهم من معاني الشعر وغريبه، فكثرت جدا". ويقول أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري في أول شرح المفضليات: "أملى علينا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي هذه القصائد المختارة المنسوبة إلى المفضل بن محمد الضبي أملاه مجلسًا مجلسًا، من أولها إلى آخرها، وذكر أنه أخذها عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، وذكر أنه أخذها عن المفضل الضبي. قال أبو محمد: وكنت أسأل أبا عمرو بندار الكرخي, وأبا بكر العبدي، وأبا عبد الله محمد بن رستم، والطوسي وغيرهم، عن الشيء بعد الشيء منها، فيزيدونني على رواية أبي عكرمة البيت والتفسير، وأنا أذكر ذلك في موضعه إن شاء الله. فلما فرغنا منها صرت إلى أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح، فقرأتها عليه إلى آخرها، شعرها وغريبها، فأنكر على أبي عكرمة أشياء، أنا مبينها في موضعها، ومسند إلى أبي جعفر ما فسر وروى، في موضعه إن شاء الله، والمعين الله عز وجل، والحول والقوة به: وعمود الكتاب على نسق أبي عكرمة وروايته.. وحدثت أن أبا جعفر المنصور تقدم إلى المفضل في اختيار قصائد للمهدي، فاختار له هذه القصائد فلذلك نسبت إلى المفضل". هذه روايات مختلفة، منها ما ينسب اختيارها كلها للمفضل، ومنها ما ينسب إليه اختيار بعضها، ومنها ما يشرك معه فيها الأصمعي، وهي رواية الأخفش. ويرى الدكتور شوقي ضيف أن ذلك كان من الأخفش، وأنه فعل ذلك بعامل التنافس بين البصريين والكوفيين، فالأخفش البصري يريد أن يقول إن المفضليات من صنع البصريين والكوفيين جميعًا لما كان لها من شهرة في عصره فاقت شهرة الأصمعيات. ثم يقول الدكتور شوقي ضيف: ولو أنه اطلع على رواية ابن الأعرابي خصم الأصمعي لزايله هذا الوهم. ولكن ألا يرى الدكتور شوقي أن في عداوة ابن الأعرابي للأصمعي ما قد يمس النزاهة بين ابن الأعرابي والأصمعي؟ ألا يجوز أن يكون ابن الأعرابي لتحامله على الأصمعي أراد أن يحرم الأصمعي حق مشاركته في الاختيار؟ على كل، هذا خلاف شكلي لا يمس جوهر الموضوع، فالقصائد التي تتضمنها هذه المجموعة أصيلة، وأهل للثقة والاعتماد عليها، سواء نسب اختيارها إلى المفضل، أو إليه والأصمعي، فكلاهما ثقة، أمين، صادق في روايته. وهي لسبعة وستين شاعرًا معظمهم من الجاهليين، فمنهم ستة شعراء إسلاميون وأربعة عشر شاعرًا من المخضرمين الذين ولدوا في الجاهلية وأدركوا الإسلام، والباقون وهم سبعة وأربعون شاعرًا كلهم جاهليون، عاشوا وماتوا قبل الإسلام. وقد لقيت المفضليات اهتمامًا كبيرًا من العلماء والأدباء والباحثين في شتى العصور، فكان لها شهرة عظيمة في الأوساط الأدبية والعلمية، وقام بدراستها كثير من الأدباء العرب والمستشرقين، ومن أهم شروحها شرح ابن الأنباري وقد نشره لايل مع ترجمة إنجليزية في جزأين، وقام بعمل فهرست لها في جزء ثالث المستشرق بيفان ، كما شرحها المرزوقي المتوفى سنة 421ه-1030م والتبريزي المتوفى سنة 502ه-1108م
4-جمهرة أشعار العرب:
لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، ولا نجد اسمه بين الرواة المشهورين؛ والجمهرة تضم تسعًا وأربعين قصيدة طويلة موزعة على سبعة أقسام في كل قسم سبع قصائد، والقسم الأول خاص بالمعلقات، وقد أخذ فيها برواية الضبي، فأسقط منها معلقتي الحارث وعنترة ووضع مكانهما معلقتي الأعشى والنابغة. ويلى هذا القسم المجمهرات وهي لعبيد بن الأبرص وعدي بن زيد وبشر بن أبي خازم وأمية بن أبي الصلت وخداش بن زهير والنمر بن تولب وعنترة . وقيل : هذه مجموعة تنسب إلى أبي زيد بن محمد بن أبي الخطاب القرشي، وقد ورد ذكره في كل من خزانة الأدب للبغدادي، والمزهر للسيوطي، والعمدة لابن رشيق. ومن ثم يكون ابن رشيق أقدم من ذكر محمد بن أبي الخطاب القرشي "ونسب إليه كتاب جمهرة أشعار العرب" وإذا كان ابن رشيق مات سنة 456 ه أو سنة 463هـ فإن محمد بن أبي الخطاب القرشي يكون أقدم من ابن رشيق. وقد حدث خلاف في هذه المجموعة حول جامعها فقيل هو أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي هذا، وقيل هو المفضل بن عبد الله بن محمد بن المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، فمن يرى أنها للأول يحتج بأنه قد كتب على أول الكتاب أنه من تأليف أبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، وأن أكثر الأخبار والروايات في القسم الأول من الكتاب وهو مقدمة مصدرة بقوله: "قال محمد"، ثم إن الكتاب ورد منسوبًا إليه في الكتب الثلاثة التي أشرنا إليها سابقًا وهي: خزانة الأدب، والمزهر، والعمدة. ومن يرى أن جامعها هو المفضل بن عبد الله الذي هو من سلالة عمر بن الخطاب يعتمد في هذا الرأي على أن المفضل هذا كان سند رواية أبي زيد في هذا الكتاب. وأن أبا زيد بعد أن تحدث عن تقسيم الاختيار في هذا الكتاب قال: قال المفضل فهذه التسع والأربعون قصيدة عيون أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، وأنفس شعر كل رجل منهم. فكأن هذا كله كان من صنع المفضل، وأما محمد بن أبي الخطاب فليس له إلا أنه روى هذا التقسيم والشعر عن المفضل. وهذا الخلاف أيضًا كالخلاف في المجموعات السابقة، حول صاحب الاختيار، فهو خلاف لا يمس صميم الموضوع بشيء، فالذي يهمنا هنا هو ما فيه من مادة أدبية. وهذه المجموعة سباعية في الاختيارات، وفي تقسيمها، فهي سبعة أقسام، وفي كل قسم سبع قصائد، على النحو التالي:
أ- المعلقات: لامرئ القيس وزهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، والأعشى، ولبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وطرفة بن العبد، وظاهر أنه سار في رأيه هذا على رأي المفضل الضبي الذي أسقط من المعلقات معلقتي الحارث بن حلزة، وعنترة العبسي، ووضع مكانهما معلقتي الأعشى والنابغة الذبياني.
ب- المجمهرات: وأصحابها عبيد بن الأبرص، وعنترة بن شداد العبسي، وعدي بن زيد، وبشر بن أبي خازم، وأمية بن أبي الصلت، وخداش بن زهير، والنمر بن تولب.
جـ - المنتقيات: أي المختارات. وهي للمسيب بن علس، والمرقش، والمتلمس، وعروة بن الورد، والمهلهل، ودريد بن الصمة، والمتنخل بن عويمر.
د- عيون المرائي: وأصحابها: أبو ذؤيب الهذلي، وعلقمة بن ذي جدن الحميري، ومحمد بن كعب الغنوي، والأعشى الباهلي، وأبو زيد الطائي، ومالك بن الريب النهشلي، ومتمم بن نويرة اليربوعي.
هـ- المذهبات: وربما كان يقصد بهذا الاسم أنها تستحق أن تكتب بالذهب، وهي لشعراء من الأنصار "الأوس والخزرج" خاصة، وهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، ومالك بن العجلان، وقيس بن الخطيم، وأحيحة بن الجلاح، وأبو قيس بن الأسلت، وعمرو بن امرئ القيس. والمشوبات: وهي للمخضرمين، أي الذين شابهم الكفر والإسلام، وهم: النابغة الجعدي، وكعب بن زهير، والقطامي، والحطيئة، والشماخ، وعمرو بن أحمر، وابن مقبل.
ز- الملحمات: وأصحابها إسلاميون كلهم، وهم: الفرزدق، وجرير، والأخطل، وعبيد الراعي، وذو الرمة، والكميت بن زيد، والطرماح بن حكيم.
ومن ذلك نرى أن هذه المجموعة تضم تسعًا وأربعين قصيدة، ولم يبين لنا صاحب اختيارها سبب تقسيمها سباعيًّا، في نوعيتها وفي وحداتها، كما أنه لم يوضح أسباب هذه التسميات السبعة، ولماذا وضع كلًّا من هذه القصائد في قسم معين دون غيره، وربما كان اختيار هذه الأسماء لأسباب معنوية تكمن في معنى لفظ الاسم مثل المشوبات، التي شاب أصحابها زمن الجاهلية وزمن الإسلام، وظاهر أن اسم المعلقات، اسم تقليدي، تابع فيه غيره، وعلى كل فهذه الأسماء حلي من العناوين المختارة، ويبدو أن وضع كل قصيدة في قسمها من هذه الأقسام -ما عدا المعلقات- راجع لذوق جامع هذه المختارات الأدبي، ورأيه الشخصي. وعلى كل هي مجموعة طيبة من القصائد الجيدة، لشعراء مشهورين في الجاهلية والإسلام، يدل اختيارها على ذوق أدبي جيد، إذ تتضمن هذه المجموعة نماذج حسنة لأغراض شعرية متنوعة. وقد طبعت الجمهرة حتى الآن ثلاث طبعات كلها عن أصل واحد، فلا اختلاف بينها، وطبعت دون شرح في "نيل الأرب في فضائل العرب" بيروت سنة 1895، واعتمدت هذه الطبعة على نص غير النص الذي اعتمدت عليه الطبعة الثانية للكتاب الآنف الذكر بعنوان: تزيين نهاية الأرب: بيروت 1862 22. وقام بدراسة عليها بعض المستشرقين مثل نالينو، ونولدكه في مجلة الجمعية الشرقية الألمانية. بيروت والقاهرة.
5-مختارات ابن الشجري :
المتوفى سنة 542 ه للهجرة، وهي مختارات من شعر جاهلي وإسلامي، موزعة على ثلاثة أقسام وأهم من في القسم الأول الشنفرى وطرفة ولقيط الإيادي والمتلمس، أما القسم الثاني فمختارات من دواوين زهير وبشر بن أبي خازم وعبيد بن الأبرص، وأما القسم الثالث فمختارات من ديوان الحطيئة. وصاحب هذه المختارات هبة الله العلوي بن أحمد بن الشجري، المتوفى سنة 542ه/1147م، وقد جعلها ابن الشجري أقسامًا ثلاثة، وأهم ما في القسم الأول قصائد للشنفرى وطرفة ولقيط الإيادي والمتلمس، القسم الثاني به مختارات من شعر زهير وبشر بن أبي خازم، وعبيد بن الأبرص، وفي القسم الثالث اختيارات من ديوان الحطيئة.
6-دواوين الحماسة :
وقيمتها أدبية أكثر منها تاريخية؛ إذ لا يعرفنا أصحابها بمصادرهم ، وهذه عدة مختارات، كل منها يسمى ديوان الحماسة، وفي العادة يقال الواحد منها منسوبًا لصاحبه الذي يقال إنه اختاره، ولعلها جميعًا قد تبعت في التسمية أول ديوان ظهر منها: وهو ما جمعه أبو تمام. وأشهر هذه المجموعات ما يلي:
أ-ديوان الحماسة لأبي تمام:
حماسة موزعة على عشرة أبواب أكبرها باب الحماسة وبه سماها، وهي مقطوعات لجاهليين وإسلاميين وعباسيين، وقلما رَوى فيها قصائد كاملة. وهي منتخبات جمعها أبو تمام المتوفى سنة 231هـ/845م وقسمها عشرة أقسام، جعل كل قسم منها بابًا، وهي: باب الحماسة، وباب المراثي، وباب الأدب، وباب النسيب، وباب الهجاء، وباب الأضياف والمديح، وباب الصفات، وباب السير والنعاس، وباب الملح، وباب مذمة النساء. وباب الحماسة، أول أبواب الكتاب وأكبرها، ولعل هذا هو السبب الذي جعل اسمه يطلق على المجموعة كلها، وكان أن أطلق هذا الاسم على ما تلاه من دواوين مماثلة في الاختيار، فيسمى كل منها بديوان الحماسة. وأبواب الكتاب العشرة متفاوتة الطول، فالأول أطولها، بل إنه يكاد يستغرق نصف الكتاب وحده والأبواب الأربعة الأخيرة قصيرة جدًّا. وقد أخذ أبو تمام هذه المختارات من كتب كانت مدونة. قال التبريزي: "وكان سبب جمع أبي تمام الحماسة أنه قصد عبد الله بن طاهر وهو بخراسان، فمدحه، وكان عبد الله لا يجيز شاعرًا إلا إذ رضيه أبو العميثل
ب-حماسة البحتري المتوفى سنة 284هـ :
وهي مقطوعات قصيرة موزعة على مائة وأربعة وسبعين بابًا، وأكثر أبوابها في نزعات خلقية، وهذه المجموعة تلي المجموعة السابقة، وهي لأبي عبادة الوليد بن عبادة البحتري الشاعر المتوفى سنة 284هـ/ 897م ويقال إن البحتري ألفها إجابة لطلب الفتح بن خاقان وزير الخليفة العباسي المتوكل. وهي عبارة عن مختارات كثيرة، وكلها قطع قصيرة، قسمها البحتري على مائة وأربعة وستين بابًا. وكثيرًا ما تأتي القطعة من بيت واحد، وأكثر أبوابها من نزعات خلقية، وقطعها الكثيرة العدد تدور حول مختلف معاني الشعر. ولم تنل حماسة البحتري من الذيوع والاستحسان ما نالته حماسة أبي تمام، ولعل هذا كان السبب في أن القدماء لم يعنوا بشرحها، وقد طبعت في بيروت سنة 1910م عن نسخة ليدن الوحيدة مع مقدمة ونقد من عمل لويس شيخو، كما نشرت في القاهرة سنة 1929م، وكتب بحثًا عنها كل من المستشرقين نولدكه وجاير في مجلة الجمعية الشرقية الألمانية.
ج-حماسة ابن الشجري : وأغلب منتخباتها من الشعر الجاهلي صاحبها هبة الله بن الشجري المتوفى سنة 542هـ/ 1147م وهو صاحب المختارات السابقة. وقد طبعها كرنك في حيدر أباد سنة 1345م.
د- الأشباه والنظائر: أو حماسة الخالديين للأخوين سعيد الخالدي المتوفى سنة 350 ومحمد المتوفى سنة 380 ه وهى مجموعة للأخوين أبي عثمان سعيد المتوفى سنة 350هـ 961م ، وأبي بكر محمد المتوفي سنة 380 ه-990 م وهما ابنا هاشم الخالدي، وكانا من قرية من قرى الموصل .
هـ - الحماسة المغربية : جمعها يوسف بن محمد البياسي في تونس سنة 64هـ/ 1248م .
و-الحماسة البصرية : جمعها صدر الدين علي بن الفرج البصري، وقدمها سنة 467هـ/ 1249م إلى الملك الناصر أمير حلب. وفي دار الكتب المصرية مخطوطتان منها. ودواوين الحماسة على العموم، يظهر فيها بوضوح الميل إلى المقطعات القصيرة، والاختيار فيها من أشعار شعراء غير مشهورين في الغالب، وكثيرًا ما نجد قطعًا مختارة أصحابها مجهولون لجامع الديوان. وهي تضم معاني وأغراضًا كثيرة مختلفة غير الحماسة. وإنما سميت كلها بهذا الاسم مجاراة لديوان الحماسة لأبي تمام الذي كان أولها وأسبقها، وهذا كما أشرنا سابقا، سمي بهذا الاسم؛ لأن الباب الأول فيه كان باب الحماسة، وهو أطول الأبواب فغلب اسمه على كل الكتاب، وظاهر أن الغرض الأساسي من هذه الاختيارات كان أدبيًّا وخلقيًّا، يظهر كذلك أن جامعي هذه المختارات، كانوا يقصدون إبعاد السآمة والملل عن القارئ، فجعلوا المختارات مقطعات صغيرة في مواضيع مختلفة، كما لم ينسوا جانب الفكاهة فيها، فضمنوها بعض الطرائف والملح، ليشيعوا فيها جو المرح والمتعة، ولا يتجلى ذلك بوضوح في حماسة أبي تمام، ولم يعن أصحابها بالرواية والسند فلم يهتموا بالتعريف بمصادرهم، وتوثيق ما يذكرون، ومن ثم فقيمة هذه الدواوين أدبية أكثر منها تاريخية, ويعود الفضل إلى دواوين الحماسة في التعريف بكثير من الشعراء. الذين لولا هذه الدواوين، لظلوا مجهولين، وقد بينت هذه الدواوين بوضوح تام كثرة الشعراء العرب في العصر الجاهلي. والحق أن المجموعات والمختارات التي تحدثنا عنها، تعتبر من مصادر الشعر الجاهلي المهمة فقد جمعت كثيرًا من القصائد الطوال بأجمعها، وعددًا كبيرًا من القطع القصيرة التي تحتوي على المعاني السامية، والعواطف النبيلة، والصور الرائعة, وهي في مجموعها لو درست دراسة شاملة، لأعطت صورة واضحة عن العصر الجاهلي، كما أنها حفظت لنا أسماء كثير من الشعراء لولاها لضاعوا في زوايا النسيان والإهمال. ويبدو أن أصحاب الاختيارات القصيرة، رأوا أن هناك كثيرًا من المجموعات اهتم جامعوها بالقصائد الطوال. وكأنهم أحسوا أن ذلك ربما كان مدعاة للسأم أو الملل أو انصراف القارئ عنها فأحبوا أن يجددوا في الاختيارات، مع تنويعها وتخليد ذوي المواهب الذين لم يتح لهم من الشهرة والذيوع ما أتيح لأصحاب الطوال المعروفات. فاكتفوا بالبيت الواحد، أو الأبيات المعدودات في كل مقطعة، وأكثروا من ذلك. وبذلك أصبحت مجموعات الاختيارات كلها تتضمن القصائد الطوال والمقطعات القصار، وتضم الشعراء المشهورين والمغمورين، وجميعهم من ذوي المواهب الأدبية، فاكتسب الجميع الشهرة، وكتب لهم الخلود، ووقفنا على انتشار الروح الفنية الأدبية في العصر الذي نحن بصدد دراسته. وحفظت لنا سجلًّا أدبيًّا ممتازًا لذلك العصر. فهي مصدر من مصادر الأدب في العصر الجاهلي أما الدواوين الشعرية للعصر الجاهلي، فهي نوعان: دواوين القبائل، ودواوين الأفراد.




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)