-الاعتـذار:
وقد نشأ هذا الفن تحت ظلال المديح وتفرع عنه ، واتخذ مـن صفات الممدوح مطية له، ويعد النابغة الذبياني المؤسس الأول لهذا الفن بعد خلافه مع النعمان ابن المنذر وقد روى في ذلك أنّ النابغة قد اطلع على عورة الملك النعمان ، ونظم بذلك قصيدة يعرّض فيها بصفات زوجة النعمان ، ومطلعها
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتنــــاولته ، واتّقتـــــــــــــــنا باليد !
مما جعل النعمان ينقم على الشاعر ويهدر دمه فيفر النابغة بإرسال القصائد معتذراً إليه وقد كان الاعتذار قليلًا في شعرهم، ويأتي عادة لإظهار الندم على فعل حدث. أو حال وقعت، ويريد المعتذر أن يبرئ نفسه، لينجو من اللوم، أو يحاول إصلاح الحال، بتفسير أو شرح معقول لها، لكي يرجع الأمور إلى مجراها العادي، وقد ورد في هذا الغرض أبيات لكثير من الشعراء، ولكنه لم يحتل مكانًا هامًّا في شعر كل منهم. وقد حللنا هذه الظاهرة من الناحية الحربية في شعر الحرب. ولم يكن لأحد من الشعراء الجاهليين باع في الاعتذار إلا النابغة الذبياني، فقد أسهب فيه، فاشتهر به، حتى قيل عنه أضاف إلى الشعر فنًّا جديدًا. ويقصدون بذلك فن الاعتذار. كأنه لم يكن موجودًا عند شعراء العرب قبل النابغة الذبياني. وحقيقة لقد أتى فيه النابغة بمعانٍ رائعة، وصورة شعرية جميلة. وكان النابغة يفد إلى المناذرة في الحيرة، وعلى الغساسنة في الشام، ويمدحهم، فيحسنون وفادته ويكرمونه، وكان أكثر ما يفد إلى النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وكان النعمان يقربه حتى جعله نديمه. وظل زمانا لا يفد على الغساسنة، لما كان بينهم وبين المناذرة من التباغض، إلى أن وشى به الواشون إلى النعمان، فغضب النعمان عليه وتوعده، فهرب النابغة إلى قومه في نجد، ثم شخص إلى الغساسنة في الشام ومدحهم. وظل مقيمًا عندهم وفي نفسه استرضاء النعمان، والعودة إلى الحيرة، حتى تمكن من ذلك بواسطة اثنين من بني فزارة. فعاد إلى النعمان، وقدم له اعتذارياته المشهورة. فقد كان ما دب بينه وبين النعمان بن المنذر من سوء تفاهم وقطيعة سببًا في إثارة شاعرية الاعتذار عند النابغة الذبياني، فقال، وأجاد، حتى اعتبره النقاد، مبدع هذا الفن. ومن اعتذارياته قوله :
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشنني ... هراسًا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب
لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولكنني كنت امرءًا لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكم في أموالهم وأقرب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
وإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب
فإن أك مظلومًا فعبد ظلمته ... وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب
فالنابغة يقول للنعمان إن غضبه على النابغة وتوجيه اللوم إليه، يسبب له همًّا وحزنًا وتعبًا، حتى أصبح كالمريض الذي ينام على أشواك، تتجدد من حين إلى حين، ثم يحلف أن ما حدث ليس له أساس من الصحة، وإنما محض كذب وافتراء اختلقه الواشون ليفسدوا ما بينهما. ثم يبين النابغة للنعمان أن ذهابه إلى الغساسنة ليس إلا لشكرهم اعترافًا بالجميل الذي أسدوه إلى النابغة، ومن يشكر صاحب الفضل لا يؤاخذ على شكره، وإنما أنت أيها الملك لا يدانيك ملك آخر. فليس هناك من الملوك من يشبهك أو يناظرك، فأبهتك وعظمتك وسلطانك تغطي على الأخرين، وتخفي معالمهم، كالشمس حينما تسطع تتلاشى أمامها جميع الكواكب. ثم يقول النابغة للنعمان: أرجو ألّا يكون في نفسك غضب علي، كما أدعوك ألا تضمر لي تهديدًا، وإلا كرهني الناس، لأنهم جميعًا يحبونك، ونبذوني. واجتنبوني كأني بعير أجرب قد طلي بالقطران. ويستمر النابغة فيتضرع إلى النعمان قائلًا: إن ما بيني وبينك ليس إلا واحدة من حالتين: إما أن أكون مذنبًا، وإما أن أكون بريئًا. فإن كنت مذنبًا، فأنا بشر. وليس من البشر واحد كامل من جميع النواحي، فلكل إنسان عيوب وهفوات. وأنت أعظم من يعفو عن الذنوب، ويصفح عن الهفوات، فأنت أهل الرضا والإكرام، وإن كنت بريئًا، فلست أنا إلا عبدًا وللسيد حق التصرف في عبده، وأنا راضٍ بسيدي، حبيب إليّ جميع تصرفاته، ولا أبغي إلا رضاه ومسرته. وقال النابغة الذبياني يمدح النعمان ويعتذر إليه. ويهجو مرة بن ربيعة لما وشى به عند النعمان :
عفا ذو حسا من فرتنا فالفوارع ... فجنبا أريك فالتلاع الدوافع
توهمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع
فكفكفت مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامع
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع
وقد حال هم دون ذلك شاغل ... مكان الشغاف تبتغيه الأصابع
وعيد أبي قابوس في غير كنهه ... أتاني ودوني راكس والضواجع
فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع
تناذرها الراقون من سوء سمها ... تطلقه طورا وطورا تراجع
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع
مقالة أن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلا على الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تجادع
أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة ... له من عدو مثل ذلك شافع
أتاك بقول هلهل النسج كاذب ... ولم يأت بالحق الذي هو ناصح
أتاك بقول لم أكن لأقوله ... ولو كبلت في ساعدي الجوامع
حلفت ولم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
بمصطحبات من لصاف وثيرة ... يزرن إلالًا سيرهن التدافع
سمامًا تباري الريح خوصًا عيونها ... لهن رزايا بالطريق ودائع
عليهن شعث عامدون لحجهم ... فهن كأطراف الحني خواضع
لكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع
فإن كنت لا ذو الضغن عني مكذب ... ولا حلفي على البراءة نافع
ولا أنا مأمون بشيء أقوله ... وأنت بأمر لا محالة واقع
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المتنأى عنك واسع
خطاطيف حجن في حبال متينة ... تمد بها أيد إليك نوازع
أتوعد عبدًا لم يخنك أمانة ... ويترك عبد ظالم وهو ظالع
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع
أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر معروف ولا العرف ضائع
وتسقى إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في حافاتها المسك كانع وكان الصبر في القتال والنصر في الحروب من أعظم مفاخر العرب في الجاهلية. ولا سيما إذا كان الشاعر المفتخر من الفرسان، من ذلك مثلًا ما حدث يوم فيف الريح. وكان بين بني عامر بن صعصعة قوم عامر بن الطفيل، ذلك الشاعر الفارس. وبين بني الحارث بن كعب، حيث جمعت قبائل شتى، منهم زبيد وسعد العشيرة ومراد ونهد وخثعم وشهران، وأقبلوا يريدون بني عامر وهم ينتجعون مكانًا يقال له فيف الريح. فاقتتلوا، وكان عامر بن الطفيل يتعهد الناس، فيقول: يا فلان ما رأيتك فعلت شيئًا. فمن أبلى فليرني سيفه أو رمحه. فانتهز الفرصة رجل من أعدائه بني الحارث اسمه مسهر. فقال: يا أبا علي، انظر إلى ما صنعت بالقوم. انظر إلى رمحي وسناني، فلما أقبل عامر لينظر وجأه مسهر بالرمح في وجنته ففلقها وانشقت عين عامر. ثم افترقوا، فقال في ذلك عامر بن الطفيل:
لقد علمت عليا هوازن أنني ... أنا الفارس الحامي حقيقة جعفر
وقد علم المزنوق أني أكره ... على جمعهم كر المنيح المشهر
إذا ازور من وقع الرماح زجرته ... وقلت له: ارجع مقبلا غير مدبر
وأنبأته أن الفرار خزاية ... على المرء ما لم يبل جهدًا ويعذر
ألست ترى أرماحهم فيَّ شرعا ... وأنت حصان ماجد العرق فاصبر
لعمري وما عمري على بهين ... لقد شان حر الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرًا ... جبانًا، فما عذري لدى كل محضر
وما رمت حتى بل نحري وصدره ... نجيع كهداب الدمقس المسير
أقول لنفس لا يجاد بمثلها ... أقلي المراح إنني غير مقصر
فلو كان جمع مثلنا لم نبالهم ... ولكن أتينا أسرة ذات مفخر
فجاءوا بشهران العريضة كلها ... وأكلب طرًّا في لباس السنور
وهكذا كان الأبطال يثبتون في ميادين القتال ويصمدون في مواجهة الخطر، ولا يولون الأدبار خشية الخزي والعار، وإذا حدث من المقاتل تصرف اضطرته إليه ظروف حرجة. قاسية، فإنه -اعتذارًا عما وقع- كان يسرع إلى بيان الأسباب التي دعته إلى ذلك، بما يحفظ عليه كرامته وهيبته. ومن أطرف ما ورد في الاعتذار عن القرار -وهو أقرب ما يكون إلى الفكاهة والنوادر- أبيات تنسب إلى وعلة الجرمي، يقول فيها:
فدى لكما رجلي أمي وخالتي ... غداة الكلاب إذ تحز الدوابر
نجوت نجاء لم ير الناس مثله ... كأني عقاب عند تيمن كاسر
خدارية سفعاء لبد ريشها ... من الطل يوم ذو أهاضيب ماطر
كأنا وقد حالت حذنة دوننا ... نعام تلاه فارس متواتر
فمن يك يرجو في تميم هوادة ... فليس لجرم في تميم أواصر
ولما سمعت الخيل تدعو مقاعسًا ... تطالعني من ثغرة النحر جائر
فإن أستطع لا تلتبس بي مقاعس ... ولا يرني مبداهم والمحاضر
ولا تك لي حدادة مضرية ... إذا ما غدت قوت العيال تبادر
يقول لي النهدي: إنك مردفي ... وكيف رداف الفل. أمك عابر
يذكرني بالرحم بيني وبينه ... وقد كان في نهد وجرم تدابر
ولما رأيت الخيل تتري أثائجًا ... علمت بأن اليوم أحمس فاجر
فهو يصف سرعته الفائقة في الهرب فرارًا من خطر محدق مؤكد خشية أن يقع أسيرًا في أيدي قوم فيهم خسة. ولا يملكون قوت يومهم. إن أبيات الاعتذار في الشعر الجاهلي قليلة بالنسبة إلى غيره من الأغراض الأخرى. فما السبب؟ أكان ذلك لقلة دواعي الاعتذار، بمعنى: إنه لم يكن يحدث ما يستوجب الاعتذار إلا قليلًا؟ ربما كان ذلك غير صحيح إذ لا شك أن كل إنسان عرضة للخطأ والوقوع في أمور تستحق الاعتذار أم كان ذلك لأن جميع من ارتكبوا خطأ أو قصروا لم يكونوا شعراء؟ إن ذلك صحيح. ولكن لم يرد لجميع الشعراء اعتذار. أم يكون ذلك لأن الجاهلي -شاعرًا كان أم غير شاعر- كان يعتز بنفسه، ويعجب بها، ويجب أن يشاع عنه القوة والكمال والصواب والبعد عن الخطأ على الدوام، فلم يرض أن يسجل على نفسه اعترافًا بالتقصير في حادثة ما؟ قد يكون ذلك قريبًا من المعقول، خصوصًا إذا علمنا أن الشعر كان كثير التداول، سريع الانتقال. كما كان يعتبر سجلًّا خالدًا لحوادثهم.. ومن الطبيعي ألا يحفل الإنسان بتسجيل نقيصة على نفسه في أي شيء. ويلاحظ أن الشاعر ما كان يعتذر عن شيء وقع منه إلا تحت ضغط ظروف قاهرة، فالمعتذر كان في الغالب يفعل ذلك ردًّا على عدو منتصر يفتخر، أو هاجٍ، أو لائم في حادثة كثر الحديث عنها، رغبة منه في الدفاع عن شرفه، أو المحافظة على كرامته، أو كرامة قومه. وأكثر الاعتذار الحقيقي في مجال الحروب والقتال جاء من قوم اشتهروا بالبطولة الفائقة والشجاعة النادرة كعامر بن الطفيل، ودريد بن الصمة، وعبيد بن الأبرص، وقد يكون ذلك راجعًا إلى اعتماد هؤلاء، وأمثالهم على ما لهم من شهرة حربية، وشيوع خبرتهم بالقتال، كأن بطولتهم أمكن وأرسخ من أن تزعزعها أمثال هذه الحوادث التافهة النادرة على أنهم في كثير من الأحيان كان ينسبونها للحظ، أو القدر، أو شيء خارج عن طوق إرادتهم، كأن الواحد منهم كان يبغي ألا يؤاخذ على شيء لم يكن في مقدوره. وكانت أبيات الاعتذار من الأبطال المشهورين يصحبها في العادة، فخر بأمجاد حربية سابقة، وتهديد للعدو بحرب شعواء. كأن المعتذرين كانوا يقصدون أن يبرهنوا على أنهم ليسوا ضعفاء ولا جبناء. وأنهم واثقون من أنفسهم، معتمدون على قوتهم وبأسهم مما سيكون له أعنف الآثار في الأعداء. كما كان الاعتذار في بعض الأحيان يتضمن هجاء يجمع مساوئ العدو. رغبة في إضعاف الروح المعنوية للأعداء والتقليل من شأنهم. أما اعتذاريات من عاش على التكسب بشعره في المدح كالنابغة الذبياني، فواضح فيها العبودية والذلة وإن حفلت بتفتيق المعاني وتنويع الصور.
يقول النابغة معتذراً :
فبت كأنـي ساورتني ضئيلـة من الرّقش في أنيابـها السمّ ناقع
فإنــك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع
وقـد كان الشاعر بشر بن أبي حازم قد اعتذر مـن أوس بن حارثة الطائي بعـد أن هجاه الأول وأهدر دمه فاعتذر الشاعر عندما وقع في يده أسيراً :
وإني لراج منك يا أوس نعمة وإني لأخرى منـك يا أوس راهب
فهل ينفعني اليوم إن قلت إنني سأشكر إن أنعمت والشكر واجب

وقد تميز الاعتذار بما يلي :
1-تداخل عاطفة الخوف والشكر والرجاء .
2-التلطف والتذلل والاسترحام .
3-إظهار الحرص على المودة .
7-الرثاء:
وهـو فن لا يختلف مـن المديح إلا بكون الممدوح ميتاً اللهم إلا أن ذكر صفات المرثي الحميدة تقترن بالحزن والأسى واللوعة على افتقاده، ولو رحنا نستعرض المراثي الجاهلية لوجدنا أن الشعراء قـد رثوا أشخاصاً يتميزون بالسيادة أو بالقرى ، فالخنساء قـد رثت أخاها صخرا حيث قالت :
وإنّ صخراً لتأتم الهداة بــه كأنـه علـمٌ فـي رأسـه نار
كما أنا نجد أبا ذؤيب الهذلي يرثي أولاده الذين فقدهم ، فيقول :
أمن المنون وريبها تتوجــع والدهر ليس بمعتب من يجزعُ
كما أن المهلهل قد رثى أخاه كليبا الذي قتله جساس المري في حرب البسوس حيث يقول:
دعـوتك يا كليب فلم تجبني وكيف يجيبنـي البلــدالقفارُ
سقاك الغيث إنك كنت غيثاً ويسراً حين يلتمس اليسـارُ
ويتسم الرثاء عند الجاهليين بما يلي :
1-التفجع على فقدان المرثي .
2-اتصاف المرثي بالبطولة كما في قول الخنساء" حمّال ألوية، هبّـاط أودية "
3-اتصافه بالقيادة كما في قول الخنساء " للجيش جرّار" .
4-اتصافه بالسيادة وقت الأمن : كما في قول الخنساء " وإن صخراً لوالينا وسيدنا
5-اتصافه بالكرم في أيام الشتاء . كما في قول الخنساء :
(وإن صخرا إذا نشتو لنحار)
يقول دريد بن الصمة راثياً أخاه : لئن يك عبد الله خلا مكانه فما كان وقافاً ولا طائش اليد
أما رثاء الشعراء الصعاليك فقـد اتسم بالغضب والثورة وطلب الثأر كمـا صنـع الشاعر الصعلوك تأبط شراً :
إن بالشـعب الذي دون سلع لقتيـلاً دمــه مـا يطـلّ
خلّف العبء عليّ ثم ولّــى أنــا بالعبء لـه مسـتقل
ووراء الثأر مني ابن أخــت مصقع عقـــدته ما تحـل
والرثاء يبعث الحزن والأسى وكان الحزن يبدو على الشعراء واضحًا حينما يفقدون عزيزا -وكل أفراد العشيرة عزيز- فتتحرك الشاعرية، وتعبر عن الأسى العميق الذي عمهم والخسارة الفادحة التي نزلت بهم وبغيرهم ممن كان الفقيد ملاذًا لهم. من ذلك، ما ورد لسعدى بنت الشمردل الجهنية في رثاء أخيها.
أسعد الذي قتلته بهز من بني سليم بن منصور، إذ تقول
فلتبك أسعد فتية بسباسب ... أقووا وأصبح زادهم يتمزع
جاد ابن مجدعة الكمي بنفسه ... ولقد يرى أن المكر لأشنع
ويلمه رجلا يليذ بظهره ... إبلا، ونسال الفيافي أروع
يرد المياه حضيرة ونفيضة ... ورد القطاة إذا اسمأل التبع
وبه إلى أخرى الصحاب تلفت ... وبه إلى المكروب جري زعزع
ويكبر القدح العنود ويعتلي ... بألى الصحاب إذا أصات الوعوع
سباق عادية وهادي سرية ... ومقاتل بطل وداع مسقع
ذهبت به بهز فأصبح جدها ... يعلو، وأصبح جد قومي يخشع
أجعلت أسعد للرماح دريئة ... هبلتك أمك أي جرد ترقع
يا مطعم الركب الجياع إذا هم ... حثوا المطي إلى العلا وتسرعوا
وتجاهدوا سيرا فبعض مطيهم ... حسرى مخلفة وبعض ظلع
جواب أودية بغير صحابة ... كشاف داوي الظلام مشيع
إن تأته بعد الهدوء لحاجة ... تدعو يجبك لها نجيب أروع
متحلب الكفين أميث بارع ... أنف طوال الساعدين سميدع
سمح إذا ما الشول حارد رسلها ... واستروح المرق النساء الجوع
فوددت لو قبلت بأسعد فدية ... مما يضن به المصاب الموجع
وهي بعد التعبير عن حزنها العميق لفقدها أخاها تبكي صفاته وأخلاقه وعاداته، وكلها من المثل العليا التي كان العربي الجاهلي يعتز بها. وكان الأسى يثير الشجون عندما تهيج ذكريات من فقدتهم القبيلة، فيرثي الشاعر حينئذ هؤلاء الأبطال الكرام من قومه. ومن أمثلة ذلك ما جاء لأبي دؤاد الإيادي إذ يقول:
لا أعد الإقتار عدمًا ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام
من رجال من الأقارب فادوا ... من حذاق هم الرؤوس العظام
فهم للملائمين أناة ... وعرام إذا يراد العرام
وسماح لدى السنين إذا ما ... قحط القطر، واستقل الرهام
ورجال أبوهم وأبي عمـ ... ـرو وكعب، بيض الوجوه حسام
وشباب كأنهم أُسْد غيل ... خالطت فرط حدهم أحلام
وكهول بنى لهم أولوهم ... مأثرات يهابها الأقوام
سلط الدهر، والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام
وكذا كم مصير كل أناس ... سوف، حقًّا تبليهم الأيام
فعلى إثرهم تساقط نفسي ... حسرات وذكرات لي سقام
وكان عبد يغوث بن الحرث قائد قومه يوم الكلاب الثاني، فأسر وأراد أن يفدي نفسه، فأبت تميم إلا أن تقتله بالنعمان بن جساس، ولما لم يجد بدًّا من القتل طلب إليهم أن يطلقوا لسانه ليذم أصحابه، وينوح على نفسه، وأن يقتلوه قتلة كريمة، فأجابوه إلى طلبه، وسقوه الخمر، وقطعوا له عرقًا يقال له الأكحل، وتركوه ينزف حتى مات، وحين جهز للقتل قال قصيدة تحدث فيها عن نفسه بأشياء كثيرة، من بينها فخره بشجاعته وكرمه وبراعته في الطعن والقتال، ومنها :
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم خير ولا ليا
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل، وما لومي أخي من شماليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا.
أبا كرب والأيهمين كليهما ... وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا
جزى الله قومي بالكلاب ملامة ... صريحهم والآخرين المواليا
ولو شئت نجتني من الخيل نهدة ... ترى خلفها الحو الجياد تواليا
ولكنني أحمي ذمار أبيكم ... وكان الرماح يختطفن المحاميا
فإن تقتلوني تقتلوا بي سيدًا ... وإن تطلقوني تحربوني بمالي
أحقا عباد الله أن لست سامعًا ... نشيد الرعاء المعزبين المتاليا
وقد علمت عرسي مليكة أنني ... أنا الليث معدوًّا عليه وعاديا
وقد كنت نحار الجزور ومعمل الـ ... ـمطي وأمضي حيث لا حي ماضيا
وأنحر للشرب الكرام مطيتي ... وأصدع بين القينتين ردائيا
وكنت إذا ما الخيل شمصها القنا ... لبيقا بتصريف القناة بنانيا
وعادية سوم الجراد وزعتها ... بكفي وقد انحوا إليَّ العواليا
كأني لم أركب جوادًا ولم أقل ... لخيلي كري نفِّسي عن رجاليا.
وقال دريد بن الصمة في كثرة القتلى من قومه :
تقول ألا تبكي أخاك وقد أرى ... مكان البكا لكن بنيت على الصبر
فقلت أعبد الله أبكى أم الذي ... له الجدث الأعلى قتيل أبي بكر
وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... وعز المصاب حثو قبر على قبر
أبى القتل إلا آل صمة أنهم ... أبوا غيره والقدر يجري إلى القدر
فإما ترينا لا تزال دماؤنا ... لدى واتر يسعى بها آخر الدهر
فإنا للحم السيف غير نكيرة ... ونلحمه حينًا وليس بذي نكر
يغار علينا واترين فيشتفى ... بنا إن أصبنا أو نغير على وتر
قسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا ... فما ينقضي إلا ونحن على شطر
وقال دريد بين الصمة يرثي أخاه:
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا ... فقلت أعبد الله ذلكم الردي
فجئت إليه والرماح تنوشه ... كوقع الصياصي في النسيج الممدد
وكنت كذات البو ريعت فأقبلتْ ... إلى جلد من مسك سقب مقدد
فطاعنت عنه الخيل حتى تنفست ... وحتى علاني حالك اللون أسودي
قتال امرئ آسى أخاه بنفسه ... ويعلم أن المرء غير مخلد
فإن يك عبد الله خلى مكانه ... فما كان وقافًا ولا طائش اليد
كميش الإزار خارج نصف ساقه ... بعيد من الآفات طلاع أنجد
قليل التشكي للمصيبات حافظ ... من اليوم أعقاب الأحاديث في غد
تراه خميص البطن والزاد حاضر ... عتيد ويعدو في القميص المقدد
وأن مسه الإقواء والجهد زاده ... سماحًا وإتلافًا لما كان في اليد
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل ابعد
وقال النابغة الذبياني يرثي النعمان بن الحارث بن أبي شمر الغساني
فلا يهنئ الأعداء مصرع ملكهم ... وما عنقت منه تميم ووائل
وكان لهم ربعية يحذرونها ... إذا خضخضت ماء السماء القبائل
يسير بها النعمان تغلي قدوره ... تجيش بأسباب المنايا المراجل
يقول رجال يجلهون خليقتي ... لعل زيادا لا أبا لك غافل
أبي غفلة أني إذا ما ذكرته ... تحرك داء في فؤادي داخل
وإن تلادي إن ذكرت وشكًّتي ... ومهري وما ضمت إلي الأنامل
حباؤك والعيس العتاق كأنها ... هجان المها تحدى عليها الرحائل
فإن كنت قد ودعت غير مذمم ... أَواسي ملك ثبتتها الأوائل
فلا تبعدن إن المنية منهل ... وكل امرئ يوما به الحال زائل
فما كان بين الخير لو جاء سالمًا ... أبو حجر إلا ليال قلائل
فإن تحي لا أملل حياتي وإن تمت ... فما في حياة بعد موتك طائل
فآب مصلوه بعين جلية ... وغودر بالجولان حزم ونائل
سقى الغيث قبرا بين بصرى وجاسم ... بغيث من الوسمي قطر ووابل
ولا زال ريحان ومسك وعنبر ... على منتهاه ديمة ثم هاطل
وينبت حوذانًا وعوفًا منورًا ... سأتبعه من خير ما قال قائل
بكى حارث الجولان من فقد ربه ... وحوران منه موحش متضائل
قعودًا له غسان يرجون أوبه ... وترك ورهط الأعجمين ووائل
فالنابغة هنا يذكر الفقيد بالفضل ويعترف له بالجميل ويدعو له بالخير، فتحدث عن أمجاده وشجاعته وبطشه بالأعداء، وأقر له بالأفضال الكثيرة التي أسبغها على الشاعر، فقال: إن أمواله وأسلحته وخيله وكل ما يملكه، هي من عطايا الفقيد، وأنه لو سلم من الموت لعم خيره وفضله جميع الناس، فكانت حياته حياة للآخرين وسعادة لهم، وبموته تصبح الحياة لا خير فيها. ولئن كان قد مات عن ملك ورثه عن آبائه، فلقد ذهب محمودًا مرضيًّا عنه من الجميع، وقد بكاه الناس، وأصبحت الدنيا موحشة بعده، وختم الحديث بالدعاء للمكان الذي دفن فيه بدوام الخصب وطيب الثرى. ويتضح من شعر الرثاء أنه كان يتضمن الحديث عن مناقب الفقيد، وما كان يتحلى به من البطولة والشهامة والكرم والجود وما سجله من مآثر خالدات، ثم وصف مشاعر القوم نحو فقده. ويلاحظ أن رثاء المقتول في الأخذ بالثأر كان أشد وأقوى من رثاء غيره، كأن شعور القوم نحوه أنه صد الخطر عنهم بنفسه، ففضله لا ينسى، ويستحق أن يخلد. وكثيرًا ما كان الشعراء في هذا المقام يقارنون بين القتيل الأول ومن قتل في الأخذ بثأر هذا القتيل، وكانوا بطبيعة الحال يفضلون الثاني على الأول. من ذلك مثلًا ما قاله عنترة العبسي حين قتلت بنو العشراء من مازن قرواشًا العبسي. وكان قرواش قتل حذيفة بن بدر الفزاري، فلما أسرته بنو مازن قتلته بحذيفة، فقال عنترة العبسي في ذلك
هديكم خير، أبا من أبيكم ... أعف، وأوفى بالجوار، وأحمد
وأطعن في الهيجا إذا الخيل صدها ... غداة الصباح السمهري المقصد
وكثيرًا ما يجمع الشاعر في قصيدته رثاء لأكثر من شخص واحد. فيعدد أسماء الذين قتلوا من قومه. وإن لم يكونوا قد قتلوا كلهم في معركة واحدة380. وهذا يوحي بأن ذكرى الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الشرف والكرامة ما كانت لتغيب عنهم، بل كانت دائمًا ماثلة أمامهم، وحاضرة في مخيلتهم. ويتحينون الفرص الملائمة للحديث عنها والإشادة بها. وهكذا نرى في شعر الرثاء، أن الشعراء كانوا يذكرون ما كان لهؤلاء الذين فقدوا من صفات عالية، وأخلاق كريمة، ومفاخر عظيمة، وأعمال جليلة، ويشيدون بما كان لهم من مودة ووفاء مع الأصدقاء، وشدة وبأس مع الأعداء، وجود وسخاء في أوقات الشدة والجدب، وقوة تثير الرعب والهلع، وعقول واسعة، وآراء سديدة. وما لهم من آثار لا تنسى، وهذه المعاني -سواء في الرثاء الفردي أو الجماعي- هي مما كان يتردد في أشعار الفخر والمدح. وبالموازنة بين الأشعار التي جاءت في الأغراض الثلاثة. الفخر والمدح والرثاء يتبين ما يأتي: تشترك الأغراض الثلاثة في تمجيد الشجاعة، والحزم والاتزان، والإباء. والدفاع عن الحمى والشرف، وتأمين الخائف، وإجابة المستغيث. والوفاء بالعهد، والخبرة بالحرب والقتال. والجود والسخاء والتضحية ومد يد العون للمحتاجين. وبما أن الفخر والمدح يكونان لأشخاص أحياء، بعكس الرثاء فهو لميت، فقد أكثر الشعراء في الأولين من ترديد الصفات التي توحي بالقوة وتبعث الرهبة والخوف في قلوب الأعداء، كتمام الاستعداد، وكمال القوة الحربية، وواسع الخبرة الحربية، وجودة الخيل والأسلحة التي يملكها المفتخرون والممدوحون. والإكثار من الغارات. أما في الرثاء فقد اهتموا بالصفات التي تصور القتيل بأنه كان بطلًا عظيمًا: ملاذًا لقومه، وملجأً للمضطرين. ولا نظير له بحيث لا يوفي به قتيل. ولعل ذلك كان لاستثارة شعور القوم للأخذ بثأره عن طريق غير مباشر. وكل المعاني التي قيلت في الفخر، قيلت كذلك في المدح، إلا أن المداحين المحترفين زادوا عليها. ووسعوا فيها: فشن الغارات وقيادتها زيد عليه بأن جعلت الغارات كل عام، وتشن في زمن الشدة. ويطول زمنها، فيوصل الشتاء بالربيع، ويمتد خطرها فتوغل في الجهات النائية حتى تستولي على إبل العزاب، وغنائمها كثيرة، يعم خيرها حتى تجعل الفقراء المعدمين من ذوي الثراء العريض، والخيل في الغارات لا تبذل مجهودًا كبيرًا فحسب، بل تنهك قواها. فتغزو سمانا، ثم تعود خوص العيون، هزيلة تلقى أفلاءها في الطريق، والبطل الممدوح ليس شجاعًا فقط، أو كالليث العادي، بل ليث صفته كذا وكذا، وجيوش الممدوحين ليست قوية فقط، بل نصرها محقق مؤكد، وأسلحتهم ليست حادة فحسب: بل ذت تاريخ مجيد، تغوص في اللحم. وتقطع العظام، وتكسر الجماجم، وتتعدى الأجسام إلى الصخور فتفتتها، وتطير منها الشرر، فالمبالغة لدى محترفي المدح ظاهرة واضحة. ليس هناك فرق كبير بين المدح والفخر في شعر القوم الذين لم يتخصصوا في المدح، فشعرهم في الحالتين يكاد يكون واحدًا لولا أن الفخر إشادة بفضائل النفس. والمدح تمجيد لفضائل الآخرين. فشعر هؤلاء في هاتين الناحيتين عادي. بل إننا نلمس أن شعرهم في المدح قد يقل في المستوى عن شعرهم في الفخر، فإذا رجعنا مثلًا إلى قصيدة عامر بن الطفيل التي يمدح فيها بني الحرث بن كعب نجد أن مستواها أقل من مستوى شعره في الفخر. أما الذين تخصصوا في المدح، فالحال عندهم مختلفة، يرتفع مستوى مدحهم عن مستوى فخرهم. فهم في المدح يولدون الأفكار، ويبالغون ويتأنقون في طريقة العرض. وباعهم في الفخر، على العموم، قصير، وليس لهم فيه إلا أبيات قليلة. في حين أننا نجد دواوينهم تكاد تغص بشعر المدح: على أن ما ورد لهم من شعر في الفخر، يقل في مستواه عن مستوى الفخر لدى غيرهم من الشعراء. وهذا يدلنا على أن الخبرة وكثرة المران في ناحية معينة، لهما أثر كبير في تقوية الموهبة في هذه الناحية. هذا، ولا يغيب عن خاطرنا أثر المنح والمكافآت في شحذ العقل وإعمال التفكير. ولكن أليس الوازع القبلي يفوق الوازع المادي أو يعادله على الأقل؟ إنا نشك في صحة هذا المقياس لدى قوم مثل هؤلاء الشعراء الذين اختلطوا بغير قومهم من الرؤساء والعظماء وانقطعوا لهم، فاجتذبتهم مخالطة هؤلاء وأغرتهم المادة، وانسلخوا من البادية. فقلت لديهم العاطفة القبلية التي يقويها اعتماد الفرد على القبلية، وارتكانه على دفاعها عنه، وحمايتها له. فهؤلاء المداحون ارتموا في أحضان بعض العظماء الذين كفلوا لهم متعة الحياة، ونعمة الراحة في سعة ورغد دون مشقة أو كد، فلا عجب حينئذ أن ينقطع الشاعر من هؤلاء لولي نعمته، ويخصه بشعره، حتى إن الواحد منهم كان يفقد رشده، وتظلم الدينا في عينه. ويفقد كل أمل في الحياة إذا غضب عليه الممدوح، ولا عجب كذلك أن تفنن أولئك المداحون في مدحهم، وقصر باعهم في الفخر ببطولة قومهم.


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)