ظاهرة الصعلكة والتشرد في الشعر الجاهلي
أولاً-الصعلكة مفهوم اقتصادي جاهلي
تشكل الصعلكة في العصر الجاهلي ظاهرة شعرية لها شعراؤها وموضوعاتهم المميزة فقد كانت البيئة الجاهلية التي نزلت فيها القبائل العربية غير متساوية في الخصب والجدب ؛ وكذلك كانت الثروة غير موزعة توزيعا عادلا بين القبائل وبين أفراد القبيلة الواحدة مما أفضى إلى وجود طبقتين متنافرتين :
1-طبقة الأغنياء: وهي الطبقة التي استحوذت على الثروة المالية والثروة الحيوانية فكانت في موقع السيادة
2-وطبقة الفقراء المعدمين : ولعل هذا التناقض الصارخ جعل الفقراء يحترفون الغزو لاستخلاص أقواتهم ومعيشتهم وخضوعا لتلك الظروف الاقتصادية كون الصعاليك في الجاهلية ثلاث طبقات (طبقة الفقراء كعروة بن الورد وبعض القبائل الفقيرة مثل هذيل ) و( طبقة الخلغاء مثل حاجز الأسدي وقيس بن الحدادية) و ( وطبقة الأغربة السود مثل تأبط شرا والشنفرى والسليك بن السلكة) وقد جمع بينهم الجوع والضياع والتشرد والتمرد والثورة على المجتمع الجاهلي ، وهكذا فقد كان من من أسباب انتشار حركاتِ الصّعاليك في منطقةِ السرَّاةِ المحيطةِ بمكةَّ وفي قبيلة هُذيل وقوعَها على الطريق التجاري الذي يصل بين اليمن والشام .. مما جعلها ممراً للقوافلِ التجاريّة، وقُربها من مكّةَ المكرمة حيثُ تقامُ ثلاثُ أسواقٍ مشهورةٍ: هي عُكاظُ ومجنّةُ وذو المجاز، مما أتاح الفرصةَ المؤاتيةَ للغارة والغزو والسّلب، ولهذا السبب اضطرَّ التّجَار في مناطق هذه الأسواق إلى أن يتخفّروا بالقبائل القويّة التي تنزلُها. وكان لهذه الأسواقِ من ناحيةِ أخرى أثرٌ في حياةِ الصّعاليك، ففيها أو في بعضِها على الأقلّ، كانت تجري تجارةٌ رائجةٌ، هي تجارةُ الرقيق، وكانت هذه التجارةُ سبباً في نشأةِ طبقةِ الأغربةِ في المجتمع الجاهلّي التي أمدَّتْ حركة الصّعلكة بمجموعة كبيرةٍ من صعاليك العرب. وقد عرفتْ تلكَ الأسواقُ لوناً من النّشاط الاجتماعيّ كان له أثرٌ في حركة الصّعلكة، وهي ظاهرةُ .. الخلعِ، أي (تبرّؤ القبيلةِ من أحدِ أفرادها)، وكان الخلعُ يتّخذُ صورةَ إعلانٍ رسميّ يُذاعُ على الناسِ في المواسمِ والأسواقِ وهؤلاء الخُلعاءُ كانوا يمدّون حركةَ الصّعلكة أيضاً بمجموعةٍ كبيرةٍ من صعاليك العرب. ويشيرُ المؤرّخون إلى أهميّة مكة في النشاط التجاري آنذاك، فقد أصبح عربُ الحجازِ أصحابَ التّجارة بعدَ ضعفِ المماليك الحميريّة في اليمن، وأصبحتْ مكّةُ المكرمة قبلَ القرنِ الخامسِ الميلاديّ محطةً للقوافلِ تمرُّ بها وهي راجعةٌ من جنوب الجزيرةِ تحملُ بضائعَ الهند واليمن إلى سورية وفلسطين ومصر، وقد سيطر على أهل مكّة المكرمة روحُ تجاريّ نشط، فاشتعلت في نفسِ كلِّ منهم حُمّى تدفعه للعملِ والمالِ والمضاربات التّجارية، وقد أحدثّ هذا النشاطُ التجاريُّ نوعاً من الخلل في التوازن الاقتصاديّ، نشأت عنه طبقة من الصعاليك المعوزين ممن تخلّفوا عن القافلة، ونحّاهم التيارُ التجاريّ الجارفُ جانباً، وكان عددُ أفرادِ هذه الطبقة في مكّة المكرمة كبيراً جداً إذا قيس بعددِ أصحابِ الثروةِ فيها، وكان حقُّ التشريع محصوراً في أيدي الأغنياء، فكانوا يسنُّون من الشرائع ما كان يوافقُ مصلحتهم، ويستغلّون الفقراء الذين كانوا يعيشونَ في بيوتِ ومضارب حقيرةٍ في شِعابِ البلدة وأطرافها البعيدة. ويستدينون من أصحابِ المال برباً فاحشٍ، ولولا ذلك ما حمل القرآن الكريمُ على الرِّبا والمُرابين الذين كانوا يتلاعبون بالدُّيون بأن يؤخروا آجالها، ويقدّموها أو يضيفوا إليها. وكانت مكّةُ المكرمة في الجاهلية حرماً مقدّساً ((لا ظُلمَ ولا بغي فيها)) نظراً لوجودِ الكعبة المشرفة فيها، فهي مدينةُ لها نظامُها الاجتماعيّ، ولا تصلحُ أن تكون ميداناً لحركات الصعاليك المتمرّدين، ومن هنا لم يجدوا مفرّاً من الخروج منها إلى البادية الواسعةِ حيث فوضى الحياة، وحيثُ طوائفُ المتشرّدين وقطّاعُ الطُّرق وذؤبانُ الصّحراء، فإذا ما ضاقت بهم الحياةُ فإنّ طريق العودة إلى مكة المكرمة مُيسَّر، وأبوابُ البلدِ الحرامٍ مفتوحةٌ لكلِّ لاجئٍ أو خائفٍ أو طريدٍ (من دخلهُ كان آمناً ومن أحدث في غيره من البُلدان حدثاً ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله). ومن هنا نستطيع أن نفهم السرَّ في كثرةِ الخلعاءِ، من شتّى القبائل فيها، واتخاذهم منها مركزاً يلتقون فيه آمنين على حياتهم من الطّلب. وإذا تركنا المدن التجارية ومضينا إلى البادية، وما يدور فيها من صراعٍ لنتبين موقف أهلها من هذا النشاط التجاري فإننا نجدُ موقفهم قد اختلف تبعاً لمواقعِ قبائلهم من حيثُ قربها من مراكز النّشاط التجاري وطرق القوافل أو بعدها عنها. فمن الطبيعي أن تشارك القبائل التي كانت تنزل على طول الطرق التجارية أو قريباً منها في هذا النشاط التجاري، فكان بعض أفراد هذه القبائل يعملون أدلاء لها نظيرَ أجرٍ يتقاضونه، وإلى جانب هؤلاء الأدلاء كانت القوافل التجاريةُ تحتاج إلى خفراء أو حُماةٍ يؤمنون سبيلها، ويذودون عنها وحوش الصّحراء ويدفعون عنها ذؤبان العربِ وصعاليكَ الأحياء وأصحابَ الغارات، ذلك لأنّ طرق القوافل كانت معرّضة لغزو القبائل، وسطو شذّاذ الطرق وقطاعها، وبخاصةٍ تلك المناطق التي لم تكن أرض مملكةٍ، وكان من غزّ فيها برزّ، تدين بشريعة القوة، ويسيطر عليها مذهب الحقّ للقوة. فإذا ما تركنا القبائل التي كانت تنزل على الطريق التجارية وتوغّلنا في البادية العربية بعيداً عن النشاط التجاري فإننا نجد ثمة صراعاً بين الفقر والغنى، والمجتمع البدوي يتكوّن من طبقتين اقتصاديتين أساسيتين:
1- طبقة أصحاب الإبل:
2- وطبقة الصعاليك :
وكانت ثروة الأفراد في المجتمع البدوي تقاس بمقدار ما يملكون من الإبل، وإلى جانب هذه الطبقة من أصحاب الإبل التي كانت نعمهُم تملأ الأرض وجدت طبقة من الصعاليك لا تكاد تملك شيئاً، أو كما يقول بعض شعرائها (تجرّ حبلاً ليس فيه بعير)، وكانت حياتهم بائسة حتى ليُضطر بعضهم إلى قتل أولادهم خشية إملاق كما ذكر القرآن الكريم حين نهى الجاهليين عن قتل أولادهم خوفا من الفقر( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ، نحن نرزقهم وإياكم). ومن هُنا لم يكن أمام هؤلاء البدو الفقراء إلاّ أن يعملوا للأغنياء في الرّعي وخدمة الإبل أو يعينون نساءَ الحيّ على حد تعبير عُروةّ بن الورد، فإذا رفضتْ نفوسُهم ممارسة هذه الأعمال وقعوا تحت الحيف. والصعاليك: فئة من الفقراء اتخذوا لأنفسهم طريقة خاصة في حياتهم، فسلكوا سلوكًا له سمات معينة، أهمها: الأنفة والإباء والترفع عن الصغائر والدنايا وحقير الأعمال، معتمدين في حياتهم على القوة والبطش وانتهاز الفرص وخفة الحركة وسرعة الجري والهجوم الخاطف والسلب والنهب والفتك بالأعداء مع الحرص على البر والاهتمام بالمرضى والضعفاء والمحتاجين. وقد صوروا فلسفتهم في الحياة في أشعارهم، من ذلك ما يقوله عروة بن الورد:
لحى الله صعلوكا إذا جن ليله ... مضى في المشاش آلفا كل مجزر
يعد الغنى من دهره كل ليلة ... أصاب قراها من صديق ميسر
قليل التماس المال إلا لنفسه ... إذا هو أضحى كالعريش المحور
ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا ... يحت الحصى عن جنبه المتعفر
يعين نساء الحي ما يستعنه ... فيضحي طليحًا كالبعير المحسر
ولله صعلوك صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور
مطلا على أعدائه يزجرونه ... بساحتهم زجر المنيح المشهر
وإن بعدوا لا يأمنون اقترابه ... تشوف أهل الغائب المتنظر
فذلك إن يلق المنية يلقها ... حميدًا، وإن يستغن يوما فأجدر
فهو يدعو بالقبح واللعنة على الصعلوك الفقير الذي ليس له حظ من المال، فيرضى بالاستكانة والمهانة، ويألف الكسل والخمول، ويكتفي في طعامه بأن يبحث في المهملات عن عظام اللحوم الملقاة المهملة فيأكل ما عليها من بقايا، أو يمتص ما بداخلها من نخاع، وإذا جاد عليه صديق بأكلة عد نفسه غنيًّا، ولا يهتم إلا بنفسه فلا يبالي بأولاده ومن عليه أن يعولهم، ويقضي ليله ونهاره في النوم على التراب والحصى، أو في خدمة ربات البيوت إذا تفضلن عليه بتكليفه بتنظيف البيوت، أو قضاء ما يحتجن إليه. لكن لله در هذا الصعلوك الشهم الأبي، فقلة المال في يده لا تؤثر على شخصيته وكرامته، بل إنه عزيز النفس مهاب، بعيد عن الدنايا، فوجهه وضاء، وجبينه مشرق، لما له في قلوب الناس من المهابة، ويحسب الأعداء له ألف حساب وحساب، مهما كانوا منه قريبين أو بعيدين؛ لأنه بطل شجاع، يملأ النفوس رهبة وفزعًا، فمثل هذا أهل للثناء والإعجاب، وهو في حياته ومماته جدير بالاحترام وحسن التقدير. وكان الصعاليك مشهورين بالجري السريع، والهجوم الخاطف، والعراك العنيف، وانتهاز الفرص، وسرعة التصرف، ولكنهم كانوا يتمسكون بكثير من صفات البطولة والشهامة. ومما يمثل سرعة الصعاليك في الجري ما يحكيه تأبط شرًّا عن نفسه حينما أسرته بجيلة ففر هاربا منهم، فكان يجري بسرعة هائلة لا تفوقها إلا سرعة الحصان الجامع أو الطائر الجارح، ثم أتبع ذلك بوجهة نظره في الرجل الكامل الذي يعتمد عليه ويستحق الاحترام والتقدير، فيقول:
إني إذا خلة ضنت بنائلها ... وأمسكت بضعيف الوصل أحذاق
نجوت منها نجاتي من بجيلة إذ ... ألقيت ليلة خبت الرهط أرواقي
ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيكتين لدى معدى ابن براق
كأنما حثحثوا حصًّا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق
لا شيء أسرع مني ليس ذا عذر ... وذا جناح بجنب الريد خفاق
حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي ... بواله من قبيص الشد غيداق
ولا أقول إذا ما خلة صرمت ... يا ويح نفسي من شوق وإشفاق
لكنما عولي إن كنت ذا عول ... على بصير بكسب الحمد سباق
سباق غايات مجد في عشيرته ... مرجع الصوت هدًّا بين أرفاق
عاري الظنابيب، ممتد نواشره ... مدلاج أدهم واهي الماء غساق
حمال ألوية، شهاد أندية ... قوال محكمة، جواب آفاق
فذاك همي وغزوي أستغيث به ... إذا استغثت بضافي الرأس نغاق
يقول تأبط شرا: إذا تنكر صاحبي لواجب الصداقة، وفترت مودته، وانقطعت صلته، فإني أتركه ولا أبقي عليه، وأبعد عنه بسرعة كما فعلت حينما نجوت من بجيلة عندما أثاروا جمعهم ضدي، وركضوا سراعًا ورائي أنا وصاحبي، فكنت أجري بسرعة النعام والظباء، ولم يكن يفوقني في السرعة إلا الحصان الجامح، والطائر الجارح، وكأني في اندفاعي في الجري فاقد العقل، وذلك من سرعة الهرب وقوة الطلب، حتى نجوت ولم يستطيعوا أن يمسوني بأدنى أذى. وليس من عاداتي مطلقًا أن تثيرني قطيعة صاحب لا يعرف حق الصحبة والإخاء. ولكن إذا كان لي أن أعول على أحد، أو أبكي على فقد صداقته، فهو ذلك الرجل الكامل، الخبير بوسائل المجد، السباق إلى العلا والمكارم، الدائم التجوال إلى أقاصي الجهات، الكثير الأسفار في الليالي المظلمة الطوال، ذو العزة والجرأة، وصاحب الكلمة الفاصلة، وحامل اللواء في الحروب والغارات. فما يقوله تأبط شرًّا هنا، إنما هو تصوير للصعلوك وصفاته في نظره. وها هو ذا الشنفرى الأزدي يتحدث عن سياسة الصعاليك وحياتهم، فيقول فيما يسوسهم به رئيسهم:
وأم عيال قد شهدت تقوتهم ... إذا أطعمتهم أَوْتَحَتْ وأقلت
تخاف علينا العيل إن هي أكثرت ... ونحن جياع، أي آل تألت
وما إن بها ضن بما في وعائها ... ولكنها من خيفة الجوع أبقت
مصعلكة لا يقصر الستر دونها ... ولا ترتجى للبيت إن لم تبيت
لها وفضة فيها ثلاثون سيحفًا ... إذا آنست أولى العدي اقشعرت
وتأتي العدي بارزًا نصف ساقها ... تجول كعير العانة المتلفت
إذا فزعوا طارت بأبيض صارم ... ورامت بما في جفرها ثم سلت
حسام كلون الملح صاف حديده ... جراز كأقطاع الغدير المنعت
تراها كأذناب الحسيل صوادرًا ... وقد نهلت من الدماء وعلت
يقول الشنفرى: إن ولي أمرنا كان يقتر في الطعام، وكثيرًا ما كان يقتصد في توزيعه علينا، وذلك لخشيته من أن يأتي وقت لا نجد فيه قوتًا ونحن جياع، فيالها من سياسة عجيبة!!! إنه لا يفعل ذلك بخلًا منه، أو شحًّا بما لديه علينا، ولكن من خشية الجوع، فقد كان يلي أمر جماعة فقراء ليس لهم مورد رزق ثابت. وهو في منتهى الوضوح والصراحة، ولا يخفي شيئًا من أمره، ولا يستر عنهم أمرًا. وليس لإقامته مكان أو وقت معروف، فهو دائم الكفاح ولا يعرف متى ينتهي ولا إلى أين يعود إلى حين يقرر هو ذلك عندما يقتنع به. وهو كامل السلاح، وجعبته دائمًا عامرة، فإذا أحس خطرًا تهيأ واستعد للقتال والنزال، وإذا أحدق الخطر بدأ يرمي بالسهام، ثم يلتحم بالعدو ويضرب بسيف أبيض صارم، حتى يشفي غلته من دم الأعداء. وفي النهاية يقول عن نفسه:
إذا ما أتتني ميتتي لم أبالها ... ولم تذر خالاتي الدموع وعمتي
ولو لم أرم في أهل بيتي قاعدًا ... إذن جاءني بين العمودين حمتي
وإني لحلو إن أريدت حلاوتي ... ومر إذا نفس العزوف استمرت
أبي لما آبي سريع مباءتي ... إلى كل نفس تنتحى في مسرتي
يقول: لست حريصًا على الحياة، فإذا جاءني الموت فلن أعبأ به، ولن أرضى أن يثير موتي مشاعر أحد حتى ولو كان من أرهف أقاربي شعورًا نحوي فإني أؤمن بأن الموت حتم، ولو أني لم أخرج للكفاح وملاقاة الأخطار، وحبست نفسي في بيتي وبين أهلي فسوف يدركني موتي ولن تستطيع أية قوة أن تبعده عني متى انتهى أجلي. وإني لسهل لطيف لمن يكون معي سهلًا لطيفًا، ومر شديد المرارة لمن عاداني. وإذا أبيت شيئًا تركته ولن يستطيع أحد مهما كان أن يرغمني عليه، وما أسرعني إلى محبة كل من ألمس فيه ميلًا إلى ما يسرني. وشعر الصعاليك في العصر الجاهلي، يرينا كيف كان حال الفقراء، وما كان أكثرهم في ذلك العصر، فتستطيع أن تتبين منه بوضوح، ما كانوا فيه من بؤس، وما كانوا يلاقون من شظف العيش، فقد كانوا يعيشون في أدنى درجات الكفاف، وما كان أسعد بعضهم حينما يجدون لقمة من كريم، أو يكلفون بعمل ولو حقير، ومن ناحية أخرى، يرينا شعر الصعاليك كيف حاولت بعض النفوس منهم في هذه الظروف أن يشقوا طريقهم في الحياة بوسائل القوة والإرهاب.
ثانياَ-الصــعالــيــك مجموعاتهم وتوجهاتهم :
إذا كان مفهوم ومعنى: الصعلوك في اللغة الفقير الذي لا يملك من المال ما يعينه على أعباء الحياة، فإن هذا المفهوم قد تطور ، وأصبح يشكل ظاهرة متميزة ،حيث أخذت هذه اللفظة تدل على من يتجردون للغارات وقطع الطرق وقد قسموا أنفسهم إلى مجموعات . وأهم مجموعات الشعراء الصعاليك :
1- الخلعاء الشذاذ الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جرائرهم مثل حاجز الأزدي وقيس ابن الحدادية وأبي الطحان القيني.
2- أبناء الحبشيات السود، ممن نبذهم آباؤهم ولم يلحقوهم بهم لعار ولادتهم مثل السليك بن السلكة وتأبط شرًّا والشَّنْفَرى، وكانوا يشركون أمهاتهم في سوادهم فسموا هم وأضرابهم باسم أغربة العرب.
3- مجموعة احترفت الصعلكة احترافًا،
أ*- أفرادًا مثل عروة بن الورد العبسي،
ب*- قبيلة برمتها مثل قبيلتي هذيل وفهم اللتين كانتا تنزلان بالقرب من مكة والطائف على التوالي.
وكانت توجهاتهم تتردد في أشعار الصعاليك جميعًا متمثلة بـــ:
1-صيحات الفقر والجوع
2-تموج أنفسهم بثورة عارمة على الأغنياء الأشحاء،
3-ويمتازون بالشجاعة والصبر عند البأس وشدة المراس والمضاء وسرعة العدو؛ حتى ليسمون بالعدائين، وحتى لتضرب الأمثال بهم في شدة العدو؛ فيقال: "أعدى من السليك" و"أعدى من الشنفرى"، وتُروى عنهم أقاصيص كثيرة في هذا الجانب؛ من ذلك ما يقال عن تأبط شرًّا من أنه "كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة؛ فكان ينظر إلى الظباء، فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه، فلا يفوته، حتى يأخذه فيذبحه بسيفه، ثم يشويه فيأكله". وكما كانوا يحسنون العدو كان كثير منهم يحسن ركوب الخيل والإغارة عليها، وكانت أكثر المناطق التي يغيرون عليها مناطق الخصب، وكانوا يرصدون طرق القوافل التجارية وقوافل الحجاج القاصدة إلى مكة، ينتشرون بالقرب من الطائف والمدينة وأطراف اليمن الشمالية
4-نحس عندهم غير قليل من الترفع والشعور بالكرامة في الحياة، ويصور لنا ذلك أبوخراش الهذلي فيقول:
وَإِنّي لَأُثوي الجوعَ حَتّى يَمَلَّني فَيَذهَبَ لَم يَدنَس ثِيابي وَلا جِرمي
وَأَغتَبِق الماءَ القَراحَ فَأَنتَهي إِذا الزادَ أَمسى لِلمُزَلَّجِ ذا طَعمِ
أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ قَد تَعلَمينَهُ وَأوثِرُ غَيري مِن عِيالِكِ بِالطُعمِ
مَخافَةَ أَن أَحيا بِرَغمٍ وَذِلَّةٍ وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ عَلى رَغمِ
5-التعبير عن مثالية خلقية رفيعة لا تقل جمالًا عن مثالية عنترة وعروة بن الورد.
6-تحول الصعلكة في أواخر العصر الجاهلي إلى نظام يشبه نظام الفروسية، تقوم على السلب والنهب؛ ولكنهم كانوا لا يسلبون ولا ينهبون سيدًا كريمًا، وأقرأ في صعاليك هذيل من مثل أبي كبير والأعلم وفي السليك وتأبط شرًّا وغيرهم؛ فستجد للصعلوك مثالبه في الحياة أو على الأقل ستجد من بينهم من يصورون مستوى خلقيًّا رفيعًا من البر، وإن كان ذلك لا يمنع من أن فريقًا منهم عاش سفاحًا لا يرعى عهدًا ولا ذمة. ونقف قليلًا عند أكثرهم دورانًا على الألسنة، وهم تأبط شرًّا والشنفرى وعروة بن الورد. أما تأبط شرًّا فمن قبيلة فهم واسمه ثابت بن جابر بن سفيان ويعد في أغربة العرب؛ إذ كان ابن أمة حبشية سوداء، فورث عنها سوادها، وقيل: بل أمة حرة من فهم تسمى أميمة. أما الشنفرى، فكان من عشيرة الإواس بن الحجر الأزدية اليمنية، فهو قحطاني النسب، ويدل اسمه -ومعناه الغليظ الشفاه- أن دماء حبشية كانت تجري فيه من قبل أمه؛ فهي أمة حبشية، وقد ورث عنها سوادها؛ ولذلك عد في أغربة العرب. ولا نراه ينشأ في قبيلة الأزد، إنما ينشأ في قبيلة فَهْم، ويضطرب الرواة في سبب نزوله مع أمه وأخ له بها، وربما كان أقرب ما يروونه من ذلك أن قبيلته قتلت أباه، فتحولت أمه عنها إلى بني فهم، ومما يرجح ذلك أننا نجده يخص بغزواته بن سلامان الأزديين معلنًا في أشعاره أنه يقتص لنفسه منهم. ويقال
إن الذي روضه على الصعلكة وقطع الطرق تأبط شرًّا؛ فكان يغير معه، حتى صار لا يُقام لسبيله. وأما عروة بن الورد العبسي، وكان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم، ومن ثم كان له دور بارز في حرب داحس والغبراء أما أمه فكانت من نهد من قضاعة، وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ولا خطر، فآذى ذلك نفسه؛ إذ أحس في أعماقه من قبلها بعار لا يمحى يقول:
وما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ سِوى أَنَّ أَخوالي إِذا نُسِبوا نَهدُ
فهي عاره، الذي حلت البلية عليه منه، والذي دفعه دفعًا إلى الثورة على الأغنياء، وهي ثورة كانت مهذبة، إذا لم يتحول إلى سافك دماء ولا إلى متشرد يرود مجاهل الصحراء؛ فقبيلته لم تخلعه، بل ظل ينزل فيها مرموق الجانب لسيرة كانت تروع معاصريه ومن جاؤوا بعدهم، إذ اتخذ من صعلكته بابًا من أبواب المروءة والتعاون الاجتماعي بينه وبين فقراء قبيلته وضعفائها ، ومن أجل ذلك لقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم وضاقت بهم الدنيا. وفي الأغاني "كان عروة بن الورد؛ إذا أصابت الناس سنة -أزمة جدب- شديدة وتركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة، ثم يحفر لهم الأسراب ، ويكنف عليهم الكنف –الحظائر- ويكسبهم. ومن قوي منهم –إما مريض يبرأ من مرضه أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيبًا. حتى إذا أخصب الناس وألْبَنُوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله، وقسم له نصيبه من غنيمة إن كانوا غنموها؛ فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى؛ فلذلك سمي عروة الصعاليك". عروة بذلك كله يعبر عن نفس كبيرة، فهو لا يغزو للغزو والنهب والسلب كالشنفرى وتأبط شرًّا، وإنما يغزو ليعين الهُلَّاك والفقراء والمرضى والمستضعفين من قبيلته، والطريف أنه لم يغرْ على كريم يبذل ماله للناس بل كان يتخير. لغارته من عَرفوا بالشح والبخل ومن لا يمدون يد العون للمحتاج في قبائلهم، فلا يرعون ضعفًا ولا قرابة ولا حقًّا من حقوق أقوامهم؛ وبذلك كله تصبح الصعلكة عنده ضربًا من ضروب النبل الخلقي، وكأنها أصبحت صنوًا للفروسية؛ بل لعلها تتقدمها في هذه الناحية من التضامن الاجتماعي بين الصعلوك والمعوزين في قبيلته. وبلغ عروة من ذلك أنه كان لا يؤثر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه؛ فلهم مثل حظه غزوا معه أو قعد بهم المرض والضعف. وهو يضرب بذلك مثلًا رفيعًا في الرحمة والشفقة والبذل والإيثار.
وكان معاوية يقول: "لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم" أما عبد الملك بن مروان فكان يقول: "من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد" وكان يقول أيضًا: "ما يسرُّني أن أحدًا من العرب ولدني ممن لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:
إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائكَ واحِدُ
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ
أُفَرِّقُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ
وعروة يعبر عن معنى إنساني رفيع؛ إذ تعرض له بعض أصحابه يعيبه بأنه مُضنى هزيل شاحب اللون، فقال له: إنني يشركني كثيرون من العفاة والسائلين ذوي الحاجة في إنائي أو طعامي، أما أنت فلا يشركك أحد؛ ولذلك سمنت أما أنا فأصبحت ضامرًا نحيلًا، وما شحوب وجهي إلا أثر من آثار نهوضي بحقوق هؤلاء المحتاجين والمعوزين؛ فلست أنا الخليق بالهزؤ والسخرية، إنما الخليق بذلك السمين البطين. وما لبث أن قال: إنه يقسم طعامه بينه وبين الفقراء أو بعبارة أدق يقسم جسمه في جسومهم؛ بل كثيرًا ما يؤثرهم على نفسه بكل طعامه مع جوعه ومسغبته مكتفيًا بشرب الماء البارد، على حين يعصف الشتاء بزمهريره. والذي لا ريب فيه أنه طمح إلى مثل نبيل في البر والإيثار ودفع غوائل البؤس والشقاء عن البؤساء والضعفاء. ونحن نقف عند قصيدة أنشدها له الأصمعي في أصمعياته، وهي بذلك من أوثق شعره وأصدقه. وهو يستهلها بتوجيه الخطاب إلى امرأته سلمى التي تلومه على كثرة مخاطراته ومغامراته في الغزوات والغازات، وقد رد عليها بأنه يبغي حسن الأحدوثة وبقاءها، وأنه إنما يرمي بنفسه في المهالك من أجلها، حتى يغنيها، وحتى لا تشعر بالحاجة من بعده أو بالذل والهوان، وهي تماريه شفقة عليه:
تَقولُ لَكَ الوَيلاتُ هَل أَنتَ تارِكٌ ضُبُوًّا بِرَجلٍ تارَةً وَبِمِنسَرِ
فهي تقول له: إنك لن تنتهي عن غاراتك بالصعاليك من الراجلين تارة ومن الفرسان تارة ثانية، وحري بك أن تكف عن ذلك؛ حتى لا تلقى حتفك ويرد عليها:
أَبى الخَفضَ مَن يَغشاكِ مِن ذي قَرابَةٍ وَمِن كُلِّ سَوداءِ المَعاصِمِ تَعتَري
وَمُستَهنِئٍ زَيدٌ أَبوهُ فَلا أَرى لَهُ مَدافَعًا فَاقني حَياءَكِ وَاِصبِري
فهو لا يستطيع القعود عن الغزو كما تريد زوجه؛ لما عليه من واجبات وحقوق لأقربائه المحتاجين من قبيلته، ونسائها المعوزات، والعُفاة، طلاب العطاء من الضعفاء؛ فهو إنما يغزو من أجل الوفاء بحقوق هؤلاء جميعًا. ويعرض عليها صورتين للصعلوك، صورة رديئة، وصورة جيدة، أما الصورة الأولى ففيها يتراءى الصعلوك خاملًا، حسبه أن ينال أكلة من فتات مائدة، لا يهمه أهله ولا عياله
ولا قوتهم، يقول:
لَحى اللَهُ صُعلوكًا إِذا جَنَّ لَيلُهُ مضى في المُشاشِ آلِفًا كُلَّ مَجزَرِ
يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ
يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ قاعِدًا يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ
يُعينُ نِساءَ الحَيِّ ما يَستَعِنُّهُ وَيُمسي طَليحًا كَالبَعيرِ المُحَسَّرِ
أما الصعلوك الآخر الشريف فهو جدير بكل ثناء وتشجيع من الزوجة وغير الزوجة، يقول في وصفه:
وَلله صُعلوكٌ صَحيفةُ وَجهِهِ كَضَوءِ شِهابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ
مُطِلًّا عَلى أَعدائِهِ يَزجُرونَهُ بِساحَتِهِم زَجرَ المَنيحِ المُشَهَّرِ
وإن بَعُدوا لا يَأمَنونَ اِقتِرابَهُ تَشَوُّفَ أَهلَ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ
فَذلِكَ إِن يَلقَ المَنِيَّةَ يَلقَها حَميدًا وَإِن يَستَغنِ يَومًا فَأَجدِرِ
فيحدثنا عن غزواته وغاياتها؛ يقول:
أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وَزَيدٌ وَلَم أَقُم عَلى نُدَبٍ يَومًا وَلي نَفسُ مُخطِرِ
سَتُفزِعُ بَعدَ اليَأسِ مَن لا يَخافُنا كَواسِعُ في أُخرى السَوامَ المُنَفَّرِ
نُطاعِنُ عَنها أَوَّلَ القَومِ بِالقَنا وَبيضٍ خِفافٍ ذاتِ لَونٍ مُشَهَّرِ
وَيَومًا عَلى غَاراتِ نَجدٍ وأَهلِه وَيَومًا بِأَرضٍ ذاتِ شَثٍّ وَعَرعَرِ
يُريحُ عَلَيَّ اللَيلُ أَضيافَ ماجِدٍ كَريمٍ وَمالي سارِحًا مالُ مُقتَرِ
والحق أن عروة كان صعلوكًا شريفًا، وأنه استطاع أن يرفع الصعلكة وأن يجعلها ضربًا من ضروب السيادة والمروءة؛ إذ كان يستشعر في قوة فكرة التضامن الاجتماعي وما يطوى فيها من إيثار وبر بالفقراء، فهو لا يسعى لنفسه فحسب، وإنما يسعى قبل كل شيء للمعوزين من عشيرته حتى يدفع عنهم كل ما يجدون من بؤس وشقاء. وقد برزت عند الشعراء الصعاليك ظاهرة النقد السياسي ومن استقراء شعرهم في العصر الجاهلي نجد أنهم أخذوا على عاتقهم:
1-الخروج على صوت قبيلته
2-لم يعش الشاعر الصعلوك وحيدا، فقد اتخذ له أهلا ونسبا، ولكن على أساس المذهب والمعتقد لا على أساس الدم.
3- ثار الشعراء الصعاليك على التقسيم الطبقي للمجتمع القبلي ورأوا فيه حكما ظالما،.
4- اتخذت حركة الصعلكة في العصر الجاهلي شكل الثورة، حيث بذلوا أرواحهم في سبيل مبادئهم.
5- الفخر والمدح والذم عند الشعراء الصعاليك هو مذهبي حزبي يقوم على أساس العصبية المذهبية لا على أساس العصبية القبلية.
6-كفر الشعراء الصعاليك ببعض المسلمات والعادات والتقاليد والخرافات التي كانت سائدة في مجتمعاتهم، وهم بذلك حملوا لواء التغيير والتجديد على أساس العقل والعلم.
7-وصف الشعراء الصعاليك منافيهم، بمتاهاتها وجدبها ووحشها، وصفا دقيقا تعجز عنه أمهر عدسات المصورين الحديثة.




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)