|
يا أمّةَ الغَيْث.. |
------------- |
إلى أمة الإسلام، أمة الهدى والنور، أنتِ الأمل المنتظر رغم الظلام الهادر، والكيد المتواتر.. |
------------- |
يا أمّة الغيث هِـلّـي اليوم وائتـلقــي |
فكم تحسّر طـَــرْفُ العيــنِ في الأفق ِ!! |
يا أمّة الغيث هل للغيثِ من سُحبٍ |
سحّاءَ تُطْفيءُ ما في القلبِ من حُرق ِ !! |
يا أمّة الغيثِ أنتِ النـورُ منسكبا |
من سدرة المُنتهى للمصطفى الشَـفِق ِ |
سنا تجلّى إلى جبريلَ مؤتمنـــــاً |
فهلْ لنورِكِ في الآفــــاق ِ من شَـفـَق ِ |
يرنو إليكِ وجودٌ لا حيـــــاة َ لـه |
إلا بنبضِـــك فــي وجدانِـــهِ الخَـفِـق ِ |
وتشــرأبُ البرايـا في سفاسفهــا |
إلى سمــوِّكِ فـي الإيمـان ِ والخُلُــــق ِ |
ويستغيثـُك جـــرحٌ لا التئامَ لــه |
إلاّ برايـــــات ِ سبّــــاق ٍ و مُسْتَبِــق ِ |
ويسألُ السهدُ عنكِ النَّجمَ في أملٍ |
لعلَّ فجْــركِ يجلو ظلمـــة َ الغســـق ِ |
وللجــوى عنكِ تطوافٌ وأسئلـةٌ |
وألفُ تنهيـــدةٍ فـي مسْـــمَـع ِ الأرق ِ |
وتغزلُ الريحُ فوقَ الرَّملِ ملحمةً |
من ذكرياتِ الفِـدا والعـزِّ والسّـــمَـق ِ |
يا أمّة الغيثِ للعصيــان ِ مشأمـةٌ |
من اتقى الله في كلِّ الأمـــــورِ وُقي |
الأرضُ بعدكِ أشــلاءٌ مضمّخةٌ |
وتِرْكة ُ المجدِ نهـــبُ الحاقــدِ الشَّبِـق ِ |
وللمباديء أكفانٌ وأضـــرحــة ٌ.. |
والروحُ –يا لكسادِ الروحِ– في ملـق ِ |
وللفواحشٍ أصداءٌ مدويـّــــــــة ٌ |
يســـوقـُُهـا طبـــقٌ دانٍ إلى طبــــــقِ ِ |
وللسعادةِ سنــدانٌ و مطـــــــرقةٌ |
يلـوكُهــا الدهرُ فــي كمــاشةِ القَــلق ِ.. |
يا أمّة الغيثِ هلّي اليوم وائتلقي |
فأنتِ رَوْحُ الشذى في الزهر والورق ِ |
وأنتِ بُشرى الهدى المُنثال منذُ زها |
فجرُ النبــوّةِ واســتجلى لكلِّ تقـــــي |
وفــي يمينــــــكِ آياتٌ مبيّنــــــةٌ |
من ســورةِ الفتحِ والأنفــــال ِ والفلق ِ |
بك استنارت قلوبُ السائرين هدى |
ومنكِ يحلو الجنى في غصنهِ العذق ِ |
يا أمّة الغيثِ هلي اليوم وائتلقـي |
واستنقذي الكون من إظلامة ِ النَفَــق ِ |
كم معقل ٍ صار للأعــداءِ مرتفقا |
قد كان مبعثَ رايــاتي و مُنْطــَلقـي |
كم أمّةٍ عــزَّها التوحيدُ فاعتصمَتْ |
قد أصبحتْ من دعاوى الشكّ في فِرَقِ!! |
وبقعة ٍ حُرّة ٍ كانتْ مُمَلّكـَــــــــة ً |
يسومها المعتدي.. مكسورة العُنُـــق ِ |
في كلّ يوم ٍ يسجّيها على فتن ٍ |
يا بؤس مُصْطبحٍ فيــها ومغتبــــق ِ!! |
يدّعها في متاهاتٍ و معمعــــــة ٍ |
حُبلى، تحيّرُ فكرَ المؤمـــن الحّـــــذِق ِ |
قالوا جنيتُ.. وسهم الغدر في كبدي!! |
ومذنبٌ.. وشهودُ البغي في حدقــي!! |
مُكبّلٌ.. و كرامـــاتي مدنسّــــــةٌ |
والقدسُ يا لعناء القدس في الرَّبَـــق ِ !! |
مُجَرّمٌ.. وجحيمُ القصفِ في بلدي!! |
ومعتدٍ .. ونصالُ السيفِ في عُنُـقي!! |
وموصمٌ أنا بالإرهاب في زمن ٍ |
يعدُّ تكبيرتي من أحمــقِ الحَمَـــــق ِ!! |
وقد أهانوا كتاب الله في صـلفٍ |
إنَّّ البهيمة َ لا تعتـــدُّ بـــالــوَرِق ِ؟!! |
وأسرفوا في دمي.. واستعذبوا شرفي |
وسوف ينفجرُ البركانُ من حنقـــي.. |
وفي المدينة سمّاعون قد مردوا.. |
هم الخفافيشُ في ليلٍ من الرَّهـــــق ِ |
يا أمتي إن يكن باللهِ مُعْتَصَمي |
لاندكَّ كلُّ كيـان الكفــر من فـــرَق ِ |
البذلُ لله نصـــرٌ لا اندحـــار لــه |
والسعيُ من دونهِ زخمٌ من العَرَق ِ ! |
مليارُنا اليوم صفــرٌ لا اعتداد به |
لأنّ مليـــارنا حبــــرٌ علــى ورق ِ |
يا أمّة الغيثِ يا آمالَ مرتقــــبٍ |
والأرضُ تهتفُ من وجدانِ منسحق ِ |
مدّتْ إليك ِ ذراعَ المستغيثِ رجا |
فاستفتحي باســم ربّي كلَّ منغـــلق ِ .. |
وأجهشت، ونداءُ الشوقِ في فمها: |
خذي بحاري وبرّي واملأي طرقي |
عودي لسيرتك الأولى هدى وسنا |
صوني البريّة عن مستنقّعِ الغـــَـرَق |
آمنتُ يا أمتي بالنصر فاعتصمي |
واستنزلي الفتح.. وامضي للعُلا.. وثقي |
------------ |
صالح بن علي العمري- الظهران |