مضامين القصيدة الجاهلية
بصرف النظــر عـن اختلاف النقاد حـول طفـولة الشعر الجاهلي أو وصول هـذا الشعر إلينا خالياً من العيوب ، فإن القصيدة الجاهلية التـي وصلت إلينا كانت متقنة الصنـع تتبـع أسلـوباً متميزاً وتنحو طريقاً متعارفاً عليها . وهذه القصيدة التي تولدت لدى الشعراء الجاهليين أتبعت في سيرها ومضمونها خطة تتمثل في :
1-المقدمة الطللية :
تكاد معظم القصائد الجاهلية تبدأ مطالعها بالوقوف على الأطلال لما لذلك من علوقٍ فــي النفس إذا إن الأطلال : هي الديار التي هجـرهـا الأحبة ، و أقاموا فـي مكان آخر تمثل ما لدى الشاعر مـن تطلعات و أحاسيس تتعلق بالمرأة و النفوس كمـا يقـول ابن قتيبة محبة للغزل ، ولا يكاد يخلو أحدٌ مـن أن يكون متعلقاً بالغزل أو مرتبطاً به ولذلك اعتمده الشعراء لاستمالة آذان المتلقين وقـد علل النقاد الظاهرة الطللية عنـد العـرب بمسألة الانهـدام الحضــاري الذي أصاب الجزيرة العــربية فأصبحت دياراً خربة بعد أن كانت حضارة معمورة ومن هنا بكى الشعراء على أيام التألق وأصبح ذلك عادة عند الشـعراء ، وهـو يشبه الحديث عـن بنات الأولمب عند اليونان . يقول امرؤ القيس في مطلع معلقته متحدثاً عن أطلال محبوبته :
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراةَ لم يعف رسمها لما نسجتهه مـــن جنوب وشمأل
وقوفاً بها صحبي علــيّ مطيُّهم يقـولـون : لاتهلك أسىً وتجمـل
ويقول زهير بن أبي سلمى في مطلع معلقته : أمن أمِّ أومن دمنة لم تكلمــي بحـومانــة الـدّراج فالمتثلـم
وقفت بها من بعد عشرين حِجة فلأياً عرفت الدار بعــد توهـم
فلما عرفت الدار قلت لربعهــا ألا عمْ صباحاً أيها الربع واسلمِ
ويقول النابغة الذبياني :
يا دار مية بالعلياء فالسنــد أقوت وطال عليها سالف الأبــد
وقفت فيها أصيلاً كي أسائلها عيّت جواباً وما بالربع مـن أحـد
2 - وصف مشاهد التحمل والارتحال :
وفي هـذا القسم تحدث الشعراء الجاهليون عن انعكاس أثر هـذا الرحيل الذي ارتبط بالأطلال والذي يزخر بالحبِّ والحزن والحنين بحيث نرى الشعراء يصفون رحلة النساء على الهوادج والجمال ، وما لذلك من أثرٍ في نفوسهم ،
يقول زهير بن أبي سلمى :
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تحملّن بالعلياء من فوق جرثـم علون بأنماطٍ عتـــاقٍ وكِلّـة ورادٍ حواشيها مشاكهة الـدم
بكرن بكوراً واستحرن بسحـرةٍ فهن ووادي الرَّسّ كاليد للفـم
ويقول عنترة في وصف الراحلة :
إن كنت أزمعت الفراق فإنما زمــت ركابكم بليلٍ مظلــمِ
ما راعني إلا حمولة أهلهــا وسط الديار تسف حب الحمحم
فيها اثنتان وأربعون حلـوبة سوداً كخافية الغراب الأسحـم
ويقول الشاعر بشر بن أبي حازم :
ألا بان الخليط ولـم يزاروا وقلبك في الظعائن مستعـار
أسائل صاحبي ولقد أراني بصيراً بالظعائنِ حيـث ساروا
3 -وصف المحاسن :
يتحدث الشعراء في هذا القسم عن وصف محاسن المرأة وجمالها الجسدي والمعنوي يقول الأعشى :
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
ويقول النابغة الذبياني: نظـرت بمقلةِ شادنٍ متربّب أحـوى أحم المقلتين مُقَلــَّدِ
صفراء كالسّيراء أُكملَ خلقها كالغصنِ في غلوائه المتـــأوّد
4- وصف الرحلة والراحلة والطريق :
وقد تضمن ذلك رسم صورة الفرس والناقة اللتين هما وسائل النقل في ذلك العصر. وقد وفر الشعراء لهذه الوسائل صفات الصلابة والقوة والفخامة والشدة والصبر وهما الصديقان الحميمان للشاعر في سفره.
يقول امرؤ القيس في وصف الفرس :
وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجردٍ قيـد الأوابــدِ هيكـلِ
مكرٍّ مفٍّر مقبلٍ مدبرٍ معــاً كجلمود صخرٍ حطّه السيل من علِ
إذاً : فحصان الشاعر يتميز بصفات مختلفة عن صفات مثيله فهو يستطيع في لحظة واحدة أن يتحرك حركات مختلفة بين الإدبار والإقبال إضافة إلى أنه منتخب الصفات وكأني به يريد أن يقول : إن حصانه يشبه طائرة الأباتشي:
له أيطلا ظبـــي وساقا نعامـــة وإرخاء سرحان وتقريب تتفلِ
ويقول طرفة في وصف ناقته :
وإني لأمضي الهمَّ عند احتضاره بعوجاء مرقالٍ ، تروح وتغتدي
أمونٍ كألواح الإران نصأتُهـا على لاحبٍ كأنه ظَهْرُ برجـدِ

5 - الغرض الذي كتبت من أجله القصيدة :
وقد يكون هذا الغرض مدحاً أو حكمة أو فخراً بنفسٍ أو قبيلةٍ ، يقول زهير بن أبي سلمى في الحكمة :
ومـن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنــه ويذمم
ومهما تكن عند امرىء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ويقول عمرو بن كلثوم في معلقته مفتخرا بقبيلته :
ملأنا البرّ حتى ضاق عنّا ووجه البحر نملؤه سفينا
إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ تخرّ له الجبابر ساجدينا





المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)