نسيج الشعر الجاهلي الفني
الشعر صناعة تجتمع لها في كل لغة طائفة من المصطلحات والتقاليد، ما يزال النقاد منذ القديم يحاولون أن يصفوها بمقاييس. فكلمة شاعر عندنا معناها العالم والشعر معناه العلم ، والعلم يدخل في باب الصنائع. وتناثر في أشعار العرب القدماء ما يدل على أنهم كانوا يحسون بأن الشعر ضرب من الصناعات، فقد جعلوه كبرود التعصْب اليمانية وكالحلل والمعاطف والديباج والوشي. فهو يشبه صناعة الثياب، فقد روي أن عمر بن الخطاب قال: ((خير صناعات العرب أبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته)). فالشعر صناعة معقدة تخضع لقواعد دقيقة صارمة في دقتها بحيث لا ينحرف عنها صنّاع الشعر إلا ليضيفوا إليها قواعد أخرى ما تزال تنمو مع نمو الشعر وتتطور مع تطوره. يقول (جويدي): ((إن قصائد القرن السادس الميلادي الجديرة بالإعجاب تنبئ بأنها ثمرة صناعة طويلة)) ، فإن ما فيها من كثرة القواعد والأصول في لغتها ونحوها وتراكيبها وأوزانها يجعل الباحث يؤمن بأنه لم تستو لها تلك الصورة الجاهلية إلا بعد جهود عنيفة بذلها الشعراء في صناعتها. و ((موسيقى)) الشعر الجاهلي يفسر بعض هذه الجهود، حيث يلتزم الشاعر في جميع هذه الأبيات وزناً واحداً يرتبط بنغماته ، كما يلتزم حرفاً واحداً يتحد في نهاية هذه الأبيات يسمى الرويّ ، ويدخله في (فن التصوير) ولعل ذلك ما جعل (جب) يقول: إن أدب العرب أدب رومانتيكي ، ومن يرجع إلى امرئ القيس يلاحظ أنه يعنى بالتصوير في شعره إذ يقول:

مكرٌ مفرٌ مقبلٍ مدبر معاً
كُميتٍ يزلُّ اللِّبدُ عن حال متنه
كجلمود صخر حطَّه السيلُ من عَل
كما زلَّت الصَّفواءُ بالمتنزلِ

وقد كان الشاعر الجاهلي يحاول أن يوفّر في شعره كثيراً من ((القيم الصوتية والتصويرية))، وكان يلقى عناء شديداً في هذا التوفير، إذ نراه يتقيد بقيود كثيرة، لا تقف عند الموسيقى والتصوير، بل تتعدى ذلك إلى الموضوعات والألفاظ والمعاني، ولذلك كان الشعراء يحرصون في كثير من مطولاتهم منذ العصر الجاهلي على أسلوب موروث فيها، إذ نراها تبتدئ عادة بوصف الأطلال وبكاء الدّمن، ثم تنتقل إلى وصف رحلات الشاعر في الصحراء. وحينئذ يصف نافته التي تملأ حسَّه ونفسه وصفاً دقيقاً فيه حذق ومهارة، ثم يخرج من ذلك إلى الموضوع المعين من مدح أو هجاء أو غيرهما. واستقرت تلك (الطريقة التقليدية) في الشعر العربي، وثبتت أصولها في مطولاته الكبرى على مر العصور.


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)