مدرسة عبيد الشعر
في الجاهلية
لا يمكن للمرء أن يتجاوز اهتمام العرب بالشعر على مر العصور على اعتبار أنه الفن الذي مثل حياتهم منذ الجاهلية وحتى يومنا هذا ولقد كان الشعر في العصر الجاهلي ديوان العرب لما يحمله من وصف دقيق لحياتهم الإنسانية والاجتماعية والحياتية فهو فخر القبائل العربية وسلاحها في التمايز وهذا ما دفع شعراء كل قبيلة إلى تحسين صفة الشعر والخروج به بثوب جذاب وجميل لا يقدر أحد على مجاراته أو تحديه . ولقد كان هناك مجموعة من الشعراء يحاولون في كل لحظة تحسين أدائهم الشعري وزخرفة هذا الثوب حين ظهوره أمام الناس وهذا ما جعل ديدن حياتهم العودة للقصيدة بعد ظهورها مرة ومرتين وثلاثة حتى يتمكنوا من إبرازها عروسا في أجمل حلة من ثيابها ومن هنا وقفوا حياتهم كلها على خدمة شعرهم وتحسينه و سموا ( بعبيد الشعر ) ، وفعلا نجحوا في جعل شعرهم لوحات تعلق على أستار الكعبة المشرفة يفخر بها العرب .ومن الشعراء الذين حككوا الشعر(بشامة بن الغديرـ أوس بن حجر ـ زهير بن أبي سلمى ـ كعب بن زهير ـ الحطيئة ـ جميل بن معمر) وإنك حين تراجع قصائدهم تجد هذه الميزة الفنية البارعة وقد كتب هؤلاء الشعراء قصائدهم الحولية التي كانوا يمضون سنة كاملة في بنائها غايتهم من ذلك إنتاج قصائد ذات مستوى متميز من الشعر يذكره العرب في مجالسهم ويعدونه من أفخم ما جاء به أبناؤهم ويعد زهير بن أبي سلمى من أهم شعراء هذه الظاهرة ، فقد كان زهير يكتب بعض قصائده ويمضي عليها الحول حتى يكتمل بناؤها الشعري ومن هنا جاءت هذه القصائد غاية في المبنى والمعنى ، وقد أطلق على أصحاب هذه الطريقة (المدرسة الأوسية ) وهي مدرسة شعرية أستاذها الأول الشاعر الجاهلي أوس بن حجر وتلاميذ ها بشامة بن الغدير وزهير بن أبي سلمى و أولاده كعب وبجير وسلمى والشاعر الحطيئة وجميل بن معمر وهي مدرسة اعتمدت تأكيد الصياغة والشكل في بناء القصيدة العربية الجاهلية تحت أجنحة عمود الشعر العربي فكان شعراء هذه المدرسة يحككون شعرهم ولذلك سموا بالشعراء المحككين الذين يراجعون قصائدهم مرة بعد مرة حتى يزيلوا عنها كل ما يعلق بها من منفرات الذوق العربي الشعري ويؤكدون على إضافة كل ما يجعل هذه القصائد جميلة ويحسن قبولها لدى المتلقي وقد بقي شعراء هذه المدرسة موضع تقليد من قبل شعراء كثيرين جاؤوا من بعدهم وما يزال تأثير أسلوب هذه المدرسة يؤخذ به حتى يومنا هذا في طريقة أداء الشعراء لنهجهم الشعري . وإذا كان الشعر قد استعبد عددا من الشعراء فخدموه بطاعة ومحبة من خلال تمكنهم من الشعر أومن أدواته وفنونه ومبانيه وقواعده ومن خلال استحضار ما يحبه أبناء القبائل من أنواع الشعر وما يكرهونه وذلك من خلال .
1- تهذيب الألفاظ الشعرية
2- تنقيح المعاني
3- تصحيح ما كان معتلا منه مبنى ومعنى
4- تجويد الشعر
وقد كان زهير والخطيئة وطفيل الغنوي وأوس بن حجر والنابغة والأعشى وامرؤ القيس من أهم أصحاب هذه المدرسة لتنقيصهم الشعر وعدم الذهاب به مذهب الطبع . يقول عدي بن الرقاع :
وقصيدة قد بت أجمع بينها حتى أقوم بينها وسنادها
نظر المثقف في كعوب قناته حتى يقيم ثقافة منآدها
ويقول سويد بن كراع العكلي :
أبيت بأبواب القوافي كأنما أصادي بها سربا من الوحش فزعا
ويقول الخطيئة :
الشعر صعب وطويل سلمه إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
وقد استبعد هؤلاء واستفرغ مجهودهم وأدخلهم باب التكلف والصنعة لأنهم التمسوا قهر الكلام واغتصاب الألفاظ ولم يتركوا المعاني تأتيهم سهوا ورهوا أو تنثال عليهم الألفاظ انثيالا ومن نسجهم استواء الشعر في الجودة والتوقف عند كل بيت قبل إخراجه للناس وإعادة النظر فيه مرة بعد مرة وإشغال جميع حواس الشاعر في هذا الشعر واغتصاب مواقع الألفاظ التي يوجهها علمهم بالشعر يقومون شعرهم ويثقفونه وينقحونه بطول التفتيش وإعادة النظر فيه بتهذيب أشعاره من الوحشي والغريب والمعاضلة وعدم مدح الرجل إلا بما يكون للرجال
والشاعر المتكلف يتميز بأنه
1- يهذب شعره وينقحه
2- يغلب على شعره الجودة والحسن
3- يعمل عقله وعلمة بصناعة شعره
4- يحرك كل حواسه في شعره
5- ينتظر قوافيه انتظار الموعود بلقاء أحبته
6- يقوم شعره بالثقاف
7- يقف على كل بيت على حده ليخرجه أخراجا جميلا
8- تستوي قصيدة جميعها بالجودة
أما الشاعر المطبوع فيتميز بأنه .
1- يدع شعره دون تهذيب أو تنقيح
2- يتفاوت شعره بين الجيد والرديء
3- لا يعمل عقله وعلمه بصناعة الشعر في شعره
4- لا يحرك حواسه في شعره
5- المعاني تأتيه سهوا ورهوا فينظمها كما هي
6- لا يقوّم شعره
7- لا يطيل الوقوف عند شعره
8- تتفاوت قصيدته بين الجودة والرداءة والتوسط .






المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)