الموعظة التقوية
في العصر الجاهلي

أ- الموعظة رؤى وأبعاد :
عرفت الموعظة التقوية طريقها إلى الحياة في كل العصور ولم يخل العصر الجاهلي على الرغم من كونه يتمحور حول عبادة الأصنام أو عبادة مظاهر الطبيعة كالشمس والقمر والكواكب من دعاة نصارى أو يهود أو أحناف من أتباع سيدها إبراهيم عليه السلام , فقد كان زهير بن أبي سلمى من الشعراء الأحناف وكذلك الشاعر أمية بن أبي الصلت الذي كان يدعو للتوحيد في شعره وكذلك كان ورقة بن نوفل الذي كان يكتب الكتاب العبراني ( التوراة ) في مكة المكرمة وكذلك كان الراهب بحيرا في بصرى الشام الذي لقي الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان مع عمه أبي طالب في تجارة لخديجة رضي الله عنها وقد حاول هؤلاء الدعاة أن يعيدوا الناس إلى قضية التوحيد ونحن نعرف كم كان الحبر ورقة بن نوفل متحمسا ً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام حين أكد له أن أهل مكة سيخرجون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة وأنه يتمنى أن يكون جنبه لينصره على كفار مكة (وثيقة ورقة بن نوفل وحواره مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) , وقد ذكر لنا رسول الله صلوات الله عليه أنه شاهد الخطيب المشهور ( أكثم بن صيفي ) في سوق عكاظ وهو يخطب خطبته المشهورة واعظا ً الناس : (( أيها الناس من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت . . . )) .
وتتميز المواعظ التقوية في العصر الجاهلي سواء كانت شعرا أم نثرا بفطريتها وإيجازها وبلاغتها وقدرتها على مخاطبة القلب والعاطفة وتمس العقل وإن كان بشكل بسيط .
ب-موعظة قس بن ساعدة الإيادي:
(أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنه من عاش مات ومن مات فات
وكل ما هو آت آت مطر ونبات وأرزاق و أقوات
وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع وأشتات وآيات
وأرض ذات رتاج ,وبحار ذات أمواج
ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون
أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا
أقسم قس قسماً لا حانث فيه ولا آثماً
إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه
ونبياً قد حان حينه وأظلكم أوانه فطوبى
لمن آمن به فهداه , وويل
لمن خالفه وعصاه
ثم قال:
تباً لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية
يا معشر إياد أين الآباء والأجداد وأين ثمود وعاد
وأين الفراعنة الشداد أين من بنى وشيد وزخرف ونجد وغره المال والولد
أين من بغى وطغى وجمع فأوعى وقال أنا ربكم الأعلى
ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً وأطول منكم آجالاً وأبعد منكم آمالاً
طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم بتطاوله فتلك عظامهم بالية وبيوتهم خاوية
عمرتها الذئاب العاوية كلا بل هو الله الواحد المعبود ليس والد ولا مولود
ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر)


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)