جذور الفلسفة الاسلامية
يعتقد البعض أن الفلسفة الاسلامية ما هي إلا مجرد استمرار للفكر الفلسفي اليوناني، وبأن المسلمين لم تكن لهم فلسفة خاصة بهم، بل ذهب آخرون بعيداً فعزا سبب ذلك إلى ضحالة العقلية الإسلامية وعجزها عن تعمق مشكلات الفكر والغور في المذاهب الفلسفية، والإتيان بجديد يستحق أن يضاف الى محصلة الفكر الإنساني. ويرجع هؤلاء إلى إن الفلسفة اليونانية قد ملأت كل المنافذ الإبداعي على الذين يأتون بعدها، وقد جاءت فلسفتهم متكاملة في تفسير الكون والانسان المبدع الاول، على حدِّ زعمهم ، ولم يبق للقادمين بعدهم إلا التفسير والشرح والتعليق على مسائلها وما كان دور المسلمين إلا واسطة نقل فلقد أخذوا من الهليلنيين والرومان والمسيحيين هذا التراث فسلموه بدورهم إلى فلاسفة القرون الوسطى، فهم نقلة للعلم الفلسفي اليوناني ليس إلا، ولم تكن الفلسفة الإسلامية ألا نقلا لفلسفة اليونان من لغتها الأصلية إلى اللغة العربية، فتكون هي فلسفة اليونان كتبت بلغة عربية . ويرى فريق آخر ومنهم مستشرقون أن الفلسفة العربية الإسلامية نشأت في أحضان الثقافة العربية الإسلامية التي تمثلت في القرآن الكريم ، وفي العلوم العربية، ولقد أسهم فيها عرب ومسلمون. صحيح أن العقل العربي قبل الإسلام لم يحمل أي بذور تصلح للتطور، إلا أن العرب بعد حملهم الرسالة السماوية ونشرها، كانت لهم بذور فلسفية تأتت من انفتاح عقولهم على الكون والحياة والعالم من خلال القرآن الكريم وما دعا إلية من تطور. ولو تتبعنا موضوعات التفكير الكلامي أو الفلسفي في أول نشأته عند المسلمين، فإننا نجدها موضوعات إسلامية بحتة يدور الجدل فيها، إما في مواجهة المنحرفين والمعترضين على الدين أو في مواجهة التزمت السيئ. والتزام حرفية النصوص الدينية ، ولا يمكن أن نعزو الفلسفة الإسلامية كونها تدور حول مشكلات الدين الأساسية ( كالتوحيد والخلق والمعاد) فحسب. فإن صح ذلك على علم الكلام فإنه لا يمكن أن ينسحب على مجمل الإنتاج الفلسفي عند المسلمين. صحيح أنهم تلقوا من الخارج مجموعة مضطربة وتلفيقية من تيارات الفكر الفلسفي، لكنهم حاولوا التوفيق بينها وبين الدين، كما فعل ابن رشد، كما أن لهم مواقف فلسفية خاصة تميزت بحلول مبتكرة ذات طابع فكري حر وجاءت متأثرة بالمناخ العقلي الاسلامي (تاريخ الفلسفة في الاسلام) ( يوردي يورا ترجمة -عبدالهادي ابو ريدة- القاهرة ص 102 . (ولقد انبرى بعض المستشرقين من أمثال (دوجا) للدفاع عن العقلية العربية الإسلامية، وقد أثبت أن المسلمين عارضوا أرسطو، وكونوا فلسفة بها عناصر مختلفة عما كان يدرس بالمدرسة المشائية، وذكر أن عقلية كعقلية ابن سينا لا يمكن إلا أن تنتج جديداً وطريفاً في ميدان الفكر، وأن آراء المعتزلة والأشاعرة ليست سوى ثمار يانعة من آثار العقل العربي الاسلامي. (بين الغزالي وديكارت بحث في مجلة الشرق الجديد 1964 محمد علي أبو ريان). ومن المفكرين القدامى الذين انصفوا العرب والمسلمين ومنهم الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل الذي يشير إلى وجود نوع أولي من الحكمة عند العرب في الجاهلية يتمثل في الحكم القصيرة والامثال المركزة. ويعقد الشهرستاني مقارنة بين العرب والهنود ويتوصل إلى أن هذين الشعبين يتشابهان في ميل كل منهما الى تقرير خواص الأشياء والحكم بأحكام الماهيات (كتاب الملل والنحل للشهرستاني ص 235 ( وقد برع فلاسفة الإسلام في تناول الفلسفة اليونانية وصارت لهم فلسفة خالفوا فيها كثيراً من آراء المعلم الأول (أرسطو) (مقدمة ابن خلدون ص 419)، وخلاصة القول : إن الفلسفة الإسلامية ظهرت مع ظهور القرآن الكريم، ولا يمكن أن تنكر على العرب في الجاهلية خلدهم من التفكير المعقد. فلقد أتت الينا نصوص في الحكمة، والأمثال وتكهنات كلامية كانت سائدة في المجتمع الجاهلي، إلا أن أســـس الفلسفة الإسلامية ترسخت بعد نزول القرآن الكريم ذلك أنه نشأ من طول معاناة علوم القرآن الكريم والحديث علم إسلامي أصيل هو علم أصول الفقه (تمهيد لتاريخ الفلسفة) الشيخ مصطفى عبدالرزاق ص 146 القاهرة. ( والذي أظهر المذاهب الكلامية، وجاءت الفلسفة اليونانية، لكي تجد الأرض خصبة وتجد عقلاً فلسفياً اكتملت لديه جميع أسباب النظر الفلسفي من خلال النظر في مسائل الفقه وأقضيته وقياساته، فلم يكن تيار الفلسفة اليونانية سوى رافد اندفع ليلتقي مع المجرى الكبير وحتمية التأثير الثقافي المتبادل كنتيجة للتجاور المكاني والتماس الحضاري في هذه المنطقة. وما إقبال المسلمين على التراث اليوناني إلى استعراض لقضاياه مقارنة بأسلوب المتعلم. فرفضوا ما يتعارض منه مع الدين، وقبلوا ما لا يناقض العقيدة ويتلخص الموقف في أن المسلمين قد تدرجوا في طلب المعرفة منذ بداية عهدهم بالتحضر، فأقبلوا في صدر الإسلام على علوم القرآن والسنة، وحذقوا في مباحثها وتطرقوا إلى الاحكام الفقهية وإلى مناقشة قضايا الدين. نشأ علم الفقه، وكذلك نشأ علم الكلام. ثم تعمق المسلمون في مشكلات وأحكام الدين فنشأ علم أصول الفقه، وكذلك توصل المسلمون دون عون خارجي إلى استنباط الاحكام الفقهية وبلغوا في كل مبلغ الكمال والنضج ثم طلبوا في هذا الطور من حياتهم فلسفة اليونان، فترجمت لهم وأقبلوا على دراستها وتفهم مشاكلها محاولين التوفيق بينها وبين الدين، فهم لم يطلبوا الفلسفة إلا في فترة كانوا قد وصلوا فيها من الناحية العقلية إلى مستوى هذا التراث الفلسفي وإلا فكيف لهم التعامل مع هذه الفلسفة العميقة ؟ اذ لم يكونوا بمكانه من النضج العقلي وقدرة الاستيعاب والتمييز . وفي النهاية فإن المسلمين مثل غيرهم من الشعوب قد مروا بأدوار تصاعدية للنضج العقلي. فاليونان والهنود والفرس مروا بهذه الادوار حتى وصلوا إلى ما هم عليه. وإن تبادل الحضارات هو شيء طبيعي وهو سنة الحياة. ( جمع وترتيب)


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)