معالم النقد في عصر
الرسول صلى الله عليه وسلم
لم تكن الحياة الأدبية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ضيقة النطاق كما كانت في العصر الجاهلي؛ تدور في الهجاء والمدح والمفاخرات، بل توسعت بسبب وجود فكر جديد وتبعاً لذلك فقد اتسع نطاق النقد عما كان عليه عن العصر الجاهلي في كونه سار وفق معايير أخلاقية جديدة بحلية إسلامية، وأول من سار في هذا النهج كان الرسول – عليه الصلاة والسلام- حين يدور الحديث في مجلسه، فقد أعجب بالشعر إعجاب أصحاب الذوق السليم، وقد أثر عنه كلمات تعبّر عن مفهومه للشعر، فيقول: "الشعرُ كلام من كلام العرب، جزلٌ تتكلم به في بواديها، وتَسُلّ به الضغائن من بينها"، وقوله: "إنما الشعرُ كلام مؤلفٌ، فما وافق الحقّ منه فهو حسن، وما لم يوافق الحقّ منه فلا خير فيه"، وقوله: إنما الشعر كلامٌ، فمن الكلامِ خبيثٌ وطيّب". وقد دعا عليه الصلاة والسلام إلى العدول بالشعر عن طريقه الجاهلي وصبغه بالصبغة الإسلامية، فالشعر عنده كلام من جنس كلام العرب يتميز بالنظم، وتمتاز لغته وألفاظه بالجزالة وقوّة الأسر، وميزان الشعر عنده يتمثل في مدى مطابقته للحق، فالحسن ما وافقه والسيئ ما لم يوافقه. لقد فترت بواعث الشعر في تلك الفترة، خاصة عند من اهتدوا إلى الإسلام، وزاد في ذاك الفتور اشتراك بعضهم في الجهاد، فقد خلقهم الإسلام خلقاً جديداً، وصبغهم صبغة جديدة حتى انقطعت الصلة بينهم وبين الجاهلية وقد صرف القرآن الكريم كذلك الشعراء عن الشعر، خاصة عندما بهرهم بروعة أساليبه وبلاغته، فآثروه على الشعر، وعَدَلوا عنه إلى الخطابة للحاجة إليها في استنهاض الهمم لنصرة الإسلام، وتحريك النفوس والخواطر للجهاد .ولقد سار نقد الشعر في هذا العصر في ميدانين؛
الأول منهما: بين الشعراء المسلمين وشعراء المشركين وفيه حكمَ القوم حتى الخصوم للمسلمين على المشركين.
والثاني: يتمثل فيما كان بين حسان بن ثابت وسائر شعراء المسلمين، فقد دان القوم بالتفوق لحسان لما كان له من قوة الشاعرية، وقد فضله الرسول على غيره، فانتدبه ليدافع عن أعراض المسلمين وبنى له منبراً في المسجد ينشد عليه أشعاره، وذلك لأنه أول وأفضل من وافق الرسول عليه الصلاة والسلام في موقفه من الشعر، وهو الذي يقول)) : وإنّما الشِّعرُ لـُبَ المَرءِ يَعرِضُهُ على المَجالِسِ إنْ كَيْساً وإن حَـمَقَا((
وإنَّ أشعـَرَ بَيـتٍ أنتَ قائِلـُهُ بَيتٌ يُقَالُ –إذا أنشَدتَهُ- صَدَقَـا
وإذا حاولنا الوقوف على معالم النقد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لابد لنا أن نأتي بأمثلة من الأحكام في ذلك الوقت ، والمشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستمع إلى الشعر ويعجب به متى كان حقا ليس فيه عبث ولا كفر، وكان يستنشده ويتمثل به ويثيب عليه، فيقال إنه أعطى بردته لكعب بن زهير لما أنشده قصيدته:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم أثرها لم يفد مكبول
ويروى أنه كان صلى الله عليه وسلم يتمثل بشعر طرفة فيقول :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويقول : هذا من كلام النبوة . وكان صلى الله عليه وسلم يستنشد الخنساء بعد أن أسلمت قائلا : «هيه يا خناس»، ويومئ بيده، كما أنه كان يقول : (-إن من الشعر لحكمة أو أن من البيان لسحرا-)، وتمثله صلى الله عليه وسلم بالشعر دلالة على أنه كان يعجب بما يتمثل به.




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)