تأثُّر الشعراء المخضرمين
بالإسلام
سمي شعراء هذا العصر بالمخضرمين من الخضرمة وهي الاختلاط لأنهم خالطوا في حياتهم بين الجاهلية والإسلام فعاشوا في العصرين معاً . وشعراء البادية الذين ظلوا ينظمون شعرهم على الطريقة الجاهلية إلى أن دخلوا في الإسلام يعدون من المخضرمين . أما الذين ماتوا قبل دخولهم في الإسلام فليسوا مخضرمين بل جاهليين : كدُرَيد بن الصِّمة والأعشى وأمية بن أبي الصلت وغيرهم ؛ وقد عبر شعر المخضرمين عن قيم الإسلام الروحية التي آمنوا بها ، ولشعراء المدينة الحظ الأكبر في هذا الميدان ؛ فهم الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته منذ أن هاجر إليهم ، يتقدمهم حسان وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة . وكان إلى جانبهم شعراء آخرون لم يبلغوا مبلغهم من الشهرة الشعرية سواء في المدينة أو في مكة . فهذا أبو قيس صِرمَة بن أبي أنس الأنصاري يعبر عن إيمانه العميق باللهِ وبكتابه :
ونعلمُ أن اللهَ لا شيءَ غيرهُ وأنَّ كِتابَ اللهِ أصبحَ هاديا
وإذا تركنا شعراء المدينتين الكبيرتين إلى شعراء نجد والبوادي نجد كثيراً منهم يقتبسون من نهج الإسلام في شعرهم . من هؤلاء النمر بن تولب الذي نجد في شعره آثاراً من تلاوة القرآن الكريم :
أعذنيَ ربّ من حَصَرٍ وعِيٍّ ومن نفسٍ أعالِجُها علاجا
ومن حاجاتِ نفسي فاعصِمنّي فإنَّ لمُضمَراتِ النفسِ حاجا
وأنتَ وليُّها فبـرئتُ منها إليكَ وما قضيتَ فلا خِلاجا
ومنهم أبو ذؤيب الهذلي ، وهو أحد شعراء هذيل البارعين ، كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ، قدم المدينة يومَ قُبِضَ رسول الله ، ووجده ميتاً ولم يُغسّل ، وشهد الخطبة في سقيفة بني ساعدة والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنه ، ثم أنشد يبكيه :
كُسفَتْ لمصرعِهِ النجومُ وبدرُها وتزعزعت آطامُ بطنِ الأبطحِ
وتزعزعتْ أجبـالُ يثرِبَ كُلُّها ونخيلُها لحلولِ خطبٍ مفدِحِ إلى جانب هؤلاء نجد شعراء عرفوا برقة دينهم ، ومع ذلك نجد في شعرهم آثاراً للإسلام . منهم سُحَيم عبد بني الحَسحاس الذي كان يتغزل غزلاً فاحشاً جعل قومه يقتلونه على عهد عثمان رضي الله عنه ، نراه يقول :
عُميرةَ ودع إن تجهزتَ غازيا كفى الشيبُ والإسلامُ للمرءِ ناهيا
حتى أن عمر بن الخطاب قال له : ( لو قلت شعركَ مثلَ هذا لأعطيتُكَ عليه ) ، وعلى شاكلته ابن مقبل الذي كان جافياً في الدين ، وكان يبكي في الإسلام أهل الجاهلية ، ومع ذلك أثرت عنه أبيات إسلامية منها :
النـاسُ همهمُ الحياةُ ولا أرى طولَ الحياةِ يزيدُ غيرَ خبالِ
وإذا افتقرتَ إلى الذخائرِ لم تجد ذخراً يكونُ كصالِحِ الأعمالِ
وهذا يدل على فساد الفكرة التي شاعت بين الباحثين من أن الإسلام لم يترك أثراً في نفوس المخضرمين . فقد أثر فيهم ، ولم يقف أثره عند شعراء المدن بل تعداه إلى شعراء البادية كذلك .




المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)